الكاظمي نؤيده نعارضه أم نراقب ونترقب


ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن - العدد: 6594 - 2020 / 6 / 16 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

www.nasmaa.com

في السادس من أيار، أي قبل شهر وعشرة أيام، جرى منح الثقة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من قبل مجلس النواب.
هناك من سارع إلى معارضته ورفضه، وهناك من أعلن تأييده وعقد عليه الآمال، ولعلي من الفريق الذي ارتأى الترقب والمراقبة، لنرى منه ما يجعلنا ندعمه، أو بكعسه ما يجعلنا نعارضه، وعند الدعم لا يخلو دعمنا من النقد عند الحاجة، وعند المعارضة ننصفه، إن وجدنا منه خطوات إيجابية. ولعل الكثيرين من هذا الفريق الذي ارتأى أن يترقب ويراقب هم أقرب إلى دعمه وعقد ثمة أمل عليه في التغيير، منهم إلى رفضه ومعارضته، بسبب أنه أولا ليس إسلاميا، ولم يشارك في أي حكومة سابقة، ولأنه قريب من الأمريكان، ليس لأننا نؤيد الولايات المتحدة وليست لنا انتقادات لسياساتها وأخطائها في العراق، بقدر ما نرى في ذلك وسيلة لإنهاء النفوذ الإيراني في العراق، وبالتالي إنهاء حكم قوى الإسلام السياسي الشيعية وعلى رأسها الولائية، التي أودت بالعراق إلى الوضع الكارثي الذي آل إليه على جميع الأصعدة، ولأن إنهاء دور القوى الشيعسلاموية سيكون مقدمة مهمة لإنهاء دور كل الطبقة السياسية سواء من القوى السنية الطائفية أو البعثية، أو الكردية غير الديمقراطية.
مع هذا لا نريد أن نتعجل بإعلان تأييدنا للكاظمي، ما لم نر منه إنجازا مهما، يكسب به شريحة واسعة من الشعب العراقي، وشريحة واسعة من المتظاهرين، وشريحة واسعة من العلمانيين، كما ويكسب به ثقة سكان المناطق المحررة، برفع الحيف عنهم، وإنهاء إذلال الميليشيات الولائية الطائفية لهم بعد التحرير.
وأهم إنجازين يمكن أن يعطينا القيام بأحدهما مبرر التأييد والدعم له، هما إما مقاضاة قتلة المتظاهرين، وإما ضرب الفاسدين الكبار، ولأن هذا المطلب تقف أمامه حاليا عقبات عملاقة وجبال وعرة شامخة، ربما سيكفي كمرحلة أولى لو بدأ بالطبقة الثانية والثالثة من الفاسدين، وإرجاء الطبقة الأولى لمهام الحكومة التي ستنبثق من الانتخابات القادمة، أو لعله بعدما يكتسب من القوة والثبات ما يمكنه القيام بذلك، هذه القوة التي لا يستطيع استمدادها إلا من التأييد الشعبي، والذي بدوره لن يحصل عليه، إلا بالقيام ببعض ما يكسبه ثقة الشعب والقوى الوطنية الديمقراطية العلمانية، وجماهير ثورة تشرين.