الهجوم الفاشيّ على النساء : مشروع 2025 ، عالم ما بعد منع الإجهاض ، و السعي المسيحي الفاشيّ لإستعباد النساء
شادي الشماوي
2025 / 12 / 3 - 08:14
جريدة " الثورة " عدد 933 ، 24 نوفمبر 2025
www.revcom.us
- " ليس بوسعكم كسر كلّ السلاسل ، بإستثناء واحدة . ليس بوسعكم قول أنّكم تحرّرتم من الإستغلال و الإضطهاد بإستثناء أنّكم تريدون الحفاظ على لإضطهاد الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول نريد تحرير الإنسانيّة و مع ذلك تحافظون على نصف الإنسانيّة مستعبدَة من النصف الآخر . "
( بوب أفاكيان ، " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 3: 22 [ كتاب متوفّر باللغة العربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] )
- " هناك سبب لجعل القوى الفاشيّة في هذه البلاد إخضاع النساء من النقاط الأكثر حدّة و الأكثر تحديدا لبرنامجها . بالنسبة لها ، حقّ النساء في التحكّم في أجسادهنّ و حياتهنّ و مستقبلهنّ الخاصين – لا سيما حقّ الإجهاض – يهدّد كامل النظام البطرياركي / الذكوري المسيحي الفاشيّ الذى يقاتلون بلا هوادة لفرضه . مكاسب النساء التى تمّ النضال من أجلها نضالا مريرا طوال العقود القليلة الماضية صارت تهديدا وجوديّا لرؤيتهم ب " أمريكا عظيمة " .
و هم على حقّ في ذلك . فتحرير النساء لا يتوافق مع المجتمع الإضطهادي الذى يهيمن عليه البيض - المسيحيّين - الذكور."
( بوب أفاكيان ، " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 3: 22 [ كتاب متوفّر باللغة العربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] )
و يستطرد بوب أفاكيان :
" إضطهاد النساء مرتبط وثيق الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، مستغِلّين و مستغَلّين ، و من غير الممكن القضاء على كلّ مثل هذه الظروف دون التحرير التام للنساء ."
لهذا رهانات المعركة حول الإجهاض و وسائل تحديد النسل و تحرير النساء ليست شيئا أقلّ من مستقبل تحرير الإنسانيّة نفسها . و لهذا لم يفتأ الفاشيّون يتقدّمون بصفة شاملة نحو صناعة كابوس لملايين النساء و الفتيات .
تكريس مشروع 2025 : هيكلة إستعباد النساء تتحرّك :
إنّ مشروع 2025 هو الرؤية الفاشيّة و الخطّة الفاشيّين الشاملين لترامب 2.0 و كيف ينظرون وضع قبضتهم لإنشاء أمريكا فاشيّة تماما . و جزء كبير من مشروع 2025 يتضمّن برنامجا شاملا لإعادة هندسة الحكومة الفيدراليّة كي تصبح الأمومة الإجباريّة هي القانون و الثقافة و النظام الأخلاقي المفروض – إداريّا و قانونيّا .
- إعادة تشكيل أجزاء مفاتيح من الحكومة بما فيها وزارة الصحّة و الخدمات الإنسانيّة ، بتعيين فاشيّين و تطهير اللغة . يدعو مشروع 2025 بصراحة إلى تغيير HHS ( ووكالات أخرى ) كي تجعل من أولويّاتها "حماية الحياة غير المولودة " و تطهير اللغة من مصطلحات مثل " الجندر " و " الصحّة الجنسيّة و الإنجابيّة " و " المساواة الصحّية " من توجيه القطاع الصحّي و تعيين سريع لموظّفين يتقاسمون مع الفاشيّين إيديولوجيا مناهضة الإجهاض . و بعدُ هذا ما يجرى : فعديد الوكالات الفدراليّة – بما فيها HHS ، و مراكز مراقبة الأمراض و مكتب التصرّف في الموارد البشريّة – شرعوا في إستبعاد أو تغيير لغتهم في وثائقهم الموجّهة للعموم و في وثائقهم الخاصة تبعا للأوامر التنفيذيّة و التوجيهات الداخليّة . تتمثّل الإستراتيجيا في حقن أهداف إستراتيجيّة في ذات سير وكالات الحكومة و من ثمّ’ القوانين و الأولويّات المفروضة ، و الممارسات العاديّة تتبدّل دون الحاجة إلى تشريع جديد .
الهجوم على حبوب الإجهاض ( مايلبرستون ) من خلال مراجعات و مقاضاة . يشخّص مشروع 2025 إبطال أو تجميد موافقة الFDA على مايلبرستون على أنّه أساسي . و هذا الدواء واحد من الأدوية المستخدمة لمعالجة الإجهاض و قد تبيّن بشكل متكرّر أنّه آمن . و على الرغم من الوقائع ، شنّ نظام ترامب " مراجعات " حديثة لتوصيف هذا الدواء و الموافقة عليه – تحرّكات إداريّة يمكن أن تُستخدم لفرض تقييدات جديدة ( أو تبريرها لاحقا ) – حتّى مع أنّ الولايات الفاشيّة تبقى على مقاضاة توسيع الFDA للحاصلين عليه سنة 2023 . و هذه المراجعات غايتها بوضوح سياسيّة وهي تهدّد الشكل المتاح أكثر من غيره للإجهاض بالنسبة إلى الملايين .
خنق البنية التحتيّة للرعاية الصحّية – Title X و المساعدة الطبّية و تمويل الإنجاب المخطّط له . يهدف جزء من مشروع 2025 إلى قطع الدعم الفدرالي للتنظيم الاجتماعي [ التخطيط الأسريّ ] و شبكات المصحّات و السماح لقوانين الولايات و القوانين الفدراليّة لإستبعاد مقدّمي خدمات من مثل الإنجاب المخطّط له و البرامج الموجّهة للعموم . و تحوّلت هذه الخطّة إلى عمل قانونيّ و إداري سنة 2025 : و ما يوفّره برنامج Title X و تمويلات تخطيط إنجاب أخرى وقع تجميدها أو إستهدافها ، و قد أصدر الكنغرس ميزانيّة لغة ستقتطع من إستعادة مصاريف المساعدات الطبّية من بعض المقدّمين لخدمات مرتبطة بالإجهاض ( رغم أنّ المحاكم قد منعت جوانبا من ذلك القانون إلى حدّ الآن ) . و الولايات و السلطة التنفيذيّة الفدراليّة تصدر بنشاط قوانينا و أوامرا لتقليص تمويل المصحّات التي تقدّم أدوية التحكّم في الإنجاب ، و فحص مرض السرطان بالأشعّة و رعاية الأمراض المعدية جنسيّا . و هذه إستراتيجيا متعمّدة لتقليص قوّة العمل الأوسع نطاقا بقطاع الصحّة وهي متكوّنة في معظمها من النساء ، و قطع تمويل و تجريم الرعاية الصحّية للنساء التي هي ضروريّة للإستقلال الجنسيّ .
وضع نهاية للأطبّاء عن بُعد و تجريم العلاج عن بُعد . يوصى مشروع 2025 بصراحة بإعادة منع الإجهاض الطبّي عن بُعد و توزيع الحبوب عبر المراسلات . و قد تحرّكت بعدُ أربع عشر ولاية لمنع تقديم وصفات طبّية للرعاية الصحّية عن بُعد أو لتقييد إرسال أدوية الإجهاض – ما أنتج عدم تكافئ جغرافي و نظام التمتّع بالخدمات عالي الثمن يستنسخ هدف مشروع 2025 لجعل الإجهاض عمليّا غير ممكن بأثمان رخيصة بالنسبة إلى النساء و اللواتي تقمن في منطاق ريفيّة . و تأثير الشبكة هو تحويل نمط رعاية آمن و لامركزيّ إلى نشاط خطير إجرامي في أنحاء شاسعة من البلاد .
إستراتيجيّات قانونيّة لفرض أنّ " الجنين شخص " . مشروع 2025 و مبادرات الولايات المدافعة عنه يدفعون منطق ما يسمّى ب " الجنين شخص " – أنّ للجنين حقوق قانونيّة مستقلّة عن المرأة التي تحمل هذا الجنين كجزء منها – ما يفتح الباب أمام التتبّعات بتهم الإجرام للمرأة الحامل تحت ذرائع من مثل وضع حياة الجنين في خطر و القتل غير المتعمّد أو حتّى القتل عمدا.
إستخدام الميزانيّة الفدراليّة كسلاح . أثناء إغلاق ال43 يوما و مفاوضات الميزانيّة التي تلت ذلك ، طالب القادة الجمهوريّون بإلغاء التغطية الماليّة للإجهاض في كافة خطط ACA [ Affordable Care Act ] (2 ) عبر البلاد قاطبة – حتّى في الولايات حيث الإجهاض قانونيّ و حتّى في الولايات التي تستخدم أموالها الخاصة للتغطية الماليّة للإجهاض . و كانت تلك أوّل محاولة فدراليّة هامة لمنع الإجهاض التغطية الماليّة للإجهاض عبر البلاد قاطبة ، بغضّ النظر عن قانون الولاية. وهو يعكس بشكل مثالي ما يتطلّع إليه مشروع 2025 من إستخدام التمويل الفدرالي كسلاح لوضع نهاية للإجهاض على النطاق القومي .
تقويض الوضع المهنيّ و الإقتصاديّ للنساء . يبحث مخطّط الفاشيّين عن تقليص المكانة الإجتماعيّة و الإقتصاديّة للنساء بالهجوم على المؤسّسات التي تتحمّل عمل النساء المدفوع الأجر و مكانتهنّ المهنيّة . قبل بضعة أيّام ، تحرّكت وزارة التعليم لتضيّق على المفهوم الفدرالي " للدرجة المهنيّة " المستعمل للحصول على القروض و التمتّع ببرامج إجتماعيّة – تغيير يستبعد فعليّا عديد المجالات التي تهيمن فيها النساء ( لا سيما ، الممرّضات ذات الشهادات العليا ، و الصحّة العموميّة و البرامج الصحّية المرتبطة بذلك ) من التغطية على القروض و التأمينات العالية . و هذه الحركة ستقلّص من الحصول على التدريب المتقدّم و تزيد من النقص و تؤثّر بصفة لها دلالتها على مداخيل النساء و إستقلاليّتهنّ . و إعادة التصنيف الإداريّة هذه منسجمة مع المسعى الواسع النطاق لمشروع 2025 لتحجيم الحركيّة الإقتصاديّة للنساء و القاعدة المهنيّة التي تسند الصحّة الإنجابيّة و صحّة الأم .
تطبيع تجريد النساء من إنسانيّتهنّ . و يرتهن البرنامج أيضا بإعادة تشكيل كيفيّة حديث المجتمع حول الحمل : تقليص النساء الحوامل إلى " أوعية " و " مضيّفات " أو " حاضنات " ( لغة لطللما إستعملها الخطاب المعادي للإجهاض ) يجعل التتبّع القانوني و العمليّات الطبّية تبدو عاديّة ، و يحوّلهنّ إلى حاضنات ما يصبغ الشرعيّة على إعادة صياغة فاشيّة للقوانين.
طموحات مشروع 2025 تتحقٌّ بعدُ على مستوى الولايات ، و السلطة التنفيذيّة الفدراليّة تتحرّك بسرعة و توصى ( مراجعات و تغيير في المسؤوليّات و إشارات تعديليّة ) بمحاولة غلق الأمومة الإجباريّة في جهاز الولاية . و الهدف ليس " تقليص الإجهاض " أو " حماية الجنين " – إنّما هو تغيير ذات مفهوم إنسانيّة المرأة بعيون القانون . بالنسبة إليهم ، حرّية النساء و إستقلالهنّ لا ينبغي أن يقع تقييدهما فحسب بل ينبغي أن يقع سحقهما .
و كلّ هذا ينبع مباشرة من ما كتبه بوب أفاكيان قبلا سنة 2020 ( " فاشيّو اليوم و الكنفدراليّة : خطّ مباشر ، و صلة مباشرة بين جميع أشكال الإضطهاد " ) :
" المركزيّ حقّا هو أنّ الإجهاض و التحكّم في الإنجاب يوفّران للنساء نوعا من الإستقلال ، نوعا من حرّية تقرير ما إذا و متى تنجب أطفالا- و أجل ، حرّية معيّنة في إقامة علاقات جنسيّة من إختيارهنّ ، على أساس رغبتهنّ الخاصة في ذلك، دون خشية الحمل في وقت غير مرغوب فيه أو لم يقع تقريره . هذا الإستغلال و هذه الحرّية النسبيين هما منبع الجنون في صفوف المسيحيين الفاشيين لأنّهما يقفان ضد تقليص دور النساء إلى " مساعدات " للرجال و مربّيات للأطفال خدمة لهؤلاء الرجال في أسر بطرياركيّة / ذكوريّة ، يهيمن فيها الذكور ، و إلى موقع التابعات المضطهدات في المجتمع ككلّ ."
لا تسويات ، لا " أرضيّة مشتركة " ، و لا أوهام : حرّية النساء كقضيّة حارقة في النضال ضد الفاشيّة :
هدف المسيحيّين الفاشيّين ليس دوس القانون – و إنّما هو تغيير المجتمع تبعا لتأويلهم الحرفيّ للإنجيل ، المغلّف بتفوّق البيض و الشوفينيّة الأمريكيّة. نظرتهم للمجتمع ترتهن بإخضاع النساء و إعادة تركيز الأمومة الإجباريّة و إعادة إرساء العلاقات الأسريّة البطرياركيّة و سحق أيّ تحدّى للأدوار الجندريّة التقليديّة . و هذه ليست " حربا ثقافيّة " . هي صدام بين مستقبلين متعارضين جوهريّا .
لقد توقّع القائد الثوري ، بوب أفاكيان ، هذا الصدام القادم تماما قبل أربعين سنة . ففي سنة 1985 ، كتب :
" كامل مسألة موقع النساء و دورهنّ في المجتمع تطرح نفسها بحدّة أكبر فأكبر في ظروف اليوم الشديدة – هذا برميل متفجّرات في الولايات المتّحدة اليوم . و من غير المعقول أن يجد كلّ هذا أيّ حلاّ سوى حلّ في الإطار الأكثر راديكاليّة و عبر وسائل في منتهى العنف . و المسألة التي لم تحدّد بعدُ هي : هل سيكون الحلّ حلاّ راديكاليّا رجعيّا أم حلاّ راديكاليّا ثوريّا ، هل سيعنى تقوية قيود العبوديّة أم كسر العلاقات الأكثر حيويّة في هذه القيود و تعبيد الطريق لإمكانيّة تحقيق إلغاء كامل لكافة أشكال مثل هذا الإستعباد . "
مع إشتداد هجوم نظام ترامب الفاشيّ ، يغدو من الواضح أكثر فأكثر أنّ : الحزب الديمقراطي ليس بوسعه و لن يقدر على إيقاف هذا الهجوم . فهو يحوّل غضب الناس إلى حملات إنتخابيّة و آمال واهية في حين يتواصل نزيف النساء . وهو يساوم ضمن الإطار الذى حدّ>ه ترامب بينما يتمّ غلق المصحّات . وهو يحاول أن " يبقى مدنيّا " و " يلعب حسب الضوابط " مع أناس يعتقدون أنّ النساء مواطنات من درجة ثانية .
و في بيانه القويّ سنة 2022 ، " النضال من أجل حقوق الإجهاض و تحرير النساء " ، كتب بوب أفاكيان :
" الهجوم على حقّ الإجهاض يسعى إلى مزيد تشديد إضطهاد النساء وهو بعدُ رهيبا و منعهنّ من التحكّم في حياتهنّ و في أجسادهنّ ذاتها و تقليصهنّ إلى مربّيات أطفال تابعات بقسوة إلى الرجال و المجتمع البطرياركي التفوّقيّ الذكوريّ . إنّ الأمومة الإجباريّة في الواقع إستعباد للإناث . و كلّ ما يستهين أو يصرف الإنتباه عن هذه الحقيقة الأساسيّة يساعد موضوعيّا هذا الهجوم الجوهريّ على نصف الإنسانيّة الأنثويّ – يقوّض القتال من أجل تحرّرهنّ و تحرير الإنسانيّة ككلّ من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال ."
مرّة أخرى ، مع قوّة ترغب في تمزيق المجتمع المدنيّ و تحدّى المحاكم و التلاعب بالإنتخابات و إستخدام سلطة الولايات لفرض الحكم الفاشي لا يمكن أن توجد " أرضيّة وسطيّة " .
لا يمكن أن توجد سوى طريقة واحدة لإيقاف نظام ترامب الفاشيّ الذى يكرّس هذه الفظائع و لديه المزيد منها في جعبته .
يجب على الملايين أن ينهضوا – في إحتجاجات جماهيريّة مستمرّة ، غير عنيفة و مصمّمة – و أن يرفضوا مغادرة الشوارع إلى أن يتمّ إلحاق الهزيمة بنظام ترامب الفاشيّ . هكذا جرى إيقاف الفاشيّة في أنحاء أخرى من العالم . و هكذا يجب أن يقع إيقافها هنا .
نداء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org ل " إسقاط نظام ترامب الفاشيّ " يُختم بهذه الكلمات القويّة " المستقبل لم يُكتب بعدُ . نوع المستقبل الذي سنحصل عليه مرتهن بما سنفعله . "
إذا أخفقنا في التحرّك ، سيُكتب على حساب أجساد النساء – بالآلام و الإهانات و العذابات . و أيّ مستقبل يستحقّ العيش فيه يجب أن يم{ّ بالقتال ضد الفاشيّة التي تشدّد بسرعة من قبضتها على المجتمع . لذا علينا أن لا نترك الآخرين يكتبون لنا مستقبلنا . إستجيبوا لنداء " لنرفض الفاشيّة " : تعالوا إلى واشنطن دى سى و إلتحقوا بالنضال من أجل هذا المطلب الإستعجالي و الموحّد :
يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل الآن !
الإنعكاسات الإنسانيّة – حالات خمس منذ الإنقلاب على حقّ الإجهاض القانوني ( روي مقابل وايد Roe v. Wade)
خلف كلّ منع ، و كلّ جلسة تشريعيّة و كلّ معركة في المجلس هناك حيوات إنسانيّة فعليّة – نساء أجسادهنّ أضحت أرضيّة معارك بالنسبة إلى أجندا الماغا [ جعل أمريكا عظيمة من جديد ] الفاشيّ . و منذ الإنقلاب على حقّ الإجهاض القانوني ، تضاعفت الفظائع .
فقط تأمّلوا في هذه الحالات الواقعيّة الثلاث :
- آمندا زوروسكي – أوت 2022 ، ولاية التكساس – حُرمت من الإجهاض الضروريّ طبّيا عقب تمزّق أغشيتها خلال الأسبوع 18 ؛ و تطوّر لديها تسمّم و عانت من جراح إنجاب دائمة لأنّ موفّري الخدمات رفضوا العناية بها في ظلّ المنع الكلّي تقريبا في التكساس .
- عنبر نيكول ثرمان – سبتمبر 2022 ، ولاية جورجيا – طوّرت عدوى تهدّد حياتها إثر تناول حبوب إجهاض طبّية ؛ و أدّى التأخير و الخوف من القانون إلى إنتظار قرابة العشرين ساعة إجراء عمليّة D&C إلى وفاتها و قد إكتشف لاحقا أنّ العدوى كان يمكن علاجها .
- سيلينا ماريا شندلار سكوت – مارس – أفريل 2025 ، ولاية جورجيا – جرى إيقافها بعد محاولة إجهاض و إتّهمت بالقتل و التخلّى عن جثّة قبل سحب التهمة عندما أكّد المتفحّصون الصحّيون أنّ الجنين لم يُظهر أيّ علامات حياة مستقلّة .
- أدريانا سميث – ماي – جوان 2025 ، ولاية جورجيا – أُعلن موتها الدماغي و أُبقيت على قيد الحياة لأكثر من 90 يوما بالرغم من عدم رغبة الأسرة في ذلك ، حتّى يتمكّن الجنين من مواصلة التطوّر في ظلّ قانون صارم ، ما أفضى في النهاية إلى ولادة سابقة لأوانها . لقد إستُخدم جسد أدريانا إستخد
اما تاما كحاضنة لمواصلة الحمل في ظلّ قانو الولاية الذى يعتبر الجنين شخصا .
- تيارا وولكر – نهاية 2024 ، ولاية التكساس – قضيّة السنة الماضية التي ظهرت إلى النور مؤخّرا : أمّ عمرها 37 سنة لها تاريخ معلوم من التشنّج ما قبل الحمليّ المتكرّر طلبت برعاية إجهاض لتنقذ حياتها و لم يوفّر لها العاملون بالمصحّة الرعاية المطلوبة لذا توفّيت بعد أن إزدادت حالتها سوءا و لم تجرى لها عمليّة إجهاض .
و هذه ليست سوى عيّنات قليلة من آلاف النساء المتضرّرات عبر البلاد و اللواتي وقعت التضحية بصحّتهنّ و كرامتهنّ و حرّيتهن ّ و بالنسبة لبعضهنّ حيواتهنّ ذاتها على مذبح معادلة مسيحيّة – فاشيّة قاتلة : المنع القانوني مضاف إليه الإضطهاد و الشلل البيروقراطي يعادلون ـأخير أو منع الرعاية و تبعات ذلك الصحّية الكارثيّة ، و ، في حالات كثيرة جدّا ، الموت .
تجريم الحمل – ارتفاع عدد المحاكمات :
منذ قرار المحكمة العليا سنة 2022 الذى إنقلب على حقوق الإجهاض الفدراليّة ، شهدت الولايات المتّحدة إنفجارا في محاكمات الحمل. وقع سجن النساء لمحاولة الإجهاض ولطلب حبوب الإجهاض عبر الإنترنت، ول" للمخاطرة الكيميائيّة " و لولادة جنين ميّت و السعي إلى إجراء إجهاض ذاتي ، و لعدم البحث عن رعاية ما قبل الولادة . و في سبتمبر من هذه السنة ، عدالة الحمل Pregnancy Justice نشرت تقريرا يوثّق أكثر من 400 جريمة عبر ما لا يقلّ عن 16 ولاية – عدد يرتفع شهرا بعد آخر .
و تعتمد معظم المحاكمات على المخاطرة بالجنين ، و الإهمال و ما شابه ؛ و العديد منها تستهدف النساء ذات الدخل الضعيف و النساء ذات البشرة الملوّنة ؛ و يشمل بعضها إدّعاء إستخدام مواد معيّنة أثناء الحمل و تبعات الحمل مثل فشل الحمل . و يفتح هذا التحوّل القانوني طريقا واسعا لسلطة الولاية على عقاب النساء و التحكّم فيهنّ .
و إليكم كيف يبدو جعل " الجنين شخصا " في الممارسة العمليّة :
المرأة تتبخّر و الجنين – مجموعة خلايا لا يمكن أن تعيش خارج الرحم – يُصبح الكائن الوحيد الذى له دلالة قانونيّة . و تضحى المرأة الحامل " مشهد جريمة " كامنة . و تضحى أفعالها جرائم محتملة . و يغدو جسدها دليلا .
و يعزى ذلك إلى أنّ في المنطق الفاشيّ ، المرأة ليست شخصا . إنّها مضيفة ، حاضنة و وعاء . شيء وجبت مراقبته و عقابه و التضحية به . الأمومة الإجباريّة = إستعباد الإناث .
هوامش المقال :
1- Title X برنامج فدرالي يُموّل الرعاية الصحّية للإنجاب بثمن زهيد – بما في ذلك وسائل منع الحمل و فحص الأمراض الجنسيّة المعدية ، و التصوير بالأشعّة لمرض السرطان ، و الخدمات الوقائيّة المتّصلة بذلك – أساسا للمرضى ذوى الدخل الزهيد .
2- خطط ACA خطط ضمان صحّيّ يوفّره) Affordable Care Act ( « Obamacare» بواسطة أسواق منظّمة فدراليّا حيث الأشخاص بوسعهم إقتناء تغطية حينما لا يكون لديهم تأمين من موظِّفِهم . و يجب على هذه الخطط أن تلبّى معاييرا فدراليّة – بما في ذلك تغطية الخدمات الصحّية الأساسيّة – و يعوّل عليها ملايين الناس ، لا سيما أولئك ذوى الدخل الزهيد أو المتوسّط الذين يطلبون منحا فدراليّة تقلص جرايات شهريّة .