مع تواصل النضال المصمّم للمساجين السياسيّين الإيرانيّين ، يفرز القمع المتصاعد للمثقّفين اليساريّين غضبا واسع النطاق
شادي الشماوي
2025 / 11 / 19 - 22:12
الحملة الإستعجاليّة العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن ( IEC)
جريدة " الثورة " عدد 932 ، 17 نوفمبر 2025
www.revcom.us
ملاحظة ناشري موقع revcom.us : بلغنا التالي من الحملة الإستعجاليّة العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن . و الترجمة إلى الأنجليزيّة أجراها متطوّعون من الحملة إيّاها .
------------------------
" كان يتعيّن أن يحترموا و يكرّموا بدلا من تهديدهم و سجنهم "
تقول جمعيّة PEN America إنّ مهمّتها هي " حماية حرّية التعبير في الولايات المتّحدة و عبر العالم ... و توحيد الكتّاب و حلفائهم للإحتفال بالتعبير الخلاّق و الدفاع عن الحرّيات التي تجعله ممكنا ". و هذا هام جدّا في زمن التفكير التقدّميّ و الثوريّ و كذلك المفكّرون يقع شيطنتهم و تجريمهم من قبل الأنظمة التيوقراطيّة الفاشيّة – سواء كانوا مسيحيّين فاشيّين في الولايات المتحدة أو الإسلاميّين الفاشيّين في إيران . و قد لاحظت هذه المنظّمة مثل هذه الهجمات من قبل النظام الإيراني على فئة من " الكتّاب و الشعراء و الفنّانين المبدعين و معلّقي وسائل التواصل الاجتماعي و النشطاء " التقدّميّين قد تفاقمت إثر " حرب ال12 يوما " التي كانت في الواقع قصف بلا إستفزاز لإيران من طرف إسرائيل و الولايات المتّحدة . و الأشنع في ذلك كان القصف الإسرائيلي لسجن أفين وهو سجن مليء بالمساجين السياسيّين منذ أن بنته السى أي أي – الولايات المتّحدة الداعمة لشاه إيران محمّد بهلوي ( 1953-1979 ) ، و حافظ عليه الإسلاميّون التيوقراطيّون.
في 5 نوفمبر 2025 ، دقّت بان / PEN ناقوس الخطر في مقال حول " إيقافات صادمة لكتّاب و أكاديميّين في إيران ، آخر خبر في تفاقم الهجوم على حرّية التعبير " ، و قد تضمّن الهجوم ، هجمات على البيوت و تحقيقات و إيقافات ل " عديد المثقّفين اليساريّين البارزين في طهران " و هذا " جزء من حملة أوسع من الإعتقالات و إستهداف الأكاديميّين و غيرهم الذين صدحوا بنقد للسياسات الإقتصاديّة الإيرانيّة و الظروف الإجتماعيّة أو وجهات نظر معارضة ". و على الأقلّ إثنان من الذين وقع إستهدافهم " معروفين بترجماتهم للنصوص اليساريّة أو المواضيع التي تنطوى على الاقتصاد و الجندر ".
و بعد أسبوع في 12 نوفمبر 2025 ، أعلنت بان عريضة حيث " إلتحق بها تقريبا 300 أكاديمي و كاتب عبر العالم – بما في ذلك فاطمة شمس و إرفان إبراهامين و جوديت باتلر – منادرة بإطلاق سراح مجموعة بارزة من الأكاديميّين و الكتّاب و المترجمين التقدّميّين الذين وقع إيقافهم في بدايت نوفمبر ، و كذلك كتّاب آخرين تمّ إيقافهم ظلما في إيران " . و نحن نحيّى هذا المجهود .
هناك دلالة حقيقيّة في هذا النضال من أجل عالم أفضل أن يُدافع عن حالمين و مناضلين و مناضلات تقدّميّين و ثوريّين من أجل مجتمع مجتمع مستقبلي . لا وجود لحركة تعمل من أجل تغيير إجتماعي أو جوهريّ دون مفكّرين يستخدمون مؤهّلاتهم و دُبتهم الفكريّتين – للإشتغال على الأفكار – خدمة لتحرير الناس من الأنظمة الإقتصاديّة – الإجتماعيّة التي فات أوانها . تصوّروا إن وُجد داروين ضمنهم في إيران ؟ ما الذى ستخسره الإنسانيّة إذا وقع قمع مثل هؤلاء المفكّرين و أفكارهم الثوريّة – كما يفعل راهنا التيوقراطيّون في كلّ مكان ؟
و بسرعة أصدر 12 سجينا سياسيّا من سجن أفين بيانا ضد الإيقافات و الهجمات . و في جزء منه نقرأ :
" في ظرف أين البؤس الاقتصادي جعل معيشة و حياة الناس في وضع بائس ، نظّم الجهاز الأمني للنظام عمليّات إعتقال و تحقيق مع الإقتصاديّين الذين يدافعون عن الطبقات السفلى في المجتمع ... و إعتقال هؤلاء الناس يعكس واقع أنّ النظام لا يزال في نزاع مع الفكر و المفكّرين الذين يفكّرون بطريقة مختلفة . و نحن ، كمجموعة من المساجين السياسيّين في سجن أفين ، إذ نندّد بهذه السياسة الفاسدة ، نطالب بإطلاق سراحهم فورا و بلا قيد أو شرط."
في 12 نوفمبر 2025 ، راديو زمانه ، محطّة إيذاعيّة ذات ميول يساريّة ناطقة باللغة الفارسيّة و مقرّها بأمستردام ، أوردت تقريرا مفاده أنّ ثلاثة من " الباحثين اليساريّين " الذين جرى إيقافهم في 3 نوفمبر تمّ إطلاق سرحهم الآن بكفالة ماليّة . و هم برفيز سيدغهات ، باحث في الاقتصاد السياسي و مترجم ؛ و مهسا أسدالله نجد ، باحث إجتماعي ؛ و شيرين كريمي، كاتب علم اجتماع و مترجم .
و من المهمّ ، لاحظ راديو زمانه بأنّ قمع هؤلاء المفكّرين التقدّميّين " أفرز تنديدا واسع النطاق . مجموعة من 12 سجينا سياسيّا في سجن أفين ، و كذلك حوالي 900 ناشط ثقافي و مدنيّ و سياسيّ ، ندّدوا بهذه السياسات و دعوا إلى إطلاق سراحهم الفوري و غير المشروط ، و محاسبة المسؤولين عن الفقر و البؤس السائدين في إيران ".
و مُحيلين على العريضة التي أعلنت عنها بان ، إستطردوا " أكثر من 260 أكاديمي إيراني و غير إيراني من بلدان شتّى أمضوا كذلك بيانا يعترفون فيه بالموقع البارز و المحترم لهؤلاء الباحثين في الحقل العلميّ – مشدّدين على أنّه " في كلّ مجتمع يحترم القانون و يثمّن الحرّية الأكاديميّة ، سيقع إحترامهم و تكريمهم ، بدلا من تهديدهم و سجنهم ! "
المقاومة الجريئة لمساجين أفين تمنع نقل مساجين حكم الإعدام :
حينما أخرج إحسان أفرشتاه من الردهة 7 من سجن أفين في طهران ، طالبا المساعدة ومغطّى بالدماء نتيجة ضرب الحرّاس، خشي زملاؤه السجناء أن لا يروه مجدّدا . فأنشدوا " يسقط الخمينائي [ القائد الأعلى ] ! " و دخلوا في قتال مع الحرّاس . و هذه هي المرّة الثانية التي يحاول فيها الحرّاس نقل المهندس و عمره 32 سنة محكوم بالإعدام لتهم لا أساس لها من الصحّة بالتجسّس و بُعث إلى سجن غيزال هيزار الذى يعدم أكبر عدد من السجناء في البلاد . و في الشهر الفارط ، منع زملاؤه من المساجين جسديّا نقله . و في 10 نوفمبر ، أغلق الحرّاس الأبواب على المساجين الآخرين في الساحة و فصلوا عنهم إحسان إلى جانب سجينين سياسيّين آخرين ، مهدى فريد و بهزاد بناهي ، و نقلوهم إلى مكان مجهول . (1)
و ردّا على ذلك ، 200 سجين بأفين الذي يوجد فيه أكبر عدد من المساجين السياسيّين في إيران ، أعلنوا فورا إضراب جوع ، و في اليوم التالي إلتحقوا ب " إضراب الجوع الأسبوعي " ثلاثاء بلا إعدامات " . و غمر الإيرانيّون بالشتات وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن إحسان أفرشتاه و مهدي فريد (2) المتّهم أيضا بالتجسّس و المحكوم عليه بالإعدام .
و إنّه لشهادة لصالح النضال المصمّم و الجريء لمساجين أفين و مسانديهم أن أعادت السلطات ، بعد أيّام ثلاثة ، سجينين، هما إحسان أفرشتاه و بهواز بناهي إلى ساحة أفين .
العائلات و مساندو المساجين في إضراب الجوع هاجموا سجن أفين من الخارج :
و في اليوم الموالي من النقل القسري للمساجين السياسيّين ، جرى الهجوم على إعتصام للعائلات و مساندي السجينين السياسيّين من الأقلّية القومية الأذربدجانيّة من طرف عصابة كبيرة من الشرطة أمام سور سجن أفين . مزّقوا لافتات و فرّقوا بالقوّة المحتجّين من العائلات . و تمّ ضرب و إعتقال أربعة ناشطين لوقت طويل إلتحقوا بالعائلات . و حتّى في وجه هذا ، واصلت العائلات الإعتصام و رفعت اللافتات . و في 13 نوفمبر ، قوّات شرطة الدولة الإسلاميّة هاجمت مجدّدا و فرّقتهم . و في ذلك اليوم ذاته ، كان سجينان سياسيّان في يومهم ال17 من إضراب الجوع ، فقدا الوعي و نقلا إلى محلّ تمريض السجن .(3)
و تستمرّ أضرابات الجوع كتكتيك و سبيل أخير في صفوف عديد المساجين و تراجيديّا ، ، قد خسر الكثيرون حيواتهم الثمينة أو عانوا أضرارا دائمة في صحّتهم . و حملة " ثلاثاء بلا إعدامات " بيوم إضراب جوع واحد كلّ أسبوع تبيّن أنّه ممارسة خلاّقة و مستدامة جلبت مساندة عبر العالم . و قد إقتربت الذكرى الثانية في جانفي 2026 ، إنتشر إضراب الجوع هذا إلى 54 سجنا عبر إيران إلى حدّ اليوم .
هوامش المقال :
1- إحسان أفرشتاه ، 32 سنة ، غادر إيران إلى تركيا لكنّه عاد سنة 2024 بطلب من أبيه الذى توفّي لاحقا سنة 2024. كان يحمل ماجستير في الهندسة و كان يعمل ك IT و مختصّ في شبكة الأنترنت . و الوقت الذى أمضاه خارج البلاد جعله محطّ شكّ بالنسبة إلى النظام الذى أوقفه في جويلية 2024 و حاول إجباره بالتعذيب على الإعتراف بأنّه يتجسّس لصالح إسرائيل وهو شيء أنكره و لا وجود لدليل على ذلك . و قد رُفض أستئنافه الأوّل و لا زال إستئنافه الثاني قائما. " توتّرات في الباحة 7 من سجن أفين ؛ نقل السجين المحكوم بالإعدام إحسان أفورشتاه إلى مكان غير معلوم " en-hrana.org ، 11 نوفمبر 2025 .
2- كان مهدي فريد موظّفا في منظّمة الطاقة النوويّة الإيرانيّة وقد أقرّ بأنّ المخابرات السرّية الإسرائيليّة قدّمت له عرضا لكنّه رفض مساعيها . لهذا ، إتّهم ب " التعاون مع إسرائيل " و حكم عليه بالإعدام . و حلته غير واضحة في ظلّ الإستئناف . https://x.com/Amoody408/status/1989009418852446483
3- فادود أسادي ، ناشط مدنيّ ، و طاهر نغهافى ، محامي ، دخلا في إضراب جوع كوسيلة أخيرة للمطالبة بإطلاق سراحهم نظرا للظروف الصحّية التي لا تقع معالجتها . كجزء من مجموعة الناشطين الأذربدجانيّين الذين جرى إيقافهم سنة 2024 ، قد وُجّهت لهم تهم سياسيّة واضحة ب " الاجتماع و الاتفاق على تقويض الأمن القوميّ " و " الدعاية ضد الجمهوريّة الإسلاميّة " . و الأقلّية القوميّة الأذربدجانيّة هي المجموعة الأثنيّة الأكبر في إيران وهي تقيم أساسا في الشمال الغربيّ . Two Iranian Political Prisoners Collapse After 17 Days on Hunger Strike, iranwire.com, November 13, 2025