افتتاح المؤتمر الرابع للاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة تحت شعار: -التنظيم من أجل مستقبل عادل-


جهاد عقل
2025 / 11 / 4 - 14:53     

* لمحة عن الاتحاد
يُمثل الاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة (IndustriALL Global -union-) أكثر من 50 مليون عامل وعاملة في قطاعات التعدين، والطاقة، والصناعات التحويلية، والنسيج، والكيماويات، والإلكترونيات، والخشب، وغيرها، من خلال أكثر من 600 نقابة وطنية في أكثر من 140 دولة حول العالم. ومنذ تأسيسه عام 2012 عبر اندماج ثلاث اتحادات دولية صناعية كبرى، أصبح الإتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة، الصوت العالمي للعمال في مواجهة تحديات العولمة، والتغير المناخي، والتحول الرقمي، والدفاع عن العدالة الاجتماعية وحقوق العمال في كل مكان.

* مؤتمر عالمي في لحظة حاسمة
بمشاركة 1000 من المندوبين النقابيين من مختلف القارات، وبحضور رئيس وزراء أستراليا أنطوني ألبانيزي إفتتح الاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة مؤتمره العالمي الرابع في مدينة سيدني بأستراليا ، في الرابع من شهر تشرين ثاني / نوفمبر 2025 بعد أربع سنوات من المؤتمر السابق، وذلك بإستضافة وبدعم كبير من النقابات الأعضاء في أستراليا ونيوزيلندا. وكان المؤتمر الثالث للاتحاد العالمي للصناعات عُقد في الفترة من 14 إلى 16 سبتمبر 2021.
افتُتحت أعمال المؤتمر بعروض ثقافية تعبّر عن تنوع وتاريخ البلدين المضيفين، شملت الترحيب بالأرض (Welcome to Country)، وأداءات موسيقية ورقصات من السكان الأصليين، وعزفًا على آلة الديدجريدو، إضافة إلى تحيات الماوري التقليدية (كايراغا، ميهي، واياتا، وهاكا).

* نيلسون: “التضامن هو مصدر الأمل في زمن التغيير”
أعلنت ماري نيلسون، رئيسة الاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة (IndustriALL) ورئيسة اتحاد عمال المعادن السويدي
(IF Metall)، افتتاح المؤتمر بكلمة شددت فيها على أهمية اللحظة التي يمر بها العالم:
“نعيش في زمن تتسارع فيه التحولات — التكنولوجيا الجديدة، التشكيك في الحقوق الديمقراطية، صعود القوى الاستبدادية، وأزمة المناخ. لكنني عندما أنظر إلى هذه القاعة أشعر بالأمل. أرى قوتنا المشتركة، التضامن، والإصرار على العدالة. نحن مصممون على بناء مستقبل أكثر استدامة كما يعكس شعارنا: التنظيم من أجل مستقبل عادل. فلنجعل من هذا المؤتمر احتفالًا بالتضامن والمساواة والشجاعة!”

* أونيل: “لا بديل عن العمال المُنَظّمين في مواجهة رأس المال المنظم”
وفي كلمتها، أكدت ميشيل أونيل، رئيسة مجلس النقابات الأسترالية (ACTU): “نعرف أنه لا يوجد رد على رأس المال المنظم سوى العمال المنظمين. أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى التضامن الدولي. فعندما نتحرك بوحدة وتصميم، ولا نترك أحدًا خلفنا، نُظهر القوة الحقيقية للعمل المنظم.”

* ألبانيزي: “النمو والعدالة أقوى معًا”
أما رئيس الوزراء الأسترالي، أنطوني ألبانيزي، فقد شدد في خطابه أمام المؤتمر على أن العدالة الاجتماعية شرط للنمو الاقتصادي:“من الضروري ألّا يُترك أحد خلف الركب ونحن نمضي قدمًا. العدالة وظروف العمل الجيدة والأجور العادلة لا تُضعف سوق العمل، بل إنها تقوّيه. فالنمو والعدالة يسيران معًا. ولهذا يبقى التضامن مبدأً خالدًا.”

* كانيكو: “العمال في آسيا والمحيط الهادئ اتحدوا ليُسمع صوتهم”
كما قال أكيهيرو كانيكو، نائب رئيس الاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة والمشارك في رئاسة منطقة آسيا والمحيط الهادئ:
“في منطقتنا، اضطر العمال إلى الاتحاد لتُسمع أصواتهم. وما زلنا نقف كتفًا إلى كتف. آمل أن نبني هنا في هذا المؤتمر رابطة لا تنكسر بيننا.”

* “متحررون من القيود”: جذور الحركة النقابية الأسترالية
وفي مداخلة خاصة، قدّم البروفيسور توني مور من جامعة موناش الأسترالية معرض (متحررون من القيود)، الذي يروي كيف ناضل أول عمال المناجم في أستراليا – وكانوا من المحكومين – من أجل الكرامة والحقوق من خلال الإضرابات، والاعتصامات، والعصيان، وتشكيل نوى نقابية. ويمثل المعرض شهادة حية على أن جذور الحركة العمالية الأسترالية تمتد إلى نضالات أولئك العمال الذين رفضوا القهر والظلم منذ وصول "الأسطول الأول".

* الختام: انطلاقة جديدة نحو مستقبل عادل

بهذه الروح النضالية والرسائل الملهمة، أعلن الاتحاد رسميًا افتتاح المؤتمر العالمي الرابع الذي سيستمر حتى يوم الجمعة السابع من نوفمبر الجاري، مؤكدًا التزامه بمواصلة النضال من أجل العدالة الاجتماعية، والمساواة، والانتقال العادل، وحقوق جميع العمال في العالم.
هذا ويمثل الاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة العاملين في المهن والقطاعات التالية: العمال في كل من :استخراج النفط والغاز،
التعدين والماس والأحجار الكريمة، توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية ، المعادن الأساسية، بناء السفن وتفكيكها،السيارات،الفضاء الجوي، الهندسة الميكانيكية، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والكهرباء والإلكترونيات،المواد الكيميائية، اللب والورق، مواد البناء،المنسوجات والملابس والجلود والأحذية.