استثمارات بلاك روك في قطاع السلاح: رؤية معمقة نحو الثراء الذي يغذي آلات الحرب
احمد صالح سلوم
2025 / 12 / 4 - 19:58
تقف بلاك روك كعملاق هائل، أكبر مدير للأصول على وجه الأرض، يدير أكثر من ثلاثة عشر تريليون دولار أمريكي في عام ألفين وخمسة وعشرين، وكأنها تحرس كنوز العالم بأيدٍ حديدية. ليست هذه الشركة مجرد كيان استثماري يبحث عن العوائد الآمنة؛ بل هي قوة تشكل مصائر الشعوب والدول، تزرع بذور الربح في تربة النزاعات، وتحصد ثمارها من دماء الصراعات. في ظل التوترات الجيوسياسية التي تكتنف العالم كغيوم سوداء ثقيلة، ارتفع الإنفاق العسكري العالمي إلى مستويات غير مسبوقة، بلغت ألفين وسبعمائة وثمانية عشر مليار دولار في عام ألفين وأربعة وعشرين، بزيادة تصل إلى تسعة فاصل أربعة في المائة عن العام السابق، وكأن البشرية تسابق نفسها نحو هاوية الدمار. هنا، تبرز بلاك روك كلاعب رئيسي في تمويل صناعة السلاح والدفاع، تغذي الآلات الحربية بأموالها الوفيرة، وترى في الدفاع فرصة نمو لا تنضب، كما لو كانت الحروب مجرد صفقة تجارية مربحة. ومع ذلك، يثير هذا الدور جدلاً عميقاً، يتجاوز حدود الاقتصاد ليلامس أخلاقيات الإنسانية، خاصة في سياق الإبادة الجماعية في غزة، حيث تُساهم هذه الاستثمارات في تسليح الكيان الإسرائيلي بأحدث التقنيات الفتاكة، فتصبح الثروة سيفاً يقطع أرواح الأبرياء.
تتجاوز بلاك روك حدود الاستثمار التقليدي لتصبح مهندساً للمستقبل، حيث ترى في قطاع الدفاع "موضوعاً ناشئاً" يعد بعوائد مستقرة كالجبال الراسخة. في تقريرها الصادر في شباط من عام ألفين وخمسة وعشرين، أشارت الشركة إلى أن الإنفاق على الدفاع يشكل ثلاثة فاصل خمسة في المائة فقط من مؤشر إس أند بي خمسمائة، مقارنة باثنين وثلاثين في المائة للذكاء الاصطناعي، مما يدل على "استثمار غير كافٍ" في هذا المجال رغم الارتفاع السنوي الذي يتجاوز التسعة في المائة. هذا الارتفاع ليس مصادفة عابرة، بل نتيجة لتفتت جيوسياسي يجتاح العالم كعاصفة هائجة، إذ رفعت أكثر من مائة دولة إنفاقها العسكري في عام ألفين وأربعة وعشرين، كأنها تستعد لمعركة كونية. بلاك روك لا تقف متفرجة؛ بل تدير صناديق استثمارية مخصصة لهذا القطاع، مثل صندوق آي شيرز يو إس إيروسبيس أند ديفنس إي تي إف، المعروف باختصار إي تي أي، الذي يتتبع مؤشر داو جونز يو إس سيليكت إيروسبيس أند ديفنس، ويوفر تعرضاً مباشراً لشركات تصنع الطائرات العسكرية والمعدات الدفاعية. حتى تشرين الثاني من عام ألفين وخمسة وعشرين، بلغت أصول هذا الصندوق نحو اثني عشر مليار دولار، مع تصنيف مورنينغستار يصل إلى أربع نجوم بناءً على العائد المعدل للمخاطر، وعائد يصل إلى ثمانية وثلاثين فاصل صفر أربعة في المائة منذ بداية العام حتى كانون الأول. هكذا، تتحول الاستثمارات إلى قصة نجاح اقتصادي، بينما تظل الخسائر البشرية مخفية في ظلال التقارير المالية.
في أيار من العام نفسه، أطلقت بلاك روك صندوقاً جديداً نشط الإدارة، يُدعى آي شيرز ديفنس إنداستريالز أكتيف إي تي إف، المعروف باختصار آي دي إي إف، الذي يركز على "الأمن العالمي والمرونة"، كما لو كان يبني حصناً من الثروة ضد عواصف الزمن. يستثمر هذا الصندوق ثمانين في المائة على الأقل في شركات الدفاع والصناعات ذات الصلة، بما في ذلك الطيران والمقاولون العسكريون والهندسة، ويديره فريق يعتمد على بيانات بديلة مثل عقود الحكومات وإيرادات الدفاع، مغطياً جغرافياً أوروبا وآسيا كأنه يرسم خريطة عالمية للربح. أبرز الاستثمارات في هذا الصندوق تشمل جي إي إيروسبيس، آر تي إكس كورب (المعروفة سابقاً باسم رايثيون)، بالانتير تكنولوجيز، بوينغ، إيرباص، هونيويل، ولوكهيد مارتن، مما يعكس تركيزاً على التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في الدفاع السيبراني، كأنها تبني جيلاً جديداً من الآلات التي تفوق الخيال البشري. هذه الاستثمارات ليست مجرد أرقام في جداول مالية؛ بل هي قصص من الطموح والطمع، حيث يلتقي الابتكار بالدمار في رقصة محتومة.
عند الغوص في التفاصيل الرقمية، تكشف الأرقام عن عالم من الثراء المتدفق كالأنهار الجارفة. وفقاً لتقارير صادرة عن منظمات مثل كوربوريت أكاونتيبيليتي، والتي لا تزال مرجعاً أساسياً مع تحديثاتها في عام ألفين وخمسة وعشرين، تمتلك بلاك روك حصصاً كبيرة في أكبر الشركات الدفاعية الأمريكية، التي حصلت مجتمعة على عقود من البنتاغون تفوق المائة مليار دولار في عام ألفين وسبعة عشر وحده. من بين هذه الشركات، لوكهيد مارتن، التي تمتلك بلاك روك حصة تصل إلى ستة فاصل أربعة في المائة، بقيمة تقريبية تصل إلى عشرة مليارات دولار، وهي متخصصة في صناعة طائرات إف ثلاثة وثلاثين، والصواريخ، وأنظمة الدفاع الجوي، كأنها تبني أجنحة الموت لتطير فوق السماء. أما بوينغ، فحصتها تصل إلى خمسة فاصل اثنين في المائة، بقيمة ثمانية مليارات دولار تقريباً، ونشاطها الرئيسي في الطائرات العسكرية والقنابل والأقمار الصناعية، كأنها تخلق نجوماً اصطناعية لمراقبة العالم. رايثيون، أو آر تي إكس كما تُعرف الآن، تحتل حصة ستة فاصل ستة في المائة، بقيمة تسعة مليارات دولار، متخصصة في صواريخ باتريوت والرادارات والأسلحة الإلكترونية، كأنها تزرع أشعة الدمار في الأرض. جنرال دايناميكس، بحصة ثلاثة فاصل أربعة وتسعين في المائة، وقيمة خمسة مليارات دولار، تركز على الدبابات والأنظمة البرية والغواصات، كأنها تبني وحوشاً تحت الماء. أخيراً، نورثروب غرومان، بحصة خمسة فاصل خمسة في المائة، وقيمة سبعة مليارات دولار، متخصصة في الطائرات بدون طيار والقاذفات النووية، كأنها تخلق أشباحاً تطارد السماء. هذه الحصص جزء من محفظة أوسع، حيث يظهر تحليل ويبون فري فوندز أن صندوق بلاك روك إكويتي ديفيديند يستثمر ملياراً ومئتي مليون دولار في تسعة أسهم أسلحة عسكرية، تشكل ستة فاصل ثلاثة وثلاثين في المائة من أصول الصندوق، بما في ذلك مصنعي الأسلحة النووية، مما يمنح الصناديق درجة إف في تقييم الاستثمارات في الأسلحة.
لا تقتصر استثمارات بلاك روك على الإنتاج التقليدي؛ بل تمتد إلى أعماق الأبحاث العسكرية والنووية، كأنها تغوص في أسرار الكون لتستخرج أسلحة الغد. تقرير صادر عن لاب نيوز في حزيران من عام ألفين وخمسة وعشرين يفصل كيف تساهم الشركة في مشاريع البحث والتطوير العسكري، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي للأسلحة الذاتية والأنظمة السيبرانية، كأنها تخلق عقولاً اصطناعية تتجاوز الإنسان في القتل. من خلال صناديقها، تدعم شركات مثل بالانتير، التي توفر برمجيات تحليل بيانات للجيوش، وآر تي إكس في تطوير صواريخ هيبيرسونيك، كأنها تبني رياحاً تفوق السرعة. كما أن استثماراتها في نورثروب غرومان تشمل أنظمة تسليم أسلحة نووية، مما يثير مخاوف أخلاقية حول الانتشار النووي، كأنها تزرع بذور الدمار الشامل. بالإضافة إلى ذلك، أظهر تقرير لجنة الكونغرس الأمريكية في نيسان من عام ألفين وأربعة وعشرين، مع تحديثات في ألفين وخمسة وعشرين، أن بلاك روك وجهت ملياراً وتسعمائة مليون دولار إلى كيانات صينية مدرجة على القائمة السوداء الأمريكية، مرتبطة بجيش التحرير الشعبي والبرامج النووية الصينية، عبر فروع خارجية ومؤشرات سي إس آي التابعة للحزب الشيوعي. هذا التمويل، الذي يُعتبر قانونياً، يربط بلاك روك بقضايا حقوق الإنسان عالمياً، مثل قمع الأقليات كالإيغور، كأنها تشارك في بناء سجون رقمية.
في سياق النزاع المأساوي في غزة، حيث سقط عشرات الآلاف من المدنيين ضحايا منذ تشرين الأول من عام ألفين وثلاثة وعشرين، تبرز استثمارات بلاك روك كوقود للآلة العسكرية الإسرائيلية، كأنها تضيء ناراً تبتلع الأرواح. شركات مثل لوكهيد مارتن وآر تي إكس توفر طائرات إف ثلاثة وثلاثين وصواريخ باتريوت المستخدمة في القصف، بينما بوينغ تُمد بالذخيرة، كأنها تمطر السماء بموت محتوم. وفقاً لتقارير منظمات مثل أمنستي إنترناشونال، تمثل هذه الاستثمارات دعماً مالياً مباشراً للإبادة الجماعية، حيث بلغت قيمة الأسلحة الأمريكية المرسلة إلى إسرائيل سبعة عشر فاصل تسعة مليار دولار في عام ألفين وأربعة وعشرين. بلاك روك، كمستثمر رئيسي، تساهم في هذا التدفق، مما أثار احتجاجات عالمية ودعوات للمقاطعة، كأنها تواجه عاصفة من الغضب الشعبي. تقرير صادر عن المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز في تموز من عام ألفين وخمسة وعشرين يدين هذه الشركات كجزء من "مؤامرة جريمية مشتركة" في إبادة غزة، مما يجعل بلاك روك شريكاً في الجريمة، كأنها تحمل سيفاً ملطخاً بالدماء.
رغم إعلان بلاك روك عن التزامها بالاستدامة، كأنها ترفع راية الخير في عالم الطمع، إلا أن صفحتها الخاصة بالاستدامة لا تذكر الاستثمارات في السلاح صراحة، مما يبرز تناقضاً يشبه الظلال في ضوء الشمس. في عام ألفين وثمانية عشر، أنشأت صناديق إي إس جي خالية من مصنعي الأسلحة النارية بعد احتجاجات، لكنها لم توسع ذلك إلى الأسلحة العسكرية، كأنها تتجنب المواجهة الحقيقية. دراسة من أز يو سو في عام ألفين وعشرين، محدثة، منحت صناديقها درجة منخفضة للاستثمارات في الدفاع، بينما أظهرت دراسة آي إي إس إي أن الشركات التي ناقشت المناخ مع الرئيس التنفيذي لاري فينك خفضت انبعاثاتها، لكن دعم الاقتراحات المناخية انخفض إلى أربعة عشر في المائة في عام ألفين وخمسة وعشرين. هذا التناقض يعكس صراعاً داخلياً بين الربح والأخلاق، كأنها روح مقسمة بين السماء والأرض.
تظل استثمارات بلاك روك في السلاح، التي تفوق المليارات كالجبال الشامخة، مرآة لديناميكية الرأسمالية العالمية، حيث يتحول الدم إلى أرباح ذهبية، والحروب إلى فرص استثمارية. مع ارتفاع الإنفاق العسكري، من المتوقع أن تستمر هذه الاستثمارات في النمو كالأشجار الوارفة، لكن الضغوط الشعبية والتشريعية، مثل توصيات لجنة الكونغرس، قد تغير المشهد كعاصفة تغير مسار النهر. في النهاية، يبقى السؤال معلقاً كسيف داموقليس: هل ستعاد توجيه هذه الثروة نحو بناء السلام، أم ستظل تغذي دوامة الحروب الأبدية؟ البيانات تروي قصة الواقع الحالي، لكن المستقبل يعتمد على إرادة الإنسانية الجماعية، التي قد تحول السيوف إلى محاريث، والدمار إلى بناء.
……….
استثمارات بلاك روك في قطاع السلاح رؤية معمقة نحو الثراء الذي يغذي آلات الحرب
مثل شبكة العنكبوت اللامتناهية تقف بلاك روك كعملاق هائل أكبر مدير للأصول على وجه الأرض يدير أكثر من ثلاثة عشر تريليون دولار أمريكي في عام ألفين وخمسة وعشرين وكأنها تحرس كنوز العالم بأيد حديدية ليست هذه الشركة مجرد كيان استثماري يبحث عن العوائد الآمنة بل هي قوة تشكل مصائر الشعوب والدول تزرع بذور الربح في تربة النزاعات وتحصد ثمارها من دماء الصراعات في ظل التوترات الجيوسياسية التي تكتنف العالم كغيوم سوداء ثقيلة ارتفع الإنفاق العسكري العالمي إلى مستويات غير مسبوقة بلغت ألفين وسبعمائة وثمانية عشر مليار دولار في عام ألفين وأربعة وعشرين بزيادة تصل إلى تسعة فاصل أربعة في المائة عن العام السابق وكأن البشرية تسابق نفسها نحو هاوية الدمار هنا تبرز بلاك روك كلاعب رئيسي في تمويل صناعة السلاح والدفاع تغذي الآلات الحربية بأموالها الوفيرة وترى في الدفاع فرصة نمو لا تنضب كما لو كانت الحروب مجرد صفقة تجارية مربحة ومع ذلك يثير هذا الدور جدلاً عميقاً يتجاوز حدود الاقتصاد ليلامس أخلاقيات الإنسانية خاصة في سياق الإبادة الجماعية في غزة حيث تساهم هذه الاستثمارات في تسليح الكيان الإسرائيلي بأحدث التقنيات الفتاكة فتصبح الثروة سيفاً يقطع أرواح الأبرياء آه يا للروعة في هذا العالم الرأسمالي حيث يتحول دم أطفال غزة إلى أرقام ذهبية في جداول الميزانيات ويصبح الطرد المنهجي للسكان الأصليين من يافا وحيفا وتل أبيب مجرد صفحة في كتاب التاريخ المعاد كتابته بقلم الربح السريع تخيل لو أن أصحاب الأرض الأصليين في تلك المدن يعودون الآن ليروا كيف تحولت منازلهم إلى فنادق فخمة يديرها مستثمرون يحتسون القهوة بينما يحسبون عوائد استثماراتهم في صواريخ تقصف أحفاد أولئك الأصليين يا لها من كوميديا سوداء حيث يضحك الثري ويبكي اليتيم
تتجاوز بلاك روك حدود الاستثمار التقليدي لتصبح مهندساً للمستقبل حيث ترى في قطاع الدفاع موضوعاً ناشئاً يعد بعوائد مستقرة كالجبال الراسخة في تقريرها الصادر في شباط من عام ألفين وخمسة وعشرين أشارت الشركة إلى أن الإنفاق على الدفاع يشكل ثلاثة فاصل خمسة في المائة فقط من مؤشر إس أند بي خمسمائة مقارنة باثنين وثلاثين في المائة للذكاء الاصطناعي مما يدل على استثمار غير كاف في هذا المجال رغم الارتفاع السنوي الذي يتجاوز التسعة في المائة هذا الارتفاع ليس مصادفة عابرة بل نتيجة لتفتت جيوسياسي يجتاح العالم كعاصفة هائجة إذ رفعت أكثر من مائة دولة إنفاقها العسكري في عام ألفين وأربعة وعشرين كأنها تستعد لمعركة كونية بلاك روك لا تقف متفرجة بل تدير صناديق استثمارية مخصصة لهذا القطاع مثل صندوق آي شيرز يو إس إيروسبيس أند ديفنس إي تي إف المعروف باختصار إي تي أي الذي يتتبع مؤشر داو جونز يو إس سيليكت إيروسبيس أند ديفنس ويوفر تعرضاً مباشراً لشركات تصنع الطائرات العسكرية والمعدات الدفاعية حتى تشرين الثاني من عام ألفين وخمسة وعشرين بلغت أصول هذا الصندوق نحو اثني عشر مليار دولار مع تصنيف مورنينغستار يصل إلى أربع نجوم بناءً على العائد المعدل للمخاطر وعائد يصل إلى ثمانية وثلاثين فاصل صفر أربعة في المائة منذ بداية العام حتى كانون الأول هكذا تتحول الاستثمارات إلى قصة نجاح اقتصادي بينما تظل الخسائر البشرية مخفية في ظلال التقارير المالية يا للطرافة في هذا التصنيف النجمي كأن النجوم في السماء تبتسم للصواريخ التي تقصف غزة وتحول دماء الأطفال إلى أرباح تتلألأ كالنجوم في حسابات البنوك أما السكان الأصليون في يافا وحيفا فهم مجرد ذكريات باهتة في صور قديمة بينما يبني المستثمرون أبراجاً شاهقة على أنقاض منازلهم ويضحكون من فكرة أن الأرض كانت ذات يوم ملكاً لأولئك الذين طردوا كالذباب عن الطعام
في أيار من العام نفسه أطلقت بلاك روك صندوقاً جديداً نشط الإدارة يدعى آي شيرز ديفنس إنداستريالز أكتيف إي تي إف المعروف باختصار آي دي إي إف الذي يركز على الأمن العالمي والمرونة كما لو كان يبني حصناً من الثروة ضد عواصف الزمن يستثمر هذا الصندوق ثمانين في المائة على الأقل في شركات الدفاع والصناعات ذات الصلة بما في ذلك الطيران والمقاولون العسكريون والهندسة ويديره فريق يعتمد على بيانات بديلة مثل عقود الحكومات وإيرادات الدفاع مغطياً جغرافياً أوروبا وآسيا كأنه يرسم خريطة عالمية للربح أبرز الاستثمارات في هذا الصندوق تشمل جي إي إيروسبيس آر تي إكس كورب المعروفة سابقاً باسم رايثيون بالانتير تكنولوجيز بوينغ إيرباص هونيويل ولوكهيد مارتن مما يعكس تركيزاً على التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في الدفاع السيبراني كأنها تبني جيلاً جديداً من الآلات التي تفوق الخيال البشري هذه الاستثمارات ليست مجرد أرقام في جداول مالية بل هي قصص من الطموح والطمع حيث يلتقي الابتكار بالدمار في رقصة محتومة يا للسخرية في هذا الذكاء الاصطناعي الذي يحلل بيانات القصف في غزة بينما يحسب الأرباح من دموع الأمهات ويرسم خرائط جديدة لفلسطين حيث يُطرد السكان الأصليون من تل أبيب ليصبحوا لاجئين في مخيمات بينما يحتفل المستثمرون بصفقاتهم في حفلات فاخرة يشربون نخب الربح على حساب الدم
عند الغوص في التفاصيل الرقمية تكشف الأرقام عن عالم من الثراء المتدفق كالأنهار الجارفة وفقاً لتقارير صادرة عن منظمات مثل كوربوريت أكاونتيبيليتي والتي لا تزال مرجعاً أساسياً مع تحديثاتها في عام ألفين وخمسة وعشرين تمتلك بلاك روك حصصاً كبيرة في أكبر الشركات الدفاعية الأمريكية التي حصلت مجتمعة على عقود من البنتاغون تفوق المائة مليار دولار في عام ألفين وسبعة عشر وحده من بين هذه الشركات لوكهيد مارتن التي تمتلك بلاك روك حصة تصل إلى ستة فاصل أربعة في المائة بقيمة تقريبية تصل إلى عشرة مليارات دولار وهي متخصصة في صناعة طائرات إف ثلاثة وثلاثين والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي كأنها تبني أجنحة الموت لتطير فوق السماء أما بوينغ فحصتها تصل إلى خمسة فاصل اثنين في المائة بقيمة ثمانية مليارات دولار تقريباً ونشاطها الرئيسي في الطائرات العسكرية والقنابل والأقمار الصناعية كأنها تخلق نجوماً اصطناعية لمراقبة العالم رايثيون أو آر تي إكس كما تعرف الآن تحتل حصة ستة فاصل ستة في المائة بقيمة تسعة مليارات دولار متخصصة في صواريخ باتريوت والرادارات والأسلحة الإلكترونية كأنها تزرع أشعة الدمار في الأرض جنرال دايناميكس بحصة ثلاثة فاصل أربعة وتسعين في المائة وقيمة خمسة مليارات دولار تركز على الدبابات والأنظمة البرية والغواصات كأنها تبني وحوشاً تحت الماء أخيراً نورثروب غرومان بحصة خمسة فاصل خمسة في المائة وقيمة سبعة مليارات دولار متخصصة في الطائرات بدون طيار والقاذفات النووية كأنها تخلق أشباحاً تطارد السماء هذه الحصص جزء من محفظة أوسع حيث يظهر تحليل ويبون فري فوندز أن صندوق بلاك روك إكويتي ديفيديند يستثمر ملياراً ومئتي مليون دولار في تسعة أسهم أسلحة عسكرية تشكل ستة فاصل ثلاثة وثلاثين في المائة من أصول الصندوق بما في ذلك مصنعي الأسلحة النووية مما يمنح الصناديق درجة إف في تقييم الاستثمارات في الأسلحة يا للكوميديا في هذه الأرقام التي تتدفق كالدماء في عروق غزة حيث يصبح كل قنبلة مصدر ربح وكل طفل يسقط مجرد خصم في الحسابات بينما في يافا يبني المستثمرون منتجعات على أنقاض البيوت الأصلية ويضحكون من فكرة أن الأرض كانت ذات يوم حرة
لا تقتصر استثمارات بلاك روك على الإنتاج التقليدي بل تمتد إلى أعماق الأبحاث العسكرية والنووية كأنها تغوص في أسرار الكون لتستخرج أسلحة الغد تقرير صادر عن لاب نيوز في حزيران من عام ألفين وخمسة وعشرين يفصل كيف تساهم الشركة في مشاريع البحث والتطوير العسكري بما في ذلك الذكاء الاصطناعي للأسلحة الذاتية والأنظمة السيبرانية كأنها تخلق عقولاً اصطناعية تتجاوز الإنسان في القتل من خلال صناديقها تدعم شركات مثل بالانتير التي توفر برمجيات تحليل بيانات للجيوش وآر تي إكس في تطوير صواريخ هيبيرسونيك كأنها تبني رياحاً تفوق السرعة كما أن استثماراتها في نورثروب غرومان تشمل أنظمة تسليم أسلحة نووية مما يثير مخاوف أخلاقية حول الانتشار النووي كأنها تزرع بذور الدمار الشامل بالإضافة إلى ذلك أظهر تقرير لجنة الكونغرس الأمريكية في نيسان من عام ألفين وأربعة وعشرين مع تحديثات في ألفين وخمسة وعشرين أن بلاك روك وجهت ملياراً وتسعمائة مليون دولار إلى كيانات صينية مدرجة على القائمة السوداء الأمريكية مرتبطة بجيش التحرير الشعبي والبرامج النووية الصينية عبر فروع خارجية ومؤشرات سي إس آي التابعة للحزب الشيوعي هذا التمويل الذي يعتبر قانونياً يربط بلاك روك بقضايا حقوق الإنسان عالمياً مثل قمع الأقليات كالإيغور كأنها تشارك في بناء سجون رقمية يا للسخرية في هذه الأبحاث التي تحول دم أطفال غزة إلى وقود للصواريخ بينما يطرد السكان الأصليون من حيفا ليصبحوا إحصاءات في تقارير الربح ويضحك المستثمرون من فكرة العدالة
في سياق النزاع المأساوي في غزة حيث سقط عشرات الآلاف من المدنيين ضحايا منذ تشرين الأول من عام ألفين وثلاثة وعشرين تبرز استثمارات بلاك روك كوقود للآلة العسكرية الإسرائيلية كأنها تضيء ناراً تبتلع الأرواح شركات مثل لوكهيد مارتن وآر تي إكس توفر طائرات إف ثلاثة وثلاثين وصواريخ باتريوت المستخدمة في القصف بينما بوينغ تمد بالذخيرة كأنها تمطر السماء بموت محتوم وفقاً لتقارير منظمات مثل أمنستي إنترناشونال تمثل هذه الاستثمارات دعماً مالياً مباشراً للإبادة الجماعية حيث بلغت قيمة الأسلحة الأمريكية المرسلة إلى إسرائيل سبعة عشر فاصل تسعة مليار دولار في عام ألفين وأربعة وعشرين بلاك روك كمستثمر رئيسي تساهم في هذا التدفق مما أثار احتجاجات عالمية ودعوات للمقاطعة كأنها تواجه عاصفة من الغضب الشعبي تقرير صادر عن المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز في تموز من عام ألفين وخمسة وعشرين يدين هذه الشركات كجزء من مؤامرة جريمية مشتركة في إبادة غزة مما يجعل بلاك روك شريكاً في الجريمة كأنها تحمل سيفاً ملطخاً بالدماء يا للكوميديا في هذه الإبادة حيث يصبح كل طفل يسقط في غزة مصدر إلهام لصفقة جديدة ويطرد أهل يافا من أرضهم ليصبحوا أشباحاً في الذاكرة بينما يحتفل الثرياء بأرباحهم
رغم إعلان بلاك روك عن التزامها بالاستدامة كأنها ترفع راية الخير في عالم الطمع إلا أن صفحتها الخاصة بالاستدامة لا تذكر الاستثمارات في السلاح صراحة مما يبرز تناقضاً يشبه الظلال في ضوء الشمس في عام ألفين وثمانية عشر أنشأت صناديق إي إس جي خالية من مصنعي الأسلحة النارية بعد احتجاجات لكنها لم توسع ذلك إلى الأسلحة العسكرية كأنها تتجنب المواجهة الحقيقية دراسة من أز يو سو في عام ألفين وعشرين محدثة منحت صناديقها درجة منخفضة للاستثمارات في الدفاع ، بينما أظهرت دراسة آي إي إس إي أن الشركات التي ناقشت المناخ مع الرئيس التنفيذي لاري فينك خفضت انبعاثاتها لكن دعم الاقتراحات المناخية انخفض إلى أربعة عشر في المائة في عام ألفين وخمسة وعشرين هذا التناقض يعكس صراعاً داخلياً بين الربح والأخلاق كأنها روح مقسومة بين السماء والأرض ترفع راية خضراء في يد وتُمسك في اليد الأخرى صاروخاً ينفجر فوق رؤوس أطفال غزة وكأنها تقول للعالم بابتسامة عريضة: «نحن نحمي الكوكب من الكربون لكننا نضمن أن يبقى هناك دائماً كفاية من الدخان المتصاعد من القنابل لنحافظ على التوازن البيئي الطبيعي». يا للعبقرية في هذه الاستدامة المبتكرة التي تُنقذ الدببة القطبية بينما تُشوّه وجوه أطفال فلسطين وتُعلّق صورهم في معارض «الفن المعاصر» تحت عنوان «ألوان الحرية الجديدة».
ورغم أن لاري فينك يرسل كل سنة رسالة شهيرة إلى الرؤساء التنفيذيين يطالبهم فيها بـ«خدمة المجتمع» و«الغاية الأسمى» إلا أنه يبدو أن «الغاية الأسمى» في قاموس بلاك روك هي أن يبقى الربح يتدفق كالنهر الذي لا يجف حتى لو كان هذا النهر يجري فوق جثث الأطفال في غزة أو فوق ذكريات أهل يافا وحيفا الذين طُردوا من بيوتهم ليصبح مكانها اليوم كافيهات يشرب فيها المستثمرون اللاتيه ويتصفحون تطبيقاتهم لمتابعة أرباحهم من القنبلة التي سقطت قبل ساعة على مخيم جباليا. يا للانسجام الرائع بين «الغاية» و«الربح» كأن الطفل الفلسطيني الذي يفقد ساقيه قد وُلد أصلاً ليكون حافزاً إنسانياً يرفع أسهم لوكهيد مارتن بنسبة اثنين في المائة قبل جرس الإغلاق.
وفي الوقت الذي تُطلق فيه بلاك روك حملات «الاستثمار المسؤول» وتتباهى بأنها سحبت استثماراتها من بعض شركات الفحم والتبغ يبدو أن «المسؤولية» تتوقف تماماً عند باب مصانع القنابل والطائرات التي تقصف المستشفيات. فالقنبلة، كما يبدو، أنظف بكثير من سيجارة أو قطعة فحم؛ لأنها على الأقل تُطلق دخاناً يختفي بسرعة ولا يبقى في الرئتين، بل يبقى فقط في ذاكرة اليتيم الذي سيحتاج إلى عقود لينسى صوت الانفجار وهو يحول أمه إلى أشلاء. يا للأناقة في هذا التمييز الأخلاقي الرفيع!
ثم تأتي لحظة الذروة الكوميدية الحقيقية عندما يقف أحد مسؤولي بلاك روك في مؤتمر دافوس أمام الجمهور المبجل ويتحدث بحماس عن «السلام العالمي» و«التنمية المستدامة» بينما يده اليسرى توقّع في تلك اللحظة بالذات عقداً جديداً يزيد حصة الشركة في بوينغ التي سترسل خلال أسابيع دفعة جديدة من القنابل الدقيقة إلى تل أبيب لتُكمل عملية «تجديد المدن» في غزة على الطريقة الحديثة: مدينة جديدة نظيفة خالية من السكان الأصليين تماماً كما حدث في يافا وحيفا قبل عقود لكن هذه المرة بتقنية عالية الدقة وبدعم من أحدث صناديق الاستثمار المسؤول. يا لها من قصة نجاح تُروى للأجيال!
وفي النهاية يبقى السؤال معلقاً كسيف داموقليس ليس عن مصير الأرباح بل عن مصير هذه الكوميديا السوداء التي نعيشها: هل سيأتي يوم يُفتح فيه متحف خاص بعنوان «كيف حولنا دماء أطفال غزة إلى يختات فاخرة» ويُعرض فيه تقرير بلاك روك السنوي إلى جانب صورة طفل فلسطيني مقطوعة ساقاه وتعليق صغير يقول «شكراً لكم على دعم الاستثمار المسؤول»؟ أم أننا سنظل نضحك من هذه النكتة الكونية حتى تنفجر القنبلة التالية وتُذكّرنا أن الضحكة الأخيرة دائماً لمن يملك المال والصاروخ معاً؟
على كل حال استمروا في الاستثمار أيها السادة فالأرباح مرتفعة والأطفال في غزة كُثر والأرض في يافا وحيفا لا تزال تنتظر المزيد من الفنادق الفاخرة. والمستقبل وردي تماماً مثل لون الدم تحت أشعة الشمس في شاطئ تل أبيب. صحة الجميع ونخب الربح القادم!