تحذير إلى النزهاء و النزيهات الذين يعارضون فاشيّة ترامب / الماغا : لا تسقطوا في أحابيل المساعي الخبيثة لفرّق تسُد


شادي الشماوي
2025 / 12 / 8 - 03:07     

جريدة " الثورة " عدد 934 ، 1 ديسمبر 2025
www.revcom.us

ردّ من الشيوعيّين الثوريّين على أكاذيب كريستوفر غولدشميث بشأن منظّمة " لنرفض الفاشيّة " و الشيوعيّين الثوريّين و القائد الثوريّ بوب أفاكيان Refuse Fascism.org

في مقال متهافت على منصّة سبستاك ، عوّل كريس غولدشميث على الإفتراء الممجوج و التشويهات المعادية للشيوعيّة ليهاجم منظّمة " لنرفض الفاشيّة " لصلتها بالشيوعيّين الثوريّين و بوب أفاكيان ، القائد الثوريّ و مهندس الشيوعيّة الجديدة.
يرسم غولدسميث صورة كاريكاتوريّة سوداويّة للشيوعيّين على أنّهم يعملون من وراء الستار للإستفادة من الناس المحتجّين ضد الفاشيّة من أجل " الرؤية " . وهو يكرّر كذبة أنّ الشيوعيّين الثوريّين " طائفة " . و الغائب في نصّه هو أيّ موقف فعلي لبوب أفاكيان أو للشيوعيّين الثوريّين . و في إرتباط بذلك يُصدر غولدسميث تحذيرات مريعة مفادها أنّ منظّمة " لنرفض الفاشيّة "و الشيوعيّين الثوريّين سيضرّون بالنضال ضد فاشيّة ترامب / الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ]. و هذا بالرغم من واقع أنّ " لنرفض الفاشيّة " ( منظّمة تضمّ أناسا من آفاق مختلفة و قد تشكّلت بعد أسابيع فقط من إنتخاب ترامب لأوّل مرّة ) كانت المنظّمة الوطنيّة الأكثر تناسقا و عادة الوحيدة التي شخّصت أنّما نواجهه هو فاشيّة و نادت الناس ليتحرّكوا بناء على ذلك .
و تقوم مجمل حجّة غولدسميث على المنطق الترامبي [ نسبة إلى ترامب ] بأنّ " الكثير من الناس يقولون " لذا يجب أن يكون ذلك صحيحا .
لكن ترديد الإفتراءات الفجّة و الأكاذيب الرخيصة لا يجعل من تلك الإفتراءات و الأكاذيب مع ذلك أصحّ أو أقلّ ضررا – و التذكير بآخرين بثّوا ذات سمّ الأكاذيب و التشويهات لا يجعلها مع ذلك أكثر صدقيّة . لا يفعل عدا وضع المرء بجانب المستخدمين الآخرين للطرق اللامبدئيّة ، و يساهم في الضرر الذى تحدثه مثل هذه الهجمات اللامبدئيّة . و هذا فظيع بصورة خاصة الآن نظرا إلى التحدّيات الضخمة في القتال ضد فاشيّة ترامب / الماغا هذه .
عديد الناس فضحوا مساعي فرّق تسُد هذه و هم يرون الحاجة الملحّة لتوحيد كلّ من يمكن توحيدهم خلف المطلب الوحيد : يجب على نظام ترامب الفاشيّ ان يرحل الآن ! لكن هناك لسوء الحظّ عدد كبير جدّا من الذين يتبنّون منطق " سمعت ذلك على الأنترنت لذا يجب أن يكون صحيحا " ، معتقدين أنّ الأكاذيب و التشويهات بخصوص موقف الشيوعيّين الثوريّين و بوب أفاكيان دون أن تكون لديهم الإستقامة الفكريّة للنظر في أمرها بأنفسهم .
تقوم هذه الهجمات – و ثقافة الثرثرة المصاحبة لها – بالعمل الوسخ فتخدم فاشيّة ترامب من خلال تقويض الوحدة الواسعة و المبدئيّة التي نحن في حاجة إليها لإلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة . و هذه التكتيكات – التعويل على الإشاعات و الأكاذيب و التشويهات لوجهات نظر الناس لضرب عوزلة عليهم و إسكاتهم – تلتقى بقوّة مع تكتيكات قوّات اليمين الفاشيّ في هذه البلاد و البوليس السياسي ( الأف بي أي ، إلخ ) الذين يخلقون تعلاّت ليهاجموا المجموعات الثوريّة ، و الذين ينخرطون في إتيال الأشخاص لنزع الثقة من القادة الثوريّين . ( أنظروا مقال : " في ستّينات القرن العشرين ، نشرت الحكومة أكاذيبا للدفع نحو النزاع العنيف صلب الحركة ..." )
و بصفة خاصة مع تحرّك نظام ترامب الفاشيّ لتصنيف كافة المعارضة المعادية للفاشيّة – من سياسيّى الحزب الديمقراطي إلى إحتجاجات لا ملوك – على أنّها " إرهاب محلّي " ، هذه الهجمات خطيرة منتهى الخطورة . لا تقبلوا بها .
إنّ النقاش المبدئيّ حول الإستراتيجيا و التحليل أمران أساسيّان لأيّ حركة من أجل تغيير إيجابي . لكن هذا مغاير جدّا مقارنة بالإفتراءات و التشويهات و الهجمات الشخصيّة . مع غولدسميث بوجه خاص ، يبدو أنّ هذه الهجمات تغطّى على و تصرف الإنتباه عن الإختلافات الكبرى بشأن هذه الحقيقة الجوهريّة : نظام ترامب الفاشيّ لا يمكن تحمّله ، يجب وضع حدّ له . و الطريقة الوحيدة لإيقافه هي ترحيله من السلطة بواسطة إحتجاجات مستمرّة و غير عنيفة تتركّز في واشنطن دي سي مقرّ السلطة . هاذ ما كانت منظّمة " لنرفض الفاشيّة " التي تضمّ أناسا من آفاق و وجهات نظر متباينة ، تعمل من أجله بلا هوادة .
إختلافات أساسيّة ثلاثة :
مركزيّ في هجوم غولدسميث هو التشويه الخبيث لبوب أفاكيان و ما هو فعلا جوهر أعماله و قيادته .
بوب أفاكيان قيادي ثوريّ و مهندس الشيوعيّة الجديدة . و قد نهض بدور في الحركة الثوريّة يعود إلى أكثر من ستّين سنة الآن ، إلى حركة حرّية التعبير في بركلي و كان يعمل عن كثب مع حزب الفهود السود . و بوسعكم معرفة المزيد عنه و عن أعماله و حياته ، هنا
revcom.us/en/avakian/bob_avakian_official_biography/Bob_Avakian_(BA)_Official_Biography-en.html
و هنا ، سنركّز على نقاط حيويّة ثلاث موضوع الحديث : مدي جدّية هذه الفاشيّة ؛ و على أيّ أساس ينبغي أن تقوم خطوط التمايز في صفوف الذين يقاتلون هذه الفاشيّة ؛ و في ماذا تتمثّل القيادة الجيّدة . و كجزء من هذا ، سنتعمّق في أعمال بوب أفاكيان حول الفاشيّة و القيادة و أهمّية الفكر النقديّ لكي يمتلك الناس عمليّا بعض الأساس للحكم على الصواب و الخطأ . و كذلك سنبيّن كيف أنّ غولدسميث يتجنّب المصادر الأصليّة و بدلا منها يعتمد على الإشاعات و الإساءة المبطّنة و لماذا نموذج هجوم غولدسميث ليس خبيثا بصفة لا تصدّق فحسب و إنّما أيضا غير مسؤول بصورة خطيرة .
الإختلاف الأوّل : مدي خطورة هذه الفاشيّة و كيف تمّ تعزيزها ؟
في مقاله المتهافت ، يتحدّث غولدسميث عن " زحف التطبيع مع السياسات الفاشيّة في أمريكا " . " زحف التطبيع " – عذرا، لكن ذلك القارب قد أبحر قبل وقت طويل . " زحف ؟ " رجاء . كما يضع ذلك نداء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " ، " الفاشيّة تسحقنا الآن " .
ليست بصدد الزحف . إنّها في السلطة و تتحرّك لتعزيز تلك السلطة يوميّا . هل تريد أن تتنكّر لحقيقة ما قاله بوب أفاكيان قبل أقلّ من ثلاثة أشهر من الآن ؟
" لئن سُمح لهذا النظام الفاشيّ بالبقاء في السلطة ، كلّ ما شعُر الناس الشرفاء بأنّهم بوسعهم التعويل عليه للبحث عن العدالة سيُغلق بوحشيّة ... كلّ قيمة أخلاقيّة ترفع المعنويّات سيقع إحتقارها و قمعها ...كلّ مجال من مجالات المجتمع ستتمّ إعادة تشكيله ، بطرق فظيعة ، ليتماشى مع التفوّق الذكوري و معاداة المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ، و تفوّق البيض و معادا المهاجرين بقسوة و الجنون المعادي للعلم و الصحّة و البيئة المدمّر لدي نظام ترامب الفاشيّ و هيجان مصّاصي الدماء و عنف المتزمّتين المنفلت من عقاله في " وزارة الحرب " ، مع وضع المجنون ترامب أصابعه على زرّ نوويّ .
كلّ نظرة و كلّ جهد عمليّ يبذل من أجل عالم أفضل و أعدل ، من أجل مستقبل يستحٌّ الحياة فيه ، سيقع قمعه بعنف و يُمنع فعليّا ، على الأقلّ بالنسبة للمستقبل المنظور .
و هذه ليست مبالغة – هذا هو الواقع المرير الذى يجرى فرضه بسرعة . "
لآ ، لم يحدث هذا بين ليلة و ضحاها . لقد درس بوب أفاكيان مسألة الفاشيّة في أمريكا ، و قد كتب و تحدّث عن ذلك طوال ثلاثين سنة . لقد تابع تطوّرها و حلّل علميّا جذورها العميقة في المجتمع الأمريكي ، و كذلك الديناميكيّات المحرّكة له . أنظروا هنا من 2004 ( revcom.us/en/bob_avakian/pyramid-power-and-struggle-turn-whole-thing-upside-down ) و هنا من 2017 ( قثرؤخك.عrevcom.us/en/bob_avakian/what-if-people-had-listenedthe-trumppence-regime-must-goin-name-humanitywe-refuse ) و هنا من ما كتب قبل شهرين لتكوين فكرة عن المضمون و خطّ تطوّر تحليله . أجل ، ليس بين ليلة و ضحاها و إنّما بعيد جدّا عن " زحف " – و مع ترامب 2 ، و كلّ هذا شهد قفزة نوعيّة أخرى .
تاريخ هجمات تخدم لحجب الإختلاف الحقيقي :
يُقيم غولدسميث الكثير من حجّته على إعادة تدوير الهجمات القديمة على منظّمة " لننهض من أجل حقوق الإجهاض " كمنظّمة وطنيّة أسّستها الشيوعيّة الثوريّة سنسارا تايلور بمعيّة موفّر الإجهاض مارل هوفمان و الكاتبة النسويّة لوري سوكول و غيرهنّ . لا يقول لنا غولدسميث إنّ المنظّمات التي شنّت ذلك الهجوم هي ذاتها التي رفضت دعوة الجماهير للإحتجاج ضد الإنقلاب على قانون الإجهاض، رو مقابل وايد . و ركّزت هذه المجموعات فقط على توزيع أدوية الإجهاض و تمويل الإجهاض . بينما يقدّم الأمران خدمة أساسيّة ، كان ذلك إستراتيجيا دفاعيّة للخسارة . و بالعكس ، نادت منظّمة " لننهض من أجل حقوق الإجهاض " الناس ليلتحقوا بالشوارع بهدف منع دوس الحقّ الجوهريّ للإجهاض عبر البلاد .
إنّ المنظّمات التي هاجمت " لننهض ضد ..." إتّبعت الخطّ الطويل المدى للحزب الديمقراطي – التقليل من الخطر الفاشيّ ، ترك الأرضيّة العليا للأخلاق لمتزمّتين المعادين للإجهاض ، ، و المساومة على حيوات النساء ، و العمل في إطار " القنوات العاديّة " لهذا النظام .
لكن مثلما يفعل غولدسميث اليوم ، بدلا من نقاش هذه الإختلافات حول الإستراتيجيا و التحليل ، يعتمدون على الإتراءات و التشويه و الهجمات الشخصيّة لإغلاق هذا النقاش .
و مهما كانت النوايا ، هجوم غولدسميث على منظّمة " لنرفض الفاشيّة " يخدم الهدف ذاته : الإبقاء على فكر الناس و تحرّكات مقيّدة بالإطار الذى تحدّ>ه " القنوات العاديّة " لهذا النظام ، حتّى مع أنّ هذه القنوات مرّة أخرى و حتّى بصفة أسرع ، يتمّ تمزيقها .
غولدسميث يقول إنّه يبحث عن حماية تحالف الترحيل" Removal Coalition " من " جهود التعيين بالإتّفاق " لدي" لنرفض الفاشيّة". و ريموفل كواليشن مجموعة جديدة نسبيّا ، إنطلق عملها في جوان 2025 . كتب غولدسميث : " القدماء و النشطاء و منتجي المحتويات تجمّعوا في واشنطن الآن من أجل مسيرة ترحيل النظام لهم كلّ الأسباب أن يفتخروا بذلك . هذا نوع من التنظيم الداعم للدمقراطية الذى نحتاج المزيد منه – مبدع ، إستراتيجي و متجذّر في المجتمع "
إلاّ أنّه لا يتحدّث عن الإختلافات الهامة في الإستراتيجيا . و عند الكتابة عن أيّام الإحتجاج الثلاثة التي نظّمها تحالف الترحيل في 20-22 نوفمبر ، كتب موقع أنترنات revcom.us :
" كلّ هذا أفرز طاقة هامة و ضغطا و معارضة شعبيّين لترامب في عاصمة البلاد و هذه مساهمة إيجابيّة في النضال الجماهيري الذى نحتاج إلى تطويره لترحيل النظام . و في الوقت نفسه ، بينما يمكن للعزل أن يكون وسيلة من خلالها تتمّ تلبية هذا المطلب ، ليس الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها الإطاحة بترامب بصفة غير عنيفة . و كذلك ، إطار و تطوّر هذا النضال لا يجب أن تحدّده أجندا و سيرورات الكنغرس ؛ و تطوّر الطغيان الفاشي يلحّ بشدّة على ذلك . و بينما يمكن للوبيات ان تلعب دورا ، مثل هذا النشاط لا يمكن أن يعوّض ما يجب أن يكون في نهاية المطاف الملايين في الشوارع في إحتجاجات مستمرّة غير عنيفة – مركّزة في واشنطن دى سى .
غولدسميث ينخرط في الخيال و الأوهام في مواجهة الخطر الحقيقيّ :
بصفة متكرّرة يستهين غولدسميث بمنتهى خطر فاشيّة ترامب/ الماغا وهو خطر مطروح الآن . و قام بذلك في فيديو حديث لمّا صرّح بأنّ " السيناتور مارك كيلي يتمّ البحث معه من أجل العصيان – و هذا شيء جيّد ". و يرسم صورة جميلة فيها سيبرّؤ بالتأكيد كيلي و في الوقت نفسه سيجعل هذا الديمقراطيّين يستفيقون ، و من خلال سلسلة من الانتخابات ، سيسمحون بسحق التهديد الفاشيّ . و يتعامى غولدسميث عن التهديد الفعلي الذى يتعرّض له كيلي و التغييرات الفاشيّة السريعة و الراديكاليّة للمسؤولين و نظام العدالة العسكريّة ( الذى يفترض غولدسميث أنّه سيبرّؤ كيلي ). و قد رفض التعاطي مع الأسباب الفعليّة لكون الحزب الديمقراطي ككلّ لم يقاوم إلى الآن الفاشيّة ، و أنّه من المرجّح بصورة كبيرة أنّ انتخابات 2026 – إن جرى أبدا تنظيمها – سيتلاعب بها ترامب و الماغا ( وهي سيرورة بعدُ بصدد التجهيز ). و حتّى إن حدثت بطريقة ما هذه السلسلة المعقّدة للغاية و المرجّح جدّا عدم حصولها من الأحداث ، من اللاأخلاقي بعمق الإنتظار إلى انتخابات نصف المدّة النيابيّة بينما آلاف الناس تطحنهم و تدمّرهم فاشيّة ترامب و الكوكب بأكمله يُعرّض للخطر .
لذا ، هذا هو الإختلاف رقم واحد – " زحف التطبيع " و التعويل على الديمقراطيّين مقابل التعاطي مع واقع أنّ التغيير الفاشيّ لأمريكا يحصل الآن .
الإختلاف الثاني : على أيّ أساس ينبغي أن تتّحد الحركة ضد الفاشيّة ؟
و بعد ذلك، يحاجج غولدسميث قائلا ، " معارضة الفاشيّة ، في حدّ ذاتها ، ليست بوصلة . المهمّ هو ما يريدون بدلا عنها ".
بالعكس ، في هذا الوقت معارضة الفاشيّة هي بالفعل خطّ التمايز السياسي الأهمّ في هذه البلاد . و الشيء الوحيد الذى يجب أن يوحّد الملايين – شيوعيّين و ديمقراطيّين ، و ليس أبدا جمهوريّي ترامب ، و الإشتراكيّين – الديمقراطيّين و كافة الناس النزهاء الذين يرفضون الإستسلام لفاشيّة عصور الظلمات – هو تصميم التصميم على ترحيل نظام ترامب الفاشيّ من السلطة . سواء أردتم إعادة تركيز ما ترونه " وعد أمريكا " أو مثلنا تدافعون عن إيجاد عالم " دون كلّ ما تدافع عنه أمريكا و كالّ ما تفعله في العالم " ، علينا أن نمضي معا خلف مطلب موحّد وحيد : يجب على نظام ترامب الفاشي أن يرحل الآن !
و مثلما حاجج بوب أفاكيان بشكل متكرّر :
" عديد الأشخاص و المنظّمات و الجمعيّات ستكون لديها وجهات نظر متباينة حول ما الذى ولّد الفاشيّة ، و ما الذى يجب أن يعوّضها ، و نحن الشيوعيّين الثوريّين سنواصل التقدّم و المحاججة بصراحة من أجل وجهة نظرنا بهذا المضمار ، و نشجّع الآخرين كذلك على أن يتقدّموا بآفاقهم الخاصّة . لكن هذا يجب أن يحدث في إطار و في جوّ حيث نكون جميعا بصدد الدفع معا لتجاوز كافة العراقيل – بما فيها مساعي " فرّق تسُد " ، مهما كان مصدرها و مهما كان قناعها – موحّدين كلّ من يمكن توحيدهم ، بالملايين و الملايين ، لبلوغ الهدف التاريخي حقّا لترحيل هذا النظام الفاشيّ . "
و جزء من " تحذير " غولدسميث هو زعمه أنّ لأفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين أهداف شرّيرة و شنيعة في محاولتهم الوحدة مع آخرين و في سعيهم ل " كسب " الحركات الجماهيريّة . إلى جانب نمط التفكير الرأسمالي بأنّ الحركات ضد الإضطهاد يمكن " إمتلاكها " ، علينا أن نتساءل : لماذا تُعدّ الرغبة بإلحاق الهزيمة بالفاشيّة لإعادة تركيز الوضع السائد موقفا شرعيّا، لكن الرغبة في إلحاق الهزيمة بالفاشيّة لأنّ الدافع هو مصالح الإنسانيّة عبر العالم قاطبة للعيش محرّرة من الإستغلال و الإضطهاد نوعا ما مريبا ؟
في ديسمبر الماضي ، في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي ، توقّع بوب أفاكيان أنّ هذه التُهمة قد توجّه إلينا من قبل " أناس يبحثون عن سبب أو ذريعة لعدم رفع تحدّى الإطاحة بهذه الفاشيّة ".
" لست أدعو إلى حركة جماهيريّة لإلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا كنوع من " الحيلة " هدفها ليس حقّا إلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة و إنّما هو " خداع " الناس ليساندوا ثورة تطيح النظام برمّته . أحد أكثر المبادئ جوهريّة في الشيوعيّة الجديدة التي طوّرتها هي الحاجة إلى مقاربة الأشياء بإنسجام بطريقة جدّية و علميّة – و هذا يعنى أن نكون صرحاء و نزهاء بشأن ما هي أهدافنا . و مثلما قلت في البداية ، نحن ، الشيوعيّون الثوريّون ( المعتمدون على الشيوعيّة الجديدة ) ، جدّيون في ما يتّصل بإلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة – لأنّ هذه الفاشيّة تمثّل فظائعا واقعيّة جدّا ليس للشعب في هذه البلاد و حسب و إنّما للشعوب عبر العالم .
و في الوقت نفسه ، مثلما شدّدت على ذلك مرارا و تكرارا ، هذه الفاشيّة ولّدها – و نمت من ذات أرضيّة – النظام الرأسمالي – الإمبريالي و تطوّره خلال تاريخ هذه البلاد . و بطبيعته ذاتها ، قد أفرز هذا النظام و بصفة مستمرّة الفظائع تلو الفظائع ، و وحدها ثورة فعليّة بوسعها أن تعبّد الطريق للقضاء في نهاية المطاف على الأشياء الشنيعة المريعة و العذابات التي لا تنتهى التي يتسبّب فيها هذا النظام .
و نحن ، الشيوعيّون الثوريّون ، سنواصل العمل بصفة إستعجاليّة لكسب الناس ، بالآلاف و تاليا بالملايين ، لرؤية الحاجة – و التصرّف حسب الحاجة – للثورة . و إن تبيّن أنّ حركة جماهيريّة كبيرة نجحت عمليّا في إلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا ، دون أن تشمل الإطاحة الثوريّة بكامل النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، عندئذ بالتأكيد سنصاب نوعا ما " بخيبة أمل " ! سنقرّ بالأهمّية الكبرى لهذا الإنتصار ، بالنسبة إلى قضيّة الإنسانيّة . و سنواصل العمل بلا كلل و لا ملل لخوض النضال بإتّجاه هدف الثورة الضروريّة لوضع نهاية لفظائع هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي برمّته ، و إنشاء نظام أفضل منه بكثير – كما يُعرض في بيان على موقع إنترنت revcom.us عنوانه : نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا . "
الإختلاف الثالث : مسألة القيادة :
و فضلا عن ذلك ، مع أنّ من أعمدة الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان هي الإقرار بالحاجة إلى مقاربة علميّة قائمة على الأدلّة لفهم العالم و تغييره تغييرا راديكاليّا . وهو يحاجج من أجل سيرورة تحثّ على النقاش و المعارضة . و متحدّثا عن " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفه ، قال :

" إنّه لأمر واقع أنّه لا يوجد في أيّ مكان آخر و لا يوجد في أيّة وثيقة تأسيسيّة أو مرشدة ، حاليّة أو مقترحة لدي أيّ حكومة، شيء مثل ليس حماية فحسب بل توفير ما يلزم للمعارضة و النقاش الفكري و الثقافي كما يتجسّد في هذا الدستور ، بينما لهذا ، كلبّ صلب ، أساس في التغيير الإشتراكي للإقتصاد ، بهدف إلغاء كافّة الإستغلال ، و ما يتناسب مع ذلك من تغيير في العلاقات الإجتماعيّة و المؤسّسات السياسيّة ، لإجتثاث كلّ الإضطهاد و الترويج ، عبر النظام التعليمي و في المجتمع ككلّ ، لمقاربة سوف " تمكّن الناس من إتّباع الحقيقة مهما كان المكان الذى تؤدّى إليه ، بروح التفكير النقديّ و الفضول العلميّ ، و على هذا النحو مراكمة المعرفة بإستمرار حول العالم و أن نكون في وضع أفضل للمساهمة في تغييره في إنسجام مع المصالح الجوهريّة للإنسانيّة ".
و يستطرد أفاكيان ليقول في الرسالة عينها ( " تشويهات إنتهازيّة غير مسؤولة لا ينبغي أن يُسمح لها بأن تُخرّب وحدة الملايين التي نحتاجها لترحيل نظام ترامب الفاشيّ " ) :
" المبادئ و المناهج التي أفضت إلى تطوير " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " هي أيضا أساس و مرشد كيفيّة مقاربتنا نحن الشيوعيّين الثوريّين للعمل مع عديد الآخرين ، من مشارب سياسيّة مختلفة ، لأجل توحيد كلّ من يمكن توحيدهم في نضال غير عنيف جماهيري و قويّ و مستدام و مستمرّ لإلحاق الهزيمة بنظام ترامب الفاشيّ و ترحيله – و هذا ، من وجهة نظرنا ، جزء حيويّ من التحرّك نحو إنجاز الثورة التي ستفضى إلى نظام تحريريّ بعمق يتجسّد في " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " ، و الهدف هو تحرير الإنسانيّة ككلّ من كلّ الأنظمة و العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة في كلّ مكان من العالم .
هذا هو عمليّا الموقف الذى أدافع عنه و الموقف الذى يدافع عنه الشيوعيّون الثوريّون و كرّسنا حياتنا و جهودنا للقتال في سبيله . الأسئلة النزيهة و أو الإختلافات المبدئيّة حول هذا مرحّب بها و يمكن أن تكون أساس نقاش و جدال لهما مغزى – و في الوقت نفسه ، يكون متّحدين كلّ من يرفضون القبول بأمريكا فاشيّة كقوّة عتيّة تلبّى الحاجة الإستعجاليّة لإلحاق الهزيمة و ترحيل نظام ترامب الفاشيّ . "
هذا هو المبدأ و هذا هو الوضوح و هذه هي الحاجة الملحّة الآن . و النظام الفاشيّ يتحرّك بسرعة كبيرة ليشدّد قبضته التامة الفاشيّة على أمريكا بما يه>ّد الإنسانيّة و الكوكب ، من واجب الجميع عدم الوقوع في المساعي الخبيثة ل " فرّق تسُد " و فضح هذه المساعي عندما نصادفها .