درة التاج


عيسى الدرازي
الحوار المتمدن - العدد: 6991 - 2021 / 8 / 17 - 17:20
المحور: القضية الفلسطينية     

الهبة الشعبية التي حدثت إثر اعتداءات المستوطن على أخوتنا في الاراضي المحتلة الفلسطينية، لهي دلالة لا تقبل الشك عن مدى التصاق القضية الفلسطينية في وجدان هذا الشعب، وكل ما أعقب توقيع اتفاقيات التطبيع من تصفيق وتهليل لا يعدو كونه ريشة في مهب ريح مناصرة القضية الأم.
في وقفة تضامنية نظمتها جمعيات سياسية بمناسبة الذكرى الـ 73 للنكبة، قال السفير الفلسطيني، الذين كان مشاركاً، فيها بأن:" اختيار الوقوف مع الحق الفلسطيني هو حماية للهوية الوطنية البحرينية وحماية للهوية العربية لهذه المنطقة ولهذا الشعب، وحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية وحماية أولاً وقبل كل شيء للمسجد الأقصى، والقدس درة التاج".
بل وذهب السفير في كلمته إلى التعبير عن تقديره لشعب البحرين ووصفه بأنه:" شعب أصيل، وعريق"، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يحفظ للبحرينيين كل المواقف القومية، وقال صراحة:" لم نلق منكم إلا كل تأييد وها أنتم اليوم تكرسون ذلك، وهذا الشعب لا يمكن له أن يتخلى عن هذه العراقة والأصالة".
تصريحات السفير الفلسطيني امتداد لمشاعر أخوتنا في فلسطين حيث قربت وسائل التواصل الاجتماعي المسافات وألغت الحدود والقيود فما يظهره الشعب البحريني من تضامن وتعبير ونصرة للقضية وللشعب الفلسطيني يصل مباشرة إلى أهله هناك، الصوت المنادي في المنامة برفعة القضية الفلسطينية يصل لمسامع المرابطين في القدس ورام الله ونابلس والخليل، والاعلام التي ترف المحرق تصل رفرفتها إلى تخوم غزة، وخان يونس ورفح. اليوم لم يعد هناك حدود ولم تعد هناك حواجز تمنع التضامن والاصوات المناصرة والداعمة من الوصول إلى "زهرة المدائن".
وفي المقابل كل الأصوات التي كانت تطفو عائمة ضد تيار المد الشعبي والتي كانت تهلل وتصفق وتروج لاتفاق التطبيع من الكيان أصابها الخرس وانكتمت تلك الأصوات ولم يعرف لها سبيل، فما كانوا يصدعون رؤوسنا به من وردية جيش الاحتلال وشيطنة داعمي القضية الفلسطينية وربط مآربهم وأهدافهم بغير ذي القدس كما يدعون، بهتت تلك الأصوات وتلاشت تلك الفقاعات حينما شاهد العالم أجمع وحشية ذلك الكيان واستهدافه للمساكن والأطفال والمدنيين العزل.
سيبقى شعب البحرين وفياً للقضية الفلسطينية وما تمثله القضية الفلسطينية، مهما دارت المتغيرات السياسية والدولية والمآرب البرغماتية، إلا أن هذا الشعب كان وما زال وسيبقى كشجرة زيتون جذعها في المنامة وأغصانها الوارفة تظلل القدس.