فلسطين : من حقّنا أن نثور ضد الرجعيّة


ناظم الماوي
الحوار المتمدن - العدد: 7768 - 2023 / 10 / 18 - 01:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

ما هي الحقائق التي سجّلتها مقولات ماويّة منذ عقود و تؤكّدها الآن مجدّدا المعركة في فلسطين و حولها ، و أين تكمن مصالح الإنسانيّة ؟

كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعيّة .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)

جوهر ما يوجد فى الولايات المتّحدة ليس ديمقراطيّة و إنّما رأسماليّة - إمبرياليّة و هياكل سياسيّة تعزّز الرأسماليّة - الإمبرياليّة . و ما تنشره الولايات المتّحدة عبر العالم ليس الديمقراطيّة و إنّما الإمبرياليّة و الهياكل السياسيّة لتعزيز تلك الإمبرياليّة .
( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 43 ، 16 أفريل 2006 )

و نحن نتابع عن كثب ما يجرى من تطوّرات في نضال الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني و عمليّة طوفان الأقصى هذه الأيّام ، ما إنفكّت تحضرنا مقولات ماويّة سجّلت حقائق و إن كانت نابعة من تجارب الصراع الطبقي العالمي و تاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة و نضالات شعوب العالم من أجل التحرّر و من أجل عالم آخر ضروري و ممكن ، ما فتأ يشوّهها الإمبرياليّون و الرجعيّون فضلا عن عن الإصلاحيّين و التحريفيّين من شتّى الأصناف . و نرى أنّه يتوجّب علينا إبراز هذه الحقائق و ترسيخها في الأذهان و منها :
- " حيث يوجد إضطهاد توجد مقاومة " . حيث يوجد إضطهاد جندري أو طبقي أو قومي توجد مقاومة له . هذا تطبيق للمنهج المادي الجدلي و قانون وحدة الأضداد / التناقض على علاقة الإضطهاد بنقيضه المقاومة . هذا هو الشيء و نقيضه في الواقع المادي الموضوعي الملموس و إنكار ذلك من المثاليّة الميتافيزيقيّة . حيثما وجّهنا نظرنا نلمس صحّة هذه المقولة، شرقا و غربا و شمالا و جنوبا على كوكبنا و لا نظنّ أنّنا في حاجة إلى ذكر أمثلة لذلك . و ينسحب هذا على فلسطين أين يفرز الإضطهاد و الاحتلال الصهيوني المدعوم من طرف الإمبرياليّة العالميّة و على رأسها الولايات المتحدة و الرجعيّة العربيّة ، يفرز مقاومة كانت فرديّة أو جماعيّة ، عفويّة أو واعية ، مسلّحة أو غير مسلّحة ...
- " من حقّنا أن نثور ضد الرجعيّة " . لا شكّ في أنّ من حقّ الشعوب أن نثور ضد الرجعيّة و الصهونيّة و الإمبرياليّة . هذا ما تقرّه الماويّة و ما يقرّه بلا مواربة و لا مراوغة الشيوعيّون و الشيوعيّات الثوريّون و الثوريّات . و من ينكر على الشعوب هذا الحق يصطفّ لا محالة إلى جانب أعداء الشعوب ، الإمبرياليّة و الرجعيّة و الصهيونيّة .
- " إنّ جميع الرجعيّين نمور من ورق " . هذا ما أثبتته على سبيل المثال لا الحصر حرب الفيتنام و إلحاق الشعب الفيتنامي الهزيمة النكراء بأعتى قوّة إمبرياليّة على وجه الأرض ، الولايات المتّحدة ، في سبعينات القرن العشرين . و اليوم ، ينطبق هذا على الكيان الصهيوني الذى رغم عتاده العسكري المتطوّر للغاية و تكنولوجيّته المتقدّمة و تقديمه جيشه لعقود على أنّه من أقوى جيوش العالم التي لا تهزم ، مُني بهزيمة تكتيكيّة و إنهار أمام هجمات طوفان الأقصى و مقاومة أقلّ منه عددا و عُدّة .
إلاّ انّ هذا لا يجب أن يجعلنا نخال أنّ هزيمة الكيان الصهيوني على الأبواب أو قد تحدث قريبا فالأمر ليس كذلك . ما دلّلت عليه عمليّة طوفان الأقصى بجلاء هو إمكانيّة هزم هذا الجيش . و لا ينبغي أن ننسى أبدا القدرات التدميريّة للجيش الصهيوني من ناحية ، و من الناحية الثانية أنّ دحر الكيان الصهيوني يستدعى بالضرورة دحر التدخّل الإمبريالي الأمريكي و الأوروبي و ما يعنيه ذلك ، إضافة إلى دحر الرجعيّة العربيّة التي قد تغدر بالمقاومة و تطعنها في الظهر على حين غرّة ، في أيّ منعطف من منعطفات تطوّر الصراع .
تحرير فلسطين يقتضى كما أدركت ذلك في السابق ، في الستّينات من القرن العشرين و سبعيناته ، فصائل فلسطينيّة حرب الشعب الطويلة الأمد التي تخاض جيلا بعد جيل و لعقود ، كما يحتاج بالتأكيد أن يمرّ عبر تحرير عواصم عربيّة .
- " أنتم تقاتلون على طريقتكم و نحن نقاتل على طريقتنا " . هكذا لخّص ماو تسى تونغ منطق الحرب من وجهة نظر الأعداء و من وجهة نظر الشعب الثائر . في حربها ضد الشعوب ، تعوّل الرجعيّة و الصهيونيّة و الإمبرياليّة على طرقها الخاصة و ميزات جيوشها الخاصة – لا سيما التفوّق الجوّي / الغرات الجوّية للطائرات - و لزاما على الشعب أن يخوض الحرب ضد أعدائه إعتمادا على ميزات قوّاته المسلّحة و القوّاته الشعبيّة مستهدفا نقاط ضعف العدوّ قبل كلّ شيء . و قد رأينا هذا يتجسّد من جديد في فلسطين أين تخوض المقاومة معاركها على طريقتها و ليس على طريقة الجيوش الكلاسيكيّة فتحقّق بذلك بعض الإنتصارات .
- " من فوّهة البندقيّة تنبع السلطة السياسيّة " . مرّة أخرى ، تسطع هذه الحقيقة في وضح النهار ذلكّ أنّنا نشاهد أمامنا اليوم سلطتين – حربا من جانبين و ليس من جانب واحد – على ساحات المعارك ، سلطة جيش الكيان الصهيوني مدعومة من الولايات المتّحدة و قوى إمبرياليّة أوروبيّة و سلطة بندقيّة المقاومة الفلسطينيّة . في حين أنّه لعقود ، في غياب بندقيّة المقاومة كانت السلطة السياسيّة السائدة و الساحقة هذ سلطة الجيش الصهيوني . و أنظروا إلى الضفّة الغربيّة حيث توجد " السلطة الفلسطينيّة " المهزلة ( الناجمة عن إتّفاقيّات أوسلو و قبر المقاومة المسلّحة و خدعة الدولتين - حتّى بايدن لم يعد يذكر حلّ الدولتين ! ) دون بندقيّة – دون أسلحة ثقيلة ، فقط أسلحة خفيفة تمدّ بها عناصر الشرطة - فهي دمية بيد الكيان الصهيوني و الإمبرياليّة الأمريكيّة و في غالب الأحيان نلفيها تعمل لمصلحة الأعداء ( من ذلك التنسيق الأمني ) أكثر ممّا تعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني .
- " بدون جيش شعبي لن يكون هناك شيء للشعب " . حينما كانت المقاومة الفلسطينيّة في سبعينات القرن العشرين و ثمانيناته تملك ما يمكن أن يعتبر جيوشا ، كانت تملك شيئا تقاتل به جيش العدوّ و جيوش الرجعيّة العربيّة و لمّا فقَدَ الشعب الفلسطيني هذه الجيوش نتيجة ركوع أهمّ قادته للعدوّ و قبولهم بالحلول الإستسلاميّة في ظروف ذاتيّة و موضوعيذة ليس هذا مجال تفصيلها ، فقَدَ ما كان يملك و صار الشعب أعزلا أمام بطش الرجعيّة و الصهيونيّة و الإمبرياليّة المدجّجين بالسلاح فإرتكبت في حقّه المجازر المتتالية بلا رحمة و لا شفقة و لم يقدر على الردّ و الدفاع عن نفسه . و اليوم ، لولا المقاومة المسلّحة لما تزعزعت أركان الكيان الصهيوني ، و لولا هذه المقاومة لأعاد الصهاينة إحتلال غزّة في وقت قصير .
و لأنّ الإمبرياليّين و الصهاينة إستوعبوا جيّدا هذه الحقيقة ما برحوا يمدّون الجيش الصهيوني بأسباب القوّة و المناعة و ما برحوا يسعون لتجريد الفلسطينيّين من السلاح .
و إعتبارا لكون الجيش هو العامود الفقري لكلّ دولة نشدّد على الحقيقة و الدرس الذين لخّصهما ماو تسى تونغ قائلا :
" يُعتبر الجيش حسب النظريّة الماركسيّة حول الدولة ، العنصر الرئيسي في سلطة الدولة . فكلّ من يريد الإستيلاء على سلطة الدولة و المحافظة عليها ، لا بدّ أن يكون لديه جيش قويّ ".
- " إثارة الإضطرابات ، ثمّ الفشل ، و العودة إلى إثارة الإضطرابات ثانية ، ثمّ الفشل أيضا، و هكذا جواليك حتّى الهلاك ، ذلك هو المنطق الذى يتصرف بموجبه الإمبرياليّون و جميع الرجعيّين في العالم إزاء قضيّة الشعوب و هم لن يخالفوا هذا المنطق أبدا . إنّ هذا قانون ماركسي . و نحن حين نقول إنّ " الإمبرياليّة شرسة جدّا "، إنّما نعنى أنّ طبيعتها لن تتغيّر أبدا، و أنّ الإمبرياليّين لن يلقوا أبدا سكّين الجزّار التي يحملونها ، و لن يصيروا آلهة للرحمة على يوم هلاكهم .
النضال ، ثمّ الفشل ، و العودة إلى النضال ثانية ، ثمّ الفشل أيضا ، ثمّ العودة إلى النضال مرّة أخرى ، و هكذا حتّى النصر، ذلك هو منطق الشعب ، وهو أيضا لن يخالف هذا المنطق أبدا . و هذا قانون ماركسيّ آخر . لقد إتّبعت ثورة الشعب الروسي هذا القانون ، كما تتبعه ثورة الشعب الصيني أيضا . "
( ماو تسى تونغ ، " أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال "، 1949)
موضوعيّا ، نلمس أنّ نضال الشعب الفلسطيني يتّبع منطق الشعب و أنّ الرجعيّة العربيّة و الصهيونيّة و الإمبرياليّة تتمادى في إتّباع المنطق الذى يتصرّف بموجبه الإمبرياليّون . و على الشعوب المناضلة أن تتمسّك بمنطق الشعب كلّ التمسّك إذا كانت تتطلّع إلى تحقيق النصر في يوم ما . و على الشيوعيّين و الشيوعيّات في الوطن العربي و عالميّا أن يستوعبوا هذين القانونين الماركسيّين . عليهم أن يتجاوزا الفشل في التجارب السابقة و يعودوا إلى النضال على جميع الجبهات أو يواصلوه إن كان تحقيق النصر لقضيتهم ، قضيّة تحرير الإنسانيّة من كلّ أشكال الإضطهاد و الإستغلال هدفهم .
- " يجب أن يكون هناك حزب ثوريّ ما دمنا نريد الثورة . و بدون حزب ثوريّ ، حزب مؤسّس وفق النظريّة الماركسيّة اللينينيّة الثوريّة و طبق الأسلوب الماركسيّ اللينينيّ الثوريّ ، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبرياليّة و عملائها " .
( ماو تسى تونغ ، " يا قوى العالم الثوريّة ، إتّحدى و قاومى العدوان الإمبريالي " ، 1948)
مثلما قلنا أعلاه في فقرة " حيث يوجد إضطهاد ، توجد مقاومة " قد تكون المقاومة فرديّة أو جماعيّة ، عفويّة أو واعية ، مسلّحة أو غير مسلّحة و على ذلك نضيف هنا إصلاحيّة أو ثوريّة . إنّ الجماهير الشعبيّة الفلسطينيّة كما الجماهير الشعبيّة العربّة و حول العالم لا ترنو و ليس من مصلحتها العيش في ظلّ نظام أوتوقراطي مثلما هو حال نظام طالبان في أفغانستان و نظام آل سعود في السعوديّة أو نظام الملالى في إيران ... و قد عانت الجماهير الشعبيّة الويلات من حكم الإخوان المسلمين في مصر و تونس و تركيا ... و المشروع المجتمعي البديل لحماس و الجهاد الإسلامي لا يعدو أن يكون حكما دينيّا أوتوقراطيّا شبيه بهذه الأنظمة اللاوطنيّة و اللاديمقراطية و اللاشعبيّة وهي جميعا لا تخرج عن إطار النظام النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي . و رفع البندقيّة في وجه الإمبرياليّة لا يساوى الثوريّة و ما جرى في أفغانستان أفضل مثال على ذلك فقد إنتهى طالبان إلى الإتّفاق مع الإمبرياليّة الأمريكيّة ، كما إنتهت فصائل فلسطينيّة رفعت في يوم ما السلاح في وجه العدوّ إلى التحوّل إلى " سلطة " عميلة له على غرار ما حدث ل " السلطة الفلسطينيّة " في الضفّة الغربيّة .
" ما نراه فى نزاع هنا هو الجهاد من جهة و ماك العالمية / ماك الحرب من جهة أخرى و هو نزاع بين شريحة ولّي عهدها تاريخيّا ضمن الإنسانية المستعمَرة و المضطهَدة ضد الشريحة الحاكمة التى ولّي عهدها تاريخيّا ضمن النظام الإمبريالي . و هذان القطبان الرجعيّان يعزّزان بعضهما البعض ، حتّى و هما يتعارضان . و إذا وقفت إلى جانب أيّ منهما ، فإنّك ستنتهى إلى تعزيزهما معا . و فى حين أنّ هذه صيغة مهمّة جدّا و حيويّة فى فهم الكثير من الديناميكيّة التى تحرّك الأشياء فى العالم فى هذه المرحلة ، فى نفس الوقت ، يجب أن نكون واضحين حول أيّ من " هذين النموذجين الذين عفا عليهما الزمن " قد ألحق أكبر الضرر و يمثّل أكبر تهديد للإنسانيّة : إنّه الطبقة الحاكمة للنظام الإمبريالي التى عفا عليه الزمن تاريخيّا ، و بوجه خاص إمبرياليّو الولايات المتّحدة .
( بوب أفاكيان ، " التقدّم بطريقة أخرى " ؛ جريدة " الثورة " عدد 86 ، 29 أفريل 2007 )

الإنسانيّة ليست في حاجة إلى إصلاح النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي و أخذ هذا أو ذاك مكانا ضمنه عبر " تغيير في النظام " أو تسليم فئات أو وجوه أخرى بعض السلطة ، ما تحتاج إليه الإنسانيّة و بشكل إستعجالي هو التقدّم بطريقة أخرى ، هو الثورة الشيوعيّة و تحرير كافة الإنسانيّة من جميع ألوان الإضطهاد و الإستغلال الجندري والطبقي و القومي .
و مثلما قال ماو تسى تونغ لا بدّ من حزب إذا كنّا نريد الثورة . و بالتالي يجب تأسيس أحزاب شيوعيّة ثوريّة حيث لا توجد كي تقود الشعب إلى الإنتصار على الإمبرياليّة و عملائها . و شيوعيّة اليوم ، الشيوعيّة الأكثر تطوّرا و تقدّما و رسوخا علميّا ، الإطار النظري الثوري للموجة الجديدة من الثورة الشيوعية و الذى على أساسه ينبغي تأسيس الأحزاب الشيوعيّة الثوريّة هو الخلاصة الجديدة للشيوعية أو الشيوعيّة الجديدة و مهندسها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة .
و التعريف المقتضب لهذه الشيوعيّة الجديدة هو :
" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيء مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( شادي الشماوي ، " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ، مكتبة الحوار المتمدّن )
و كمدخل لدراسة الشيوعيّة الجديدة ، ننصح بكتابين متوفّرين للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن، ترجمة شادي الشماوي : " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " و " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " . أمّا من يتطلّع إلى التعمّق في تطبيقات و جدالات حول الشيوعيّة الجديدة فعليه / عليها بمقالات ناظم الماوي و كتبه بصفحات الحوار المتمدّن و بمكتبته .