بوب أفاكيان – الثورة عدد 114 : إلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا : إنتظار انتخابات ما مستقبليّة ...أم العمل الآن على تعبأة الملايين حول المطلب الموحِّد التالي : يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل !
شادي الشماوي
2025 / 10 / 27 - 22:13
بوب أفاكيان ، 31 مارس 2025
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة عدد 114 .
الناس بصدد التحرّك عبر البلاد قاطبة – منظّمين تجمّعات و مسيرات ، في المدن الكبرى و الصغرى – محتجّين ضد ترامب و رجله " كلب الهجوم " الشهير بتحيّته النازيّة ، إيلون ماسك .
و يقوم برنى سندارس و قد التحقت به ألكسندريا أوكازيو كرتاز ، بجولة عبر البلاد منظّمين تجمّعات كبرى تندّد ب " الأوليغارشيّة " و حكم أصحاب المليارات ، كما يمثّله ترامب و ماكس . و السبت القادم ، 5 أفريل ، تدعو " أنفزبل "
Invisible إلى مظاهرات عبر البلاد للاحتجاج على " قبضة السلطة " غير المسبوقة و السياسات الفظيعة لترامب ( و ماسك ) على مختلف المستويات .
و هذا أمر جيّد جدّا ، أن تتمّ تعبأة الناس بأعداد كبيرة للتعبير عن غضبهم ضد التصرّفات بلا رحمة و اللاقانونيّة لنظام ترامب .
و في الوقت نفسه : من الحيويّ أن يكون لدينا فهم واضح لما هي الطبيعة الفعليّة لنظام ترامب ، إلى أين تأخذ الأشياء بسرعة ، و لماذا من الضروريّ بصفة استعجالية أن نُلحق الهزيمة بهذا النظام قبل أن يفوت الأوان – و ما هي طريقة القيام بذلك .
و الشيء الخاص و الأساسي الذى يمثّله و يفرضه نظام ترامب ليس " الأوليغارشيّة " ، ليس " أصحاب المليارات " : إنّه الفاشيّة .
و الفاشيّة طريقة مختلفة نوعيّا يفرض بها هذا النظام حكمه على الشعب .
فاشيّة ترامب نظام يدوس بسفور و عدوانيّة الحقوق الأساسيّة و يصرّح بصراحة و وقاحة أنّه ليس هناك قانون و سيرورة قانونيّة لازمة غير ما يمليه هو ، و أنّ القوّة التدميريّة الخام هي التي يجب أن تُستخدم في المجال العالمي ، دون حتّى زعم الانخراط في القانون الدولي أو الانشغال بسيادة البلدان ، أو حتّى حقّ الوجود لشعوب و بلدان أقلّ قوّة .
إنّه نظام ينحو نحو إطلاق العنان للنهب الرأسمالي بلا قيود و ضوابط ، و من أجل تكريس ذلك ، يستخدم المطرقة الثقيلة ) أو منشار كبير ) تجاه البرامج و الخدمات الحيويّة التي يرتهن بها الناس – ضاربا معيشة الناس و مدمّرا العلم و الرعاية الصحّية و مقوّضا و مفسدا التعليم و منشأ فوضى ستؤدّى إلى عذابات عدد كبير من الناس ، هنا و عبر العالم قاطبة .
و يتطلّب نظام فاشيّ كهذا شخصا مثل ترامب على رأسه : معتوه باثولوجي ، و إصبعه على زرّ القنابل النوويّة ، يعيّن أناسا خطرين مصابين بالجنون و طفيليّين متعطّشين للسلطة في مواقع السلطة المفاتيح .
و الإستراتيجية السائدة لدي الحزب الديمقراطي مفادها الدعوة نعت ذلك ب " الاقتصاد الشعبويّ " لن تنجح في هزم هذه الفاشيّة بكسب مساندي ترامب الذين يُفترض أنّ ما يحرّكهم هي المشاغل الاقتصادية .
و في تجمّعاته ضد " الأوليغارشيّة " ، أعاد برنى سندارس إحياء صيغة " أوكوباي " ل " 99 بالمائة " مقابل " 1 بالمائة " من الأثرياء جدّا . لكن المشكل هو أنّ تقريبا نصف " ال99 بالمائة " فاشيّون . لماذا ؟ لأنّه ، مثلما أشرت إلى ذلك قبلا ، ليس مجرّد موقعهم الاقتصادي و إنّما أيضا موقعهم الاجتماعي هو الذى يجب أن يؤخذ بعين النظر . و بالنسبة إلى صفوف الفاشيّين الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد – المترجم ] ، حتّى أبعد من موقعهم الاقتصادي فإنّ عاملا محرّكا قويّا و خبيثا هو تأكيدهم على تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و كره المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا و كره المهاجرين ( لا سيما المهاجرين من " بلدان ثقب التغوّط " بكلمات ترامب العنصريّة المقزّزة ) . هذا ما يعنيه هؤلاء الفاشيّين ب " جعل أمريكا عظيمة من جديد ". و كلّ هذا مغلّف و تدفعه أكاذيب محض ، و جنون معاداة العلم و نظريّات المؤامرة الجنونيّة – بمجموعات عُرضة للضرر تُحوّل إلى أهداف الكره و الاضطهاد ، على غرار المهاجرين الذين يقع التنديد بهم على أنّهم " مجرمين خطرين " و المتحوّلين جنسيّا الذين تقع معاملتهم على أنّهم مفترسين مفسدين .
أمّا بالنسبة ل " الأوليغارشيّة " و " أصحاب المليارات " ، فإنّ الحزب الديمقراطي ، شأنه في ذلك شأن الحزب الجمهوريّ ، يحصل على تمويل كبير من أثرى الأثرياء و رؤساء الشركات و ما إلى ذلك . و لأكثر جوهريّة حتّى ، كلا هذان الحزبان أداة بيد النظام الرأسمالي – الإمبريالي القائم على الاستغلال بلا رحمة و لا شفقة لملايين الناس ، و على الفرض التام للاضطهاد القاتل للجماهير الشعبيّة ، هنا و عبر العالم بأسره . لهذا الحزب الديمقراطي و المرتبطون به و المصطفّون معه، لن يتحدّوا أبدا حكم ترامب بالطريقة اللازمة لإلحاق الهزيمة به . بالنسبة لهؤلاء ممثّلي " السائد " ( أو ما يُسمّون ب " التقدّميّين " ) أي النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، استقرار هذا النظام ، و الموقع الهيمنيّ لإمبرياليّة الولايات المتّحدة في العالم ، أهمّ من إلحاق الهزيمة العمليّة بفاشيّة ترامب / الماغا .
في النهاية و جوهريّا ، هذا النظام برمّته هو الذى نحتاج إلى كنسه بواسطة ثورة تشارك فيها الجماهير الشعبيّة المصمّمة على القتال في سبيل نظام مغاير راديكاليّا و تحريريّا حقّا ( كما تمّ الحديث عنه في وثيقة " نحتاج إلى و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا " ، وهي متوفّر على موقع أنترنت https://www.revcom.us [ + هذه الوثيقة متوفّرة باللغة العربيّة على صفحات الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] )
و الآن بالذات ، بالنسبة إلى الناس النزهاء في كلّ مكان ، و بالنسبة إلى مستقبل الإنسانيّة ، يكتسى إلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا هذه أهمّية عميقة ، و يمثّل حاجة ملحّة .
و بينما يوفّر بعض السياسيّين المنتمين إلى أو المرتبطين بالحزب الديمقراطي أرضيّة للتعبير عن الغضب إزاء أشياء يقوم بها نظام ترامب ، في الوقت نفسه ، يبحث هؤلاء السياسيّين عن تضييق أفق و حصر و توجيه هذا الغضب ضمن " السيرورات العاديّة " لهذا النظام – موجّهين انتباه الناس و جهودهم نحو الانتخابات التي ستجرى بعد أكثر من سنة و نصف السنة من الآن ، في نوفمبر 2026 !
على مستوى بديهي ، حتّى تاركين جانبا كلّ شيء آخر خاطئ في هذا ، فإنّ نوفمبر 2026 سيكون قد فات الأوان . و للأسباب التي تكلّمت عنها هنا ، التعويل على انتخاب الديمقراطيّين ليس بوسعه و لن يوقف الفاشيّة . ستتّخذ معارضة ما يقوم به نظام ترامب و يتعيّن أن تتّخذ عدّة أشكال مختلفة و تشمل عديد الآفاق السياسيّة المختلفة . لكن من الأهمّية الحيويّة و الاستعجالية بمكان أن لا يساء توجيه هذا و لا تُنتزع قوّته الحقيقيّة بتقييده ضمن و توجيهه نحو السيرورة الانتخابية . بدلا من ذلك ، مقاومة الفاشيّة تحتاج إلى التعبير السريع عن نفسها كتعبأة جماهيريّة لملايين و ملايين الناس ، في الشوارع و في كلّ مؤسّسة ، مصمّمين على منع توطيد هذه الفاشيّة سلطتها و تطبيقها لبرنامجها الرهيب .
( و قد وقع تقديم هذا بوضوح كبير في " نداء للضمير ... نداء للتحرّك " الذى أصدرته منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org ، التي تعمل على توحيد على أوسع نطاق ممكن الناس الذين يعارضون الفظائع التي ما فتأ يقترفها نظام ترامب ، بينما يجرى نشر ذلك شعبيّا و العمل على كسب الناس لتتبنّى و تتصرّف على أساس هذا التوجّه الحيويّ : لا ! باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة ... يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل ! )
كلّ قوّة ، كلّ برنامج ، كلّ طريقة يدعى بها الناس إلى التحرّك ، ينبغي أن يقع تقييمهم انطلاقا من هذا التوجّه و الهدف الحيويّين .
و ، كمسألة واقعيّة ، نضال مصمّم لملايين موحّدة على هذا الأساس هو أفضل وسيلة لكسب أيّ " ناس عاديّين " تمّ عمليّا تضليلهم ليساندوا هذه الفاشيّة .
تحتاج كافة تيّارات الإحتجاج المختلفة و العديدة إلى أن تتوحّد معا ، و بسرعة تجلب إليها عدد أكبر و أكبر من الناس – لتصبح موجة جماهيريّة من الملايين و الملايين المطالبة و المؤكّدة و المصمّمة على تحقيق هذا المطلب في الواقع : يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل !