حزب - الوطد الثوري - و تخريجاته النظريّة الدغمائيّة و التحريفيّة- من كتاب - في تعرية تحريفيّة الحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الوطد الثوريّ ) الماركسيّ – اللينينيّ و إصلاحيّته - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !


ناظم الماوي
الحوار المتمدن - العدد: 7112 - 2021 / 12 / 20 - 14:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

حزب " الوطد الثوري " و تخريجاته النظريّة الدغمائيّة و التحريفيّة
تخريجات نظريّة دغمائيّة تحريفيّة لحزب " الوطد الثوري " المنتحل لصفة الماركسي – اللينيني - الفصل السادس من كتاب " في تعرية تحريفيّة الحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الوطد الثوريّ ) الماركسيّ – اللينينيّ و إصلاحيّته "
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الشيوعيّة الجديدة
( عدد 48 - 49 / ماي 2021 )
حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الثالث )
في تعرية تحريفيّة الحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الوطد الثوريّ ) الماركسيّ – اللينينيّ و إصلاحيّته
ناظم الماوي

و فضلا عن مقدّمته ، يتناول الكتاب الثالث بالنقاش نقاطا جوهريّة في الخطّ الإيديولوجي والسياسي ل " الوطد الثوري " :
-I دوس حزب " الوطد الثوريّ " لمستلزمات البحث العلمي :
1- الإستهانة بالمراجع و المصادر
2- تهرّب من الخوض في جميع تجارب الحركة الشيوعيّة العالميّة عدا التجربة السوفياتيّة
3- تداخل رهيب في المفاهيم
II- تشويه حزب " الوطد الثوريّ " للينين و اللينينيّة :
1- تشويه تنظيرات لينين و ممارساته
2- تنكّر حزب " الوطد الثوري" لتطوير لينين للماركسيّة إلى مرحلة جديدة ، ثانية و أرقى
3- نظرة إحادية الجانب للينين – نظرة مناهضة للمادية الجدليّة
4- تشويه صلة ستالين بلينين
III- تشويه حزب " الوطد الثوريّ " لستالين :
1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي من منظور شيوعي ثوريّ لدى حزب " الوطد الثوريّ "
2- من الأخطاء البيّنة المرتكبة في ظلّ قيادة ستالين
3- حزب " الوطد الثوري " لم يفقه شيئا من الإنقلاب التحريفي على التجربة الإشتراكية السوفياتيّة و دروسه
4- كيف ننجز أفضل من التجربة السوفياتيّة ؟
IV- تلاعب حزب " الوطد الثوري " بإرث الأمميّة الثالثة :
1- هل يتبنّى هذا الحزب فعلا تعاليم الأمميّة الثالثة ؟
2- هل قيّم حزب " الوطد الثوريّ " تنظيرات و ممارسات الأمميّة الثالثة كما هو مطلوب ماركسيّا – لينينيّا ؟
V- كمونة باريس و الفهم الدغمائيّ التحرفيّ لحزب " الوطد الثوري " :
1- تصحيح معلومات تاريخيّة
2- اليوم لا يجب تحويل كمونة باريس إلى" نموذج لدولة الطبقة العاملة البديل التاريخي المستقبلي لدولة البرجوازية "
VI- تخريجات نظريّة دغمائيّة تحريفيّة لحزب " الوطد الثوري " المنتحل لصفة الماركسي – اللينيني :
1- بلشفيّة " الوطد الثوري " تشوّه الماركسيّة - اللينينيّة
2- الشيوعيّة و ليس الإشتراكية العلميّة
3- عن الفهم الدغمائي التحريفي للأممية البروليتاريّة لدي حزب " الوطد الثوريّ "
4- ما هذه " الماركسيّة – اللينينيّة غير المشبوهة بالتحريفيّة " ؟
-VII دغمائيّة و تحريفيّة حزب " الوطد الثوري " تتجلّى في معالجته لقضايا شيوعيّة حيويّة أخرى :
1- الصراع الطبقي و المنهج المادي الجدلي
2- عدم فهم حزب " الوطد الثوري " لدكتاتوريّة البروليتاريا و إنفصال الحركة الشيوعية عن الحكة العمّاليّة
3 - الديمقراطيّة في الفهم الدغمائي التحريفي لحزب " الوطد الثوري "
4– حزب " الوطد الثوري " و إنكار و تاجيل ضرورة النضال في سبيل تحرير المرأة من الآن إلى بلوغ الشيوعيّة
VIII- ملاحظات بشأن المنهج المثالي الميتافيزيقي لحزب " الوطد الثوري " :
1- تجليّات المثاليّة الميتافيزيقيّة المناهضة للماديّة الجدليّة
2- الحتميّة معادية للمادية الجدليّة
3- الأداتيّة لدي حزب " الوطد الثوري "
- خاتمة
مصادر و مراجع الكتاب الثالث
---------------------------------------
- ملحقان :
1- وثائق الحزب الوطني الديمقراطي – الوطد – الثوريّ الماركسي - اللينينيّ
2- محتويات أعداد " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! "
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
VI- تخريجات نظريّة دغمائيّة تحريفيّة لحزب " الوطد الثوري " المنتحل لصفة الماركسي – اللينيني
عند مطالعة ما أخرجه هذا الحزب من نصوص ، رصدنا دون عناء جملة من التخريجات النظريّة المعادية للماركسيّة – اللينينيّة :

1- بلشفيّة " الوطد الثوري " تشوّه الماركسيّة - اللينينيّة :

في رأي هذا الحزب ، القيادة اليوعيّة المطلوبة اليوم محلّيا و عربيّا و عالميّا هي " التنظيم و القيادة الثوريّين من النمط البلشفيّ " ( 25 أكتوبر 2019) و " يتحمّل الشيوعيّون البلاشفة المسؤوليّة الأولى في تأطير الإنتفاضات الشعبيّة المقبلة و في تنظيمها و قيادتها و تحويلها إلى ثورة شعبيّة تسقطالأنظمة الرجعيّة العميلة و ترسى سلطة العمّال و الفلاّحين الفقراء الثوريّة الديمقراطيّة ، بل إنّهم مطالبون بأن لا ينتظروا إندلاع الإنتفاضات العفويّة عليهم إعدادها و تنظيمها و قيادتها وفق برنامج محدّد سلفا و إشعالها متى نضجت الظروف الذاتيّة و الموضوعيّة لنجاحها. " ( المصدر نفسه )
و قبل ذلك ، في 5 مارس 2017 ، كُتب :
" تنتظر إنتفاضاتنا قيادة وطنيّة ثوريّة من الطراز البلشفي ليؤول مصيرها إلى مآل ثورة أكتوبر الإشتراكيّة العظمى ..." .
و بعد ذلك ، في بيان بمناسبة الذكرى المائة لثورة أكتوبر نشر في 30 أكتوبر 2017 ، كُتب :
" إنّ حالة الزجر التي بدأت تعيشها الحركة الشيوعيّة و الوطنيّة التحرّريّة في العالم بعد إجهاض التجربة الإشتراكيّة في الإتّحاد السوفياتي قد أضرّت بمصالح الطبقة العاملة الشعوب المضطهدة في كلّ مكان و لكن الحركة الشيوعيّة العالميّة لم تمت و نضالات العمّال و الشعوب ضد الإستغلال و النهب لم تتوقّف ، بل إنّ حدّة الهجمة الإمبرياليّة قد جعلت الأحزاب الشيوعيّة تعيد بناء ذاتها و تعيد صياغة إستراتجيّتها و كتيكاتها وفق النهج البلشفيّ آخذة بعين الإعتبار أخطاء الماضي و خصوصيّات المرحلة التاريخيّة التي تناضل فيها اليوم من أجل الوصول إلى السلطة السياسيّة من جديد و القضاء على النظام الرأسمالي العالمي و الأنظمة الطبقيّة الأخرى و لكن إلى ألبد هذه المرّة و ستكون ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى دائما منارة تضيء طريقها ." و علاوة على الإشارة إلى عدم ذكر و لو حزب واحد من " الأحزاب الشيوعيّة " التي " تعيد بناء ذاتها و تعيد صياغة إستراتيجيّتها و تكتيكاتها وفق النهج البلشفيّ " و عدم ذكر أي حزب أو منظّمة في الوطن العربي تتبنّى هذا النهج البلشفيّ و " " تعيد بناء ذاتها و تعيد صياغة إستراتيجيّتها و تكتيكاتها " في القرن الواحد و العشرين ، لا يسعنا إلاّ أن نؤكّد على أنّ دعاة البلشفيّة هؤلاء اليوم يناهضون بشكل ساطع سطوع الشمس في كبد سماء في يوم صائف لا تشوب سماؤه أيّة سحب اللينينيّة التي يزعمون تبنّيها فلينين أعاد تسميةّ حزبه و دعا أحزاب الأمميّة الثالثة إلى إعادة تسمية الأحزاب و المنظّمات مشدّدين على نعت الشيوعي و الشيوعيّة حسب الهدف الأسمى للحركة الأمميّة و حزب " الوطد الثوري " يتجاهل هذا الوقف اللينينيّ الصحيح و الثوريّ التجاهل كلّه ، و أسقط ستالين نعت البلشفي الموضوع بين قوسين كإضافة للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي و يأتي اليوم هؤلاء النكوصيّين ليحيوا ما مات و شبع موتا .
و لمزيد إجلاء هذه المسألة ، نقترح عليكم الفقرات التي خطّها قلمنا بهذا المضمار في مناسبة آنفة وهو بالتأكيد مناسب لهذا المقام . تقرؤون فى العدد الثاني من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " ( مكتبة الحوار المتمدّن :
" الشيوعية، لا البلشفية :
و فى نفس السياق ، فى يومنا هذا ، يتجه البعض من مدعى تبنّى الشيوعية إلى إعتبار أنفسهم تيّارا بلشفيّا و هذا فى حدّ ذاته إنحراف خطير . فالبلشفية وهي تعنى الأغلبية نتيجة إنقسام – إلى أغلبية و أقلّية - داخل الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي إبّان مؤتمر (راجعوا لينين " خطوة إلى الأمام ، خطوتان على الوراء " ) صارت ميزة الأغلبية التي ساندت أطروحات لينين حينها تفرّقهم عن المناشفة ، الأقليّة. و بالتالى كانت البلشفية نقيضا للمنشفية فمثلما مرّ بنا بأنّ الإشتراكية العلمية كانت نقيضا للإشتراكية الطوباوية . و ظلّ إستعمال البلشفية كمصطلح مفيد فى علاقة بثورة أكتوبر الإشتراكية التي قادها البلاشفة إلى درجة انّ هناك من ذهب للحديث عن الثورة البلشفية عوضا عن الثورة الإشتراكية . و بقيت صفة البلشفية ملتصقة لسنوات بإسم الحزب الشيوعي السوفياتي إلاّ أنّها لم تكن من صلب إسمه الذى كان " الشيوعي" بل ملحقا به و أحزاب الأممية الشيوعية ، الأممية الثالثة ،سيرا على خطى لينين و منهجه أطلقت على نفسها أسماء تعكس هدفها الأسمى أي الشيوعية فكانت تسمىّ الحزب الشيوعي لبلد ما ، كالحزب الشيوعي الفرنسي أو الحزب الشيوعي الصيني إلخ و لم تردف الإسم بالبلشفية. هذا من ناحية ، و من ناحية ثانية ، تعلّقت البلشفية بالتجربة الروسية و تاريخيّا كانت نهاية الذين حاولوا إستعمال صفة البلشفية للمزايدة بالثورية خارج الإتحاد السوفياتي نهاية تعيسة. و نضرب على ذلك مثال الصينيين الذين لقّبوا أنفسهم ب" البلاشفة مئة بالمئة " و دفعوا الحزب الشيوعي الصيني إلى إستنساخ الطريق الروسي و تركيز النشاط الحزبي فى المدن لتحريرها أوّلا كما حصل أثناء ثورة أكتوبر ، فتسبّت دغمائيتهم هذه فى تكبّد الثورة جيشا و حزبا و جماهيرا أفدح الخسائر و لولا نضال ماو تسى تونغ ضدّ خطّهم الخاطئ هذا الذى لم يفقه شيئا من دعوة لينين لأحزاب المستعمرات و أشباه المستعمرات للبحث عن طرق جديدة للثورة ( أنظروا العدد الأوّل من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " ، مقال " الديمقراطية القديمة البرجوازية ام الديمقراطية الجديدة الماوية " ) . و قد نقد ستالين ذلك الخطإ الدغمائي فى " ملاحظات حول المواضيع الراهنة " قائلا : " رغم تقدّم حزبنا إيديولوجيّا ، نجد فيه بعدُ ، لسوء الحظّ ، ما يدعون " قادة " يعتقدون بصراحة بأنّ الثورة الصينية يمكن قيادتها ، إن أمكن القول ، عبر البرقيّات ووفق المبادئ العامّة للكومنترن، دون الأخذ بعين النظر للخصوصيّات القومية للصين ، لإقتصادها ، لنظامها السياسي ، لثقافتها ، لعاداتها ، لتقاليدها . ما يميّز ، بالفعل ، هؤلاء "القادة" عن القادة الحقيقيين ،هو أنّه لديهم دائما فى جعبتهم صيغتان أو ثلاث،"تناسب " كافة البلدان وهي " ضرورية " فى كافة الظروف .بالنسبة إليهم ، لا وجود للحاجة إلى أن نأخذ بعين النظر الخصوصيّات القومية و المميّزات القومية الخاصّة لكلّ بلد ...هناك إذن محاولات وضع فى قوالب جامدة قيادة كافة البلدان..." ( و كلام ستالين هذا ينطبق على جميع الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين).
و عندما تمكّن الماويون من إلحاق الهزيمة بالخطّ الإيديولوجي و السياسي الدغمائي أواسط ثلاثينات القرن الماضى تمّكنت الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية من إعادة بناء قوتها شيئا فشيئا بخطى راسخة عبر إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد و محاصرة الريف للمدن و كان لها الظفر عبر البلاد بأسرها سنة 1949 ممهّدة الطريق للثورة الإشتراكية فالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى (1966-1976) كطريقة ووسيلة جديدة لمواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و كلّها تعدّ من مساهمات ماو تسى تونغ فى إيجاد طرق جديدة للثورة و فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية. ( للمزيد حول " البلاشفة مئة بالمئة " : " فى الردّ على الهجوم الدغمائي التحريفي على فكر ماو تسى تونغ " ج . وورنير ، منشورات الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي ، بالأنجليزية و الفرنسية وهو متوفّر بالعربيّة ترجمة شادى الشماوي، ضمن كتاب " الماوية تدحض الخوجية و منذ 1979 " بمكتية الحوار المتمدّن ).
و نذكّر لمجرّد التذكير و ليس حجّة نعتمدها بأنّ مجموعة البلاشفة الجدد الكندية التي أثّرت فى هذا أو ذاك من عناصر " الوطد " عبر أعداد من مجلّة " ديماركاسيون " إنحلت منذ عقود الآن. كما نشير إلى أنّ عددا من البلاشفة الذين ساندوا لينين فى ذاك المؤتمر قد تحوّلوا فى السنوات اللاحقة إلى المعارضة و شكّلوا خطوطا تحريفية حتى . و كتابات لينين و ستالين تسجّل ذلك . و من ثمّة إستعمال كلمة بلاشفة بات اليوم ، فى القرن الواحد و العشرين لا يفيد بالضرورة الثورية و لا يحيل على إيديولوجيا ثورية اليوم .
و حينما إنكبّ ستالين على تلخيص تجربة الثورة فى روسيا و الإتحاد السوفياتي ، أبرز تطوير لينين للماركسية و ما أصبح يسمّى كمصطلح علمي دقيق اللينينية ( لا البلشفية ) كمرحلة جديدة ، ثانية و أرقى فى علم الثورة البروليتارية العالمية و مذّاك غدت الأحزاب الشيوعية الحقيقية تتبنّى الماركسية-اللينينية و تلاشى أكثر فأكثر إستعمال وصف البلشفي حتى فى الإتحاد السوفياتي.
و الآن و قد عمد البعض إلى إحياء هذا المصطلح غير الدقيق علميّا اليوم على أنّه نعت مميّز يطلق على الثوريين ، فإنّه يجدر بنا بعد إجلاء الأمر أن نقول لهم لا للنكوصية ، المصطلح الأدقّ عالميّا هو اللينينية. و لتقريب الصورة وليس للشتم أو التشويه ، صنيعكم هذا يشبه صنيع السلفيين المتزمّتين فى تمسكهم بتلابيب النصوص و ظواهرها و الإستماتة فى الدفاع عنها.وليعلم هؤلاء و غيرهم أنّ الرابطة التروتسكية بفرنسا التابعة للرابطة الشيوعية العالمية – الأممية الرابعة تصدر منذ سنوات نشرية بعنوان " البلشفي" روّج آخر عدد منها وهو العدد 195 فى مارس 2011.
إنّ الماركسية علم و العلم يتطوّر و يتعمّق بالضرورة و إنّكم بهكذا إنحراف تسيئون لستالين ذاته و أنتم تدّعون الدفاع عنه – دفاع دغمائيّ يستبعد نقد الأخطاء- بتشكيكهم فى اللينينية كمفهوم علمي دقيق. وفى الوقت نفسه ندعوكم رفاقيّا إلى جادّة الصواب و إلى عدم إيقاف تطوّر الماركسية عند ستالين و التجربة السوفياتية فالبروليتاريا العالمية راكمت قدرا هاما من التجارب زمن ستالين و بعده لا سيما التجربة الصينية الرائدة و غيرها و تجارب ثريّة منذ الستينات إلى يومنا هذا فى عديد البلدان وهي بالتالى تستدعى النقاش الجاد و الدراسة و التلخيص لتطوير الماركسية اللينينية التي أضحت حسب الشيوعيين الماويين الماركسية-اللينينية –الماوية على أنّ الماوية هي المرحلة الثالثة ، الجديدة و الأرقى. و لن تكفّ الماركسية-اللينينينة-الماوية ذاتها عن التطوّر و إلاّ ستموت . و على الشيوعيين الماويين أن يكونوا واعين تمام الوعي قبل غيرهم بفحوى قول ماو تسى تونغ :
" إنّ الجمود العقائدي و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية. و الماركسية لا بدّ ان تتقدّم ، و لا بدّ ان تتطوّر مع تطوّر التطبيق العملي و لا يمكنها ان تكفّ عن التقدّم . فإذا توقّفت عن التقدّم و ظلّت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطوّر فقدت حياتها، إلاّ أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا و إن نقضت فسترتكب أخطاء. إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقية و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية. و التحريفية شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية " .
( " خطاب فى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " 12 مارس/ أذار 1957)
( إنتهى المقتطف )

2- الشيوعيّة و ليس الإشتراكية العلميّة :

بيانات جماعة هذا الحزب اللاماركسي- اللينيني التي نسلّط عليها سياط نقدنا مرصّعة بعبارة " الإشتراكية العلميّة " التي يضاف إليها أحيانا " الأممية البروليتاريّة و تتحوّل أحيانا إلى " الشيوعيّة العلميّة " و إلى " علم الثورة الماركسي - اللينيني" ( 25 أكتوبر 2019) على أنّها الإيديولوجيا التي تساوى الماركسيّة – اللينينيّة و تعادل الشيوعيّة و غالبا ما يعوّض هذا الحزب بناء الإشتراكية ( ماركسيّا – نمط إنتاج إشتراكي ) ب " بناء الإشتراكيّة العلميّة " في أكثر من موقع في خلط فظيع فريد من نوعه بين الإشتراكية كنمط إنتاج و الإشتراكية العلميّة كقسم و مكوّن من مكوّنات و أقسام الماركسيّة الثلاثة كما يعلن عن ذلك عنوان مقال معروف للينين . و في الواقع هذا تحريف فظّ لعلم الثورة البروليتاريّة العالميّة فالإشتراكية العلميّة جزء وفقط من مكوّنات و أقسام الماركسيّة الثلاثة لا غير و قد فضحنا هذا التحريف و كتبنا و مقالاتنا منذ سنوات و منها نقتطف لكم الآتى ذكره :
" الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية :
وعادة ما تعرّف الجماعات ... التي تدعى الإنضواء تحت لواء الشيوعية نفسها إيديولوجيا بأنّها تتبنّى الإشتراكية العلمية وهذا منها فى يوم الناس هذا خطأ نظري نشرحه فى الحال.
و مثلما سجّلنا بالعدد الأوّل من نشرية " لا حركة شيوعية دون ماوية " ، ضمن مقال " الديمقراطية البرجوازية القديمة ام الديمقراطية الجديدة الماوية " الإشتراكية إشتراكيات ( و الشيوعية اليوم شيوعيات) : " و يكفى بهذا المضمار التذكير بعنوان كتاب إنجلز " الإشتراكية الطوباوية و الإشتراكية العلمية " من ناحية أولى ؛ و فقرات ماركس و إنجلز فى البيان الشيوعي : " الإشتراكية الرجعية : أ- الإشتراكية الإقطاعية ب- الإشتراكية البرجوازية الصغيرة ج- الإشتراكية الألمانية والإشتراكية "الحقّة "، الإشتراكية المحافظة أوالبرجوازية ، من ناحية ثانية ؛ و مقالات لينين عن الإشتراكية الديمقراطية و عن الإشتراكية الإمبريالية من ناحية ثالثة ؛ و كتابات الشيوعيين الماويين ، زمن ماو و بعده ، عن الإمبريالية الإشتراكية و عن مفهوم الإشتراكية دون صراع طبقي الخوجية و عن الإشتراكية ( دكتاتورية البروليتاريا و نمط إنتاج و مرحلة إنتقاليّة نحو الشيوعية ) كمرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية مديدة تعجّ بالصراعات الطبقية و تتضمنّ كلا من إمكانية التقدّم نحو المجتمع الشيوعي العالمي و إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية ..."
قال إنجلز فى مستهلّ المقال الأوّل من كرّاسه المنشور سنة 1892 " الإشتراكية الطوباوية و الإشتراكية العلمية " :
" إنّ الإشتراكية العصرية ، من حيث مضمونها هي فى المقام الأوّل ، نتيجة لملاحظة التناقضات الطبقية السائدة فى المجتمع العصري بين المالكين و غير المالكين ، بين الرأسماليين و العمّال الأجراء ، من جهة ، و لملاحظة الفوضى السائدة فى الإنتاج من جهة أخرى . ولكن هذه الإشتراكية تبدو فى البدء ، من حيث شكلها النظري ، كأنّها مجرّد إستمرار، أكثر تطوّرا و إنسجاما ، للمبادئ التي صاغها المنورون الفرنسيون الكبار فى القرن الثامن عشر" .
و عند نهاية هذا المقال الأوّل ، خلص إنجلز إلى أنّ " و لهذا لم تعد تبدو الإشتراكية الآن إكتشافا حقّقه من قبيل الصدفة هذا العقل العبقري أو ذاك ، بل صارت تبدو نتيجة ضرورية للنضال بين الطبقتين الناشئتين تاريخيّا، البروليتاريا والبرجوازية.
و لم تبق مهمتها إبتداع نظام إجتماعي على أكثر ما يمكن من الكمال ، بل غدت دراسة التطوّر الإقتصادي التاريخي الذى أدّى بالضرورة إلى نشوء هاتين الطبقتين وإلى نشوء الصراع بينهما ، و إيجاد الوسائل فى الوضع الإقتصادي الناجم عن هذا التطوّر ، من أجل تسوية النزاع . و لكن الإشتراكية السابقة لم تكن متلائمة مع هذا الفهم المادي للتاريخ مثلما كان فهم الماديين الفرنسيين للطبيعة غير متلائم مع الديالكتيك و مع علم الطبيعة الحديث." ( الطبعة العربية ، دار التقدّم موسكو ، ص 38 و 65) .
إذن نشأت الإشتراكية العصرية مع المجتمع العصري نتيجة صراع الطبقتين الناشئتين البروليتاريا و البرجوازية و بدأت أقرب إلى أفكار فلاسفة الأنوار - القرن 18 - " و إكتشافا من قبيل الصدفة هذا العقل العبقري أو ذاك" لتغدو إشتراكية علمية بما هي تعتمد دراسة التطوّر الإقتصادي التاريخي ، و الفهم المادي التاريخي لذلك صارت تسمّى إشتراكية علمية بعدما كانت طوباوية . و عليه الإشتراكية كوحدة أضداد ، تناقض إنقسمت ( بمعنى " إزدواج الواحد " اللينيني و الماوي ) إلى طوباوية و علمية كمظهري هذا التناقض . و تمكّنت الإشتراكية العلمية من إلحاق الهزيمة بالإشتراكية الطوباوية و سادت عالميّا إلاّ أنّ هذه الإشتراكية العلمية ستشهد هي ذاتها صراعات داخلية ستفرز عديد التياّرات أهمّها التياّر الماركسي الذى لن يفتأ يتطوّر هو ذاته و " ينقسم " ( بمعنى إزدواج الواحد ) فى مسيرة نموّه و حركة تطوّره إلى اليوم .
" حتى بين المذاهب المتعلّقة بنضال الطبقة العاملة و المنتشرة بخاصة فى صفوف البروليتاريا ، لم ترسّخ الماركسية مواقعها دفعة واحدة ... و حين حلّت الماركسية محلّ النظريات المعادية لها ، و المتجانسة بعض التجانس ، سعت الميول التي كانت تعبّر عنها هذه النظريات وراء سبل جديدة . فقد تغيّرت أشكال النضال و دوافعه ، و لكن النضال مستمرّ ... بنضال التيّار المعادي للماركسيّة فى قلب الماركسية ... لقد منيت إشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة ، وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية ."
( لينين : المختارات فى ثلاثة مجلدات ، المجلد الأوّل، الجزء الأوّل، ص 86-87 ضمن نص " الماركسية و النزعة التحريفية " ).
و" أدّى النضال ضد المحرّفين إلى نهوض مثمر فى تفكير الإشتراكية العالمية النظري بقدر ما أدّى جدال إنجلس مع دوهرينغ قبل عشرين سنة . " ( مصدر سابق ، ص 89 ) و يخلص لينين إلى أنّ " نضال الماركسية الثورية الفكري ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثورية الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو إنتصار قضيّتها التام، رغم كلّ تردّد العناصر البرجوازية الصغيرة و تخاذلها ." ( المصدر السابق ، ص 95).
و" التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون إليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ". (ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية ، مارس 1957 )
و يبرز جليّا أن الإشتراكية التي إنكبّ إنجلز على الخوض فيها فى ذلك الكرّاس تحيل على الصراع الطبقي و المادية التاريخية و هذا لا يعدو أن يكون مكوّنا من مكوّنات الماركسية الثلاثة وهو ما أكّده لينين فى " مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " حيث إعتبر مذهب ماركس " بوصفه التتمّة المباشرة الفورية لمذاهب أعظم ممثلى الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية "( لاحظوا جيّدا أنّه لم يستعمل مصطلح " الإشتراكية العلمية " بل فقط " الإشتراكية " مثلما فعل فى كرّاس " كارل ماركس " ). ف" مذهب ماركس "، الماركسية ، : " هو الوريث الشرعي لخير ما أبدعته الإنسانية فى القرن التاسع عشر: الفلسفة الألمانية ، و الإقتصاد السياسي الإجليزي ، و الإشتراكية الفرنسية . و إنّنا سنتناول مصادر الماركسية الثلاثة هذه ، التي هي فى الوقت نفسه أقسامها المكوّنة الثلاثة."( لينين ، المختارات فى ثلاثة مجلدات ، المجلد 1، الجزء 1، ص 78/79).
و من هنا لا يفعل من يريد أن يماثل بين الماركسية أو الشيوعية و " الإشتراكية العلمية " سوى العودة إلى ما قبل لينين و اللينينية و ليّ عنق الشيوعيين إلى الخلف ، نحو القرن 19 . و هذا بوضوح إنحراف نظري و كذلك تنازل نظري - سياسي يهدونه على طبق لأعداء الشيوعية مقدّمين أنفسهم بتعلّة عدم تنفيرالجماهير ، على أنّ هدفهم الأسمى بالتالى هو الإشتراكية و ليس الشيوعية بطورها الأدنى الإشتراكية وطورها الأعلى الشيوعية ، وفق كتاب لينين " الدولة و الثورة "، يتوصلون إليه عبر الصراع الطبقى الذى تعترف به و تقرّه حتى البرجوازية والذى لا يحدّد بحدّ ذاته من هو الماركسي .
فى رسالة وجهها ماركس إلى فيدميير ، بتاريخ 5 مارس / أذار 1852 ، أعرب عن أنّه :
" فيما يخصنى ليس لى لا فضل أكتشاف وجود الطبقات فى المجتمع المعاصر و لا فضل إكتشاف صراعها . فقد سبقنى بوقت طويل مؤرخون برجوازيون بسطوا التطوّر التاريخي لصراع الطبقات هذا ، و إقتصاديون برجوازيون بسطوا تركيب الطبقات الإقتصادي .و ما أعطيته من جديد يتلخّص فى إقامة البرهان على ما يأتى :
" 1- إن وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل تاريخية معينة من تطوّر الإنتاج 2- إنّ النضال الطبقي يفضى بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا ، 3- إنّ هذه الديكتاتورية نفسها ليست غير الإنتقال إلى القضاء على كلّ الطبقات و إلى المجتمع الخالى من الطبقات...".و معلّقا على ذلك ، كتب لينين: " ... الأمر الرئيسي فى تعاليم ماركس هو النضال الطبقي هذا ما يقال و ما يكتب بكثرة كثيرة. بيد أنّ هذا غير صحيح . و عن عدم الصحة هذا تنتج ، الواحد بعد الآخر ، التشويهات الإنتهازية للماركسية و ينتج تزويرها بحيث تصبح مقبولة للبرجوازية. ذلك لأنّ التعاليم بشأن النضال الطبقي لم توضع من قبل ماركس ، بل من قبل البرجوازية قبل ماركس ، وهي بوجه عام مقبولة للبرجوازية . و من لا يعترف بغير نضال الطبقات ليس بماركسي بعد ، و قد يظهر أنّه لم يخرج بعد عن نطاق التفكير البرجوازي و السياسة البرجوازية. إنّ حصر الماركسية فى التعاليم بشأن النضال الطبقي يعنى بتر الماركسية و تشويهها و قصرها على ما تقبله البرجوازية . ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا . و هذا ما يميّز بصورة جوهرية الماركسي عن البرجوازي الصغير ( وحتى الكبير) العادي ."( لينين ،" الدولة و الثورة " ص 35-36 ، الطبعة العربية ، دار التقدّم موسكو ).
و على ضوء ما تقدّم نستخلص أنّ دعاة " الإشتراكية العلمية " بكلمات لينين يشوّهون الماركسية بإنتهازية و يزوّرونها و يبترونها لتصبح مقبولة لدى البرجوازية . و يتغافلون عن ما يميّز " بصورة جوهرية " الماركسي عن غيره . و لئن عرّف لينين حينها الماركسي بمن " يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاري " فإنّ الشيوعيين الثوريين الماويين ، و بعد مراكمة تجارب إشتراكية بقيادة أحزاب شيوعية فى الإتحاد السوفياتي و الصين خاصة ، يضيفون أنّ الماركسي صار من يعترف بتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و التناحر الطبقي فى ظلّ الإشتراكية و بضرورة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ( نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا كما صاغها ماو و طبّقها فى خضمّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ).
و ننهى هذه النقطة بالتأكيد على أنّ إيديولوجيتنا هي الشيوعية و ليست الإشتراكية العلمية و الشيوعية ، قال ماوتسى تونغ فى " حول الديمقراطية الجديدة " ( 1940 ، م 2) " هي نظام كامل للإيديولوجيا البروليتاري وهي فى نفس الوقت نظام إجتماعي جديد . و هذا النظام الإيديولوجي و الإجتماعي يختلف عن أي نظام إيديولوجي و إجتماعي آخر ، وهو أكثر النظم كمالا و تقدّمية و ثورية و منطقية فى التاريخ الإنساني ." "
( إنتهى المقتطف)
( الفصل الرابع من كتابنا ،" حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي مزيّف " ، مكتبة الحوار المتمدّن )
----------------------------------------------------------------------
3- عن الفهم الدغمائي التحريفي للأممية البروليتاريّة لدي حزب " الوطد الثوريّ " :

هنا و هناك نثر هذا الحزب اللاماركسي- اللينينيّ " الأمميّة البروليتاريّة " و ألصقها في الغالب الأعمّ بالإشتراكية العلميّة على النحو التالى :
- " لا بديل عن الإشتراكية العلميذة و الأمميّة البروليتاريّة " ( جزء من عنوان مقال عن لينين مؤرّخ في 20 جانفى 2018).
- " تدعيم مواقع الإشتراكية العلمية و الأمميّة البروليتاريّة " ( 5 مارس 2019).
- " منع تحرّر وطننا العربي و إنعتاق شعبنا و بناء الأمّة العربيّة على أسس الإشتراكية العلميّة و الأمميّة البروليتاريّة " ( 1ماي 2019).
- " تغيير المجتمع على أسس الإشتراكية العلميّة و الأمميّة البروليتاريّة " ( 25 أكتوبر 2019).
- " جوزيف ستالين...الوفيّ لنهجهم البروليتاري الثوري ولقضيّة الطبقة العاملة والإشتراكية العلميّة والأممية البروليتاريّة" ( جانفى 2021 ، " في الذكرى 97 لوفاة لينين العظيم " ) .
و عرضيّا على أن نلفت النظر إلى أنّه في مناسبتين تجلّى أنّ الجماعة اللاماركسيّة – اللينينيّة تحلّ " الشيوعيّة " محلّ " الأمميّة البروليتاريّة " إلى جانب " الإشتراكية العلميّة ":
- ستبقى التجربة البلشفية في الاتحاد السوفياتي منارة تضيء نضال الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة في العالم بقيادة الأحزاب الماركسية اللينينية المخلصة لتعاليم كبار قادة الحركة الشيوعية العالمية ماركس وأنجلس ولينين وستالين والأممية الشيوعية الثالثة من أجل التحرر الوطني الوطني الديمقراطي والاشتراكية العلمية والشيوعية ". (" في ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى"- 24 أكتوبر 2018).
- " و من هذا المنظور لا يمكن أن توجد المواطنة و أن تتحقّق فعليّا إلاّ في ظلّ الإشتراكية العلميّة و الشيوعيّة ". ( 26 أفريل 2019).

و لا نستغرب أبدا أنّه لا وجود لأي شرح لمفهوم " الأمميّة البروليتاريّة " لدى أصحاب ذلك الحزب كما لا وجود لأيّ تعليل لربط المفهومين ( الإشتراكية العلميّة و الأمميّة البروليتاريّة " ) على ذلك النحو . و من المرجّح أنّ هؤلاء " اللاماركسيّين- اللينينيّين " قاموا بإضافة الأمميّة البروليتاريّة إلى الإشتراكيّة العلميّة كردّ فعل على نقد تجاهلهم التام لعقود للحركة الشيوعيّة العالميّة و صراعاتها و كذلك كردّ فعل على إمضاء المنشقّين عنهم و المكوّنين لما صار معروفا بالحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي بيانات عالميّة مع أحزاب و منظّمات من بلدان من عدّة قارات .

إنّهم لا يفقهون شيئا من فحوى الأممية البروليتاريّة و علاقتها بعلم الثورة البروليتاريّة العالميّة ، علم الشيوعيّة ؛ لا يفقهون أنّ الأممية البروليتاريّة هي السياسة الخارجيّة للأحزاب و المنظّمات الشيوعيّة و الدولة أو الدول التي تقودها هذه الأحزاب الشيوعيّة . و قد وضعت دعائم هذه الأمميّة البروليتاريّة في " بيان الحزب الشيوعي " و من أهمّ هذه الدعائم أنّه " ليس للبروليتاريا وطن " و " يا عمّال العالم إتّحدوا " . و التناقض الذى تنطوى عليه الأمميّة البروليتاريّة و الذى ينبغي على الدوام معالجته معالجة صائبة خدمة للمصلحة العامة للثورة البروليتاريّة العالميّة و الهدف الأسمى المشترك للشيوعيّين في كافة بلدان العالم ألا وهو المجتمع الشيوعي العالمي .

و قد جدّت مشاكل عدّة و خطيرة جدّا في تاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة بصدد فهم الأمميّة البروليتاريّة و تطبيقها في ظروف متباينة لمعالجة التناقض بين الجزء و الكلّ أو الثورة في بلد و الثورة في العالم قاطبة وذلك خيانة الأمميّة الثانية و كاوتسكى للأمميّة البروليتاريّة بالدعوة إلى الدفاع عن الوطن الرأسمالي البرجوازي قبل و أثناء الحرب العالميّة الأولى ما جعل البروليتاريّين يتقاتلون من أجل مصلحة البرجوازيّة الإمبرياليّة و الطبقات الرجعيّة ألخرى بدلا من تحويل الحرب الإمبرياليّة إلى حروب أهليّة و القيام بالثورة الإشتراكية في البلدان الرأسماليّة كما فعل الحزب البلشفي ... و في هذا السياق أتت كتابات لينين لتنير الطريق الشيوعي الثوري للبروليتاريا العالمية ، و منها " إفلاس الأمميّة الثانية " و " الثورة البروليتاريّة و المرتدّ كاوتسكى ".

و قد قيّم نقديّا مهندس الشيوعيّة الجديدة ، بوب أفاكيان ، و ناقش مطوّلا و بصفة عميقة هذه المسألة في إطار الجهود المبذولة لتقييم تاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة و بعث نواة منظّمة أمميّة في بداية ثمانينات القرن الماضي و بما أنّ المجال لا يسمح بعرض محتوياتها جميعا حسبنا هنا أن نقتبس لكم ملخّصا للموضوع الذى نحن بصدده من كتاب بوب أفاكيان " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق مع الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " ؛ الفصل الخاص ب " إستراتيجيا ... ثورة فعليّة " ( متوفّر باللغة العربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ) :

" قبل كلّ شيء ، هناك المسألة الحيويّة للأمميّة . فإلى جانب إحالة القرّاء على جدال " الشيوعية أم القوميّة ؟ " للمنظّمة الشيوعية الثوريّة ، المكسيك ، في مجلّة " تمايزات " عدد 4 ، شتاء 2015 ، و على نقاش الأمميّة في كتاب " الشيوعية الجديدة " ، الجزء الثاني ، أودّ أن أتطرّق بإختصار هنا إلى الأساس المادي و الفلسفي للأمميّة الشيوعية و مزيد تلخيص هذا في الشيوعية الجديدة .
يكمن الأساس المادي في تطوّر الرأسماليّة بصفة أتمّ إلى نظام عالمي من الرأسمالية – الإمبريالية و شتّى مظاهر ذلك ، و منها إستثماره و إستغلاله بصفة أتمّ للنطاق العالمي ( نسبة لما كان عليه في المراحل الأولى من الرأسماليّة حيث كان الإنتاج يجرى أساسا في البلد الأم و كان البحث عن أسواق لهذه المنتوجات يجرى عالميّا ) . فصارت سيرورة الإنتاج عالميّة بشكل أتمّ بكثير و بصورة متصاعدة في العقود الأخيرة . إنّه نظام واحد شامل بأجزاء و ديناميكيّة مكوّنات مختلفة عديدة ضمن هذا النظام الشامل . و ديناميكيّة هذا النظام ككلّ على الصعيد العالمي – ليس فقط ، بل رئيسيّا و في علاقة جدليّة مع الوضع داخل أجزاء خاصة من العالم و بلدان معيّنة – هو العامل الأساسي في تحديد المرحلة الموضوعيّة للنضال الثوري في بلدان معيّنة . و حينما ، عبر هذه السيرورة الجدليّة ، تغدو هذه التناقضات شكلا حادا خاصا في بلدان معيّنة ، يمكن أن يؤدّي ذلك إلى ظهور وضع ثوري هناك . لذا لدينا الديناميكيّة صلب بلدان معيّنة لكن ليس فقط من ذلك ، و ليس حتّى أساسا من ذلك ، تظهر الأوضاع الماديّة التي تؤثّر في تطوّر النضال الثوري و التي يمكن في نهاية المطاف أن تفضي إلى ظهور وضع ثوري في هذه البلدان الخاصة .

و يتداخل إدراك هذا مع الفهم الفلسفي الضروري لمقاربة صحيحة للأمميّة و تطبيق صحيح لها . و مثلما تمّ نقاش ذلك أيضا في جدال " الشيوعيّة أم القوميّة ؟ " من قبل المنظّمة الشيوعية الثورية - المكسيك ، لهذا صلة بمختلف مستويات تنظيم المادة في حركة . هناك نسبيّا مستويات منفصلة في كلّ الأنواع المتباينة من المادة ( في حركة ) : هناك أجهزة متباينة في جسد الإنسان ، و ثمّ هناك جسد الإنسان ككلّ ، وهو يشمل جميع الأجهزة ، و ثمّة ديناميكيّة داخل هذه الأجهزة و بينها ؛ و ثمّة مناطق خاصة داخل البلاد ، و ثمّة بلدان خاصة و ثمّة العالم ككلّ . و هكذا . لكلّ من هذه المستويات المنفصلة المتنوّعة و النسبيّة - أشدّد على النسبيّة - للمادة في حركة ، حركتها الخاصة ، لها تناقضاتها الداخليّة الخاصة ؛ لكن ، بالمقابل ، هي جزء من نظام أشمل ، بالضبط مثلما أنّ أجهزة الجسد جزء من جسد أشمل ، و هذا الجسد الأشمل ذاته يتفاعل بدوره مع البيئة الأشمل التي في الأخير و جوهريّا تحدّد إطار ما يحدث داخل ذلك الجسد ، بما في ذلك مختلف أجهزة الجسد - بالرغم من أنّ أحيانا ما يحدث داخل جهاز خاص يمكن أن يؤثّر أو حتّى يكون محدّدا في ما يحدث للجسد ككلّ ، و هذا بديهي إن تعرّض إنسان إلى نوبة قلبيّة ، مثلا . هذه إذن ماديّة و جدلّية كلّ هذا . و الشيء نفسه ينسحب على العلاقة بين البلدان و العالم و النظام العالمي ككلّ . هناك مستويات منفصلة للمادة في حركة تشكّل البلدان ، بالضبط مثلما توجد مستويات منفصلة للمادة في حركة تشكّل مناطق مختلفة داخل البلد الواحد . لكن ، بالمقابل ، هذه البلدان ، حتّى بهويّتها النسبيّة و إنفصالها النسبيّ و تناقضاتها الخاصة ، توجد ضمن ديناميكيّة أشمل مغايرة ( كما أشرت سابقا ) لشيء كالعلاقة بين الأرض و كامل المجرّات الأخرى في الكون . بكلمات أخرى ، أجل ، الأرض جزء من نظام شمسي هو نفسه جزء من مجرّة هي نفسها جزء من مليارات المجرّات، و هكذا . بيد أنّ هذه العلاقة ليس لها المعنى العملي ذاته بالنسبة إلى التغيير الاجتماعي ، العلاقة بين البلدان و ديناميكيّة النظام الإمبريالي ، كنظام عالمي ، في هذا العصر .
إنّها الديناميكيّة الجوهريّة لكامل هذا النظام العالمي هي التي كانت ، لذكر ظاهرة عميقة ، مسؤولة عن الحربين العالميّتين . و كما جرت الإشارة إلى ذلك في جدال المنظّمة الشيوعية الثوريّة – المكسيك ، لم تنجم الحرب العالمية الأولى ببساطة أو أساسا عن الديناميكيّة الداخليّة صلب كلّ بلد على حدة ، فاضت نوعا ما على البلدان الأخرى . بداهة ، لعبت الديناميكيّة الداخليّة صلب مختلف البلدان دورا جزئيّا ، لكن كان المجال العالمي الأوسع و التناقضات على ذلك المستوى هما اللذان أدّيا إلى تلك الحرب . و لهذا ، على سبيل المثال ، في أحد أفضل مواقفه ، قال ستالين إنّ سبب نجاحهم في الثورة في روسيا – أو لماذا كانت الظروف أكثر مواتاة للثورة هناك منها في أيّة أماكن أخرى – هو أنّ تناقضات النظام الإمبريالي العالمي أضحى مركزها و بؤرة تركيزها في روسيا إلى درجة كبيرة وقتها .
و هذا مثال آخر للفهم الصحيح للعلاقة بين البلدان و الوضع العالمي ككلّ .
لو لم نستوعب هذه العلاقة إستيعابا صحيحا ، لو قلبنا تلك العلاقة رأسا على عقب -كما يفعل بعض الناس الذين يسمّون أنفسهم شيوعيّين و هم عمليّا يرفعون راية القوميّة باسم الشيوعيّة و أمسوا في أفضل الأحوال قوميين راديكاليين و هذا يساوى في الأخير القومية البرجوازية – سنتصرّف ببساطة إنطلاقا من أساس الديناميكيّة الداخليّة للبلاد و سنعتبر ذلك أهمّ مجال نفعل في إطاره . و بالإمكان تقديم هذا في معارضة بلاد آخر له ديناميكيّته الداخليّة الخاصة . و حالئذ ستتحوّل أمميّتنا إلى شكل من " التقاطع " العالمي ، لإستخدام مفردات زمنها ، و الذى يمكن أن يتحوّل بيسر إلى تناقضات تناحريّة بين شتّى القطاعات التي " تتقاطع ".
لقد وُجدت نزعات لدى ماو تسى تونغ للإنطلاق " من الأمّة نحو الخارج " حتّى وهو يدعو إلى الأمميّة و يطبّقها – حتّى و إن كان ذلك نهائيّا ثانويّا نسبة للتوجّه الأممي الجوهريّ لماو . لكن هذه النزعات الثانويّة لدى ماو حوّلها بعض " الماويّين" ( بمن فيهم آجيث ) إلى مبادئ و بقيامهم بذلك قد عوّضوا فعلا الأمميّة بالقوميّة .

لهذا من الهام جوهريّا إستيعاب الأساس المادي و الفلسفي للمقاربة الصحيحة للأمميّة : نظرة أنّ المجال العالمي هو الحيويّ جوهريّا بينما نستوعب و نتعاطى بصفة صحيحة مع العلاقات المتغيّرة بين التناقضات و الديناميكيّة داخل بلد خاص و البلدان الأخرى - و كلّ هذا في علاقة بالنظام الرأسمالي الإمبريالي كنظام عالمي .
و لهذا تبعات عمليّة محدّدة كما تحدّثت عن ذلك في " الشيوعية الجديدة " ، بما في ذلك أنّه مهما كانت البلدان الإشتراكيّة الموجودة في أي زمن معطى ، يجب مقاربتها ، فوق كلّ شيء – ليس فحسب بل فوق كلّ شيء – كقواعد إرتكاز للتقدّم بالثورة العالميّة ، و إلاّ ستتعارض في النهاية مع تقدّم الثورة الشيوعيّة في العالم ككلّ ؛ و بالفعل ، سيتعزّز أساس الإطاحة بالثورة و الإنقلاب عليها في بلد إشتراكي خاص . و المسألة ليست مسألة إعلان مبدأ عظيم –" الأمميّة – أن نكون قبل كلّ شيء قاعدة إرتكاز للثورة العالميّة "- بنوع من التجريد أو المعنى الديني تقريبا . و يشمل هذا قدرا كبيرا من التعقيد لأنّه ، أكثر ممّا تمّ الإقرار به قبلا ، في تاريخ الحركة الشيوعيّة ، يمكن أن توجد تناقضات حادة قد تتحوّل إلى تناقضات تناحريّة بين بلد إشتراكي قائم و الجماهير الثوريّة و النضالات الثوريّة في بلدان أخرى . و بعدّة طرق ستسعى وقتها الدول و القوى الإمبريالية و الرجعيّة في العالم إلى أن تفرض على البلد الإشتراكي ضرورة توخّى سياسات و سلوكات معيّنة في محاولة منه الحفاظ على الذات ، تذهب ضد المصلحة الجوهريّة للتقدّم بالثورة بإتّجاه الشيوعيّة على النطاق العالمي . و إن لم تتواصل الثورة للتقدّم بإتّجاه الشيوعيّة بالمعنى الشامل ، سيمثّل ذلك تراجعا شاملا بما فيه حيث نشأت البلدان الإشتراكيّة في البداية .
و هكذا نعالج هنا تناقضات معقّدة جدّا أو أحيانا حادة جدّا . و دون مقاربة صحيحة لإستيعاب القاعدة الماديّة و القاعدة الفلسفيّة للأمميّة الشيوعيّة ، لن نحصل حتّى على فرصة للمقاربة الصحيحة ، فما بالك التعاطى معها في العالم الواقعي ، هذه التناقضات العميقة جدّا أو أحيانا الحادة جدّا على نحو يتقدّم عمليّا بالثورة العالميّة ككلّ . و لقد قال أحدهم " حسنا ، ما يأتي بسهولة ، يذهب بسهولة " . عاش الملايين العذاب و دفعوا حياتهم من أجل إنشاء الإشتراكية في الصين ، و ساند الملايين حول العالم ذلك الجهد و إلى درجة واسعة جدّا ، و على أساس شرعي ممتدّ ، كانت آمالهم معلّقة على الإشتراكية في ذلك البلد . و مثّل الإنقلاب على الإشتراكية و إعادة تركيز الرأسمالية هناك تراجعا فظيعا . و بالفعل من الهام الحفاظ على الإشتراكية و التقدّم بها حيثما تمّ إفتكاك السلطة من يد الإمبرياليين . و في الآن نفسه ، مع ذلك ، إذا لم يقع التعاطى مع الحفاظ على دولة إشتراكية و التقدّم بها في أي بلد معيّن تعاطيا صحيحا في علاقة ب – و خاصة إن كان عمليّا يقوّض بأيّ معنى جوهري – تطوّر الثورة العالميّة ككلّ ، عندئذ ستكون هذه الدولة الإشتراكية في طريقها إلى الإنقلاب عليها كذلك ."
( إنتهى المقتطف )


4- ما هذه " الماركسيّة – اللينينيّة غير المشبوهة بالتحريفيّة " ؟

" الماركسيّة – اللينينيّة غير المبوه بالتحريفيّة " تخريجة من تخرجات حزب " الوطد الثوري " و نقول هذا لأنّ هذه الصيغة مستحدثة و غريبة عن الأدب الماركسي – اللينيني عالميّا و حتّى محلّيا و لم تظهر لدى أصحابنا هؤلاء إلاّ مؤخّرا ، على أنّهم لم يفردوا نصّا لشرح هذا المفهوم المستحدث علّهم يقنعوا الكثيرين فيستخدموا هذه الصيغة إن كانت صائبة و معبّرة عن حقيقة عميقة و شاملة . و نحن طبعا إنطلاقا من فهم الشيوعيّة كعلم يتطوّر بلا إنقطاع لسنا مبدئيّا ضد نحت مفاهيم و مصطلحات جديدة إلاّ أنّنا فى هذه الحال نستغرب قذف هذه الصيغة و زرعها في ثنايا البيانات دون تفسير و لو مقتضب لفحواها كما نستغرب عدم شرح الفرق بينها و بين صيغة الماركسيّة – اللينينيّة لا غير . و إستغرابنا مردّه أنّ هكذا تفسير مستوجب منهجيّا و إيديولوجيّا و الجماعة " اللاماركسية –ليينيّة " لا تهتمّ لذلك أدنى الاهتمام و كأنّ شيئا لم يكن . و تساوى ماركسيّة – لينينيّة هؤلاء " غير المشبوهة بالتحريفيّة " ماركس و إنجلس و لينين و ستالين و الأمميّة الثالثة . و قد تطرّقنا أعلاه ( و سنتطرّق لاحقا ) إلى أخطاء لدى لينين و ستالين و الأمميّة الثالثة ، بوسعنا أن نؤكّد أنّ هذا الحزب دغمائيّ حيث يرى الماركسيّة – اللينينيّة قوالبا جاهزة و جمودا عقائديّا و لا يرى حتّى أن لينين طوّر الماركسيّة إلى مرحلة جديدة ، ثانية و أرقى هي الماركسية- اللينينيّة التي ينعتون بها أنفسهم و لا يفقهون لبّها . و ليعلم هؤلاء و غيرهم من الدغمائيّين انّ إيقاف تطوّر علم الشيوعيّة قصرا و غصبا عند الأمميّة الثالثة عمليّة تحريف فجّة لتاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة و إنكار مثالي ميتافيزيقي للصراعات المبدئيّة و الجدالات الكبرى ضد التحريفيّة المعاصرة بتعبيراتها السوفياتيّة و الفرنسيّة و الإيطاليّة و اليوغسلافيّة ... من خمسينات القرن الماضى إلى يومنا هذا و إنكار للتجارب الإشتراكيّة عدا السوفياتيّة ، و في مقدّمتها التجربة الإشتراكية للصين الماويّة و التي مكّنت من التقدّم إلى أبعد مدى في الطريق المؤدّية إلى الشيوعيّة و من تطوير علم الشيوعيّة بأقسامه و مكوّناته الثلاثة – الفلسفة و الاقتصاد السياسي و الإشتراكيّة – إلى مرحلة جديدة ، ثالثة و أرقى .

إنّ إدارة الظهر للجدالات العظيمة ضد التحريفيّة المعاصرة و ما طوّرته التجربة الإشتراكية للصين الماويّة ليس مشبوها بالدمائيّة التحريفيّة فحسب بل هو دغمائيّة و تحريفيّة مناهضتين للماركسيّة – اللينينيّة . المسألة ليست مسألة شبهة ، إنّما هي مسألة تهمة ثابتة بالدليل القاطع و البرهان الساطع . و مثلما أنف أن أبرزنا ، حصر منشورات حزب حزب يدّعى الماركسيّة – اللينينيّة في بيانا بمناسبات " ذكرى " أو تعليقا على أحداث صراع طبقي أو وطني و غياب الجريدة و المجلّة تحريف للّينينيّة و لمضمون " ما العمل " ؟ المنارة اللينينيّة العظيمة التي تعدّ من أكثر أعمال لينين المشوّهة و المتعرّضة للتحريف ...

في ثنايا " في الذكرى المائة لثورة أكتوبر ..." – 30 أكتوبر 2017 ، نعثر على :

" إنّ العمّال و الشعوب المضطهَدَة ليتأثرون أيّما تأثّر بإفلاح الإمبرياليّة العالميّة في كلّ مكان في تخريب أوّل تجربة إشتراكية ناجحة و لكنّهم في الوقت نفسه يستخلصون الدروس التاريخيّة و يعيدون بناء معسكرهم من أجل الهجوم من جديد على البرجوازيّة العالميّة و الأنظمة العميلة لها . " فنعلّق قائلين ، في خمسينات القرن العشرين و ستّيناته إلى أواسط سبعيناته ، قاد او تسى تونغ معركرة إستخلاص " الدروس التاريخيّة " و دافع عن الإرث الثوريذ للتجربة السوفياتيّة في ظلّ لينين و ستالين و شخص أخطاءها و " أعاد بناء معسكر " الحركة الماركسيّة – اللينينيّة العالميّة و أكثر من ذلك قطع بفضل الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى ( 1966-1976) خطوات أكثر تقدّما في سير الإنسانيّة نحو الشيوعيّة . و يأتي " غير المشبوهين بالتحريفيّة " اليوم لينكروا أصلا وجود عقود من الحركة الشيوعيّة العالميّة بإنتصاراتها و إخفاقاتها فيصحّ عليهم مجدّدا حكم أنّهم دغمائيّون تحريفيّون . و مثاليّون ميتافيزيقيّون مناهضون للمادية الجدليّة .

و في بيان " في ذكرى وفاة الزعيم ..." – 20 جانفى 2018 ، نجد هذه الجملة :

" خاض لينين على إمتداد حياته نضالا لا هوادة فيه ضد مختلف مدارس التحريفيّة و الإنتهازيّة عموما المسيطرة منذ مدّة على الحركة العمّالية العالميّة ".

فنعلّق متسائلين : هل حدّد هذا الحزب الذى يقف وراء ذلك البيان و المفترض أنّه من " غير المشبوهين بالتحريفيّة " ( و في الواقع هم غارقون إلى العنق في الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة ) ما هي " مختلف مدارس التحريفيّة و الإنتهازيّة عموما المسيطرة منذ مدّة على الحركة العمّاليّة [ الأصحّ الشيوعيّة ] " الآن ؟ لا أبدا ( على حدّ ما قرأنا ممّا نشر ) . هل أنّ هذا الحزب بصدد " خوض نضال لا هوادة فيه ضد مختلف مدارس التحريفيّة و الإنتهازيّة عموما " قطريّا و عربيّا و حتّى عالميّا ؟ أبدا و تشهد على ذلك كتاباته . فقد نجد هنا و هناك تلميحات أو نقد سطحيّ لبعض مواقف لبعض الأطراف السياسيّة لكن الأمر يتعلّق ب" نضال لا هوادة فيه ضد مختلف مدارس التحريفيّة و الإنتهازيّة عموما " و بالسير على خطى لينين في هذا المضار بصياغة عدّة مقالات و كتب دعائيّة و ليس مجرّد بيانات أو فقرات أو جمل هنا و هناك تحريضيّة لا غير.

و قد دفعتنا معاينتنا لمراوغات هؤلاء " الثوريّين " جدّا جدّا خوض غمار الصراع النظري بلا هوادة و تجنّبهم البتّ في أخطاء ستالين و الأمميّة الثالثة ... إلى تأليف مقال نشرناه على صفحات الحوار المتمدّن و ضمن العدد 33/ سبتمبر 2017 من " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و ذلك قبل مدّة الآن و عنوانه " تغييب الحزب الوطني الإشتراكي الثوري الماركسي اللينيني الخوض في القضايا الإيديولوجيّة " وهو في تقديرنا مفيد بصدد المسألة التي نحن بصددها " :




" تغييب الحزب الوطني الإشتراكي الثوري الماركسي اللينيني الخوض في القضايا الإيديولوجيّة

جاء تجديد إسم هذا الحزب بعد مدّة من النشاط بالكلمات الأربعة الأولى ( من تـأسيسه إلى مارس 2015) نتيجة صراع خطّين صلبه بلغ حدّ الإنشقاق و إنسحاب أو طرد مجموعة إلتحقت تاليا بالإئتلاف الذى كوّن لاحقا الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي ، إلاّ أنّ بيان تغيير الإسم لم يذكر الإنشقاق و إنّما أكّد :
" في إطار تجذير تسميته لتعكس بمزيد من الدقة والوضوح البعدين المرحلي والاستراتيجي في اهداف الحزب ونشاطه قرر الحزب الوطني الاشتراكي الثوري (الوطد) إدخال تغيير على تسميته لتصبح على النحو التالي:
حزب ★ الوطد★ الثوري الماركسي اللينيني. وعلى هذا الأساس يؤكد الحزب أن كل ما يصدر مستقبلاً باسم الحزب الوطني الاشتراكي الثوري (الوطد) في الوثائق المكتوبة وعلى صفحات مواقع التوصل الاجتماعي لا يلزم الحزب في شيء.
كما يؤكد حزب ★ الوطد★ الثوري الماركسي اللينيني التزامه بمواصلة النضال الثوري دون هوادة في مقدمة الطبقة العاملة والشعب الكادح ليس فقط ضد الإمبريالية وعملائها في القطر والوطن العربي والعالم بل وأيضاً ضد الانتهازية اليمينية واليسارية الخادمة الذليلة للسلطة والقوى الاستعمارية عدوة العمال والشعوب المضطهدة. فالنضال ضد الإمبريالية من أجل التحرر الوطني الديمقراطي وبناء الاشتراكية العلمية يمر حتماً وبالضرورة عبر النضال ضد الانتهازية.
- 14 أفريل 2015) حزب الوطد الثوري الماركسي اللينيني ( فايسبوك -
و من الملاحظ أنّ الحزب المدّعى الماركسيّة – اللينينيّة لم يصدر غير بيانات سياسيّة فلم نقرأ على موقعه على الفايسبوك أيّة بحوث أو دراسات دعاية للماركسيّة – اللينينيّة و كيفيّة تطبيقها على الواقع لتغييره شيوعيّا ثوريّا . و بالتالى نعت الماركسي – اللينيني ألحق للتمييز لا غير بينه و بين من ظلّت صفحة إعلام حزب الوطد الثوري على شبكة التواصل الاجتماعي بايديهم . و من الملاحظ أيضا أنّ هذا الحزب الماركسي- اللينيني المزعوم لم يواصل صراعه مع الذين إنشقّوا عنه ، على الأقلّ علنيّا ، على حدّ علمنا ، فلم يعلّق مثلا على ذلك الإئتلاف و ما إنجرّ عنه و لا عن سياساته و مواقفه . و اللافت كذلك أنّه كالعادة لم يعمّق بيان " طرد " تلك المجموعة المنشقّة ( أنظروا ملحق المقال ) بالبحث في الجذور العميقة الإيديولوجية منها و السياسيّة لما إعتبر إنحرافا حتّى يمكن نقدها ماركسيّا و العمل على الحدّ من تاثيرها و الحيلولة دون نموّها بشكل أو آخر مجدّدا ، إن لم يقع إقتلاعها .

هذه هي النقطة الأولى المتعلّقة بالصراع الإيديولوجي الذى يغيّبه هذا الحزب الذى ينعت نفسه بالماركسي – اللينيني ، أمّا النقطة الثانية فتتّصل بموضوع معيّن من الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب و أشباهه .

منذ سنوات الآن ، وعلى وجه الضبط في العدد 7 من نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " ، أفريل 2012 ، كتبنا التالى ، متوجّهين إلى " الوطد" و " البلاشفة " و منهم الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الثوري وهو نفسه الأمين العام الحالي للحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الماركسي – اللينيني ) :

" إلى " الوطد " و "البلاشفة " : ما هي أخطاء ستالين؟

قرأنا و أعدنا قراءة وثائقكما المتوفّرة لدينا أو المتوفّرة على الأنترنت و دقّقنا فى طيّاتها و تفحصنا الفقرات و الجمل و لم نعثر على ذكر خطإ واحد لستالين . و بالمقابل عثرنا على الجملتين التاليتين :

- فى مقدّمة كتاب " 5 مارس 1953 – 5 مارس 2003..." : " نحن لا نزعم أنّ ستالين معصوم من الخطإ و لا لينين و لا ماركس و لا إنجلز" .

- فى نصّ"ستالين قائد الثورة الإشتراكية العالمية لثلاثين سنة "المنشور على الحوار المتمدّن بتاريخ 20 أكتوبر 2011 : " إنّنا لا نقول أنّ ستالين لم يرتكب أيّة أخطاء ، تماما كما لا نقول أنّ ماركس ، إنجلز و لينين لم يرتكبوا أية أخطاء".

بجرأة نشر الشيوعيون الماويون مواقفهم و كتاباتهم التى يعالجون فيها أخطاء ستالين و ينقدونها من منطلق علمي و من منظور بروليتاري ثوري و من أجل الوضوح فى الخطّ الإيديولوجي و السياسي أمام المناضلين و المناضلين و الجماهير الشعبية، نطالبكما بأن تفصحا عن هذه الأخطاء دون مراوغة و لا مداورة.

نعيدها : ما هي أخطاء ستالين التى تتحدّثون عنها ؟ أمّا أسئلة لماذا إرتكبت ؟ و فى أي ظروف ؟ و ما هي الدروس المستخلصة منها؟ و ما إلى ذلك فنتركها إلى حين إجابتكم عن السؤال الموجّه لكما مباشرة.

و ينبغى أن نعتبر عدم الإجابة على هذا السؤال المباشر دليلا آخر على عدم مبدئيتكما فى التعاطي مع مسألة ستالين الماركسي العظيم الذى قام بأخطاء جدّية أحيانا. "
( إنتهى المقتطف )
و قد لاقت هذه الدعوة تفاعلا من أنصار ذلك الحزب تراوح بين الإستهجان و الشتم و الحال أنّها مسألة محوريّة ذات أهمّية فائقة بل حيويّة ليس محلّيا و قوميّا بل عالميّا أيضا لأيّة منظّمة أو حزب يتطلّع إلى البحث عن الحقيقة على أنّها وحدها هي الثوريّة و التي تسمح بنقد الأخطاء و الدفاع المستميت عن المكاسب و الجانب الصائب وهو الرئيسي ماويّا لدى ستالين و من ثمّة تطوير علم الشيوعيّة ، و على أنّها أساس المعرفة الصحيحة للواقع من أجل تغييره ، تفسير العالم علميّا من أجل تغييره شيوعيّا .

فإن كان هذا الحزب و ما تفرّع عنه لا يملكون تقييما علميّا ماديّا جدليّا لستالين و التجربة الإشتراكيّة السوفياتيّة ( في حين يدّعى عدد منهم أنّهم ستالينيّون ! ) و لم يشخّصوا أخطاءه و قد مرّت أكثر من عقود أربعة على ولادة التيّار الذى إنتمت إليه هذه المجموعة ، فذلك إن نمّ على شيء فهو ينمّ عن عدم الجدّية في التعاطى مع تجارب البروليتاريا العالمية و الماركسية – اللينينيّة التي أضافها هذا الحزب إلى إسمه كجلباب خارجي لا غير . و إن كان أصحاب هذا الحزب و أشقّاؤهم المنشقّون عنهم لا يملكون الجرأة البحثيّة و الزاد المعرفي للخوض في الموضوع ، فإلى أين سيقودون المناضلات و المناضلين و الجماهير العريضة و المعلوم أنّ أعمى يقود أعمى كلاهما يسقط في حفرة .

و من الأكيد أنّ هذا الضعف الفادح في هذا الجانب كما في جوانب أخرى ، يجعل من وحدة هؤلاء هشّة بل غاية في الهشاشة و قابلة للإنفجار و لا نستبعد و إن كنّا لا نجزم أن يكون قادة هؤلاء يتجنّبون الخوض في هذا المضمار الخطير ، مسألة ستالين ماضيا و حاضرا و مستقبلا ، خشية تفجّر الوحدة " الصمّاء " الخوجيّة للخطّ الإيديولوجي و السياسي للجماعة .

و لن نكفّ عن دعوة هؤلاء " الستالينيين " و " البلاشفة " و " الماركسيين – اللينينيين " إلى الإجابة الصريحة عن سؤال لا مفرّ منه :

ما هي أخطاء ستالين ؟
ما هي أخطاء ستالين ؟
ما هي أخطاء ستالين ؟ "

( إنتهى المقتطف )

و مهما أرغد و أزبد حزب " الوطد الثوري " ، على ضوء ما تقدّم نستشفّ أنّه ليس مشبوها بالتحريفيّة فحسب بل إنّ التهمة ثابتة عليه و خطّه الإديولوجي و السياسي بالتالى تجلّى من تجلّيات الدغمائيّة التحريفيّة التي سنرى مزيدا من وجوهها لديه في ما يلى من نقاشات .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقدّمة عامة لثلاثيّة :

" حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم "

قبل قرن و بضعة عقود ، في خطابه على قبر رفيق دربه ، قال فرديريك إنجلز ، أحد مؤسّسي الشيوعيّة ، إنّ كارل ماركس كان قبل كلّ شيء ثوريّا . و اليوم ، من له عيون ليرى الحقيقة الماديّة الموضوعيّة دون نظّارات إنتهازية من أيّ صنف ، يلاحظ دون عناء كبير أنّه تمّ تشويه الماركسيّة / الشيوعيّة على نحو لم يسبق له مثيل ليس عربيّا فحسب بل عالميّا أيضا ذلك أنّه تحت ضغط الحملات الرجعيّة و الإمبريالية المناهضة للشيوعيّة و بالتواطؤ معها – ضمن أسباب كثيرة أخرى - ، أفرغت التحريفيّة و الدغمائيّة الشيوعية من مضمونها و روحها الثوريّين و حوّلتاها إلى عقيدة جامدة أو إلى عقيدة في خدمة الأنظمة و الطبقات السائدة . و قد صيّر الماركسيّون الزائفون الماركسية نزعة أو نزعات إصلاحيّة لا غير تساعد في تأبيد المجتمعات الطبقيّة و أحيانا إستخدموها في بلدان معيّنة وسيلة لحكم نظام إستغلالي و إضطهادي أو للمساهمة في حكم ذلك النظام الإستغلالي و الإضطهادي و الدفاع عنه دفاعا مستميتا بالغين حتّى إرتكاب جرائم قتل في حقّ الشيوعيّين الحقيقيّين .

بإختصار شديد ، بوسعنا أن ندرك بجلاء أنّ الشيوعيّة الزائفة أضحت مهيمنة على الحركة الشيوعيّة العالميّة ( و العربيّة جزء منها ) و أنّ من أوكد واجبات الشيوعيّين و الشيوعيّات الحقيقيّين خوض نضال بلا هوادة ضد التحريفيّة و الدغمائيّة و الإصلاحيّة – على أنّه لا يتعيّن نسيان مقاومة الأنظمة و تغيير عقول الناس و تنظيم القوى الثوريّة – قصد دحض و فضح الخطوط الإيديولوجيّة و السياسيّة الشيوعيّة الزائفة و التعريف بالشيوعيّة الحقيقيّة ، الشيوعيّة الثوريّة ماضيا و حاضرا و عيوننا على المستقبل و الهدف الأسمى للشيوعية ،ففي غياب النظريّة الشيوعية الثوريّة لن توجد حركة ثوريّة قادرة على تفسير العالم تفسيرا علميّا ماديّا جدليّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا . هذه حقيقة بديهيّة لن ينكرها إلاّ أعداء علم الشيوعيّة و خدم و أبواق دعاية القوى الرجعيّة و الإمبريالية و الإصلاحية .

و عليه ، يتنزّل عملنا هذا – هذه الثلاثيّة الجديدة – في هذا الإطار بالذات و نحن ننأى بأنفسنا عن الالمهاترات الفكريّة و التهجّم على الأشخاص فالصراع النظري الذى نخوض غماره لسنوات الان يركّز على أمّهات المسائل و القضايا الإيديولوجية و السياسيّة و نكرّس جدليّة الهدم و البناء بمعنى أنّنا نسعى جاهدين من جهة إلى تعرية الشيوعيّة الزائفة و من الجهة الخرى ، إلى شرح و نشر الشيوعية الحقيقيّة ، الشيوعيّة الثوريّة في أرقى تجلّياتها . و الشيوعيّة الثوريّة اليوم هي الشيوعيّة الجديدة ( الخلاصة الجديدة للشيوعية ) التي طوّرها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعى الثوريّ ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة و نحن نتولّى المساهمة في التعريف ها و تطبيقها وهي منطلقنا في مشاريعنا النقديّة للخطوط الدغمائيّة و التحريفية و الإصلاحيّة لعدّة فرق متمركسة . و هذه الشيوعيّة الجديدة هي الإطار النظريّ الجديد للموجة / المرحلة الجديدة للثورة البروليتارية / الشيوعية العالميّة التي نتهت مرحلتها الأولى مع خسارة الصين الإشتراكية الماويّة و إعادة تركيز الرأسماليّة فيها سنة 1976 ، إثر وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحريفي هناك و كانت هذه المرحلة قد بدأت مع كمونة باريس.

و تسلّط هذه الثلاثيّة الجديدة الضوء على الخطّ الإيديولوجي و السياسي للوطنيّين الديمقراطيّين – الوطد – مجرية حفريّات عميقة دون أن تكون شاملة بشكل كلّي و إن كانت كافية و شافية في تقديرنا – لتعرية حقيقة هؤلاء بتفرّعاتهم . و قد إستعدنا مصطلح حفريّات من عنوان ثلاثيّتنا السابقة المفردة للخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب العمّال التونسي ( " حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي ") لأنّنا نواصل ذات عمليّة النقد الماركسي لهذين التيّارين الدغمائيّين التحريفيّين الخوجيّين ( المفضوح : حزب العمّال التونسي؛ و المتستّر : الوطد ). و لأنّنا نسعى طاقتنا لأن يكون نقدنا هذا نقدا جذريّا بمعنى أن يطال جذور هذين الخطّين الخوجيّين فالنقد الذى لا ينال من جذور الدغمائيّة و التحريفيّة و الإصلاحية يظلّ سطحيّا بصفة أو أخرى و غير قادر على إجتثاثها أو حتّى إلحاق هزيمة نكراء بها . و في موضوع الحال ، توجّهنا إلى نقد وثيقتين مؤسّستين لهؤلاء - الوطد - و نقصد أوّلا الوثيقة البرنامجيّة ، " مشروع برنامج الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين " التي نشرنا نتائج إشتغالنا عليها منذ سنات ؛ و ثانيا ، وثيقة " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ " ( إعتمدنا النسخة الورقيّة و في ملاحق الكتاب الأوّل تجدون نسخة رقميّة نقدّمها بالإخراج الذى بلغتنا به ، دون أي تغيير ) التي يمثّل تفكيكها النقدي ركيزة كتابنا الأوّل . و طبعا لم نقف عند هذا الحدّ بل تتبّعنا هذا الخطّ الخوجيّ التستّر و تفرّعاته اليوم مسلّطين سياط النقد الماركسي على أهمّ وثائق مكوّنين أساسيّين من تفرّعاته رانا : " الحزب الوطني الدمقراطي الإشتراكي " و " الحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الوطد الثوري ) الماركسي- اللينيني " فأفردنا لكلّ واحد منهما كتابا لنحصل في النهاية على ثلاثة كتب – ثلاثيّة .

و هذه الثلاثيّة ليست باكورة أعمالنا المخصّصة لنقد خطّ الوطنيّين الديمقراطيين - الوطد - و إنّما هي محطّة جديدة سبقتها أعمال يمكن أن نعدّها ثلاثيّة أخرى متشكّلة من كتاب " " الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون " يحرّفون الماركسيّة - اللّينينيّة " و كتاب " حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري - الوطد - " و مقالات متفرّقة منها : " فى الردّ على الوطد - الحلقة الأولى " و " بؤس اليسار الإصلاحي التونسي : حزب العمّال التونسي و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد – نموذجا " و غيرها الموثّقة بأعداد " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " . ( و جميع هذه الأعمال متوفّرة للمطالعة و التنزيل من على موقع الحوار المتمدّن : صفحة ناظم الماوي و مكتبة الحوار المتمدّن ).

و نكتفى بهذا القدر من الكلام التمهيدي لعمليّة إبحار شيّقة في متن الكتب الثلاثة و لما لا لدراستها دراسة نقديّة ، و نمرّ مباشرة إلى التعرّف على محتويات هذه الثلاثيّة :


حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الأوّل )

في مهازل وثيقة " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " للوطنيّين الديمقراطيّين – الوطد -

الفصل الأوّل : تعليق مقتضب على تمهيد و خاتمة " البحث " المهزلة " : "هل يمكن ان نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ "

(1) تعليق مقتضب على تمهيد " البحث " المهزلة : "هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ "
(2) تعليق مقتضب على خاتمة " البحث " المهزلة : "هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ "

الفصل الثاني : إنكار حقيقة تطوير ماو تسى تونغ للجدليّة

(1) تطوير ماو تسى تونغ للجدلية : التناقض هو القانون الجوهري للديالكتيك و التغيّر الكمّى الى الكيفيّ و العكس تناقض و نفي النفي ليس قانونا مادياّ جدليّا
1- التناقض هو القانون الجوهري للديالكتيك
2- التغيّر الكمّى الى الكيفيّ و العكس تناقض
3- نفي النفي ليس قانونا مادياّ جدليّا
(2) الطرف الرئيسيّ و الطرف الثانويّ للتناقض تطوير ماويّ للجدليّة ينكره اللاأدريون
1- لاأدريون :
2- ينكرون جوهر الديالكتيك :
3- تصنيفات :
4 - حلول الجديد محلّ القديم :
5- التطبيقات العمليّة :
6- البرجوازية الوطنية :
7- " لتتفتح مائة زهرة " و " لتتنافس مائة مدرسة " :
الفصل الثالث : لخبطة فكريّة خوجيّة في فهم جوانب أخرى من الجدليّة

(1) قانون وحدة الأضداد هو قانون التناقض وماديّا جدليّا ، لا وجود لقانون " صراع الأضداد " الخوجيّ
1- مغالطة تحريفية :
2- تلاعب بكلام لينين :
3- وحدة الأضداد القانون الأساسي للديالكتيك :
4- التراكم الكمّي و التحوّل النوعي :
5- عن مظهر الوحدة فى التناقض :
6- تصحيح و إجابة :
7- ستالين و وحدة الأضداد :
(2) " إزدواج الواحد " مفهوم ماديّ جدلي ثوري و" جمع الإثنين فى واحد " مفهوم مثالي ميتافيزيقيّ رجعيّ
1- ملاحظتان :
2- أسلوب إنتهازي فى التعاطي مع الإستشهادات :
3- صراع على الجبهة الفلسفية : يلتقي الخوجيّون مع التحريفيّين الصينيّين فى مهاجمة " إزدواج الواحد " :
4-" جمع الإثنين فى واحد " يعنى دحض مفهوم الخلاصة :
5- التيّار الرجعي للتحريفيّة العالميّة :
(3) التطوّر اللولبيّ بين الفهم المادي الجدلي الماوي و الفهم الشكلي الدغمائي التحريفي الخوجي
1- مفاهيم مناهضة للينينيّة :
2- التطوّر اللولبي ماركسيا - لينينيا - ماويا :
أ - المجتمع الإشتراكي :
ب - الحزب الشوعي :
3- تطبيقات ماديّة جدليّة ماويّة للتطوّر اللولبيّ :
4 - التطوّر اللولبيّ و الجديد :
5- النموّ و التراجع :

الفصل الرابع : خزعبلات دغمائيّة تحريفيّة خوجيّة بصدد النقد و النقد الذاتي و صراع الخطّين

(1) النقد و النقد الذاتي و الطرد من الحزب بين الفهم المادي الجدلي الماوي و الفهم الدغمائي التحريفي الخوجي لأصحاب " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ "
1- تضارب فى الأفكار ذو دلالة بالغة :

2- النقد و النقد الذاتي ماويّا :

3- الطريقة الجدليّة لتحقيق وحدة الحزب :

4- الإنضباط و الوحدة صلب الحزب :

5 - يجب التحلّى بالروح الثوريّة للسير ضد التيّار:

6- نقاوة الحزب :

7- إعادة التربية :

8- تعليق على "مقارنة بين بعض مواقف ماو و الموقف الماركسي في ما يخصّ المسائل الحزبية " :

(2) نظرية صراع الخطّين فى الحزب تطبيق لقانون التناقض الشامل لكافة الأشياء و الظواهر و السيرورات و تطوير لتحليل حياة الحزب و حركته
1- شمولية التناقض :
2- صراع الخطّين فى صفوف الحزب :
3- ستالين و صراع الخطّين :
4 - تعلاّت التنكّر لصراع الخطّين كحقيقة موضوعيّة :
5- تلاعب الخوجيّين المتستّرين هم كذلك بكلام لماو تسى تونغ :
6- الوحدة و التآكل :
7- السلم الإجتماعي المدّعى :
8- جديد الخوجيّين ليس شيوعيّا بل مناهضا لعلم الشيوعيّة !

الفصل الخامس : دحض خزعبلات الوطنيّين الديمقراطيّين أصحاب " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " الخوجيّة المتستّرة حول الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى

1) دور " الحرس الأحمر " و الشباب عموما فى الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى :
2) دور الطبقة العاملة فى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :
3) دور الحزب الشيوعي الصيني فى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :
4) دور الجيش فى الثورة الثقافية البرليتارية الكبرى :
5) " تركيز عبادة الشخصية " ليس موقف ماو تسي تونغ بل موقف التحريفيين :
6) نتائج الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :
القيام بالثورة مع دفع الإنتاج :

الإنتقال من الرأسماليّة إلى الشيوعيّة يحتاج عدّة ثورات ثقافيّة بروليتاريّة كبرى لا ثورة واحدة :

كبرى هي الثورة الثقافية لأكثر من سبب :

ملحق : " الأشياء الإشتراكية الجديدة " :

الفصل السادس : الموقف الماويّ الثوريّ من مسألة ستالين مقابل الموقف الخوجي الدغمائي

(1) الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء


مقدّمة

بصدد منهجية " الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين - اللينينيّين " الخوجيّة الدغمائيّة التحريفيّة :

الموقف الشيوعي الماوي :

1/ المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة :

الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا

ماو ينقد أوجها أخرى من الخطّ التحريفيّ السوفياتيّ

2/ ثلاث وثائق تاريخيّة

" حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا " ( أفريل 1956)

" مرّة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا "( ديسمبر 1957)

" حول مسألة ستالين " (1963)

(2) نضال ماو على رأس الشيوعييّن الصينيّين ضد التحريفيّة السوفياتيّة

1- ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية :

2/ اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية - اللينينية لماو:

عوضا عن الخاتمة
(3) نقد ل" جدول للمقارنة بين ماوتسى تونغ و ستالين حول السياسة المتبعة على مستوى داخلى و خارجي " ورد ب " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " " البحث " المهزلة

1)" دكتاتورية البروليتاريا و التعامل مع البرجوازية فى مرحلة الإشتراكية " :

2) " الثقافة و الإيديولوجيا فى مرحلة الإشتراكية " :

3) "العلاقة بالأممية البروليتارية ، بالأحزاب و بالحركات الثوريّة : الحركات الإشتراكيّة ، الحركات الوطنيّة فى العالم ".

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مراجع و مصادر الكتاب الثالث
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الملاحق ( 4 )

الملحق الأوّل : قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين

الهويّة :

جوانب من المنهج :

حول العصر :

المسألة الوطنية فى عصر الامبريالية و الثورة الإشتراكية :

تحالفات الجبهة الوطنية :

الدولة البديلة :

الطريق الى السلطة السياسية :

الحزب الشيوعي :

الأمميّة :

التحريفية و انهيار الاتحاد السوفياتي :

التهجّم على الماويّة :

خاتمة :



الملحق الثاني : طليعة المستقبل ينبغى أن نكون !

1- الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية :
2- الشيوعية ، لا البلشفية :
3- طليعة المستقبل لتحرير الإنسانيّة لا محافظون على الماضى :
خاتمة :
الملحق الثالث : هـــل يمكن أن نعتبر ماو تسي تونغ ماركسيا لينينيا ؟
تخطيط البحث:
تمهيـــد
I / الجانب النظري لدى ماوتسي تونغ :
1/ قانون صراع الأضداد
2/ نظرية صراع الخطين في صلب الحزب الواحد
3/ ما الأساسي: وحدة الأضداد أم صراع الأضداد؟
4/ النقد والنقد الذاتي أم التطهير إزاء العناصر الانتهازية ؟
5/ الطابع المزدوج للشيء الواحد
II / الجانب العملي لدى ماوتسي تونغ :
1/ دكتاتورية الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء أم سلطة الطبقات الأربعة ؟
2/ حول التحالفات ومسألة البرجوازية الوطنية والوجهاء المستنيرين
3/ الثورة الثقافية : أهدافها الحقيقية : تركيز عبادة شخصية ماو وتوطيد سلطته
4/ نظرية العوالم الثلاثة : طمس للصراع الطبقي والنضال الوطني وتنكّر للتحليل الماركسي
III / مواقف ماو تسي تونغ من ستالين ومن التحريفيين في روسيا
IV/ مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي ليست ماوية في أصلها
V/ الخاتمة

الملحق الرابع : محتويات نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " /
من العدد 1 إلى العدد 43 – بقلم ناظم الماوي
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الثاني )

في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، " مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 " إنطلاقا من الشيوعية الجديدة

و علاوة عن المقدّمة ، يبحث هذا الكتاب الثاني في المسائل التالية :

1- عنوان باهت يعكس مضمونا باهتا في جانبه الرئيسي
2- أهداف الكتاب : مغالطات بالجملة
3- منهج مثالي ميتافيزيقي مناقض للمادية الجدليّة
4- الشيوعية أم الإشتراكيّة ، شيوعيون أم إشتراكيّون ؟
5- تلاعب إنتهازي بتاريخ الصين الماويّة
6- الأممية البروليتاريّة و المؤتمر السابع للأممية الثالثة
7- التعاطى التحريفي مع الدين
8- لخبطة فكريّة و أخطاء معرفيّة
9- البديل الشيوعي الثوري الحقيقي : الخلاصة الجديدة للشيوعية أو الشوعية الجديدة
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مصادر و مراجع الكتاب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------
ملاحق الكتاب الثاني (7)
-1- الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي وريث إنتهازيّة مؤسّسيه
-2- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين
-3- إلى الوطنيين الديمقراطيين -الوطد-: توضيحات لا بدّ منها بصدد التجربة الإشتراكية و طريق الثورة
-4- محتويات العدد 28 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن مقدّمة المترجم :
كتاب بوب أفاكيان ، " ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقية ! "
-5- محتويات العدد 23 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن مقدّمة المرتجم :
كتاب ريموند لوتا ،" لا تعرفون ما تعتقدون أنّكم " تعرفون "... الثورة الشيوعية و الطريق الحقيقي للتحرير : تاريخها و مستقبلنا "
-6- موقع تولّى لسنوات نشر تقييم تجارب الإشتراكية و الدفاع عن المكاسب التي حقّقتها و الردّ على مشوّهينها وهو ثريّ جدّا بالمعلومات و المراجع : https://www.thisiscommunism.org
-7- محتويات نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " / من العدد 1 إلى العدد 43 – بقلم ناظم الماوي
--------------------------------------------------------------------------

حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الثالث )

في تعرية تحريفيّة الحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الوطد الثوريّ ) الماركسيّ – اللينينيّ و إصلاحيّته

و فضلا عن مقدّمته ، يتناول الكتاب الثالث بالنقاش نقاطا جوهريّة في الخطّ الإيديولوجي والسياسي ل " الوطد الثوري " :

-I دوس حزب " الوطد الثوريّ " لمستلزمات البحث العلمي :
1- الإستهانة بالمراجع و المصادر
2- تهرّب من الخوض في جميع تجارب الحركة الشيوعيّة العالميّة عدا التجربة السوفياتيّة
3- تداخل رهيب في المفاهيم

II- تشويه حزب " الوطد الثوريّ " للينين و اللينينيّة :
1- تشويه تنظيرات لينين و ممارساته
2- تنكّر حزب " الوطد الثوري" لتطوير لينين للماركسيّة إلى مرحلة جديدة ، ثانية و أرقى
3- نظرة إحادية الجانب للينين – نظرة مناهضة للمادية الجدليّة
4- تشويه صلة ستالين بلينين
III- تشويه حزب " الوطد الثوريّ " لستالين :
1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي من منظور شيوعي ثوريّ لدى حزب " الوطد الثوريّ "
2- من الأخطاء البيّنة المرتكبة في ظلّ قيادة ستالين
3- حزب " الوطد الثوري " لم يفقه شيئا من الإنقلاب التحريفي على التجربة الإشتراكية السوفياتيّة و دروسه
4- كيف ننجز أفضل من التجربة السوفياتيّة ؟
IV- تلاعب حزب " الوطد الثوري " بإرث الأمميّة الثالثة :
1- هل يتبنّى هذا الحزب فعلا تعاليم الأمميّة الثالثة ؟
2- هل قيّم حزب " الوطد الثوريّ " تنظيرات و ممارسات الأمميّة الثالثة كما هو مطلوب ماركسيّا – لينينيّا ؟
V- كمونة باريس و الفهم الدغمائيّ التحرفيّ لحزب " الوطد الثوري " :
1- تصحيح معلومات تاريخيّة
2- اليوم لا يجب تحويل كمونة باريس إلى" نموذج لدولة الطبقة العاملة البديل التاريخي المستقبلي لدولة البرجوازية "
VI- تخريجات نظريّة دغمائيّة تحريفيّة لحزب " الوطد الثوري " المنتحل لصفة الماركسي – اللينيني :
1- بلشفيّة " الوطد الثوري " تشوّه الماركسيّة - اللينينيّة
2- الشيوعيّة و ليس الإشتراكية العلميّة
3- عن الفهم الدغمائي التحريفي للأممية البروليتاريّة لدي حزب " الوطد الثوريّ "
4- ما هذه " الماركسيّة – اللينينيّة غير المشبوهة بالتحريفيّة " ؟
-VII دغمائيّة و تحريفيّة حزب " الوطد الثوري " تتجلّى في معالجته لقضايا شيوعيّة حيويّة أخرى :
1- الصراع الطبقي و المنهج المادي الجدلي
2- عدم فهم حزب " الوطد الثوري " لدكتاتوريّة البروليتاريا و إنفصال الحركة الشيوعية عن الحكة العمّاليّة
3 - الديمقراطيّة في الفهم الدغمائي التحريفي لحزب " الوطد الثوري "
4– حزب " الوطد الثوري " و إنكار و تاجيل ضرورة النضال في سبيل تحرير المرأة من الآن إلى بلوغ الشيوعيّة
VIII- ملاحظات بشأن المنهج المثالي الميتافيزيقي لحزب " الوطد الثوري " :
1- تجليّات المثاليّة الميتافيزيقيّة المناهضة للماديّة الجدليّة
2- الحتميّة معادية للمادية الجدليّة
3- الأداتيّة لدي حزب " الوطد الثوري "
- خاتمة
مصادر و مراجع الكتاب الثالث
---------------------------------------
- ملحقان :
1- وثائق الحزب الوطني الديمقراطي – الوطد – الثوريّ الماركسي - اللينينيّ
2- محتويات أعداد " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! "
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++