أقولُ لكم !


طارق حجي
الحوار المتمدن - العدد: 7932 - 2024 / 3 / 30 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

منذ سنٍ مبكرة كنت مبهوراً و مولعاً بعلاقة طه حسين باليونان القديمة. أتقن اللغة اليونانية القديمة وترجم مسرحيات العظيم سوفوكليس للعربية كما ترجم بعض كتابات أرسطو. وهو (على ما أظن) ما جعله فى كتابه الفذ "مستقبل الثقافة فى مِصْرَ" يرجح أن مِصْرَ تنتمي لبلاد وثقافة البحر المتوسط أكثر من إنتماءها لأيّ من هذه الدوائر : البلاد الإسلامية + البلاد العربية + البلاد الإفريقية. وارجحُ أنني تأثرتُ جداً ب طه حسين عندما صرتُ أؤمن أن مصر وثقافتها ينتميان للبحر المتوسط وعندما أصبحتُ بعيداً جداً على قبول أن هوية مِصْرَ إسلامية أو عربية …

——————————-—


منذ أكثر من 2000 سنة قال أرسطو :

الأسئة مبصرة و الأجوبة عمياء

والمجتمعات المسلمة
والمجتمعات الناطقة بالعربية هى "مجتمعات الأجوبة" بكل ما تعنيه الكلمتان !



————————————-

وصلتني رسائلٌ كثيرةٌ جداً تحمل نفس السؤال وهو : لو كنت قبلت دعوةَ القناة التليفزيونية الأمريكية لتتحدث عن المثليةِ والمثليين فماذا كنت ستقول ؟ وهذا هو الرد الذى أرسلتُه لكل من وصلتني رسالة ٌ منه أو منها (الأسرة هى العمودُ الفقري لمعظم (إن لم يكن كل المجتمعات) … والحفاظ عليها يجب أن يكون من أهمِ واجبات كل مؤسساتِ المجتمع … وأن تكون من أهم أهداف المؤسسات التعليمية والفكرية والثقافية. وموجةُ الدفاع عن المثليةِ والتى شاعت منذ بضعة عقود فى المجتمعاتِ الغربية تبدو لي كهدفٍ سياسي لجهةٍ او لجهاتٍ ما. ورغم أنني لا أدعو لعقابِ المثليين ، فإنني أدعو للعملِ التشريعي والسياسي والثقافي والتعليمي الذى يستهدف الحفاظ على قيمةِ وقدسيةِ نظامِ الأسرة).


————————————

عن المثليين : منذ أيامٍ ، إتصلت بي واحدةٌ من أشهرِ القنوات التليڤيزيونية الأمريكية لتسجل معي تعليقي على ما قاله واحدٌ من أهم رجال الدين فى عالمِنا المعاصر عن المثليةِ والمثليين وزواجِهم. فقلتُ له سأعطيك فكرةً عما سأقولُه وأعطيك 24 ساعة لإعادةِ النظرِ فى دعوتك هذه لي. أنا على يقينٍ من أن ما يحظي به هذا الموضوع من إهتمامٍ فى البلدان الغربيةِ إنما هو جزء من مشروعٍ سياسي. فمن الطبيعي أن يكون هذا الموضوع هامشياً ، ولكنه ليس كذلك. ويقيني أن وراء ذلك رؤية ورغبة سياسية هدفها هدم واحدٍ من أهم الموروثاتِ الإنسانية. بل أضيفُ أن تقويضَ نظام الأسرة هو هدف سياسي عند جهةٍ معينةٍ ذات نفوذ هائل. المهم : إستمع لي المحاور الشهير الذى إتصل بي نيابةً عن واحدةٍ من أشهرِ القنواتِ التليفزيونية الأمريكية ، ولم يعد للتواصلِ معي بعدما عَرِفَ روح ما سوف أقولُه !


——————————————-


تفكيرُ وآراءُ أيّ إنسانٍ هما ثمرةُ أمورٍ كثيرةٍ من أهمِها حجم ونوعية محصوله المعرفي وأنساقه القيمية. لذلك أتعجبُ عندما أرى أشخاصاً يرغبون (ويتوقعون) أن يماثل تفكيرُ وآراءُ من يفوقوهم علماً ومعرفةً وثقافة ً تفكيرهم وآراءهم !!



———————————————


النص التالي هو ترجمتي لما قلتُه أمسٍ بالإنجليزية أثناء حوار مع صديق من كبار مثقفي إنجلترا :

كمصريٍّ ، فإنني أفخرُ بأمرين أو بحقبتين :

* حقبة مِصْرَ القديمة *
و
* حقبة "مصر محمد عليّ" والتى بدأت سنة 1805 ولقت مصرعها سنة 1952

وبينما يستحيل تكرار حقبة أو حقبات مِصْرَ القديمة - فأن الحلمَ بمستقبلٍ لمصرَ وللمصريين "يشبه" مصر محمد عليّ ليس مستحيلاً ، ولكنه صعبٌ ف روح مصر محمد عليّ هى "محاولة دؤوب للحاق بركب الحداثةِ وبمسيرة التقدم الإنساني. وصعوبة (وليس إستحالة) قيادة مِصْرَ والمصريين وثقافتهم وعقلهم الجمعي فى إتجاه الحداثة له عدة أسباب أولها وأخطرها هو ما توسع بين المصريين خلال العقود السبعة الأخيرة من بُعدٍ عن التفكير العلميّ وإنخراطٍ فى الخرافة والهوس الديني. وأنا على يقين من إمكانية وضع مِصْرَ والمصريين والعقل الجمعي المصري على درب الحداثة والتفكير العلمي ، ولكن شكي كبير فى وجود من بوسعهم إحداث ذلك فى المواقع الأكثر تأثيراً ….


—————————————-


صديقي "فلان" يحفظ معظمَ (وربما كل) شعرِ نزار قباني … رغم كثرته. وصديقي هذا طالما رددَ أن نزار قباني هو أعظمُ شعراء العربية خلال عصره. ورغم ذلك فقد إلتقيا لمرةٍ واحدةٍ وكانت فى لندن قبيل أقل من سنةٍ من وفاةِ نزار قباني. (توفى نزار قباني يوم 30 أبريل 1998). خلال هذا اللقاء اليتيم أجهش نزارٌ بالبكاء عندما إكتشف أن "فلان" يحفظ جل (وربما كل) شعرِه … يومها سأل "فلانٌ" نزاراً هذا السؤال الغريب : (أستاذ نزار ، ما هى حكايتك مع النهود ؟ لك ديوان عنوانه "طفولة نهد" … والمفردة "نهد" ترددت فى العشراتِ من قصائدِك … بل وأكثر من مرة فى نفس القصيدة ؟) لحظتها سألني : هل تذكر مثالاً ؟ فقلتُ نعم : (فى قصيدةٍ واحدة قلت ما يلي : لم يبق نهدٌ أبيض أو أسود إلاَّ ومرت فوقه عرباتي !!! وفى ذات القصيدة قلت : “فصلتُ من جلدِ النساءِ عباءةً ، وبنيت أهراماً من الحلمات !!"). ف إنفجر العظيم نزارُ ضاحكاً …



——————————————-

فى غاية الأهمية عن مذبحة رفح الأولى : أغسطس 2012 التى إقترفتها حماس وأدت لموت 16 مصرياً ومعروف أن مذبحة رفح الثانية إرتكبتها أيضاً حماس ًوأدت فى شهر يوليو 2017 لوفاة 26 من شباب مِصْرَ كان من بينهم أحمد منسي !!!



———————————————-



العلاقة الجدلية بين "نوعية الحكّام" و "نوعية المحكومين" :

محور كتاب جديد لي سينشر قريباً