من أجل وحدة الماركسيين-اللينينيين المغاربة


النهج الديمقراطي العمالي
الحوار المتمدن - العدد: 7848 - 2024 / 1 / 6 - 11:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

افتتاحية: من أجل وحدة الماركسيين-اللينينيين المغاربة
كلمة العدد 537 من جريدة النهج الديمقراطي
إن المهمة المركزية والملحة للماركسيين-اللينينيين المغاربة والتي لم تعد تقبل التأخير أو التردد أو التراخي هي توحيد الجهود من أجل التقدم في بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية الذي قرر حزب النهج الديمقراطي العمالي تأسيسه في مؤتمره الوطني الخامس المنعقد في يوليو 2022.

إن هذا التأسيس هو تعبير عن الاستماتة رغم الصعوبات في العمل على بناء هذا المشروع العظيم الذي سيتقدم بقدر ما تتقدم سيرورة انصهار المثقفين الثوريين الماركسيين-اللينينيين بالطلائع العمالية والكادحة، وذلك في معمعان الصراع الطبقي المتعدد الأوجه انصهار يتم خلاله تحول كل من المثقفين والطلائع انصهار تكتسب خلاله الطلائع العمالية والكادحة الوعي الطبقي ويتخلص المثقف الثوري(ة) من عقليتة وعاداته البرجوازية الصغرى (الأستاذية والذاتية…) وينجز فعلا انتحاره الطبقى ويصبح، فعلا، مثقفا ثوريا منتميا للطبقة العاملة.

إن سيرورة الانصهار ستتقدم بقدر ما تتقدم الثورة على الذات داخل حزب النهج الديمقراطي العمالي وداخل المجموعات الماركسية-اللينينية ويقدر ما تتقدم سيرورة التجدر وسط الطبقة العاملة من خلال إبداع الأشكال والآليات الملائمة.

إن الثورة على الذات تستوجب استرجاع المناضلين (ات) التوربينات) الماركسيين (ات) اللينينيين (ات) لاقتناعهم التام والراسخ بالماركسية اللينينية كمنهج للتحليل ونظرية للثورة وضع ماركس وانجلز أسسها وأغناها لينين بشكل جوهري وعلى المستويات النظرية والسياسية والتنظيمية والمنفتحة على اسهامات ما و وروزا لوكسمبورغ وغرامشي وغيرهم من القادة والمفكرين الشيوعيين والتي تغتني باستمرار على ضوء الممارسة النضالية وبالإستفادة من التطور
العلمي.

إن الثورة على الذات تتطلب من حزبنا تطبيق المركزية الديمقراطية ومعالجة الممارسات اللبرالية والأخطاء بالنقد الموضوعي والنقد الذاتي الصادق واشتغال كل أعضاء وعضوات الحزب في أحد أجهزته التنظيمية ونبذ التكتلات والعمل المستميت من أجل بلترته وتقويته وتصليبه ليشكل هيئة أركان الطبقة العاملة كما تستوجب من المجموعات الماركسية اللينينية تجاوز التشرذم والحلقية ونزعة الفوضوية النقابية والانخراط جديا في بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية.
إن بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية يتطلب:
– خوض صراع فكري قوي من أجل استرجاع الماركسية للينينية وهجها وتطويرها. هذا الصراع الذي يجب أن يواجه أهم الطروحات الراهنة التي تشكك في الأسس التي إنبنت عليها والاستفادة من دروس بناء الاشتراكية واستحضار التغيرات التي عرفها نمط الانتاج الرأسمالي.

– تحديد المرحلة التي يجتازها شعبنا كمرحلة التحرر الوطني من هيمنة الامبريالية والكتلة الطبقية السائدة والحزن والتي لكي يتم انجاز مهامها وتنفتح على الأفق الاشتراكي، لا بد من قيادتها من طرف الطبقة العاملة بتحالف مع الطبقات الشعبية الكادحون، وفي مقدمتهم الفلاحون الفقراء، وجزء من الطبقات الوسطى). الشيء الذي يجعل من بناء جبهة الطبقات الشعبية مهمة أساسية.

– التوفر على تكتيك سديد يستحضر الواقع الملموس أوضاع اجتماعية متفجرة، فقدان الوسائط الرسمية لمصداقيتها، سخط شعبي متنام ضد استبداد واضطهاد وافتراس وفساد المخزن…) من خلال العمل على بناء جبهة واسعة للتخلص من المخزن باعتباره العقبة الكأداء أمام أي تغيير لصالح الشعب، جبهة تضم كل المتضررين مهما كانت مواقعهم الطبقية ومرجعياتهم الفكرية من استبداد وافتراس وفساد المخزن، وخاصة نواته الصلبة المافيا المخزنية.

– إن بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة سيتم في معمعان الصراع الطبقي الملموس الذي يتخد الآن وهنا أساسا، شكل نضالات تخوضها تنظيمات ذاتية شعبية عديدة ومتنوعة مستقلة عن القوى السياسية والنقابية والجمعوية المناضلة. لذلك فإن تحصين وتقوية وتوسيع هذه التنظيمات وإيجاد تمفصل سديد وقوي بينها وبين القوى السياسية والنقابية والجمعوية المناضلة مسألة أساسية. ومن خلال هذا التمفصل ستتشكل الجبهة الشعبية الحقيقية والفاعلة والمؤهلة لقيادة النضال من أجل التغيير لأنها الجبهة التي تضم أوسع القوى المناضلة التي في مصلحتها التغيير. إن الجبهة الشعبية ليست تنسيقا لخوض معارك مشتركة فقط، بل كجبهة للتغيير يجب إن تقدم البديل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والبيئي للنموذج التنموي الرسمي الذي فشل فشلاً ذريعا. إن أحد نواقص حركة 20 فبراير أنها لم تكن تتوفر على بديل متوافق عليه مكتفية بشعارات فضفاضة: حرية كرامة، عدالة اجتماعية. ولذلك لا بد من إعطاء أهمية كبرى للحوار العمومي وتركيزه على بلورة برنامج للتغيير الجدري.