![]() |
غلق |
![]() |
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: وليم العوطة |
بأي معنى لستُ وطنيًا؟
إذا كنّا نعني بالوطن الشعور بالإنتماء إلى أمكنة وأشخاص وذكريات إيجابيةٍ(سواء أكانت سعيدة أم حزينة) مرتبطة بهذه وهؤلاء، فأنا، بلا ريب، وطنيّ، ووطنيّ مخلصٍ طالما أنّني لا أنفكّ أشعر لا فقط بالإنتماء إلى مكانٍ وزمانٍ وإلى آخرين في هذا المكان، بل أيضًا بالمسؤولية تجاههم. لا همَّ إذا كان الوطن هنا حيّ أو قرية أو بلدة أو مدينة أو ما هو أوسع من ذلك أو أضيق، فقد يكون مدرسةً أو بيتًا أو غرفةً فيه أو لقاءً أو مصافحةً أو حبًّا أو حزبًا أو ناديًا أو دينًا أو عقيدةً أو قضيةً أو حتّى الأرض بأكملها..إلخ لا يتعلّق الأمر بالجغرافيا والامتداد المكانيّ وبالأعراق البشرية وبأجناس الكائنات الحيّة، بقدر ما يتعلّق بالديناميات العاطفية والذهنية والفكرية والجسدية المستمرة في الزمان والتي اعتملت فيّ وتمظهرت في حركتي ومواقفي ولغتي وأنماط وجوديّ الخاصّ بالعلاقة مع ما هو خارجٌ عنّي، أي مع آخرٍ، سواء أكان كائنًا حيًّا أو كيانًا ماديًا ذا دلالات تخصّ جماعة أو جماعات، ذات ذكريات مشتركة، انتميتُ إليها. وطني هنا هو الموطن (بالمعنى الروحيّ أكثر مما هو بالمعنى الماديّ) بما هو الشرط الأخير لوجوديّ ولكوني، بصحبة الآخرين، كائنًا مستحقًّا للكرامة والازدهار، أي هو ذلك المشترَك الحيويّ الذي يمنحنا حيّزًا كافيًا لممارسات الحرية مع الآخرين، ويجعلنا نشعر بأنّ العالم كلّه بيتنا وبأننا في ضيافة الآخرين وفي الآن عينه نستضيفهم فيه، والذي يقتضي منّا، بالمقابل، مسؤوليةً أخلاقية-سياسية تجاهه بكلّ ما فيه.
|
|
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |