تقييم ونقد مقال الرفيق رزكار عقراوي
توانا نوري
2025 / 12 / 25 - 09:25
1. مفهوم الجبهة اليسارية الواسعة
يدعو المقال إلى إطار موحد يضم جميع التيارات المختلفة. من منظور الشيوعية العمالية، يُنظر إلى ذلك بوصفه تخليا عن الأهداف الأساسية. فعندما يُستخدم عنوان عام مثل اليسار، تختلط الحدود بين مصلحة الطبقة العاملة ومصالح أخرى كالقومية والليبرالية. وتتمثل الإشكالية في أن توحيد عدة أطراف ضعيفة فقط من أجل العدد والانتخابات قد يؤدي إلى إطفاء الأفق الواضح الذي يسعى إلى تغيير النظام من جذوره.
2. السياسة كسوق أم كحركة اجتماعية
يتحدث المقال عن التسويق السياسي وبيع المنتج. التغيير الاجتماعي ليس سلعة، والجماهير ليست زبائن. وإذا نُظر إلى السياسة كسوق، تُجبر التنظيمات على التسويات وصياغة شعاراتها بما يضمن القبول في السوق، لا بما يلزم لإحداث تغيير فعلي. استخدام التكنولوجيا ضروري، لكن إدخال منطق البيع والشراء إلى السياسة يؤدي إلى الشعبوية.
3. إشكالية برنامج الحد الادنى، الخبز والحرية
المطالبة بالخبز والحرية كبرنامج قصير وسريع خطوة عملية، لكن الإشكال يكمن في أنه إذا تحولت هذه المطالب إلى غاية نهائية بديلة عن الأهداف الجذرية، تتحول الحركة من قوة تغييرية إلى مجرد مقدم خدمات داخل النظام نفسه. تؤكد الشيوعية العمالية ضرورة النضال من أجل كل اصلاح وتحسين في حياة الناس، لكن دون التخلي أو إخفاء هوية الحركة المستقلة وهدفها النهائي، أي تحرر الطبقة العاملة.
4. أسلوب التنظيم ونقد البيروقراطية
يتميز المقال بقوة في نقد البيروقراطية الحزبية والجمود عند الماضي. وتتفق الشيوعية العمالية على أن يكون التنظيم منغرسا في أماكن حياة وعمل العمال، في الأحياء، وبين الشباب والنساء. لا ينبغي أن يكون الحزب أو التنظيم ناديا فكريا مغلقا، بل فاعلا حيا في الشارع، يتخذ موقفا مع كل هزة اجتماعية.
5. صندوق الاقتراع أم قوة التنظيم الجماهيري
يركز المقال كثيرا على انتخابات 2025، لكن نقد هذا التيار الفكري يؤكد أن التغيير الحقيقي لا يأتي من صندوق الاقتراع، لأن هذه العملية خاضعة منذ الأساس لسيطرة القوى المهيمنة والمال السياسي. من هذا المنظور يمكن استخدام البرلمان كمنبر لإيصال صوت الاحتجاج، وطرح البرنامج السياسي، وفضح سياسات السلطة، لكن القوة الحقيقية يجب أن تُبنى خارج البرلمان، داخل التنظيمات الجماهيرية، ومجالس الاحياء، وأماكن العمل. الانتخابات ساحة واحدة من ساحات الصراع، وليست الطريق الوحيد لتحرر الطبقة العاملة والتغيير الجذري للنظام.
خلاصة التقييم
يمثل مقال رزكار عقراوي محاولة لتجديد الخطاب السياسي، لكنه يتجه أكثر نحو نموذج الاشتراكية الديمقراطية الاوروبية. ومن زاوية نقد الشيوعية العمالية، قد يحسن هذا النموذج حياة الناس جزئيا، لكنه عاجز عن وضع حد للاستغلال، لأنه يسعى إلى المنافسة داخل النظام والسوق نفسيهما، بدلا من العمل على تغيير القواعد البنيوية لهذا النظام.
*******************
بين قيم اليسار ومنهجية الرأسمالية، مقترحات لتجديد وتوحيد اليسار العراقي
رزكار عقراوي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=897903