بيان الاتجاه الماركسي المعاصر بمناسبة الأول من آيار

يحيا التضامن الطبقي للبروليتاريا

الأول من آيار هو يوم للتصدي، يوم للانتصار، يوم لاستذكار البسالة ومآثر النضال الطبقي البروليتاري، إذ تحول الى رمز و أيقونة عالمية. يوم للاحتجاج العالمي للطبقة البروليتاريا، لقد تغير مسار الأول من آيار منذ العام الماضي نحو اتحاد أكثر انسجاما ، حيث توسع على صعيدي النضال والاحتجاجات العالمية وعلى صعيد رفع وتوحيد نفس المطالب والشعارات، وتحول مطلب الزيادة في الأجور الى عنواناً بارزاً على الصعيد العالمي للمطالب البروليتاريا على مستوى البلدان المختلفة.
في هذا العام ، أدى ارتفاع أسعار السلع، وخاصة تلك التي تخص الحياة اليومية للبروليتاريا " الغذاء اليومي وأنواع الطاقة المختلفة" الى غضب البروليتاريا في الكثير من دول العالم واجبارهم على الخروج من أجل مطلب "المعاش" باشكال مختلفة وفي اوقات مختلفة بتنظيم احتجاجات و مسيرات و تجمعات للتعبير والاعلان عن مطالبهم، وغالبا خروجهم الى الشوارع.
لعبت البروليتاريا الفرنسية هذا العام دوراً ريادياً وشجاعًا، ضد سياسة "الإصلاحات الليبرالية" للبرجوازية الفرنسية، واستمرار النضال السياسي الدؤوب لحد يومنا هذا، نضالا من أجل إلغاء قانون التقاعد الذي يسنه وينفذه أحد ابنهائها الليبراليين مثل ماكرون، حيث قرروا رفع السن التقاعدي من 62 إلى 64، وفي المطاف الاخير وافقوا على تمرير القرار خلسة من وراء ظهر برلمانهم، التي يعتبرونه أحد الركائز الاساسية لثقافتهم وايدولوجيتهم - الديمقراطية-. هذا النضال نضال سياسي واسع ضد قوانين الدولة البرجوازية وسلطتها. ان التفاف العمال البريطانيون في معظم القطاعات والحقول حول مطلب زيادة الاجور. وايضا في معظم الدول الاوربية الاخرى، في المانيا، ايطاليا، اسبانيا، وحتى وصل الى هولندا وفنلندا والنرويج وبلجيكا والبرتغال......... إصرار وعزيمة البروليتاريا قائمة حول مطلب الزيادة في الأجور، لم تنحصر في اوروبا فقط وانما انطلقت نحو أمريكا والبرازيل والهند وعمال النفط والقطاعات الصناعية الاخرى في ايران وبروليتاريا التايلاند والفلبين وبنغلادش ونيجيريا وجنوب افريقيا وتركيا ومصر والعراق ....... هذه الحركة العالمية انفجرت في كل مكان كفوهة البركان. كان كل يوم من أيام العام الماضي بمثابة إختبار طبقي وعالمي كبير، في هذا العام عرفت البروليتاريا بشكل واضح وملموس حول ماهية "الديمقراطية والبرلمانية والدولة البرجوازية" اختبرتها بشكل عملي. لم تتمكن الاكاذيب والخداع والاوهام البرجوازية و اعلامهم من تضليل البروليتاريا.
اليوم ، تعرُّف البروليتاريا وعلى الصعيد العالمي بان الدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا .. وغيرها هي دول لأصحاب المليارات.
يمرّ الاول من آيار هذا العام في ظل أزمة عميقة وشاملة للرأسمالية و تناحر وصراع دموي شديد بين الاقطاب الرأسمالية الكبرى.
لقد حولت الأزمة والصراع، العالم الى ساحة للحرب والقتل والتهجير و الحصار الاقتصادي وحروب اعلامية وايديولوجية، من أجل إعادة توزيع العالم الرأسمالي مرة أخرى، حيث تواجه الاقطاب الرأسمالية الكبرى بعضها البعض تحت عناوين وأمجاد إمبراطورياتهم القديمة، محاولا كل من الاطراف المتصارعة لجذب ليس فقط بروليتاريا دولهم وانما بروليتاريا الدول الاخرى لاستقطابهم حول مصالحهم الراسمالية.
الأول من آيار هو يوم اختبار قوة البروليتاريا هذه القوة التي لا تنضب، قوة هادرة ضد الجوع ، وضد التضخم قوة تقف بشراسة في مواجهة السلطة البرجوازية في أي بلد من أجل تأمين وتلبية مطالبهم، وبالاخص مطلب "زيادة الأجور وفقا لمعدلات التضخم"، اليوم بحاجة الى انتصار من نمط اخر، وهذا الانتصار بحاجة الى مؤسسة أممية بروليتاريا، كمركز يوجه نضال البروليتاريا في العالم، مركز تديره وتقوده البروليتاريا نفسها. وفي نفس الوقت ، يجب ان يكون اليوم للبروليتاريا بداية التضامن الواسع والكبير من قبل بروليتاري البلدان المختلفة. و اذا تحول النضال من أجل زيادة الأجور الى حركة عالمية ومنظمة، وهو يكون بدون شك نضال سياسي كبير من أجل إلغاء الملكية الخاصة وإقامة بناء مجتمع شيوعي، كما كتب كارل ماركس " ينبغي للعمال ان لا يقتصروا على هذه المناوشات التي لا مفر منها ، الناشئة بلا انقطاع عن حملات رأس المال المستمرة او عن تغيرات السوق . ينبغي ان يدركوا ان النظام الحالي ، بكل ما يحمله من بؤس ، يولد في الوقت نفسه الشروط المادية والاشكال الاجتماعية الضرورية من اجل اعادة البناء الاقتصادي للمجتمع "- المجتمع الشيوعي-.
عاش النضال الطبقي الموحد للبروليتاريا
معا نحو تأمين الأممية البروليتارية
‏السبت‏، 29‏ نيسان‏، 2023