عاش الأول من أيار يوم التضامن والتلاحم الطبقي لعمال العالم!


الاتجاه الماركسي المعاصر
الحوار المتمدن - العدد: 6551 - 2020 / 4 / 30 - 00:53
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية     

الطبقة البروليتارية في العالم على اعتاب استقبال يوم الاول من ايار. يوم نضالها الملحمي الذي بامكانها و من خلال موقعها الاقتصادي و عبر تنظيماتها وصراعها اليومي ودرجة وعيهما المكتسبة وارثها النضالي والطبقي، من وقف عجلات الانتاج ووقف شريان حياة الطبقة الرأسمالية التي تمدهم بالأرباح وتقطع رغبة الطبقة البرجوازية من تمركز رأس المال على ايدي حفنة من الرأسماليين الكبار التي تصل نسبتهم الى اقل 1% من مجموع سكان البشرية. إذا إتحدت القوى في ارادة طبقية منظمة، تستطيع ان تقلب الامر على الطبقة البرجوازية، وإسقاطها عبر ثورتها، بالتالي تتمكن من ادارة عملية الانتاج الجماعي والمتسمة بمظاهر أكثر انسانية من اجل اشباع الحاجات البشرية من دون الربح والمنافسة والانتاج لغرض الربح.
يحل هذا اليوم وجموع البروليتاريا، امام نظام رأسمالي يحتضر والرأسمالية العالمية تمر بأشد أزماتها الاقتصادية، وأن تفشي وباء كورونا التي لازمت و عمّقت الازمة بشكل كبير وسرّعت من وتيرتها حتى بلغت ذروتها. تأخذ هذه الأزمة الخانقة يوماً بعد يوم، تداعياتها وملامحها الكارثية على مجمل الحياة البشرية وفي مقدمتها الطبقة العاملة، حيث انها تتحمل النصيب الاكبر من تبعات تلك الازمات، وان الملايين من العمال يفقدون وظائفهم وأخذوا يتحولون الى جيش من العاطلين عن العمل. اتخاذ سياسات واجراءات تقشفية واسعة النطاق، زيادة الضرائب، تخفيض واستقطاع الرواتب الى ادنى الدرجات تحت حجج واهية وتقليص الانفاق العام على الخدمات الاجتماعية والصحية، غلاء المعيشة، عدم القدرة على تغطية النفقات الحياتية الضرورية من الماكل والملبس، تكون هذه سمات بارزة تشكل المرحلة القادمة بعد الانتهاء من الوباء وتخفيف الازمة الاقتصادية، وعلى العمال وعائلاتهم وذويهم تحمل اعباء هذه الازمة. ويكون وضع العمال في العراق وكردستان اكثر سوءا في ظل الحكومة البرجوازية والقومية والطائفية.
من هذا المنطلق، إن استذكار يوم العمال العالمي، في هذه السنة، له دلالات اجتماعية وسياسية عميقة، تتجه انظار العالم نحو الحركة العمالية وقادتها، حول كيفية استقبال هذا اليوم التاريخي. وبالتحديد الطبقة البرجوازية ومؤسساتها حيث تترقب الوضع عن قرب، على هل ان نزول الطبقة البروليتاريا في هذا اليوم، له خصوصياته و مميزاته وتظهر باشكال تجعلها مختلفة جوهريا بالمقارنة مع السنوات الماضية؟، وهل فعلا إن الحركة العمالية تعد عدتها و تتمرن لتغير توازن القوى لصالحها في المرحلة القادمة؟. الظروف المواتية مناسبة بان يأخذ العمال اشكالا نضالية وسياسية نحو التحكم بمصيرهم ومصير المجتمع برمته. وان هذه المسألة محورية وفي غاية من الاهمية لانها مرتبطة بمدى استعراض الطبقة العاملة لقوتها وتمثيل نفسها سياسيا وفق مهمتها التاريخية في تحطيم سلطة راس المال وقلبه رأسا على عقب. وان الشيوعيين والماركسيين يتابعون باهتمام ويركزون انظارهم صوب نقطة جوهرية وهي هل تستعيد الحركة العمالية في ذكراها لهذا اليوم، مبادرتها الثورية؟! والعالم في حالة ترقب للخطوات الاولى للطبقة العاملة في مواجهة النظام الرأسمالي في هذه المرحلة، حيث ان خطواتها التمهيدية الاولى ترسم الطريق نحو تحقيق خطوات اكبر، و يرى المجتمع البشري بارقة أمل من تلك الاقدامات الجبارة لزعزعة النظام القائم. وتكون هذه الخطوات ذات خصوصية تتسم بها حركة نضال الطبقة العاملة في المرحلة القريبة المقبلة.
ان النظام الرأسمالي لايصلح لادارة المجتمع البشري وليس هذا فحسب، وانما يشكل مصدر خطر يهدد مصير البشرية في كل دقيقة وثانية وجعل العالم في حالة عدم الاستقرار والوئام، ويتوجب الخلاص النهائي منه. عبر بديل واحد فقط لاغير وهو بديل قيام الثورة العمالية بقيادة حزبها الطبقي. وتحررنا الى الابد من النظام الراسمالي، وتأمين حياة انسانية امنة وعادلة ومرفهه في ظل النظام الاشتراكي.
لنرفع راية شيوعية ماركس
عاشت الاشتراكية
عاش نضال البروليتاريا العالمية
29-04-2020