نبذة عن كتابي -عرب جيدون- و-جنود الظلال- تاليف: هيلل كوهن


نبيل عودة
الحوار المتمدن - العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 11:40
المحور: القضية الفلسطينية     

نبذة عن كتابي "عرب جيدون" و"جنود الظلال" تاليف: هيلل كوهن
كتاب "عرب جيدون" للباحث في معهد ترومان في جامعة تل ابيب الدكتور هيلل كوهين، يتناول احد اكثر المواضيع أهمية في علاقة الدولة اليهودية مع مواطنيها العرب. الاسم الكامل للكتاب "عرب جيدون -المخابرات الإسرائيلية والعرب في إسرائيل: وكلاء ومشغلين، متعاونين ومتمردين، اهداف وأساليب". أهمية كتابه هو البحث بأسلوب أكاديمي مسألة راهنة أكثر من أي وقت مضى، تتناول جهاز العلاقات المتوترة بين الدولة ومواطنيها العرب على قاعدة النزاع القائم. (ملاحظة: حسب قرار الكنيست الذي قدمة الليكود، واقرته الكنيست، العرب ليسوا مواطنين في الدولة، بل مقيمين وربما هذا أيضا قابل للتغيير).
ولا بد من سؤال: كيف يمكن أن يقسم مواطن قسم ولاء للدولة لا يتضمن اعتباره إنساناً يستحق نفس الامتيازات ونفس الحقوق الأساسية لكل مواطن آخر، ويستحق على الأقل أن لا يعتبر منذ يوم ولادته شخصاً غير مرغوب فيه، وخطراً أمنياً، تمتهن كرامته بأشكال عديدة؟
يعتمد الكتاب على وثائق سرية للغاية للشاباك (جهاز الأمن)، لمكتب رئيس الحكومة ووحدات المخابرات والأقليات لشرطة إسرائيل. وهي تنشر لأول مرة، ويكشف كتاب عرب جيدون الحكاية التي لم تروى بعد، حول اختراق اجهزة الأمن والمخابرات العميقة لداخل الجمهور العربي في البلاد.
منذ إقامة دولة إسرائيل، رأت بالجمهور العربي الذين تحولوا بين ليلة وضحاها الى مواطني الدولة، رأت بهم إمكانية ان يشكلوا طابورا خامسا، لذا الدولة طمعت بضم أراضيهم، ومحي وعيهم وتوجيه تصويتهم.
يكشف الكتاب ان المخابرات الإسرائيلية وعملائها من العرب، كانوا أداة مركزية لتحقيق الأهداف المخططة بمكاتب السلطة، وقد جرى تشغيل بعضهم كجواسيس عبر الحدود، أي في الدول العربية، وأيضا جرى اعدادهم ليقوموا بأعمال تدمير، سرقة وقتل. والمتعاونون من أوساط قيادية ساعدوا على مصادرة الأراضي، وتجنيد الأصوات في الانتخابات، وقمع التنظيمات المعادية.
عمليا عبر عرض فضائح مثيرة يطرح الكتاب تاريخا بديلا للمجتمع العربي في إسرائيل، لم يكشف بكل تفاصيله القذرة حتى اليوم، وضمنه ما يتعلق بالعلاقات بين دولة اسرائيل نفسها والمواطنين العرب، اذا صح ان نسميهم مواطنين بعد إقرار قانون القومي العنصري.
في كتاب هيلل كوهن الثاني واسمه "جنود الظلال" يكشف مفاجأة من الوزن الثقيل باندماج عرب فلسطينيين بخدمة المشاريع الصهيونية المعادية لأبناء شعبهم. نجحت اسرائيل، حتى قبل اقامة الدولة، بفترة ما تسميه حرب الاستقلال (النكبة الفلسطينية) بتجنيد أوساط عربية للقتال الى جانبها وان يساهموا بالسمسرة على أراضي أبناء شعبهم الفلسطينيين، لبيعها للوكالات اليهودية.
د.هيلل كوهن، يكشف مدى تعاون العرب مع الحركة الصهيونية، في بيع الاراضي وفي التعاون وخدمة مخططات الصهيونية، بل وخدمة سياسة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين سياسيا واعلاميا واقتصاديا وعسكريا، هناك أسماء اخجل ان انشرها واترك المهمة لمؤسسات لفضح التفاصيل المذهلة. وهذا قبل وبعد اقامة الدولة، لدرجة ان البعض يقيم الدور العربي في انتصار الصهيونية عام 1948 بالدور الحاسم الذي ساهم فيه عرب فلسطينيين أيضا.