جبهة الشباب الاشتراكي في الدنمارك تنهي تعاونها مع حزب اللائحة الموحدة اليساري (إنهيدسليستن)
يوناس نايڤِلت
2025 / 10 / 21 - 22:01
أربعةٌ وعشرون عامًا. هذه هي المدة التي استمر فيها التعاون بين جبهة الشباب الاشتراكي (SUF) وحزب اللائحة الموحدة اليساري (Enhedslisten) منذ تأسيس الجبهة عام 2001. وجاء قرار إنهاء التعاون نتيجةً لاستياء الجبهة من التطور الذي يشهده الحزب في نظرها، إضافة إلى الخلاف حول سياسة الحزب تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقد أجرت مجلة سوليداريتيت (Solidaritet) مقابلة مع ممثلي الجبهة حول القرار.
الكاتب: يوناس نيفلت (Jonas Neivelt)
أعلنت جبهة الشباب الاشتراكي إلغاء اتفاقية التعاون التنظيمي مع حزب اللائحة الموحدة. وجاء القرار خلال الاجتماع العام الكبير للجبهة الذي انعقد في عطلة نهاية الأسبوع بتاريخ 18–19 أكتوبر، حيث صوّتت أغلبية كبيرة من المشاركين لصالح بيانٍ ينهي التعاون الذي استمر منذ تأسيس الجبهة عام 2001.
وبحسب موقعها الإلكتروني، تضم الجبهة حوالي 600 عضو، ما يجعل القرار تاريخيًا بالنسبة لها، كما أكد المتحدث باسم قيادتها إميل لارسن في مقابلة هاتفية مع سوليداريتيت. ومع أن القرار يُعدّ تاريخيًا، إلا أن لارسن يعتبره في الوقت ذاته تحررًا للجبهة، كما ورد في البيان:
"لقد قضينا في SUF وقتًا وجهدًا كبيرين في محاولة مواكبة مواقف اللائحة الموحدة، لكننا بصراحة لم نعد نريد إهدار تلك الطاقة، خاصة بعد أن أصبحنا مختلفين في قضايا أساسية وجوهرية."
قضيتان رئيسيتان: الناتو وفلسطين
هناك عدة نقاط خلاف بين SUF واللائحة الموحدة، لكن البيان الصادر عن الاجتماع العام أوضح أن الجبهة لم تعد قادرة على التعاون مع حزب يدعم، على سبيل المثال، استمرار عضوية الدنمارك في حلف الناتو. وجاء في البيان أن الناتو هو "القوة الإمبريالية الرائدة في العالم".
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، أكد حزب اللائحة الموحدة في مؤتمره السنوي أن انسحاب الدنمارك من الناتو ليس أولوية في الوقت الحالي.
وعن سؤال حول كيف يمكن اعتبار الناتو القوة الإمبريالية الأولى في العالم بينما روسيا هي التي تغزو جيرانها، أجاب إميل لارسن:
"نحن في SUF نرى أن حرب روسيا في أوكرانيا حربٌ إمبريالية، ولكننا نعتقد أيضًا أن الناتو بقيادة الولايات المتحدة هو القوة الإمبريالية الأبرز عالميًا. إن التسلح الدنماركي الذي يدعمه الآن حزب اللائحة الموحدة هو دعم مباشر لمشروع الناتو الإمبريالي. فتركيا تشن حملات عسكرية ضد جيرانها، وحروب العراق وأفغانستان كانت أيضًا دليلًا على الطبيعة الإمبريالية للناتو. قد تكون تلك الحروب مضت منذ سنوات، لكننا لا نرى أن عقلية الناتو قد تغيّرت جذريًا."
ويضيف لارسن أن القضية لا تقتصر على الناتو فحسب، بل تشمل أيضًا تردد اللائحة الموحدة في دعم النضال الفلسطيني، مما أعاق عمل SUF في هذا المجال. ويعتقد أن الانفصال عن الحزب سيفتح آفاقًا جديدة للجبهة:
"لقد شعرنا أن اللائحة الموحدة كانت تُقيد عملنا داخل حركة التضامن مع فلسطين. نريد أن نظهر للشباب أن هناك تنظيمًا سياسيًا ثوريًا حقيقيًا للشباب. ونأمل أن يؤدي هذا القرار إلى تعاون أكبر مع أطراف يسارية أخرى، مثل رفاقنا في حركة فلسطين."
“تطورات داخل اللائحة الموحدة”
لكن الأسباب لا تقتصر على السياسة الخارجية. فبحسب لارسن، نوقش موضوع إنهاء التعاون عدة مرات خلال السنوات الماضية، خصوصًا عند حدوث ما يسميه "تطورات داخل الحزب". ويشير البيان إلى أن الحزب تطوّر ليصبح، بحسب وصف SUF، حزبًا قوميًا وإصلاحيًا على النمط الاجتماعي الديمقراطي.
وردًا على سؤال سوليداريتيت عن متى بدأت الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ داخل الحزب، أجاب لارسن:
"لقد كانت عملية طويلة الأمد. في السنوات الأخيرة شعرنا أن الحزب أصبح أكثر مركزية في قراراته، وكأن كتلة البرلمان تملك حرية مطلقة على حساب اللجنة المركزية. على سبيل المثال، حملتهم الانتخابية بعنوان (أقل من ترامب، وأكثر من الدنمارك) كانت في رأينا قومية للغاية. المتحدث السياسي للحزب يهيمن على موقعهم الرسمي بالكامل تقريبًا. وبشكل عام، تطور الحزب في اتجاه دعم الاتحاد الأوروبي والناتو وسياسة التسلح، ونحن في SUF نعارض ذلك جذريًا."
ويضيف لارسن أن التعاون بين الطرفين أصبح في الحياة اليومية شبه معدوم:
"لاحظنا أن مجموعاتنا المحلية أصبحت تتعامل أقل فأقل مع اللائحة الموحدة، والحماس خلال الحملات الانتخابية تراجع بشكل واضح. ومع ذلك، أؤكد أننا نحترم استقلالية فروعنا المحلية، فإذا أراد أحد الفروع دعم حملة بلدية لصالح الحزب، فلهم كامل الحرية في ذلك. وقد أعددنا في بعض الحالات موادًا دعائية انتخابية بالفعل."
رد مكتوب من حزب اللائحة الموحدة
بعد قرار SUF، لم يبقَ لدى اللائحة الموحدة سوى منظمة شبابية واحدة متعاونة معها وهي الشباب الأحمر-الأخضر (Rød-Grøn Ungdom)، التي ما زال التعاون معها قائمًا.
مجلة سوليداريتيت تواصلت مع الحزب للحصول على تعليق رسمي، فأجاب راسموس هولم نيلسن، المسؤول في اللجنة التنفيذية للحزب، برسالة إلكترونية جاء فيها:
"نأسف لأن SUF اختارت مغادرة المجتمع المشترك الذي يسعى إلى توحيد وتقوية اليسار.
ومع ذلك، فوجئنا بشدة من وصف SUF للحزب بأنه حزب مركزي قومي أو اجتماعي ديمقراطي — فهذا ببساطة غير صحيح.
نحن ثابتون على القيم والسياسات التي أُقرت ديمقراطيًا في مؤتمراتنا السنوية. هذا ليس تحكمًا من القمة، بل هو ممارسة للديمقراطية العضوية. وبالطبع نحترم أن SUF اختارت المضي في اتجاه مختلف."
ٍ
النص الاصلي بالدنماركية:
https://solidaritet.dk/socialistisk-ungdomsfront-stopper-samarbejdet-med-enhedslisten/