الأسرى الفلسطينيون بإسرائيل و النظام السجنيّ الإسرائيليّ الشبيه بالنظام السجني النازيّ
شادي الشماوي
2025 / 10 / 21 - 22:27
جريدة " الثورة " عدد 928 ، 20 أكتوبر 2025
www.revcom.us
" لقد قامت إسرائيل بشيء لا يصدّق حقّا . تمكّنت إسرائيل من تحويل اليهود إلى نازيّين ! "
– بوب أفاكيان ، 10 نوفمبر 2023
فتحت خطّة ترامب ل" السلام " في غزّة نافذة إضافيّة على الفظائع الإسرائيليّة : اختطاف و اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيّين الذين جرى تعذيبهم بخبث .
دعت خطّة ترامب إلى إطلاق سراح " 250 من المساجين المحكومين بالمؤبّد فضلا عن 1700 من سكّان غزّة الذين وقع إيقافهم إثر 7 أكتوبر 2023 ، بما في ذلك كافة النساء و الأطفال في ذلك الإطار . مقابل كلّ أسير إسرائيليّ يسلّم جثمانه ، تسلّم إسرائيل جثث 15 شخصا من غزّة ".
الأسرى الفلسطينيّين لدي إسرائيل :
من هم هؤلاء ال1700 من سكّان غزّة ؟ معظمهم مدنيّون فلسطينيّون وقع إيقافهم في غزّة و نُقلوا إلى إسرائيل ليستخدموا كأوراق مساومة . و بعضهم نعتوا بأنّهم " مقاتلون غير قانونيّين " ، لكن معظمهم لم يحاكموا و لم توجّه لهم تهم أبدا . (1)
بكلمات أخرى ، جلّهم إن لم يكن كلّهم يمكن أن يُعتبروا حقّا رهائنا ! مع ذلك و كلّ الحديث عن الرهائن لدي حماس ، نادرا ما تحدّث ، إن تحدّث ، سياسيّو الولايات المتّحدة و تحدّثت وسائل الإعلام عن الرهائن الفلسطينيّين . و كي نكون واضحين، مسك حماس لرهائن مدنيّين كان جريمة حرب . لكن نطاق نظام الرهائن الإسرائيلي يقزّم ما يمكن أن تحلم به حتّى حماس.
و عندما جرى إطلاق سراح هؤلاء الرهائن الفلسطينيّين ، ظهرت على العديد منهم علامات تجويع و إهمال طبّي و تعذيب و ظهر أنّ البعض قد خسروا وزنا بشكل دراماتيكيّ ، مع شتائم لا تتوقّف أو علامات بيّنة عن التعرّض للضرب .
قال أحد المعتقلين لقناة الجزيرة ، " لقد كانوا يتعرّضون للضرب " أكثر من مرّة في اليوم " و للصدمات الكهربائيّة ، و للرصاص المطّاطيّ . و وصف اعتقالهم على أنّه تمّ في " مسلخ " . و وصف واحد آخر 100 يوم من تقييد اليدين و تعصيب العينين و التعرّض للضرب .
و ذكّر العديد منهم بأمور أكثر تراجيديّة و تشبه الكوابيس . هيثم سالم وقع إيقافه في نوفمبر 2024 . عندما وقع إطلاق سراحه كجزء من اتفاق إيقاف إطلاق النار ، سقط أرضا ممسكا بطنه من شدّة الألم ، وهو يهتزّ يمنة و يُسرة و كانت أطرافه ترتعش. لماذا ؟ لقد علم للتوّ أنّ ابنتيه ، و عمرهما سنتان و خمس سنوات ، و ابنه ، و عمره ثمان سنوات ، و زوجته جميعهم قتلتهم الهجمات الإسرائيليّة قبل أسابيع .
إنّ إطلاق سراح هؤلاء الرهائن مثّل يوما سعيدا بالنسبة إلى الكثير من الفلسطينيّين و الفلسطينيّات ، و من حقّهم ذلك . لكن بينما تمّ تشجيع الإسرائيليّين على الاحتفال ، وقع تهديد الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة بالقنابل المسيلة للدموع و الاعتقالات إذا نظّموا احتفالات .
أدلّة على القتل العنيف و تدنيس جثث الفلسطينيّين و الفلسطينيّات :
إضافة إلى الرهائن الأحياء ، يتعهّد الطرفان بإعادة جثث الرهائن الموتى . لكن بينما على حماس أن تجد جثث الرهائن تحت الأنقاض – إلى جانب بقايا آلاف الفلسطينيّين و الفلسطينيّات الذين قتلهم إسرائيل – كان إسرائيل تبقى على جثامين الفلسطينيّين مرّة أخرى كأوراق مساومة . جاء في تقرير المنظّمة العالميّة للدفاع عن الأطفال – فلسطين في سبتمبر أنّ إسرائيل كانت تحتفظ بأكثر من 750 جثّة ، 45 منها كانت جثث أطفال . و كان هؤلاء في مشارح أو في مقابر غير معروفة.
و هذا أيضا قد كشف عنف إسرائيل الشبيه بعنف النازيّة و نزع الإنسانيّة و قتل الفلسطينيّين ، الذين كانت إسرائيل وكان امبرياليّو الولايات المتّحدة يحجبونهم لمدّة طويلة في صمت .
أوّلا ، عديد الجثامين تقع إعادتهم بقلا أيّ شيء بتاتا يخوّل تحديد هويّتهم . قال مسؤولون في مستشفى ناصر ، إنّهم " لم يحصلوا على أيّة معلومات حول من يكونوا أو كيف أمسكت بهم إسرائيل "، هذا ما جاء في تقرير لجريدة " النيويورك تايمز " . الجثث " لم تكن تحمل سوى أرقام وضعتها إسرائيل لكنّها لم تكن تحمل أسماء " .
أجبرت هذه الهمجيّة الأسر على البحث عبر الصور ، محاولة بيأس العثور على جثث أحبّائهم ضمن الجثامين التي أعادتها إسرائيل .
و حتّى أكثر وحشيّة ، حسب قناة الجزيرة ، كانت عديد الجثث تحمل علامات تعذيب و جراح طلقات ناريّة و كانت أيديهم و أرجلهم مكبّلة . و البعض لا يزال بعدُ يحمل عصابات على العيون ، ما يشير أنّه قد وقع بإيجاز إعدامهم . و تحمل جثث أخرى آثارا عربات مدفعيّة . (2)
وصف المدير العام لوزارة الصحّة في غزّة الجثث على أنّها " مقيّدة مثل الحيوانات و معصوبة العينين " و أنّها كانت " تحمل علامات تعذيب و حروق فظيعة تكشف مدى الجرائم المرتكبة سرّا . "
نشر مسؤول في أوروماد لحقوق الإنسان تقريرا يقول إنّه وقع تفحّص الجثث التي " تحمل علامات واضحة عن الشنق و آثار حبال حول العنق و جراح عن قرب من بنادق و تقييد أياد و أرجل بقيود بلاستيكيّة و عصابات على العيون ."
و يمكن أن تكون إسرائيل قد جمّعت أعضاء من أجساد بعض الفلسطينيّين . و يؤكّد مسؤول في وزارة الإعلام في غزّة ، " عندما تفحّصنا الجثامين ، وجدنا أنّ الكثير من الأعضاء مفقودة . هناك أنصاف جثث و جثث دون رؤوس و دون أطراف، و دون عيون و دون أعضاء باطنيّة " .
النظام السجنيّ الإسرائيليّ : " الجبهة الثالثة " للإبادة الجماعيّة :
كلّ هذا ليس إلاّ رأس الكتلة الجليديّة للنظام السجنيّ الوحشيّ و الطويل المدى الإسرائيليّ .
منذ 1967 ، ما يقدّر بمليون فلسطيني و فلسطينيّة وقع اعتقالهم و سجّنوا بإسرائيل ، وفق أندرو روس الأستاذ بجامعة نيويويرك الذى يصف سجون إسرائيل ب " الجبهة الثالثة " من حربها ضد الفلسطينيّين و الفلسطينيّات في الضفّة الغربيّة و غزّة .
و منذ 7 أكتوبر 2023 ، أكثر من 19.000 فلسطيني و فلسطينيّة جرى اعتقالهم في الضفّة الغربيّة الفلسطينيّة و القدس و اليوم ، أكثر من 11.000 فلسطينيّ و فلسطينيّة لا زالوا أسرى في السجون الإسرائيليّة . و قرابة الثلث دون تهم أو محاكمات، تحت " الإيقاف الإداري " . و يشمل هذا 400 طفل !
و جاء في تقرير منظّمات حقوق الإنسان أنّ السجناء الفلسطينيّين " عُرضة للضرب و التعذيب و الاغتصاب و منتهى الحرمان الرجال و النساء تكلّموا عن الصوت العالي للموسيقى لساعات دون توقّف و عن هجمات الكلاب و الإغراق في الماء و التعليق و العنف الجنسيّ الشديد القائم على الجندر ".
" و قع تقليص الغذاء إلى وجبة للبقاء على قيد الحياة ، و لم يكن لدينا ماء ساخن ، و لا وقت للخروج إلى ساحة أو مستلزمات صحّية ، و لا تواصل مع الخارج ، و كانوا محشورين في زنازين ثلاثة أمتار على أربعة من المفترض أن يوجد فيها نصف العدد " ، هذا ما صرّح به سجين لروس أندرو . " كنت في السجن قبل ذلك ، و لم يعد هذا سجنا ، إنّه جحيم دانتي ".
طوال السنتين الماضيتين ، أكثر من 77 سجين قُتلوا في السجن . و بعض جثثهم لم تُرجع أبدا لأسرهم .(3)
رغم المطالب الواسعة الإنتشار بإطلاق سراحهم ، واصلت إسرائيل سجن وجوه فلسطينيّة بارزة بمن فيها الدكتور حسام أبو صفيّة ، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهية و المعروف على نطاق واسع و القائد السياسي المحترم مروان البرغوثيّ الذى تعرّض مؤخّرا إلى الضرب المبرح بخبث على يد حرّاس السجن الإسرائيليّين . (4)
هوامش المقال :
Diane Buttu 1- " و بالمناسبة ، هناك ما يقارب ألف إنسان من غزّة لا زالوا في السجون الإسرائيليّة " ، هكذا كتب and Daniel J. Watkin في جريدة
the New York Times
2. .Pressure Grows on Israel to Allow More Aid into Gaza, Democracy Now!, October 15, 2025
3. Andrew Ross, The Israel-Gaza War Always Had an Unacknowledged Third Front, New York Times, October 15, 2025
4. Palestinian Political Prisoners’ Group Says Israeli Guards Brutally Beat Marwan Barghouti, Democracy Now!, October 16, 2025