بيان حول التطورات الراهنة


الحزب الشيوعي الفلسطيني
الحوار المتمدن - العدد: 7906 - 2024 / 3 / 4 - 16:47
المحور: القضية الفلسطينية     

إن تصاعد ارتكاب الاحتلال للمجازر ضد أهلنا في قطاع غزة وتجويعهم، والتي لم يكن آخرها مجزرة الطحين في شمال قطاع غزة حيث استشهد أكثر من 120 فلسطين وأصيب المئات، وبعد هذه المجزرة بأيام ارتكب الاحتلال الفاشي وبنفس الاسلوب مجزرة أخرى حيث انتظر تجمع الناس الجوعى حول الحافلات ومن ثم فتح نيران اسلحته على المواطنين العزل، كل ذلك يجري أما أعين العالم أجمع، وأمام الدول العربية، والتي لها علاقة مع دولة الكيان.

إن ما يجري في قطاع غزة، من مجازر وقتل واستهداف لأبناء شعبنا له هدف وحيد وهو تركيع أبناء شعبنا واذلالهم، وتهجيرهم في حال تكمن هذا الاحتلال الفاشي من ذلك، ولكن رغم كل التنديد الدولي والعربي بمجازر الاحتلال الوحشية إلا انه لا يرقى للمستوى المطلوب، فبعض الدول العربية تلعب دور المتآمر والشريك في عدوان الاحتلال على أبناء شعبنا كنظامي البحرين والامارات، والدول الاخرى المجاورة كالأردن ومصر ورغم اتفاقيات السلام مع الاحتلال الا انها اخفقت في ادخال المساعدات الانسانية لأبناء شعبنا في قطلع غزة، وان عمليات الانزال الجوي الاستعراضي لا تغني ولا تسمن من جوع فالمطلوب من الدول العربية على الاقل وتحديدا المطبعة هو قطع العلاقات والغاء الاتفاقيات مع دولة الاحتلال ولكننا الذي نراه هو عكس ذلك، فبعض الدول يصدر الخضار والمواد الغذائية لدولة الاحتلال العنصري، ولا يجد حرجاً في ذلك، مبررا ذلك بالاتفاقيات مع كيان العدو، وكل الدماء التي سالت لم تكون كافية على الاقل من أجل منع تصدير المواد الغذائية للكيان.

في خضم هذه الحرب الشعواء على شعبنا، دعت روسيا لاجتماع الفصائل الفلسطينية من أجل انهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني في موسكو، حيث خرج هذا الاجتماع بيان متواضع وقعت عليه جميع الفصائل المشاركة، ولكن نقاط الضعف في هذا الاجتماع والبيان الصادر عنه هي أولا:ً أن هذا الاجتماع لم يشمل جميع الفصائل في الساحة الفلسطينية فقد استثنى عددا من الفصائل وعلى رأسها الحزب الشيوعي الفلسطيني بدون ابداء الاسباب لذلك، ثانياً: أن البيان الصادر عن اجتماع موسكو يحتاج لعمل كبير وحقيقي وإرادة سياسية من اجل انهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، ولذلك يتوقع حزبنا أن يبقى كل ما جرى في موسكو حبراً على ورق وأن كل التضحيات التي قدمها


ولا يزال يقدمها شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة لم تكن كافية من اجل انهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، وهذا شجع ويشجع الاحتلال الفاشي وراعيته الامبريالية الامريكية والأوروبية على مواصلة حرب الابادة لأنها ترى ان هناك طرف فلسطيني ما زال يراهن على أوهام التسوية ولم يتعلم من التاريخ رغم كل التسويفات والخداع الذي مارسته الحكومات الصهيونية المتعاقبة من أجل كسب الوقت للسيطرة على الأرض، ويجب أن يعلم الجميع أن هزيمة المقاومة في غزة هي هزيمة لشعبنا العربي الفلسطيني بأكمله، وليست هزيمة لفصيل فلسطيني بعينه ويجب عدم المراهنة على أن الطرف الآخر سوف يستفيد منه، ونحن نسمع كل يوم تصريحات بن غفير وسموتريش ونتنياهو العنصرية والفاشية ورفضهم لإقامة دولة فلسطينية، حتى ان الكنسيت الصهيوني صوت بأغلبية ساحقة على رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية "منزوعة السلاح" التي كانت الدول الاوروبية والولايات المتحدة تدرس الاعتراف بها من طرف واحد.

ثالثاً: أن ما عجز عن تحقيقه هذا العدو الفاشي بالحرب لا يجب أن يأخذه بالمفاوضات، فحجم التضحيات الكبير وحجم الدمار الهائل الذي تعرض له قطاع غزة يجب ان يكافىء بتحرير جميع الاسرى دون استثناء واخراج قوات الاحتلال من قطاع غزة، والإتفاق على إعادة الإعمار ورفع الحصار واستمرار تدفق المساعدات دون قيد أوشرط.

وأمام هذه التحديات التي تواجه شعبنا والخطر اللذي يتهدد قضيتنا الوطنية، يجدد الحزب الشيوعي الفلسطيني دعوته لتشكيل جبهة وطنية عريضة تشمل كافة القوى الفلسطينة والحركات الشعبية المختلفة دون استثناء أحد، والاتفاق على برنامج سياسي محدد، من أجل الخروج بشعبنا من حالة التيه الفلسطيني التي استمرت منذ أوسلو ولغاية الآن، والاتفاق على آليات الكفاح والنضال، والتي يجب ان لا يحددها طرف بناء على مصالحه الشخصية والفئوية ولنترك لشعبنا اختيار الطريق الذي يناسبه في الكفاح وان لا نملي عليه، يتبع ذلك إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ثورية تحريرية قادرة على تغيير الواقع المهزوم والثورة عليه، ولتكون فعلاً الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني.


الـــــحزب الشيوعـــي الفلسطينــــي