بوب أفاكيان – الثورة عدد 120 : أعداد هائلة من الناس قطعوا خطوة إلى الأمام في القتال الحيويّ ضد فاشيّة ترامب / الماغا . هناك حاجة إستعجاليّة لجعل القتال أقوى حتّى – بأعداد كثيفة و بتأثير سياسيّ – و يتطلّب هذا المعارضة الواضحة النشيطة للعدوّ داخل هذا القتال .
شادي الشماوي
2025 / 11 / 9 - 01:12
بوب أفاكيان ، 7 جوان 2025
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة عدد 120 .
ما هو هذا العدوّ ؟ إنّه الثقافة الفاسدة التي لا تزال سائدة على نطاق واسع و غالب الأوقات – بما في ذلك ضمن الذين يزعمون الاهتمام و العمل من اجل عالم أفضل .
ماذا أعنى بهذه " الثقافة الفاسدة " ؟
انغماس متلهّف في الافتراء و الثرثرة و التشويه و الاتهام و المنع ( سواء كانت التهمة ملفّقة أم صحيحة – شيء لا فائدة منه فعليّا للذين يقعون في حبال هذا ) .
ثقافة تحدّدها الميول للذاتي و السطحيّ ، في تعارض مع ما هو عميق و جدّي ، و تفاعل على أرضيّة علميّة مع الواقع الموضوعي الهام لأجل بلوغ فهم قائم على الأدلّة العقلانيّة لما هو صحيح فعلا و ما يجب القيام به لإيجاد تغيير إيجابيّ .
استنادا إلى تجربة معتبرة في مواجهة هذه الثقافة ، شخّص أحد الشيوعيّين الثوريّين ذلك على النحو التالي :
" تصديق ثرثرة " التجربة المعاشة " مقابل البحث عن الأدلّة . ليس أنّ عدد كبير من الناس لا يملكون معايير مبدئيّة فحسب – و لا يعرفون حتّى ما هي هذه المعايير – و إنّما أيضا يميلون عمليّا للثرثرة بمستوى البالوعة . هناك كره فاسد مناهض لفكر المطالبة بعقد أيّة مقارنة ملموسة للأفكار و البرامج المختلفة . و على سبيل المثال ، سيخصّص الناس وقتا ليكتبوا على منصّة تويتر أو ردّيت أو أيّ منصّة أخرى مهما كانت ، " ما المشكلة مع بوب أفاكيان ؟ " و لا يبذلون و لا ذرّة من الجهد الفكريّ لقراءة الأعمال الفعليّة لبوب أفاكيان ليكتشفوا الأمر . جيل تربّى على Real Housewives و ثقافة المنع . هناك هذه الأخلاق و السياسات و الإيديولوجيا المريعة ، لكن كذلك نمط تفكير فاسد .
و يتميّز هذا بأمر منتشر ألا وهو الغبطة للتسبّب في عذاب الآخرين ، أو مشاهدة عذاب الآخرين وهذا نوع من الوحشيّة التي تشترك في الكثير مع وحشيّة الفاشيّين .
و جزء كبير من هذا هو الأبستمولوجيا ( مقاربة ما هو صحيح و كيفيّة الحكم على الحقيقة ) وهي أيضا تشترك في الكثير من الأشياء مع الفاشيّين : التأكيد على أنّ الحقيقة موضوعيّة ، أو " شخصيّة " ، و ليست موضوعيّة ؛ مفهوم أنّ ما هو صحيح هو ما يتوافق مع " ما أريد الإيمان به " ( بما في ذلك مضمون الإشاعة الأخيرة – أو ما قاله أحدهم على الأنترنت – طالما أنّ هذا منسجم مع " ما أريد الإيمان به " ). و الناس الذين يقعون في أحابيل هذا لا يعرفون حتّى ما هي فعلا الحقيقة – و إلى درجة كبيرة جدّا ، حتّى لا يأبهون لها – لا يهتمّون بالنظر بجدّية إلى ما إذا كان شيئا صحيحا حقّا أم لا ، طالما كما هو ، بشكل ما ، يُرضيهم .
و يشمل هذا كره ( و عمليّا مقاومة ) التفكير النقديّ – المنتشر كذلك في صفوف الناس المتعلّمين بشكل أكثر رسميّة ، خاصة في صفوف الشباب .
في معارضة كلّ هذا ، من الأهمّية الحيويّة بمكان خوض نضال من أجل مقاربة علميّة – في تعرض مع الذاتيّة – لمعرفة الحقيقة . و نقطة أساسيّة أكّدت عليها بصفة متكرّرة ، بما في ذلك في مقالي " الفلسفة و الثورة ، الجزء 1 " ( وهو متوفّر على موقع أنترنت revcom.us ) ، هي واقع أنّ محكّ الحقيقة ليس المشاعر الخاصة أو المفاهيم الذاتيّة حول الواقع – ليست ما يرغب المرء في أن يكون صحيحا ( أو غير صحيح ) : محكّ الحقيقة هو الواقع ذاته .
بلوغ الحقيقة يقتضى مقاربة قائمة على الأدلّة : التفاعل الجدّيّ مع شيء و تحديد ما تبيّنه الأدلّة حول ذلك الشيء ( الأدلّة الموضوعيّة ، ليس مجرّد رأي أو زعم – أو تُهمة ). لسوء الحظّ بالنسبة إلى الناس الذين يفضّلون الانغماس في التخمينات ( و الثرثرة ) بشأن الأشياء ، بالغين حقيقة كلّ شيء ، أبعد من الظواهر الأكثر بساطة و الأكثر بداهة ، يستدعى بعض العمل . لكن ، خاصة مع أيّ شيء له أهمّية حقيقيّة ، هذا العمل ضروريّ بشكل حيويّ – لأنّ بلوغ أو عدم بلوغ الحقيقة الفعليّة للأشياء ، خاصة الأشياء المهمّة حقّا ، ستكون له تبعات كبرى ، بطريقة أو أخرى .
و للتشديد مرّة أخرى على هذه النقطة الحيويّة : " بلوغ أو عدم بلوغ الحقيقة فعليّا يتحدّد بما إذا كان أم لم يكن فهمنا يتناسب مع – انعكاس دقيق ل – الواقع الموضوعيّ ".
و :
حينما يوضع الواقع الموضوعي باعتباره محكّ الحقيقة جانبا - متى لم يعد الواقع الموضوعي معيارا تقاس به كلّ المواقف و الأفكار إلخ ، لتحديد إن كانت صحيحة أم لا - عندئذ كافة أنواع الأشياء يمكن أن تُعلن " صحيحة " ، غالبا بعواقب مريعة .
حينما تنطلق أيّ محاولة معلنة لتغيير العالم من أرضيّة علميّة ، و تعطى تعبيرا عن النزعات الذاتيّة ، يجرى فتح الباب لتشويهات جدّية للواقع و لأعمال فظيعة حقيقة ، حتّى باسم ما يُفترض أنّها غايات سامية .
لننظر في بعض أمثلة كيف يجد هذا ترجمة له ، لا سيما في علاقة بالحاجة الملحّة لتطوير التعبأة الجماهيريّة القويّة الضروريّة لإلحاق الهزيمة و الإطاحة بنظام ترامب الفاشي .
تشكّلت منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org مع بداية نظام ترامب الفاشيّ الأوّل ، قبل تقريبا عشر سنوات من الآن – لفضح الخطر الواقعيّ جدّا الذى يمثّله ذلك النظام و للعمل لتوحيد و تعبأة الناس في معارضة غير عنيفة لها . و الآن ، مع تحرّك نظام ترامب الثانيّ بسرعة ليفرض حتّى بقوّة أكبر طغيانا لاقانونيّا أكثر سفورا ، قدّمت " لنرفض الفاشيّة " مرّة أخرى صرخة التوحيد الحيويّة : باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة ! – وهي تتوحّد مع أناس يحتجّون على و يقاومون فاشيّة ترامب / الماغا ، بتوجّه توحيد كلّ من يمكن توحيدهم في معارضة غير عنيفة لكن مستمرّة ومصمّمة لهذه الفاشيّة ، عاملة بلا كلل على كسب أعداد متنامية من الناس لتبنّى و التصرّف على أساس مطلب استعجالي : يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل – الآن !
يمكن أن نفكّر في أنّ هذا سيقع الترحيب به و يتوحّد معه بإيجابيّة كلّ شخص يقول إنّه معارض لنظام ترامب – و كان هذا هو الحال بالنسبة إلى عديد " الناس العاديّين " النزهاء في معارضتهم لهذه الفاشيّة و ليسوا " منخرطين " في " حركة " فئويّة ما تافهة . لكن بعض " حركات " الطوائف يبدو أنّها تنظر إلى معارضة فاشيّة ترامب / الماغا على أنّها " ملكيّة خاصّة " – و مهووسة بتحديد من له و من ليس له الحقّ في المشاركة في قتال فاشيّة ترامب / الماغا . و قد نشرت محض أكاذيب حول توجّه و أهداف " لنرفض الفاشيّة " ( و على سبيل المثال ، متّهمينها بالتشجيع على العنف في حين أنّ " لنرفض الفاشيّة " ملتزمة بوضوح بالتعبأة غير العنيفة ) . و قد نفّذ هؤلاء الإنتهازيّين أحيانا هجمات جسديّة إجراميّة على أناس يعملون مع " لنرفض الفاشيّة " ، كجزء من محاولة منع الناس حتّى من معرفة المواقف الفعليّة لمنظّمة " لنرفض الفاشيّة " – إلى درجة السعي تماما للحيلولة دون الناس و سماع ما لدي الناس من " لنرفض الفاشيّة " ليقولونه أو ليحصلوا على أدب توزّعه !
لقد تركّز هذا الهجوم إلى درجة كبيرة على واقع أنّنا ، إلى جانب آخرين قادمين من آفاق مختلفة ، نحن الشيوعيّن الثوريّين مشاركين في " لنرفض الفاشيّة " و أعمالي كانت جزءا ممّا خاض فيه بعض الناس المنتمين إلى " لنرفض الفاشيّة " ، في إطار كيفيّة فهم طبيعة هذه الفاشيّة ، و ما الذى أفرزها ، و كيفيّة إلحاق الهزيمة بها . ( هؤلاء التافهين في ما ستكون " حركة دكتاتوريّين " قد صرّحوا حتّى بأنّ ما من أحد يتعيّن أن يعمل مع " لنرفض الفاشيّة " طالما أنّ " لنرفض الفاشيّة " " تتنصّل منّى " .)
كلّ هذه التصرّفات اللامبدئيّة تأتى إمتداد ل – و تعوّل على أناس واقعين في أحابيل - الثقافة الفاسدة التي تناولتها بالحديث هنا .
لا حركة من هذه الحركات الفئويّة لهؤلاء إنتهازيّى " الحركة " تساهم بأيّة طريقة كانت ، إيجابيّا ، في النضال الحيويّ لإلحاق الهزيمة عمليّا بنظام ترامب الفاشيّ و ترحيله – و بالعكس ، يتسبّب هذا في قدر كبير من الضرر . هل يهتمّ هؤلاء الانتهازيين حتّى بذلك ؟ و ما الذى يخشونه عمليّا ؟
يتبع ، قريبا جدّا ، في رسالتي القادمة على وسائل التواصل الاجتماعي ( عدد 121 )