مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في الفعالية الأممية التي نظمها الرفاق في الحزب الشيوعي اليوناني بمناسبة الذكرى 108 لثورة أكتوبر الاشتراكية
الحزب الشيوعي الفلسطيني
2025 / 11 / 24 - 18:13
مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في الفعالية الأممية التي ينظمها الرفاق في الحزب الشيوعي اليوناني بمناسبة الذكرى 108 لثورة أكتوبر الاشتراكية
تحية ثورية بلشفية حمراء،
ننقلها لكم من حزب الطبقة العاملة الفلسطينية – الحزب الشيوعي الفلسطيني،
من قلب فلسطين التي ما زالت تنزف وتقاوم، من غزة التي رغم محاولة ذبحها من الوريد إلى الوريد، بقيت واقفة، حية وصامدة في وجه أعتى آلة تدمير إمبريالية عرفها التاريخ الحديث، والمتمثلة بذراع الإمبريالية وركيزتها المتقدمة في منطقتنا، النازية الجديدة المتمثلة بالكيان الصهيوني.
رفيقاتي ورفاقي،
لقد واجه شعبنا في فلسطين أقسى هجمة همجية تشن ضد شعبٍ منذ الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية. هجمة لم يكن هدفها سوى إحداث تغيير ديمغرافي شامل في فلسطين التاريخية عبر القتل والاقتلاع والتهجير، كما حدث عام 1948، حين اقتُلع شعبنا من أرضه بالقوة والإرهاب. واليوم، تعود هذه السياسة بأشكال جديدة ومختلفة، تُمارس في الضفة الغربية عبر تحويل حياة الناس إلى جحيم، بهدف دفعهم إلى التهجير القسري .
أيها الرفاق الأعزاء،
إن الدروس الكبرى لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى لا تزال حتى اليوم نبراساً يهتدي به الثوريون الحقيقيون في معاركهم ضد الإمبريالية والرأسمالية. لقد أثبتت ثورة أكتوبر أن الطبقة العاملة، حين تتسلح بوعيها وتنظيمها الثوري، قادرة على تحطيم أعتى الأنظمة الظالمة وبناء مجتمع جديد قائم على العدالة والمساواة والاشتراكية.
لكن، ومع تفكك الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، وتراجع الحركة الشيوعية العالمية، شهد العالم اختلالاً في ميزان القوى الدولي وتحولاً نحو الهيمنة الأحادية القطبية، مما أفقد الشعوب الطامحة للتحرر سندها
الأممي، وجعل من العملية النضالية أكثر صعوبة وتعقيداً. إلا أن الروح البلشفية الثورية ما زالت حية في صدور المناضلين والشيوعيين في كل مكان، وستظل قادرة على استعادة المبادرة وبناء البديل الثوري.
رفاقنا الأعزاء،
إن النظام الرأسمالي العالمي يعيش اليوم أزمة بنيوية عميقة تتجلى في أزمات اقتصادية متلاحقة، أبرزها التضخم الركودي، الذي يُعدّ آخر مراحل ما قبل الانهيار. وكما علّمنا التاريخ، فإن البرجوازية تسعى دائماً لحل أزماتها عبر إشعال الحروب، صغيرة كانت أم كبيرة – من كوريا إلى فيتنام، ومن الشرق الأوسط إلى الحروب العالمية، وصولاً إلى ما نشهده اليوم في أوكرانيا، وفلسطين، وتصاعد التوتر في شرق آسيا.
هذه الحروب ليست سوى انعكاس مباشر لصراع الأقطاب البرجوازية على الأسواق والنفوذ، فيما يبقى الرهان على إرهاب نووي متبادل هو ما يمنع حتى الآن انزلاق العالم إلى حرب عالمية ثالثة شاملة.
لقد غيّرت البرجوازية وجهها، متنقلة من قناع الديمقراطية البرجوازية إلى النازية الجديدة، كما نرى في أوروبا اليوم، حيث تُستخدم القوانين، والإعلام، والآلة العسكرية لقمع كل صوت ثوري معارض، وتبرير جرائم الاحتلال والإمبريالية.
من هنا، ومن وحي رسائل ثورة أكتوبر الآنية، نؤكد على المهام الأساسية الملقاة على عاتق الشيوعيين اليوم:
1- بناء وتفعيل أشكال جديدة من التنسيق والتعاون بين الأحزاب الماركسية اللينينية، من أجل قيادة المرحلة الثورية المقبلة بروح أممية صلبة، قائمة على التحليل الطبقي العميق والنضال الميداني المتكامل.
2- الربط بين النضال المطلبي والنضال التحرري السياسي، بما يضمن رفع وعي الجماهير وتنظيمها من أجل التحرر من كل أشكال الاستغلال والعبودية الرأسمالية، والسير بخطى ثابتة نحو بناء الاشتراكية العلمية.
3- تعزيز التضامن الأممي مع كل الشعوب المناضلة ضد الإمبريالية والاستعمار والعنصرية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي يقف اليوم على خط المواجهة الأول في معركة الإنسانية ضد البربرية الرأسمالية.
رفاقنا في الحزب الشيوعي اليوناني،
نتوجه إليكم بجزيل الشكر على دعوتكم الرفاقية الثمينة، وعلى جهودكم الثابتة في الدفاع عن الاشتراكية ومبادئ الأممية البروليتارية. إننا نأمل أن يكون هذا اللقاء خطوة أولى نحو تشكيل هيئة تنسيق دائمة بين الأحزاب الشيوعية، تعيد الاعتبار للعمل الأممي المنظم، وتُجدّد شعارنا الخالد:
يا عمال العالم اتحدوا!
المجد لثورة أكتوبر الخالدة،
المجد للأممية البروليتارية،
المجد للشعوب المناضلة ضد الإمبريالية والصهيونية والرأسمالية.
أثينا – تشرين الثاني / نوفمبر 2025