فگيگ: من نكبة إلى أخرى..


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

فگيگ الطيبة، أرضاً وساكنةً، تحتاج منّا الدعم والتضامن منذ مدة طويلة، كما طبعا مدن ومناطق أخرى عديدة. ولا أقصد هنا المقاربة الإحسانية أو حتى ما سُمِّي "جبر الضرر الجماعي" الذي وصفته أو أوصت به كذبة "الإنصاف والمصالحة" منذ 2006 والذي لا أثر له على أرض الواقع حتى اليوم، المطلوب الفعل النضالي المنظم والمتواصل، ميدانيا وإعلاميا، لكسر سلاسل العزلة وفك عقد التهميش وفضح عقوبة الانتقام المفروضة عليها حتى الآن، مدينة ومنطقة، منذ بداية السبعينات، وبالضبط سنة 1973، سنة حركة 3 مارس الثورية. فرغم المجازر التي ارتكبها النظام في حق المناضلين الفگيگيين وعائلاتهم وبدون محاسبة أو إعلان للحقيقة، لم يتوقف الانتقام من الأبناء والأحفاد، وحتى من البيوت والمباني والأشجار (النخيل)...
والآن، واحتجاجات الساكنة ضد تفويت تدبير توزيع الماء الصالح للشرب للشركة الخاصة "شركة الشرق للتوزيع" قد فاقت الشهرين وأمام الصمت المُخجل للعديد من القوى السياسية وضغوطات وزارة الداخلية على الجهات المعنية بالمنطقة، وخاصة المجلس البلدي، فإن الأمر يستدعي أكثر من التضامن بواسطة الشعارات والبيانات؛ علما أن الساكنة كانت تدبر توزيع واستغلال المياه فيما بينها، وهو حق عادل ومشروع، بدون أي مشاكل.
إن النظام القائم ينفرد بكل حركة احتجاجية ويمارس في حقها أساليب الاستنزاف ويوظف بمكر أوراق الترغيب والترهيب، كما حصل مع الدينامية النضالية للشغيلة التعليمية.
فإلى متى سيظل النظام ينفرد بكل حركة بمعزل عن أخرى؟
إنها أمثلة عديدة، نذكر من بينها:
- الساكنة المتضررة من الزلزال (الحوز وتارودانت وأزيلال...) التي تعاني بمفردها في ظل الظروف المناخية القاسية؛
- الشغيلة التعليمية، فإلى جانب الالتفاف على مطالبها الجوهرية يتم إنهاكها بالاقتطاعات والتوقيفات والتهديدات؛
- عمال كوباگ (التعاونية الفلاحية المُنتجة لحليب جودة ومشتقاته) بوكالة الرباط سلا القنيطرة، وبالمناسبة ستنظم لجنة التضامن قافلة في اتجاه مقر التعاونية بتارودانت ووقفة احتجاجية أمام الإدارة المركزية للتعاونية يوم الأحد 28 يناير 2024؛
- عمال وعاملات "سيكوم" للنسيج بمكناس؛
- العمال الزراعيون والعاملات الزراعيات بسوس والغرب...
أما الانتهاكات الخاصة بالحق في السكن والحق في الشغل، فمستمرة يوميا على كافة تراب البلاد، وليس آخرها هدم منازل ساكنة إمسوان قرب مدينة أكادير في شروط مأساوية وغير إنسانية...
إن الانتقام يطال اليوم كل المناطق، مما يستوجب رفع وتيرة التصدي النضالي لإجرام النظام..
كل التضامن مع ساكنة فگيگ ومع كافة الجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة بكامل تراب بلادنا..