إِسْفَافُ الْقُرْآنِ وَغَرَابَةُ التَّفَاسِيرِ، سورة طه نَمَوْذَجاً


سائس ابراهيم
2017 / 4 / 7 - 11:53     

اعتمدنا في مقالنا هذا أساساً على كتاب : فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية لمحمد بن علي الشوكاني، دار المعرفة : 2004. كما اعتمدنا على تفاسير الطبري والبغوي وابن كثير. ه

طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى.
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى
لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى
وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى
أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى

أَوْرَدْتُ في مقال : إسفاف القرآن وغرابة التفاسير : -وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ- نموذجاَ، على الرابط التالي : ه
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=382396
مَثَل التخبط الذي حصل لمن يُدْعَوْنَ بالمفسرين لِرَسْمِ وَلِمَعْنَى كَلِمَتَيْ "الشفع والوتر"، وها أنذا أعود إلى سورة "طه" لتبيان أن عامة المسلمين لا يفهمون من القرآن شيئاً منذ خمسة عشر قرناً، ولا يهمهم ألا يفهموا البتة، إذ أنهم يؤمنون بشكل أعمى بما وضعه الفقهاء في عقولهم عن إعجازية القرآن وألوهية نصه، وكل ما يهمهم هو الجناس والسجع، يعني موسيقية النص وغموضه وما يحيط به من جلال اكتسبه عبر العصور. ه

قراءة كلمة "طه" : ه
قرأهما النحَّاس : طَهَ بفتحة فوق الطاء وأخرى فوق الهاء. ه
وقرأهما أبو عمرو وابن أبي إسحاق : طَهِ بفتحة فوق الطاء وكسرة تحت الهاء. ه
وقرأهما أبو بكر وحمزة والكسائي والأعمش : طِهِ بكسرة تحت الطاء وأخرى تحت الهاء. ه
وقرأهما الباقون : طَاهَا "لم أعرف شخصياً من يعني بالباقين". ه
قال الثعلبي : وهي كلها لغات صحيحة فصيحة. : : عَجَباً، عَجَباً، عَجَباً، ويكفي القراء والمستمعين شر الفهم ؟؟؟

اختلفوا كعادتهم دائماً في معنى الكلمة :
أَوَلًا أنها من المتشابه الذي لا يفهم المراد به : محمد بن علي الشوكاني ← لماذا يكلم قثم بن عبد اللات وإلاهه المزعوم الناس بكلام غير مفهوم ؟؟؟
هي من الأسرار : ابن كثير ← لماذا يكلم قثم بن عبد اللات وإلاهه المزعوم الناس بالأسرار ؟؟؟
لا معنى لها : قال به بعض العلماء"حسب الشوكاني" ← لماذا يكلم قثم بن عبد اللات وإلاهه المزعوم الناس بكلام لا معنى له ؟؟؟
لَهَا مَعْنَى، لَكِنَّ الله اسْتَأْثَرَ بِعِلْمِهَا، فَنَكِلُ عِلْمَهَا إِلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ : حكاه القرطبي في تفسيره عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود ← لماذا يستأثر إلاه قثم بن عبد اللات المزعوم بكلام احتفظ بمعناه لنفسه ويضعه في القرآن ؟؟؟
معناها يا رجل : محمد بن جرير الطبري، ومجاهد، والحسن، وعطاء، والضحاك
معناها يا رجل بالسريانية : سعيد بن جبير
معناها يا رجل بالنبطية : قال عكرمة
معناها يا إنسان بلغة عك : الكلبي
هي قسم أقسم الله به وهي من أسماء الله : ابن عباس
معناها طإ الأرض بقدميك : مقاتل بن حيان
هي قسم، أقسم الله عز وجل بطوله وهدايته : محمد بن كعب القرظي
الطاء افتتاح اسمه "الطاهر"، والهاء افتتاح اسمه "هاد" : سعيد بن جبير
وقال آخرون : هي من حروف الهجاء
وقال آخرون : هي حروف مقطعة يدل كل حرف منها على معنى، واختلفوا في ذلك اختلافهم في : ألم
إنما هي أسماء السور : عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
فواتح افتتح الله بها القرآن : سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد

بَعْضُ الدُّرَرِ الْمُضْحِكَةِ الْأُخْرَى الْمَوْجُودَةِ فِي السُّورَةِ : ه
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى : معنى الثري لكل مبتدئ هو الأرض، ولَمَّا اصطدم من يُسَمَّوْنَ بِالْمُفَسِّرِينَ بالتكرار الذي لا معنى له "َمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا تَحْتَ الْأَرْضِ"، طلعوا علينا بتأويل من الغرابة بمكان، حيث قالوا أن معنى "مَا تَحْتَ الثَّرَى" هي الأرض السابعة، وهم يتجاوزن بقولهم هذا أكبر العجماوات جهلاً وغباءً. بدل أن يُقِرُّوا بالحقيقة البسيطة، وهي أن معنى الجملة لا يستقيم أبداً، وأنه لا يزيد على كونه ثرثرة فارغة

وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى : اصطدم من يسمون بالمفسرين بكلمة "وَأَخْفَى" وهي من فعل أَخْفَى يُخْفِي إِخْفَاءً. فتخبطوا في شرح الآية تخبطاً معيباً لكي لا يُقِرُّوا بالحقيقة البسيطة، وهي أن معنى الجملة لا يستقيم أبداً بهذا الفعل، وأنه لا يزيد على كونه ثرثرة فارغة

إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى :
طُوَى : اِسْم لِلْوَادِي "الطاء مرفوعة والواو مفتوحة" : عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس
طَوَى : الْأَمْر بِالْوَطْءِ بِقَدَمَيْهِ "بفتحة فوق وأخرى فوق الواو"

إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا : اصطدم من يسمون بالمفسرين بفعل "أَكَادُ" الذي يعني أقترب، ولا مكان له في الآية، فتجاهلت الأغلبية الساحقة الإشارة إليه قافزين إلى الكلمة الموالية له "أخفيها" وتخبطوا في شرح الآية تخبطاً معيباً لكي لا يُقِرُّوا بالحقيقة البسيطة، وهي أن معنى الجملة لا يستقيم أبداً وأنه لا يزيد على كونه ثرثرة فارغة

وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى : حينما وضع الإلاه "الموصوف البصير" هذا السؤال لم يكن قد وضع بعد نظاراته على عينيه ولهذا لم ير عصا موسى في يده ؟؟؟

إِنَّنَا حينما نهتم بكتاب محمد محاولين فهمه يتجلى لنا من أمره عجباً. إن الله أو قثم بن عبد اللات على الأصح ـ وكما تقول الدكتورة وفاء سلطان ـ، يثرثر في القرآن، وقد أعطيتكم أعلاه بعضاً من نماذج هذه الثرثرة

وفي انتظار سُطُوعِ شمس الفلسفة على أدمغة الْمُغَيَّبَةِ عقولهم، تصبحون على عقل تحليلي نقدي