ترامب يطلب من إسرائيل أن تلتزم بخطّة - سلام - إمبرياليّته – لا يزال الفلسطينيّون في غزّة يعانون من أهوال الإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة – إسرائيل


شادي الشماوي
2025 / 10 / 28 - 22:47     

جريدة " الثورة " عدد 929 ، 27 أكتوبر 2025
www.revcom.us

في الأسبوع الماضي ، بينما كان الفلسطينيّون بغزّة يحاولون شقّ طريقهم عبر جحيم من الركام ، زار عدد من المسؤولين السامين في حكم ترامب إلى إسرائيل . و قد شمل هؤلاء الزوّار نائب الرئيس فانس و سكرتير الدولة روبيو و مبعوثي ترامب جاراد كوشنار و يتيف ويتكوف . لماذا ؟ لضمان أن لا يبدأ نتنياهو الوزير الأوّل الإسرائيلي من جديد الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة الشاملة في غزّة و يُخرج عن السكّة " خطة سلام " ترامب التي اتّفقت عليها كلّ من إسرائيل و الولايات المتّحدة و حماس .
و هناك تناقضات معقّدة في كلّ هذا . و إليكم منها بعض التناقضات الأساسيّة :
قبل بضعة أسابيع ، عقب سنتين من المذابح الإباديّة الجماعيّة الإسرائيليّة بدعم من الولايات المتّحدة ، إضطرّ ترامب ، حسب بعض التقارير ، إلى أن يمسك من يده و بقوّة تابعه الفاشيّ نتنياهو ليمضي على " خطّة سلام " في غزّة تعكس المصالح الأوسع لإمبرياليّة الولايات المتّحدة . و قد هدّد ترامب ب " الكفّ عن الوقوف إلى جانب نتنياهو " إن لم يقبل نتنياهو بذلك .
و تاليا ، في 19 أكتوبر ، اتّهمت حكومة نتنياهو حماس بقتل جنديّين إسرائيليّين في منطقة رفح و بعدئذ ردّت بسلسلة غارات جوّية كبيرة و قاتلة عبر غزّة ما أدّى إلى قتل 45 إنسانا . ( و أنكرت حماس تنفيذ هذه الهجمات ) (1) . و هذه هي المرّة 48 في تسعة أيّام تجاوزت فيه إسرائيل إيقاف إطلاق النار و خطّة السلام الشامل .
و هذا ، إلى جانب بيانات و عمليّات أخرى لنتنياهو ، جعل مسؤولي نظام ترامب " منشغلين بشكل متصاعد " بأنّ نتنياهو " يمكن أن تكسر الإتّفاق الذى صنعته الولايات المتّحدة " و تستأنف الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة . لذا توجّهت مجموعة من فاشيّى ترامب السامين لفرض القانون .
التكتيكات الإمبرياليّة العنيفة :
قال روبيو إنّ ترامب جعل من فرض إيقاف إطلاق النار " على رأس أولويّاته " ، و مسؤولو الولايات المتّحدة و قادة الجيش قطعوا خطوات خارقة للعادة في الأسبوع الماضي لمحاولة و ضمان تطبيقه .
أرست القيادة المركزيّة لجيش الولايات المتّحدة مركز تنسيق مدنيّ – عسكريّ جديد في جنوب إسرائيل لضمان الالتزام بإيقاف إطلاق النار . و أعلنت أنّ عددا من الدبلوماسيّين سيعملون هناك مع جيش الولايات المتّحدة للإبقاء على " الضغط على إسرائيل لتتمسّك بالإتّفاق ".
و شرعت الولايات المتّحدة في تسيير طيران المسيّرات في سماء غزّة ما سمّاه مسؤول سابق " نسخة تدخّل قويّ لتسيير الولايات المتّحدة ". و حتّى طالبت أنّ بأن توفّر إسرائيل للولايات المتّحدة إعلاما مسبّقا بأيّة غارات كبيرة للجيش الإسرائيلي في غزّة . " و تقول مصادر وزارة الدفاع الإسرائيليّة أنّ المسؤولين الأمريكان الكبار قد قالت إنّها لن تسمح بأيّة مفاجآت من إسرائيل قد تقوّض إيقاف إطلاق النار في غزّة " ، هذا ما جاء في تقرير جريدة " هآرتس " . " عمليّا ، الولايات المتّحدة تفتكّ بعض السلطات الأمنيّة من إسرائيل ".
بينما كان مسؤولو الولايات المتّحدة في إسرائيل ، و الكنيست ( البرلمان ) صادق على إجراءين إثنين يسمحان لإسرائيل للإلحاق الفعليّ للضفّة الغربيّة المحتلّة . ( الضفّة الغربيّة موطن 3.3 مليون فلسطينيّ و ، وفق القانون الدوليّ ، تُعتبر من الأراضي الفلسطينيّة . و مع ذلك ، إضافة إلى الإبادة الجماعيّة الشاملة في غزّة ، كان المستوطنون الإسرائيليّون في الضفّة الغربيّة بمساعدة من الجيش الإسرائيلي ، ينفّذون حملة تطهير عرقيّ في الضفّة الغربيّة ) . هذا التحدّى المباشر لخطّة ترامب ولّد ردود فعل شديدة لدي الرأي العام : أعلن ترامب ، " إسرائيل لن تفعل أيّ شيء بالضفّة الغربيّة ، أهذا مفهوم ؟ " و نعت فانس ما قامت به إسرائيل ب " الموقف السياسي الشديد الغباء " و " شتيمة " . و وصف روبيو إلحاق الضفّة الغربيّة ب " التهديد لسيرورة السلام " .
و ترامب و نظامه ليسا يهتمّان للقانون الدولي أو الشعب الفلسطيني في الضفّة الغربيّة . فقد دعّم إمبرياليّو الولايات المتّحدة المستوطنات الإسرائيليّة غير القانونيّة و الهجمات الخبيثة على الفلسطينيّين و الفلسطينيّات هناك لعقود . يتعلّق الأمر بمساعي ترامب للتقدّم بمؤامرات إمبرياليي الولايات المتّحدة الأوسع المفترسة إلى أقصى الحدود في الشرق الأوسط .
لماذا تحتاج الولايات المتّحدة إسرائيل ؟
في الأسبوع الفارط التدخّل النادر و المفتوح لنظام ترامب في إسرائيل أفرز جدالا حول ما إذا كانت إسرائيل " تابعة " للولايات المتّحدة أم " دولة عميلة " . و نعت نتنياهو الزعم بأنّه " فُتات " مضيفا " نحن شركاء " . و صرّح فانس أنّ إسرائيل لم تكن دولة تابعة أو دولة عميلة : نحن نرغب في حليف هنا ".
لذا ما هسي الطبيعة الأساسيّة للعلاقة بين الولايات المتّحدة و إسرائيل ؟ شرح القائد الثوريّ بوب أفاكيان هذا في أكتوبر 2023 قائلا :
" لماذا يدعم بايدن و أساسا كامل الحكومة و الطبقة الحاكمة في الولايات المتّحدة إسرائيل في ارتكاب الإبادة الجماعيّة ضد الشعب الفلسطينيّ على مرأى ومسمع من العالم قاطبة ؟ و إليكم الإجابة عن هذا السؤال الحيويّ :
لا يعزى ذلك إلى" قوّة اللوبي اليهوديّ " - أو لفهم سخيف و فاحش بأنّ " اليهود يتحكّمون في كلّ شيء ". و إنّما يُعزى إلى كون إسرائيل تنهض ب " دور خاص " كقلعة مدجّجة بالسلاح لدعم إمبرياليّة الولايات المتّحدة في جزء إستراتيجيّا هام من العالم ( " الشرق الأوسط " ). و قد كانت إسرائيل قوّة مفتاح في إقتراف الفظائع التي ساعدت على الحفاظ على الحكم الإضطهادي للإمبرياليّة الأمريكيّة في عديد أنحاء العالم . "
من " بعض الحقائق الأساسيّة عن الحرب الإسرائيليّة التي تدعمها الولايات المتّحدة ضد فلسطين " (2)
و هذا التحليل مفتاح في فهم طبيعة " خطّة سلام " ترامب ، و الإختلافات – و الوحدة عموما – بين الولايات المتّحدة و إسرائيل . الولايات المتّحدة قوّة إمبرياليّة تهيمن على الشرق الأوسط و العالم ، و تنهض إسرائيل ب " دور خاص " في هذا الإضطهاد و هذه المجازر الجماعيّة . و لإسرائيل حاجياتها و مطامحها الخاصة تصطدم أحيانا مع حاجيات و مطامح الولايات المتّحدة ، لكنّها عامة مرتهنة بالولايات المتّحدة التي ، على سبيل المثال ، تزوّد إسرائيل ب 68 بالمائة من أسلحتها المستوردة من الخارج .
و مثلما شرح موقع أنترنت revcom.us ( هنا و هنا [ رابطان ] ) فإنّ " خطّة سلام " ترامب الفاشيّ ليست تهدف لوضع نهاية للإضطهاد الإبادي الجماعي الإسرائيليّ للشعب الفلسطيني و ضمان حقوق هذا الأخير ، و أقلّ من ذلك بكثير تحريره. وإنّما تهدف إلى الحفاظ على إخضاعه وإلى تقوية إسرائيل وتوسيع هيمنة إمبرياليّة الولايات المتّحدة على الشرق الأوسط. ينظر ترامب إلى القيام بذلك ببناء تحالفات أوثق مع دول رجعيّة في المنطقة بما فيها العربيّة السعوديّة و تركيا و الإمارات العربيّة المتّحدة و غيرها . و التهديدات الإسرائيليّة المستمرّة بإلحاق الضفّة الغربيّة و استئناف إبادتها الجماعيّة في غزّة ستجعل من العسير جدّا على هذه الدول أن تقترب أكثر من الولايات المتّحدة – و إسرائيل – و هكذا تهدّد هذه المصالح الإستراتيجيّة للولايات المتّحدة .(3)
دعم نظام ترامب راهنا لإسرائيل و هجماتها على الشعب الفلسطينيّ :
لا شيء من هذا يعنى أنّ الولايات المتّحدة تقطع الطريق أمام أو تجعلها تتخلّى عن الإبادة الجماعيّة ! فلقط في الأسبوع الماضي ، نفّذ ترامب و أتباعه الهجوم تلو الآخر على الشعب الفلسطينيّ .
و مجدّدا هدّد ترامب حماس بسحقها إن لم تتمسّك بإيقاف إطلاق النار و خطّة السلام . و في 25 أكتوبر 2025 ، أعطى ترامب لحماس مهلة 48 ساعة لإعادة بقايا المزيد من الأسرى ، " و إلاّ البلدان الأخرى المعنيّة بالسلام الكبير ستتخذ إجراءات ". هذا أمر مشؤوم لأنّ هذه البقايا يمكن أن تكون مغمورة تحت أطنان من الركام – إلى جانب آلاف القتلى الفلسطينيّين – و منعت إسرائيل دخول المعدّات الثقيلة اللازمة لهذا البحث .
و كرّر روبيو مطلب إسرائيل [ان لا يكون لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيّين التابعة للأمم المتّحدة أيّ دور في غزّة ، حتّى و إن كانت المجاعة و كان الجوع مستشريين ! (4)
و مردّدا ما قاله نتنياهو ، صرّح روبيو أيضا بأنّ غزّة " سينزع سلاحها " و لن يكون لحماس أيّ دور في الحكم في غزّة المستقبل ( حتّى و المفاوضات بهذا الشأن بالكاد بدأت ).
و قام كلّ من جراد كوشنار و وتكوف على إنكار إسرائيل أنّها اقترفت إبادة جماعيّة ، حتّى بعد أن صرّح كوشنار خلال حواره الصحفيّ لمدّة 60 دقيقة بأنّ غزّة " كانت تبدو كما لو أنّ المنطقة تلقّت قنبلة ذرّية ".
و خطّة يقع نقاشها الآن من طرف الولايات المتّحدة و إسرائيل هي الشروع في إعادة بناء المناطق التي تحت سيطرة إسرائيل . " و إن أخذ الغزّيون بصيغة ما يتحرّكون نحو تلك المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل ، يمكن لهذا أن يحصّن ذلك الوضع على الأرض ( حيث تسيطر إسرائيل على 53 بالمائة من غزّة ) و ترفض الانسحاب من أكثر من نصف غزّة لعديد السنوات القادمة . ، هذا ما ورد في تقرير لجريدة " هآرتس " .
لا يزال الفلسطينيّون يعانون – و يموتون – نتيجة الإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة – إسرائيل و الهجمات الإسرائيليّة الجارية :
و نحن نخطّ هذا المقال ، لا يزال إيقاف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس صامدا . إلاّ أنّ الفلسطينيّين في غزّة يتواصل جوعهم و يعانون معاناة رهيبة و أحيانا يموتون بسبب الإبادة الجماعيّة التي ترتكبها الولايات المتّحدة – إسرائيل ، و الهجمات الإسرائيليّة الجارية على حيواتهم و حقوقهم الأساسيّة . طوال السنتين الماضيتين ، قتلت إسرائيل ما لا يقلّ عن 68.229 إنسان بمن فيهم ما لا يقلّ عن 20.000 طفل . و يوجد عدّة آلاف آخرين تحت الأنقاض . و البنية التحتيّة الكاملة في غزّة وقع تدميرها مع المنازل ؛ و المدارس و المعاهد و المستشفيات قُصفت بالقنابل و جُرّفت المزارع و دُمرت معالجات المياه المستعملة و محطّات تحلية المياه . و يظلّ من غير اليقينيّ بدرجة عالية متى – و إن كان – هذا الكابوس الرهيب سيرفع . و إليكم بعض الأمثلة :
- لا يزال نصف سكّان غزّة مهجّرين و يلجؤون إلى خيم و المباني التي دمّرتها القنابل ، و حتّى في العراء . جميعهم يصارعون من أجل البقاء . " ضجيج القصف صمت و السماء صافية لكنّ عذابات الحرب لا تزال تخيّم على الخيم " هذا ما نشره على الأنترنت أحد الأطبّاء . " المعرك في أجساد الجرحى و في قلوب الأمّهات لم تنته بعدُ – ليس في عيون الأطفال التي فقدت لمعانها ".
- و نحن نكتب هذا المقال ، لا يزال الفلسطينيّون يتعرّضون للقتل أو الجرح . و عشيّة يوم الجمعة ، 24 أكتوبر ، جرى قتل أخوين – سعيد و مسعود الغواّش – جرّا غارة جوّية إسرائيليّة شرق دير البلح . و في الليلة التالية ، جُرح أربعة فلسطينيّين وسط غزّة بفعل غارة جوّية إسرائيليّة استهدفت سيّارتهم .
- و يطلق النار على آخرين لعبورهم عرضيّا مناطق الخطّ الأصفر أو المناطق " المحرّمة " غير الحاملة لعلامات . ظاهريّا، بعض الجنود الإسرائيليّين كانوا يستثنون الأطفال و الحمير الذين دخلوا هذه المناطق . إلاّ أنّ وزير الأمن القوميّ الإسرائيلي النازيّ ، إيتمار بن غفير ، طالب بعكس ذلك " أطلقوا النار على الأطفال و الحمير أيضا " . على العموم قتلت إسرائيل ما يناهز المائة فلسطيني و فلسطينيّة و جرحت 230 في غزّة منذ دخول إيقاف إطلاق النار الذى طبخته الولايات المتّحدة حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025 .
- خلّفت قنابل إسرائيل حوالي 170.000 جريحا في غزّة بمن فيهم 42.000 بجروح تغيّر حياة أصحابها ، من مثل البتر أو العاهات الدائمة . و كانت الخسائر بالنسبة إلى الأطفال جهنّميّة : فقد فَقَدَ 56.000 ما لا يقلّ عن أحد الوليّين و فقد الآلاف الوالدين معا . و لهذا ، حوالي 40 بالمائة من أسر غزّة يقومون بتربية أطفال ليسوا أطفالهم حسب منظّمة اليونيسيف . و يحتاج جميع هؤلاء الأطفال إلى الرعاية و المساعدة الطبّيتين – و مع ذلك دمّرت إسرائيل أيضا النظام الصحّي في غزّة وهي الآن تمنع المساعدات المنقذة للحياة و ترفض السماح إلاّ بعدد قليل ان يغادروا غزّة لتلقّى العلاج الطبيّ .
طبقا لخطّة ترامب ، 600 شاحنة من الغذاء و الأدوية و المياه المنقذة للحياة و مساعدات حيويّة أخرى كان من المفترض أن أن تدخل غزّة كلّ يوم للتخفيف من الجوع و المجاعة المفروضة التي يقف وراءها الحصار الإسرائيليّ . لكن إسرائيل لا تزال تمنع ذلك من الحدوث : وفق الأمم المتّحدة ، أقلّ من مائة شاحنة دخلت غزّة يوميّا و يظلّ الغزّيون معدمين .
- لم تتوقّف تماما الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة في ظلّ اتّفاق ترامب . فإسرائيل تواصل اعتباطيّا رفض دخول المساعدات اللازمة بيأس ، بما في ذلك " خيم و أقمشة مشمّعة و أغطية و مفارش و أغذية و لوازم غذائيّة و صحّية و مواد تنظيف و أجهزة مساعدة و ثياب أطفال " هذا ما تؤكّد عليه رسالة أمضتها 41 منظّمة إغاثة إنسانيّة . و لا شيء من هذا من المفترض أن توضع عليه حدود في ظلّ إيقاف إطلاق النار .
- " كارثيّ " . هكذا تصف منظّمة الصحّة العالميّة أزمة الجوع القائمة في غزّة . و دوس إسرائيل للقانون الدوليّ و إيقاف إطلاق النار أمران بارزان إلى درجة أنّ محكمة العدل الدوليّة أصدرت أمرا بإعادة السماح للأمم المتّحدة ، بما في ذلك الأونروا ، بتوزيع الغذاء و حاجيات أساسيّة أخرى في غزّة . و طالبت الأمم المتّحدة أيضا بأن تفتح إسرائيل معبر رفح الموجود بين غزّة و مصر حتّى تتمكّن المساعدات الاستعجاليّة من الدخول إلى غزّة .
- طوال السنتين الماضيتين ، دمّرت إسرائيل 78 بالمائة من مباني غزّة تدميرا تاما أو جزئيّا ، و لم تتوقّف بعدُ ! لا تزال إسرائيل تدمّر المنازل – معتبرة إيّاها " بنية تحتيّة إرهابيّة " و زاعمة أنّ هذا يتوافق مع إيقاف إطلاق النار .

و في الأثناء ، دمّرت الهجمات الإسرائيليّة ما يقارب مليونا من أشجار زيتون غزة الذى تعدّ 1.1 مليون – مصدر مفتاح في الدخل و الغذاء و التقاليد الوطنيّة . لقد وقع إمّا تجريفها أو قتلها بالجفاف لنقص المياه الذى خلقته إسرائيل عمدا ، أو بسبب كون الفلاّحين لم يستطيعوا الوصول إليها .
عمليّة دفن متجهّمة و ينفرط لها القلب تمّـ في 22 أكتوبر لجثامين 54 سجينا فلسطينيّا أعادتهم إسرائيل . و بعدُ في هجوم وحشيّ آخر على الشعب الفلسطيني ، رفضت إسرائيل أن تحدّ> هويّة هؤلاء الضحايا الذين ماتوا على يديها ، جاعلة يحملون رقما لا غير . و " علامات التعذيب و المعاملة العنيفة على الجثامين لم تسمح لنا بقول إن كان هو أم لا " ، هذا ما صرّح به رجل كان يبحث عن أقربائه . تحطيم إسرائيل لنظام الرعاية الصحّية بغزّة جعل كذلك من العسير على السلطات أن تقوم بفحص الدي أن أي DNA في الجثامين . و حسب تصريح امرأة ، " لا يمكن تحمّل المشهد ". ليس بوسعي تصوّر كيف تشعر أمّ وهي تقف هنا ، غير واثقة إن كان جثمان من هذه الجثامين جثمان ابنها ".
يظلّ الوضع خطيرا و مضطربا و لا تزال وحوش الإبادة الجماعيّة طليقة اليدين :
مصير " خطّة سلام " الإمبرياليّ ترامب المفترس يظلّ مجهولا. لكن ما هو أكيد هو أنّ ذلك لا يوفّر مستقبلا للشعب الفلسطيني ، أو شعوب الشرق الأوسط و العالم .
يجب أن يتوقّف ما تقترفه الولايات المتّحدة – إسرائيل من قتل و اضطهاد و إبادة جماعيّة للشعب الفلسطيني في غزّة و في الضفّة الغربيّة و داخل إسرائيل ، و الملايين التي نهضت حول العالم يجب أن تواصل المطالبة ب بوضع نهاية لهذه الهيمنة و هذا الاضطهاد الإمبرياليّين ، و أن نقاتل من أجل عالم مغاير تماما و أفضل بكثير !
أوقفوا الإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة / إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني !
ارفعوا الحصار عن غزّة !
هذا النظام برمّته فاسد و لاشرعيّ ! نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا ّ
هوامش المقال :
1. The attacks may have been carried out by Palestinian militants not under Hamas’s control. There are also reports that the soldiers died after their bulldozer ran over a pile of rubble with unexploded bombs previously dropped by Israel.
2. To understand why this has happened, the role of Israel as an apartheid Jewish supremacist state and outpost for imperialism, the way forward for the liberation of the Palestinian people and our responsibility in this country, go to Resource Page on the Genocidal Assault on Palestine—And Israel as an Enforcer of Imperialism´-or-Israel and Palestine, the Middle East and U.S. Imperialism, the Revolution Humanity Needs: A selection of writings from Bob Avakian.
3. "The clear message to Netanyahu in the parade of U.S. officials to Israel—Witkoff, Kushner and the big boys, Vance and Rubio—is this: We have your back, but don t return to the way you waged war in Gaza for past two years—or else," Carnegie Endowment Senior Fellow Aaron David Miller told Haaretz, "U.S. interests in the region go beyond Israeli-Palestinian issues and these interests—relations with Qatar, Turkey [Saudi Arabia and other states]—are best served by the U.S. taking the lead and pressuring Israel," he added.
4. "U.N. Urges Israel to Open Rafah Border Crossing to Allow Aid into Gaza," Democracy Now!, October 24, 2025. Two days earlier the International Court of Justice ruled that Israel’s claim that UNRWA is infiltrated by Hamas is not substantiated, nor are allegations that UNRWA is not a neutral organization.