لا يكفي هذا ...يا جمال بن عمر؟؟؟؟


عفراء الحريري
الحوار المتمدن - العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 03:56
المحور: حقوق الانسان     

شكرا مندوب الأمم المتحدة زيارتك للعاصمة " عدن " المستباحة المنهوبة منذ 1990م ، وازدادت رقعة اتساعها منذ1994م حيث لم تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن أي ساكن بشأنها سوى قرارين لم يعرهما فيما بعد كلا الجهتين أي اهتمام ؟ ، نرحب بأقوالك / ولكن لا يكفي قولك : " بأنك تعرف عن القضية الجنوبية وأن أخوتنا في الشمال يعرفون ؟ " فبلا شك أنك تعلم كما أعلم بأن الاعتراف بالقضية الجنوبية قولا وأن كان موثقا في ورقتك الأخيرة ، لأنها تظل ورقتك التي ربما رفعت أكثر من مرة للامين العام للأمم المتحدة ، أمرا لا يجدي نفعا ، مادام حبر مجلس الأمن والأمم المتحدة لم ينزفا فوق أوراق بيضاء ولم يتم استعراضهما على طاولة مجلس الأمن أسوة بدارفور جنوب السودان ، وسبقتها يوغسلافيا ، نريد اعتراف مذيلا بختم الأمم المتحدة ، ومعمدا بحبر مجلس الأمن في قرار دولي / أممي له رقم وتاريخ .
فقد بدأت ثورتنا قبل أربعة أعوام ، وسقط فيها مئات الشهداء ، وآلاف من الجرحى ، ودمرت العديد من المساكن ، وأحرقت قرى ، وسلبت ونهبت أرض بجبالها وسهولها وبحورها وعشبها وسكانها ، ولم تحرك الأمم المتحدة ساكنا ومثلما وقفت تشاهد ، عليها الآن أن تكفر عن ذنبها باعتراف صريح / واضح ، مكتوبا ، موثق ، ويبدأ مجلس الأمن يصيغ قرارا مرقما يناقش في جلسه خاصة ، مستعرضا اتفاقيات الأمم المتحدة " الإعلان العالمي لحقوق الإنسان " م / 2 ، وكل الحقوق التي انتهكها النظام السياسي "، والعهدين الخاصين بالحقوق السياسية والمدنية " م / 1،2" / والاقتصادية والاجتماعية والثقافية م / 1، 2" في نص صريح وواضح ب(حق الشعوب في تقرير مصيرها ) ، الا ترى يا أخ جمال بن عمر أن قرار مجلس الأمن الأخير"2014" لم يلمح من قريب أو من بعيد عما تقول : " بأنه اعتراف بالقضية الجنوبية " ولا حتى في ديباجته ، على العكس تماما أكد بما لا يدع مجالا للشك على (وحدة اليمن وسلامة أراضيه ) مثلما غاب الاعتراف بالقضية الجنوبية عن وثيقة المبادرة الخليجية ؟؟ الا يحق لنا أن نطلب منك " حسب قولك " تسريب النسخة الأخيرة من الوثائق التي لديك وبين يديك عن الاعتراف بالقضية الجنوبية أو في تقريرك الخاص باليمن ، أقلها يكون لدينا حجة أمام الأمم المتحدة من موظفيها ؟!، الا ترى بأن آليات المبادرة الخليجية تحتاج وقت ليس بالقصير لتنفيذها ؟ وبالتالي فأن هذه الفترة هي التي سوف تخضع فيها القضية الجنوبية للدراسة والتحليل وفقا لمصالح الدول الكبرى والدول الخليجية في موضوع الاعتراف بالقضية من عدم الاعتراف ؟ في استحققنا بما نريده نحن كشعب وأمة لها حق وهوية وفقا لتلك الاتفاقيات الدولية التي أصبحت حبر على ورق تجاه الشعوب المغلوب على أمرها ، الشعوب التي تتآمر عليها قيادتها وأحزابها أولئك الذين نصبونا نفسهم أولياء عليها " فتقسمها وتفتن بينها وتتاجر بقضاياها بما فيها مصيرها.... .
نحن نعلم بأن للأمم المتحدة آليات تتطلب زمن ليس بهين لنحصل على اعتراف بقضيتنا ، وأنت جزء من هذه الآلية وربما تكون الآلية العاجلة أمامنا الآن ، ولكن ما تجهله أننا بحاجة عاجلة للاعتراف بقضيتنا ،لان التأجيل ليس في مصلحة الناس ، التأجيل معناه تفاقم الصراع بين القوى الموجودة في الجنوب وتوسع رقعة الخلاف بين من يسمي أنفسهم قادة للحراك ، وبين القوى في الشمال أصاحب المصلحة أو أصحاب الأسلحة ثم دول الجوار ودول مجلس التعاون الخليجي .
يبدو أن الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مازالت تراعي مصلحتها جهارا في اليمن ليس بحفاظه على علي عبد الله صالح وأسرته بتجريد الشعب من أدميته وإنسانيته في أهدار حقهم بمحاكمته ...وغيرها من بنود الاتفاقية الخليجية وآلياتها و أنما بالإصرار على بقاء الوضع في الجنوب كما هو عليه على الرغم من إدراكهم أن الأمور ستزداد تعقيدا كلما طالت المدة ، وسيزداد عدد سماسرة القضية الجنوبية والمرتزقة ، وستهون دماء الضحايا والشهداء وسيهون كل الجنوب بما وبمن فيه وبما عليه .
الأخ جمال بن عمر لدينا من القضايا ما تشيب لها مكاتب الأمم المتحدة أن توفرت نوايا حقيقة لدراسة ملفاتها ، ونتبع الآليات وأن كان هناك قليل من النقص فيها ، إلا أنه تم تسليمها وفقا لهذه الآليات إلى بعض مكاتبكم ، وجزء من الفرق بيننا وبين الأخوة والأخوات في الشمال بأننا لا نستطيع اللقاء بكم أو بمكاتبكم وفي السفر إليكم ، لان النظام قنن نشاطنا في هذا وفي الوصول إليكم ومع ذلك لم نستسلم وسلمنا ملفات لقضايا تمنحنا حق عرضها واستعراضها في أروقة الأمم المتحدة لنحظى باهتمام دولي يمهد حصولنا على الاعتراف صراحة وعلنا ، ثم استرداد حقوقنا ، أن هذه الزيارة تستوجب الاعتراف بالقضية الجنوبية علانا وبصك مكتوب لعدالتها لأنها قضية حقوق وليست قضية ملفقة ( وأنت اعلم قانونا لماذا صك مكتوب ؟) ، قضية حقوق تضمنتها وقضت باحترامها وحمايتها جميع اتفاقيات الأمم المتحدة ، ولا يقتضي التمالؤ فيها والتأخير للاعتراف بها لان التأخير عواقبه وخيمة في ظل هذا الوضع .