سجناء حكم الإعدام ينظّمون إعتصاما و إضراب جوع في أكبر سجن في إيران : - لم يعد الوضع قابلا للتحمّل -
شادي الشماوي
2025 / 10 / 22 - 16:49
جريدة " الثورة " عدد 928 ، 20 أكتوبر 2025
www.revcom.us
ملاحظة ناشري أنترنت revcom.us : بلغنا التالي من الحملة العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين في إيران والترجمة إلى الأنجليزيّة ترجمة آليّة وقع تحسينها .
---------------------------------------------------------
بدأ الأمر كيوم عادي رهيب آخر في غزال هيزار ، أكبر سجون دولة إيران . في الوحدة 2 ، حيث يوجد 1.500 سجين محكوم عليهم بالإعدام ، معظمهم بتهم متّصلة بالمخدّرات ، 11 سجينا جرى بعدُ نقلهم إلى السجن الانفرادي إعدادا للإعدام، بينما كان يجرى نقل خمسة آخرين . فجأة ، بات الأمر ببساطة أكبر من أن يحتمل .
مع تقليص السلطات السجنيّة حراستها ، تصرّف السجناء لينشروا إلى العالم أشرطة فيديو هواتفهم الجوّالة و التي تبيّن السجناء يحتلّون الممرّ في الوحدة 2 ، رافعين أناشيد و حاملين لافتات ، و رافضين الطعام كلّه ، و معتنين بالذين وهنت قواهم أو أغمي عليهم. وفي الليلة التالية ، الأسر والمساندون تجمّعوا خارج جدران السجن رافعين شعار" لا للإعدامات".
و أكّد محتجّو الوحدة 2 :
" أبناء و بنات شعبنا الإيراني العزيز ،
قرابة 1.500 سجين محكوم عليهم بالإعدام في الممرّات 1 و 2 و 3 و 4 من الوحدة 2 بسجن غزال هيزار كانوا بصدد تنفيذ إضراب جوع منذ الإثنين ، 13 أكتوبر ، احتجاجا على إعدام زملائنا المساجين ، لقد نفذ صبرنا على كلّ هذا الاضطهاد و وأد حياة المساجين و الشباب .
كلّ يوم و كلّ أسبوع ، نشهد بعض زملائنا المساجين يرسلون إلى الإعدام ، و بعضنا قد أمضى الليل مع كابوس الموت و الإعدام . هذه اللحظات من أكثر اللحظات المؤلمة من حياتنا و حياة أسرنا ؛ الألم و العذاب تواصلا لسنوات . و هذا الوضع لم نعد نقبل تحمّله ".
و سرعان ما التحق سجناء من الوحدتين 3 و 4 ( أين يوجد المساجين السياسيّين ) بسجناء الوحدة 2 . و وفق ما ورد في أحد التقارير ، في الوحدتين 3 و 4 ، خاط المساجين أفواههم تعبيرا عن الوضع الاستعجالي وراء رفضهم الأكل .
و أكّد مساجين الوحدة 4 :
" تصوّروا للحظة أنّ الاضطهاد الذى تشعرون به خارج السجن يقتلنا كلّ يوم داخل السجن . نحن ضحايا يقتلون يوميّا و لا أمل لدينا باستثناء دعمكم و دعم المساجين الآخرين .
نطالب كافة أبناء و بنات وطننا و أصحاب الضمائر أن يفعلوا كلّ ما بوسعهم لإلغاء حكم الإعدام، لإنقاذنا و أصدقائنا . حتّى غدا سيكون الأوان قد فات . لأنّه ما من يوم يمرّ دون نقل زملائنا المساجين إلى الحبس الانفرادي للإعدام لاحقا ، و إذا تركنا وحدنا بعد هذه الاحتجاجات ، سنقتل جميعا ."
و غزال هيزار هو السجن الذى منه انطلقت حركة إضرابات الجوع الأسبوعيّة " ثلاثاء لا للإعدامات " وهي تبلغ اليوم أسبوعه التسعين المتتالي ، و قد انتشرت الحركة إلى 52 سجنا عبر إيران . و كان إضراب الجوع هذا بمثابة اختراق في نشر المطالبة بوضع نهاية لكافة الإعدامات و توحيد المساجين المتّهمين ب " جرائم " سياسيّة و غير سياسيّة . و مع ذلك فإنّ النطاق الواسع و الطبيعة الحاليّة لإضراب الجوع الجاري الآن قفزة ذات دلالة كبيرة .
دعم نساء سجن أفين :
في 14 أكتوبر 2025 ، على وسائل تواصل غلروكه إيراي Golrokh Iraee، نُشر بيان هام تعبّر فيه السجينات السياسيّات في سجن أفين عن دعمها لحراك مساجين غازال هيزار. و تضمّن بعض الإضاءات على الوضع المتغيّر في المجتمع نتيجة إضرابات غزال هيزار .
" اليد التي تمتدّ لتغذّى صاحبها أو صاحبتها أو لتغذى أطفال صاحبها أو صاحبتها يقع قطعها ، و الرأس الغاضب على الفقر و الجوع يشنق . و انتشار الفقر و الفساد و البؤس قسم المجتمع إلى نصفين : النصف الأعلى و النصف الأسفل . لا وجود حتّى لفتات على الموائد لإسكات الجوع .و الذين يشمّرون على ذراعاتهم و الذين يصرخون ضد هذا الفقر و البؤس يدفعون إلى المسلخة .
النظام قد ...حاول أن يحجب المسألة الحقيقيّة – تحديدا ، لافعاليّة نظاميّة و فساد – بتحريك الشعور العام و التشديد على العمليّات الإجراميّة للمدانين ... إنّ الاحتجاج ضد سياسات هذا النظام علامة على نضج الرأي العام .
في المدّة الأخيرة ، أكثر من ألف سجين ينتظرون الإعدام في سجن غزال هيزار تمرّدوا ضد الإعدامات و السياسات القمعيّة للحكومة . النضج السياسي للمساجين المنتظرين للإعدام في سجن غزال هيزار منعطف في تاريخ نضالات الشعب الإيراني ضد القمع و عقوبة الإعدام .
إنّ نساء ساحات سجن أفين تثمّن الحركة القويّة لسجناء غزال هيزار و تقف إلى جانب كافة المحكوم عليهم بالإعدام و إلى جانب أسرهم ، إلى أن يتمّ إلغاء عقوبة الإعدام .
و بالضبط مثلما طالب المحكوم عليهم بالإعدام في سجن غزال هيزار الرأي العام في الأيّام الأخيرة ، نأمل أن يصبح الاحتجاج ضد الإعدامات شأن عام بالنسبة إلى المجتمع . "
و ساق سجين بالوحدة 2 هذه الملاحظة :
" تغيّرت نظرة الناس إلينا ؛ حاولت الحكومة أن تصوّرنا على أنّنا لسنا من البشر ، لكن أثناء إضراب الجوع هذا عدد من زملائنا المساجين نُقلوا إلى المستشفيات ، و قالوا لنا إنّ سلوك الناس أضحى متعاطفا معنا جدّا حالما اكتشفوا أنّنا مساجين من سجن غزال هيزار " و قال إنّ غالبيّة المساجين في هذا الجناح جلبوا إلى هنا نتيجة الفقر و الظلم . " نمضى إلى الغرفة نفسها كلّ يوم من أجل ـابين موتى و صرنا مرهقين من كلّ الحداد على زملائنا المساجين ."
خطر القمع العنيف في سجن غزال هيزار :
جاء في تقرير لجمعيّة " لنحرق القفص "- Burn The Cage أنّ المسؤولين عن السجون طلبوا من المساجين أن يفكّوا الإضراب و وعدوا بالتعليق الوقتي لتنفيذ أحكام الإعدام . و مع ذلك ، رفض المساجين المنتبهين للخداع و الأكاذيب المتكرّرة للسلطات و واصلوا بصمود إضراب جوعهم . و مع اليوم الرابع ، أمسى الكثير من المساجين في غاية الضعف ، و واحد منهم في وضع حرج ، لكنّهم ظلّوا صامدين .
و ورد في تقارير أقرباء للمساجين أنّ هواتف الباحات قُطعت و لم يعد لديهم أيّة صلة بأحبّائهم في الداخل ، بينما استمرّت الإعدامات . و أورد لاحقا محامون أنّ " وسائل التشويش استخدمت لقطع التواصل تماما بين هواتف المساجين و أسرهم عبر الإنترنت ".
و ثمّة تقارير تقول إنّ النوبو- NOPO، " القوّات الخاصّة المعادية للإرهاب " قد التحقت بشرطة السجن داخل السدن و يمكن لسلطات السجن أن تستخدم هذه القوّات كتهديد أو يمكن أن تعدّ لهجوم إجراميّ . و يجب على الناس عبر العالم أن يكونوا يقظين و يستعدّوا إلى تقاسم الأنباء في قادم الأيّام . تابعوا @burnthecage من أجل التغطية اليوميّة و @iranprisonemerg من أجل أخبار باللغة الأنجليزيّة .
و يوفّر انطلاق المقاومة داخل سجن غزال هيزار أيضا بعض الدروس للناس عبر العالم الذين ينهضون بأمواج كبيرة لقتال الأنظمة الفاشيّة و الأنظمة الاضطهادية . أحيانا يمكن للأشياء أن " تتجاوز الحدّ " و تحرّكات مقاومة لفئة أو أخرى من الناس ، على غرار المساجين أو الطلبة ، يمكن أن تتحوّل إلى شرارة لمزيد المقاومة الجماهيريّة التي يمكن بدورها أن تؤثّر في نظرة فئات واسعة من المجتمع . الشجاعة يمكن أن تكون معدية ، عبر جدران السجن أو المحيطات الشاسعة !