التمرد اللطيف لجيل Z. العصيان للبقاء بشراً
سيمونا ماجوريلي
2025 / 12 / 7 - 16:12
جيل جديد يرفض الحرب والظلم واللا استقرار. من نيبال إلى بنغلاديش، ومن الجامعات الأميركية إلى الساحات الأوروبية، يعيد شباب جيل Z، في سياقات مختلفة، تعريف أشكال الاحتجاج من خلال تنظيمات أفقية، ولغات مشتركة، والتزام أممي. حركة التضامن مع فلسطين في المقدمة.
فن العصيان. هكذا عنونا هذا العدد الجديد من مجلة Left، ملتقطين صورة جيل جديد يرفض الحرب، وكل ما هو غير إنساني، والظلم، والذي نزل إلى الشوارع ضد الإبادة في غزة، ويتظاهر في بلدان عديدة للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والحقوق. الفاعلون الرئيسيون هم نشطاء جيل Z.
لسنوات طويلة، تم وصف المراهقين بأنهم «هشّون»، «منغلقون في هواتفهم الذكية»، غير قادرين على التفاعل بعد العزلة الوبائية. السردية المهيمنة صورتهم كأرخبيل من العزلات، منشغلين بالتمرير أكثر من المشاركة السياسية. لكن كانت تلك نفياً قاسياً.
لقد كانوا أول من تظاهر – من أجل السلام، وضد التغير المناخي، وضد عدم المساواة، وضد أي شكل من أشكال العنف أينما ارتُكب، وخصوصاً العنف ضد النساء – وقد اتُّهموا بأنهم سذج، مضلّلون، غير واعين. وفي حالة التعبئة من أجل فلسطين، وُصفوا حتى بأنهم «معادون للسامية»، «مؤيدو الإرهاب»، «أعداء الغرب». لكن، كما يحدث كثيراً في التاريخ، اتجه الواقع في اتجاه معاكس وعنيد.
في عام 2024، وبشكل أكبر في 2025، أظهرت الحركات الشبابية شيئاً غير متوقع: صحوة عالمية لجيل لا يرضى بالعيش في الهشاشة، ولا يقبل مستقبلاً مهدداً باللا استقرار. وقد فعل ذلك بوضوح سياسي فنّد كل الصور النمطية.
في هذا العدد من Left نروي ذلك عبر مساهمات دولية عديدة وشهادات ميدانية. بدءاً بقصة تمرد الشباب في نيبال، الذين أجبروا الحكومة الفاسدة على الاستقالة. الآن هناك حاكمة جديدة، القانونية ووزيرة العدل السابقة سوشيلا كاركي، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب.
الموجة النيبالية اندفعت وهي ترفع علم المانغا One Piece الذي وضعناه على الغلاف. علم القراصنة ذوي القبعة القشية أصبح رمزاً جيلياً للتمرد ضد الفساد والرقابة والمحسوبية وامتيازات النخب السياسية. في نيبال (كما في دول آسيوية أخرى) تُعد الأنمي والمانغا شديدة الشعبية بين جيل Z، وبالتالي استخدام أيقونة من One Piece يمكّن من الحديث بلغة مشتركة وصنع هوية حركة يسهل التعرف عليها.
ولغتهم الاحتجاجية تردد ما ارتفع بأشكال مختلفة من الجامعات الإيرانية إلى شوارع أنتناناريفو في مدغشقر، ومن الجامعات الأميركية إلى الساحات الأوروبية، وصولاً إلى المدن الكبرى في أميركا اللاتينية. متشابه أيضاً في كل مكان أسلوب التنظيم الأفقي، المرن، القائم على الشبكات. أسلوب مستلهم من الإنترنت، مقتبساً مما كان عليه الحراك الشبابي الاحتجاجي في هونغ كونغ، حيث كان الشعار: «كن مثل الماء يا صديقي». في هونغ كونغ، للأسف، تم إسكات الحركة بقمع صيني من خلال فرض قانون الأمن الوطني. وكذلك قبل سنوات، في عام 2001، تعرضت حركة العولمة البديلة للقمع العنيف من الشرطة في إيطاليا. ومصير مشابه عرفته الثورات العربية في 2011، وخصوصاً ثورة ميدان التحرير في مصر. لكن نار التمرد اللاعنفي لا تزال تشتعل تحت الرماد، كما يخبرنا تقرير لوتشي لاكوانِّتي من القاهرة، الذي يروي كيف تستخدم الحركة الشبابية أدوات مثل القصص المصورة لتمرير مطالبها، محاولة الالتفاف على الرقابة.
منذ احتجاجات 2011 تغيرت أشياء كثيرة. وجيل Z المولود داخل الثقافة الرقمية – من نيبال إلى إندونيسيا، ومن المغرب (حيث الحركة تسمى Gen Z 212، نسبة إلى رمز البلد) إلى المكسيك وما بعدها – بدأ في استخدام أشكال جديدة للنضال، بشكل لامركزي، دون قادة قابلين للاستهداف، متحدياً أجهزة الاستخبارات.
إنه واقع جديد نحاول قراءته وتفسيره، أيضاً بمساعدة باحثين في الحركات السياسية الشبابية، مثل أستاذة مدرسة الأساتذة العليا دوناتيلا ديلا بورتا.
تروي الأستاذة أن الشباب، في أماكن عديدة من العالم وبسياقات مختلفة، يتحدّون بسلام أنظمة استبدادية، وقمعاً وحشية، ورقابة رقمية، وحملات تشويه مصنوعة بعناية. غزة هي القلب العاطفي والرمزي لهذه الانتفاضة اللاعنفية التي تجوب القارات الخمس. في كل مكان تظهر مطالبة مشابهة تتجاوز المطالب المشروعة بالاحتياجات المادية الأساسية للعيش بكرامة. اليوم يطالب الشباب بما هو أكثر.
النقطة الآن هي فهم كيف يمكن لهذه المطالب أن تجد تمثيلاً سياسياً. في نيبال، كما أشرنا، حدث ذلك مع كاركي كرئيسة وزراء، وكذلك في بنغلاديش حيث تم تكليف الاقتصادي محمد يونس برئاسة الحكومة، بناءً على اقتراح المتظاهرين، وهو الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006 لابتكاره عبر بنك غرامين تنمية اقتصادية واجتماعية من القاعدة، مساهماً في تقليل الفقر من خلال دعم مالي للفئات المهمشة، وخصوصاً النساء، بما عزز أيضاً التحرر النسوي. في هذين البلدين الآسيويين، وجدت الحركات الشبابية والطلابية شخصيات مؤسساتية تتناغم مع قضاياها.
في إيطاليا، يسعى الحراك المؤيد لفلسطين، الذي نزل إلى الشوارع مع النقابات القاعدية وأحزاب اليسار الراديكالي، إلى أشكال تنظيمية استعداداً لانتخابات 2027. تجربة "الغاضبين" التي خرج منها حزب بوديموس في إسبانيا تؤكد أن الأمر يحتاج إلى وقت قبل أن تنتقل الحركات إلى المشهد السياسي. المهم هو دعمها، أيضاً من خلال فضح أشكال القمع التي تتعرض لها من الحكومات اليمينية والمؤسسة الحاكمة.
المصدر:
https://left.it/2025/12/04/la-rivolta-gentile-della-gen-z-disobbedire-per-restare-umani/