ملحمة جنين

حكيمة الشاوي
الحوار المتمدن - العدد: 966 - 2004 / 9 / 24 - 12:36
المحور: الادب والفن     

جنين يا جنين
يا جرحا تبسم
من الألم
وانتصر
يا جسدا لغما تفجر
بالأحمر
ألبس الكلام
رعبا أسود
تكفن حماما أبيض
وانزرع
في خلايا الوطن
هذا الحي الذي لا يموت
ينبت
زيتونا أخضر
***
جنين يا جنين
يا وصمة الأنين
فوق جبين العالم
يا شمسا تشرق
من جباه شهداء جنين
يا حرقة الصمت المكمم
يا ملحمة الجرح المفتوح
على أرصفة العالم
والقهر يتناسل ويتناسل
على أفواه الصامتين
ويتبختر
ولا قلب يتفطر
ولا حمام يهدل وينتصر
ولا سلاما يتكلم
***
يا وطن الشهداء تناسل
اقذف شهيدا أو وليدا
أو جنينا أو حجر
وتفجر
ابعثه حيا
فهذا المارد المجنون
يعزف سيمفونية الجنون
على أوتار الوطن
وهذا العالم الصامت
حتى الثمالة
يتقن الإنصات
ويغرق في الهذيان
ذبح الحمام
رقص فوق الجماجم
رقصة السلام
واغتال فيكم
خلايا الكلام
***
انتهت فرجتكم الآن
يا حكام الصمت
آلهة القهر
سيدتكم الآن
تعبث بأرواحكم
كما تشاء
تحييكم وتميتكم
كما تشاء
تبيع سلامكم وحمامكم
وجماجمكم
في المزاد العلني
كما تشاء
تقدم لأطفالكم
ألعابا بهلوانية
تخيط أكفانكم الآتية
تعبر على بقايا عروبتكم
كما تشاء
تلثمون أقدامها الهمجية
كما تشاء هي
تقبلون قفازاتها النووية
ملطخة بدم البشرية
كما تشاء هي
تلتقطون فتات الكرامة
على موائدها الدموية
كما تشاء هي
ولا من منكم يشاء
فمن منكم يشاء ؟؟
***
انتهت فرجتكم الآن
يا حكام الصمت
لا أكباد لكم الآن
تمشي على الأرض
ولا أفئدة تزعجكم
نبضاتها
ولا بصر لكم
بعد الآن
يبصر المجازر
ولا سمعا ولا طاعة
سوى لسيدة المجازر
اجمعوا خلاياكم الصامتة
اجمعوا أفواهكم الخائفة
اجمعوا أشلاءكم النتنة
وانصرفوا
لا كلام لكم
بعد الآن
***
وأنت يا شعبا مقاتلا
لك المقابر المجهولة
والحجر ملاذك
والمجازر
وغصتنا ملاذنا
والصوت في الحناجر
يسقط القناع
عن ألف قناع
عن شعوب تباع
في السر والعلن
لا قلب ينخلع
بعد الآن
ولا كلاما معسولا
يقتلع جذورك
بعد الآن
نم بين الأنقاض
شهيدا وليدا جديدا
كما تشاء
فلا أحد غيرك يشاء
ولا موت أجمل
من موتك
بعد الآن
ولا صمتا ينتزع دمك
هذه قيامتك
لا حياة بعدك
دون وطن
بعد الآن.