لابديل عن توحيد النضالات الشعبية لصد الهجوم الرأسمالي الكاسح على مكتسبات الشعب المغربي


النهج الديمقراطي العمالي
الحوار المتمدن - العدد: 7763 - 2023 / 10 / 13 - 21:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي     


المكتب السياسي
بيان
لابديل عن توحيد النضالات الشعبية لصد الهجوم الرأسمالي الكاسح على مكتسبات الشعب المغربي.

اجتمع المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بتاريخ 8 أكتوبر 2023، وتدارس في جدول أعماله مستجدات الأوضاع العامة، ووقف بصفة خاصة على ما يلي:

– استمرار النظام في تعميق الأزمة المعيشية للسواد الأعظم من الجماهير الشعبية عبر الزيادات المتتالية في أسعار المواد الأساسية وفي مقدمتها المواد الغذائية والمحروقات، بالإضافة الى أزمة العطش التي تضرب العديد من الدواوير والقرى، بل حتى بعض المدن التي ما تزال تعاني من الانقطاعات المتكررة للماء لعدة ساعات في اليوم. اما المأساة الكبيرة، فهي التي عرى عنها زلزال منطقة الحوز/ تارودانت، حيث انعدام ابسط مقومات الحياة البشرية. فأغلب الدواوير التي ضربها الزلزال كانت وما تزال تعاني من العزلة بسبب انعدام الطرق والبنيات التحتية الأساسية والخدمات الاجتماعية، كما أن معظم المنازل مبنية بالطين، الشيء الذي نتج عنه ارتفاع كبير في عدد الضحايا بسبب طمرهم تحت أطنان من التراب، وضعف آليات إزالة التراب وإنقاذ الأرواح. كما أن هذه المناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية من مدارس ومستوصفات، مما يكشف زيف سياسة تزيين الواجهات وهي السياسة الموروثة عن الاستعمار التي تقسم البلاد إلى “المغرب النافع والمغرب غير النافع”، حيث كشف الإعلام عن مناطق ما زالت تعيش ظروف شبيهة بحياة القرون الوسطى. فحجم الدمار الذي لحق بالعديد من الدواوير، سببه الحقيقي هو سياسات النظام التي حكمت على هذه المناطق بالتهميش والتفقير الفظيع، من جهة،ومن جهة ثانية استخفافه بأرواح المنكوبين. والجدير بالذكر أن هذه المناطق المنسية تتوفر على ثروات هائلة من معادن نفيسة وغابات ومخزون هام من المياه. حيث توجد بها مناجم ثمينة كالذهب والنحاس والكوبالط . بالنسبة لمنجم الذهب، فإن استغلاله يتم من طرف شركة “مناجم” التابعة للهولدينك الملكي، التي تنتج أزيد من 20 طنا من الذهب الخالص سنويا، وهو ما يجعل المغرب يحتل المرتبة الخامسة إفريقيا فيما يخص إنتاجه.

فبالرغم من عائدات كل هذه الثروات، يأبى النظام إلا أن يتمادى في تهميش وتفقير هذه المناطق عبر حرمانها من الاستفادة ولو بجزء قليل من ثرواتها الطبيعية.

– تواطؤ النظام وصمته على المخطط الاستعماري الذي يستهدف”أسبنة” المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية من طرف الحكومة الاسبانية التي تسابق الزمن لترسيم هذا الإجراء، كان آخرهاتصريح وزير خارجية اسبانيا على هامش الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة بكون المدينتين اسبانيتين.

– دخول اجتماعي، تدل كل المؤشرات على أنه سيزيد من معاناة الطبقة العاملة والجماهير الشعبية التي ستدفع ثمن الاختيارات الليبيرالية المتوحشة التي سطرتها المؤسسات المالية الامبريالية والتي ينفذها النظام المخزني. فالدخول المدرسي والجامعي يعرف خصاصا فضيعا في بنيات استقبال الطلبة والتلاميذ وسخطا عارما وسط نساء ورجال التعليم بسبب فرض وزارة التربية الوطنية للنظام الأساسي الجديد الذي جاء ليجهز على ما تبقى منمكتسبات وحقوق الشغيلة التعليمية. كما يتسم هذا الدخول بسعي النظام لتعديل مدونة الشغل وإقرار شروط جديدة تهدف الى تكبيل الحق في الإضراب، مما يعني تعميم الهشاشة في الشغل وضرب كل المكتسبات التي حققتها الطبقة العاملة بنضالاتها المريرة، التي لازالت تخوضها في عدة مناطق في مختلف القطاعات كالنسيج (عمال وعاملات سيكوميك بمكناس)، أو صناعة الأسلاك “كابلاج” (عمال وعاملات الشركة الإنكليزية اليبانية “سيوز” بتمارة)، او عمال ميناء طنجة المتوسط أو العاملات والعمال الزراعيون وغيرهم.

– طرح النظام لملف تعديل مدونة الأسرة سعيا منه لتقسيم المغاربة بشأنه وإلهائهم عن واقعهم ومعاناتهم، وتمييع حقيقة الصراع كصراع طبقي ضد الكتلة الطبقية المسيطرة والنظام المخزني.

– استقبال النظام لقمة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بحضور الكيان الصهيوني بمراكش، وتماديه في إغراق بلادنا في الديون بحصوله على قرض جديد بقيمة مليار و300 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، ويعلن النهج الديمقراطي العمالي انخراطه في الدينامية الديمقراطية المناهضة لهذه القمة التي تقودها الجبهة الاجتماعية المغربية.

– الحرب الإجرامية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بدعم مكشوف للدول الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة، وأمام الصمت المريب للمنتظم الدولي، انتقاما من العمليات البطولية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي ألحقت بالعدو خسائر بشرية ومادية فادحة، وحطمت الأسطورة الزائفة لتفوقه العسكري والتكنولوجي والمخابراتي.

إن حزب النهج الديمقراطي العمالي واستنادا إلى ما سبق فإنه:

– يجدد دعمه وانخراطه في كل النضالات الشعبية والعمالية، ويدعو كافة القوى الديمقراطية والحية إلى المزيد من رص الصفوف والعمل على توحيد النضالات الشعبية لصيانة المكتسبات ومواجهة المخططات الطبقية للكتلة الطبقية السائدة ونظامها التبعي المنفذ لسياسات الدوائر المالية الإمبريالية التي تعمق الفقر وتتمادى في نهب ثروات الشعب وتهريبها لصالح الأقلية الطبقية المسيطرة والرأسمال الأجنبي.

– يعتبر أن مواجهة تداعيات الزلزال وإعادة إعمار المناطق المنكوبة لن تكون ناجعة إلا بإشراك فعلي لسكان تلك المناطق على قاعدة مطالبهم الحقيقية. وهذا ما يتطلب تأطير وتنظيم السكان لفرض مشاركتهم ومراقبتهم للمشاريع المزمع تنفيذها.

– يرفض سعي النظام استغلال قضايا المرأة والأسرة لتمرير مدونة أسرة على مقاسه تفرغ المطالب العادلة للنساء والأسرة من مضامينها الديمقراطية والتقدمية، وكمحاولة للتغطية عن أزمته الخانقة عبر افتعال صراعات وهمية هامشية لطمس حقيقة الصراع كصراع طبقي ضده والكتلة الطبقية السائدة، ويؤكد حزبنا أن لا بديل عن قانون أسرة عصري علماني ديمقراطي يقر المساواة الكاملة والفعلية بين الجنسين وسياسة ترفع المعاناة والفقر والتهميش عن النساء العاملات والكادحات والمعطلات، وأن حزبنا لن يقبل “بتعديلات” شكلية خدمة لواجهة النظام وحكومته الرجعية.

– يندد باستقبال النظام لقمة المؤسسات المالية الامبريالية “لصوص ثروات الشعوب” وحضور الكيان الصهيوني المجرم، وبإغراق بلادنا في الديون “الكريهة” التي يذهب معظمها لتضخيم ثروات الرأسمالية الطفيلية.

– يدين القمع الأهوج الذي تعرضت له مسيرة نساء ورجال التعليم في اليوم العالمي للمدرس 5 أكتوبر بالرباط ضد فرض النظام الأساسي الجديد وما يشكله من تراجع على مكتسباتهم ومطالبهم.

– يجدد تضامنه مع المعتقلين السياسيين ويطالب بإطلاق سراحهم فورا وبوقف المتابعات والتضييق على المناضلين/ات ونشطاء التواصل الاجتماعي.

– يدين بقوة الحرب الإجرامية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة التي تستهدف أساسا المدنيين والأحياء السكنية والمستشفيات والمؤسسات المدنية للانتقام من المقاومة وعزلها عن حاضنتها الشعبية، ويؤكد أن المقاومة الموحدة هي السبيل لقهر العدو الصهيوني وتحرير فلسطين وإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية على كافة فلسطين وعاصمتها القدس. ويدعو كل القوى المناضلة إلى تكثيف أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني وإسقاط سياسة التطبيع الخيانية مع الكيان الصهيوني.