جلسات هادئة (1)


هيفاء حيدر
الحوار المتمدن - العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 12:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات     

جلسات هادئة (1)

إذا كانت كل تلك الدوائر التي نتحدث عنها بين الحين و الآخر والتي تحيط بكيان المرأة وتشكل العديد من العقبات و الصعوبات التي يصبح من الصعب تجاوزها ،اذا كانت كلها دوائر خارجية تصنع لنا عبر مراحل تاريخية مختلفة في الزمان و المكان ،فماذا حول تلك الدوائر التي تتوالد داخلنا وتعمل امتدادا" لدوائرها الأم في الخارج تنبعث بها الروح فجأة .
من أين تنشأ هذه؟
أين تكمن لحظة خلقها وإنبعاثها في حياتنا حتى ولو لم تتوافق مع رغباتنا وأراءنا وتطلعاتنا في الحياة.
كيف تكبرفينا وتتطور تفاصيلها ؟
من أي خيوط متينة تغزل وتصنع؟ونحن الذي لم ندعي يوما" إننا نجيد أن نلعب في ساحاتها أو حتى نفكر في الأقتراب من محظوراتها.لدرجة تمسي وكأنها قدر لا فرار منه، تدخلنا في الدوامة من جديد ، من أين نبدأ؟
في الحديث عن ما يشغل ويؤرق صفو حياتنا أم بالبحث عن مكوناتها وصبغياتها الملونة بألوان الجينات داخلنا؟
وهل صحيح أن أقدار النساء واحدة بحكم إشتراكهن في فئة أو طبقة مثلا"؟أم لآتحادهن في النوع البيولوجي لجنسهن ؟
هل صحيح أن لا فرق في الأحداث التي نعيش؟إلا ببعض التفاصيل،التي ترسمها أنواع الدوائر من حولنا وداخلنا أيهما تسطو على حيز الأخرى وأيهما تتقرب أكثر من خصوصيات النساء و القضايا الحميمية عندها أكثر .تسمح لبعض الأشياء في أن تأخذ مداها وتقمع بعضها الآخر تذهب به الى عوالمنا السفلية و تركنه هناك في الجزء المظلم من أنواع الآنا لدينا .وتعطي الدور للدوائر الداخلية في أخذ مكانتها المعهودة في تنظيم ما هو فوضوي من المشاعر وتجلياتها.من ردود الأفعال العشوائية والمواقف الغير مدروسة لحدث عبر هنا و هناك و لم يعبر بعد من المكان .
وما سر ذاك الرباط الذي تشكله دوائر الحياة حولنا ،الداخلية منها و الخارجية.في توجيهها للوظائف البيولوجي منها و العاطفي و الجنسي عما هو مسكوت عنه لا يسمح بتجاوز حدوده بعد.
من يرتبط منها بمن ،ومن يكون التابع ،ومن يصبح المتبوع؟
أهو رباط الحياة الزوجية وما علاقته بكل ذلك ؟
أم رباط الحياة كلها من لحظة الميلاد حتى رجفة الموت؟
نعرف حين نتحدث عن رباط أن هناك ثمة شيء ما نخاف عليه من حالة الفقدان فنقوم
بربطه ، حتى لا يهرب من بين أيدينا ونصبح في حالة البحث عنه وربما لا نعثر عليه ،كيف تتصرف المرأة في هذا وحوله أن تقف في مكانها وتثبت على ما هي عليه دون حراك يذكر حتى لا تتأذى شدة الربط وتؤثر بدورها على ما هو معقود عليه العزم من صلابة في الشد للرباط.
وعند قيامنا بعملية الربط كم من الجهد و القوة يحتاج هذا الرباط لشده بشكل محكم
يصبح عصي على الفلتان والأنفلات والإنحلال من ربطته، هي إذا" بعض العقد المحكمة الشد والتأكد من جودة الربطة بعد الشد ويصبح الحبل الرابط ذو جودة عالية كفيل بثبات الشيء المربوط في مكانه عقود من السنين .ولا دخل هنا للعقد التي توضع في طريق المنشار فهذا شيء مغاير بالكامل لمسيرة ما يوضع من عقد ويرسم بدقة حتى لا ينفلت رباط الزوجية من عقاله .
هذه ليست بأسئلة وضعت على طاولة وطلب الحديث حولها أو الأجابة عنها ، كانت جميعها تداعيات تتقافز الى مناطق التفكير الكامنة في عقل كل منا في لحظة مجهولة الزمان و غير معروفة المكان لجلسات نسائية قد شابها في بعض الأحيان أسئلة حول ما يدور في عالمنا المخفي المعالم ولماذا نأخذ بسحر الكلمات و نخفض الصوت بين الحين و الآخر و نحن نتحدث عن قضايانا المسكوت عنها ،لا نجرأ على طرح بعض الأسئلة التي وردت أعلاه وهي تكون تمس صلب ما نعيش نعود و نتكئ على دوائرنا التي شكلناها وباتت تشكلنا في نفس الوقت نرمي بها تارة الى الخلف وترمينا بدورها أميال الى الأبعد .
هي نفس الأسئلة التي توحدنا من مشارب وأديان عديدة كنا من نكون .يشغلنا الوضع الذي ما زال يضغط علينا تحت مسميات و أسباب وأعذار تكون أقبح بكثير من الذنب الذي يرتكب بحقنا.
وكان الحديث وقد إبتدأ هكذا ،
كيف السبيل لمن تريد أن تعيش حياتها الجامعية بحرية وتؤسس لحياة أخرى تريد لها أن تستقر بها؟
سؤال غامض كان بمقدار غموض كل القضية التي سيدور حولها النقاش في جلسة إمتدت ثلاث ساعات ونيف……………
يتبع