العبوديّة الطّوعيّة.. لماذا نقيّد أنفسنا بالسلاسل؟


محمد قاسم نصيف
2025 / 10 / 15 - 21:07     

لا أظن أن تحرّر الشعوب من عبوديتها ثم تحرّرها من ملوكها الفاسدين سيكون قريبًا، خاصة مع تتالي الأجيال التي تعوّدت على الخضوع فأنتجت لنا ما يسميه المفكر الفرنسي بـ”المواطن المستقر”
ان المواطن المستقر، يشير هذا المفهوم إلى الفرد الذي يعيش بشكل مستقر ومنتظم في مجتمعه، وينخرط بشكل طبيعي في النظام السياسي والاجتماعي، هناك جدل حول ما إذا كان هذا الاستقرار ينبع من اختيار الفرد الحر أم من فرض النظام السياسي والاجتماعي عليه.
العبودية الطوعية، هذا المفهوم يشير إلى الوضع الذي يختار فيه الفرد طوعًا الخضوع لسلطة أو نظام معين، على الرغم من إمكانية التحرر منه، هناك نقاشات حول ما إذا كانت هذه “العبودية” حقيقية أم مجرد تحالف واختيار من الفرد لتحقيق مصالحه. بشكل عام، هناك آراء متباينة حول هذه المفاهيم وما إذا كانت تعكس حالة الاختيار الحر للفرد أم هي نتاج لقوى خارجية.


يمكن القول إن مفهوم المواطن المستقر والعبودية الطوعية قد يكونان وجهين لعملة واحدة وهذا قد ينشأ من قبول الفرد طوعًا للقيود والأنظمة المفروضة عليه من قبل المجتمع أو الدولة. بمعنى أن الفرد يختار الامتثال للنظام القائم، حتى لو كان ينطوي على درجة من “العبودية”، مقابل الاستقرار والأمان الذي يحصل عليه، في المقابل، العبودية الطوعية قد تكون الثمن الذي يدفعه الفرد للحصول على استقرار المواطن والانتماء للمجتمعي. يتنازل عن بعض حريته الفردية مقابل الحصول على المزايا التي يوفرها النظام. هذا الارتباط بين المفهومين قد ينتج آثارًا مهمة على المستوى الفردي والاجتماعي، الفرد قد يشعر بالارتياح والاستقرار النفسي لكنه يضحي بكل حريته الشخصية، المجتمع قد يتسم بالنظام والاستقرار السياسي والاجتماعي، لكن على حساب تقييد حريات الأفراد.

ومهما كان المفهوم المستخدم للدلالة على العبودية الطوعية فإن هناك سمات مشتركة تميز الحكام الطغاة الذين يقهرون شعوبهم ويسعون لاستعبادهم سواء كانوا غزاة من الخارج أو مستبدين من الداخل وضحها كتاب كثير في شئن العبودية المختاره وهي : طريقة الوصول إلى الحكم أو البقاء في الحكم تكون غير مشروعة , وعدم الاعتراف بقانون أو دستور في البلاد فإرادته هي والقانون ورغبته هي الدستور , وتسخير كل موارد البلاد لإشباع رغباته وملذاته , وعدم الخضوع للمساءلة والمحاسبة والرقابة من أي نوع , والاقتراب من التأله والتعالي والتكبر على شعبه , وإذلالهم بالقهر والقوة , وأنه يقرّب المنافقين والانتهازيين إليه ويُبعد المخلصين والصادقين عنه , إضافة للسخرية والاستهزاء والاستهتار بالآخرين من شعبه.

وفي الختام فالعبودية لا يُمكن أن تكون طوعية وإن بدت في الظاهر كذلك , لأنها تتناقض مع الطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية على حب الحرية وكراهية العبودية , فهي عبودية جبرية بشكل أو بآخر سواء بالقهر أو الغفلة أو الخداع , فإن سكت شعبٌ ما على العبودية حينٌ من الدهر وبدا إنه رضخ لحكم الطغاة المستكبرين , فإنه لن يقبل بالعبودية إلى ما لا نهاية , ولن يرضى بالذل طوال الدهر , فلا بد أن تأتي لحظة الانفجار في وجه الطغيان , ولا بد أن يستفيق الشعب من سباته وتنهض الأمة من كبوتها … فتتحطم أغلال العبودية وتنكسر قيود الذل … وتُستعاد الحرية المفقودة؟؟؟

ان المواطن المستقر، يشير هذا المفهوم إلى الفرد الذي يعيش بشكل مستقر ومنتظم في مجتمعه، وينخرط بشكل طبيعي في النظام السياسي والاجتماعي، هناك جدل حول ما إذا كان هذا الاستقرار ينبع من اختيار الفرد الحر أم من فرض النظام السياسي والاجتماعي عليه.
العبودية الطوعية، هذا المفهوم يشير إلى الوضع الذي يختار فيه الفرد طوعًا الخضوع لسلطة أو نظام معين، على الرغم من إمكانية التحرر منه، هناك نقاشات حول ما إذا كانت هذه “العبودية” حقيقية أم مجرد تحالف واختيار من الفرد لتحقيق مصالحه. بشكل عام، هناك آراء متباينة حول هذه المفاهيم وما إذا كانت تعكس حالة الاختيار الحر للفرد أم هي نتاج لقوى خارجية.
يمكن القول إن مفهوم المواطن المستقر والعبودية الطوعية قد يكونان وجهين لعملة واحدة وهذا قد ينشأ من قبول الفرد طوعًا للقيود والأنظمة المفروضة عليه من قبل المجتمع أو الدولة. بمعنى أن الفرد يختار الامتثال للنظام القائم، حتى لو كان ينطوي على درجة من “العبودية”، مقابل الاستقرار والأمان الذي يحصل عليه، في المقابل، العبودية الطوعية قد تكون الثمن الذي يدفعه الفرد للحصول على استقرار المواطن والانتماء للمجتمعي. يتنازل عن بعض حريته الفردية مقابل الحصول على المزايا التي يوفرها النظام. هذا الارتباط بين المفهومين قد ينتج آثارًا مهمة على المستوى الفردي والاجتماعي، الفرد قد يشعر بالارتياح والاستقرار النفسي لكنه يضحي بكل حريته الشخصية، المجتمع قد يتسم بالنظام والاستقرار السياسي والاجتماعي، لكن على حساب تقييد حريات الأفراد.

ومهما كان المفهوم المستخدم للدلالة على العبودية الطوعية فإن هناك سمات مشتركة تميز الحكام الطغاة الذين يقهرون شعوبهم ويسعون لاستعبادهم سواء كانوا غزاة من الخارج أو مستبدين من الداخل وضحها كتاب كثير في شئن العبودية المختاره وهي : طريقة الوصول إلى الحكم أو البقاء في الحكم تكون غير مشروعة , وعدم الاعتراف بقانون أو دستور في البلاد فإرادته هي والقانون ورغبته هي الدستور , وتسخير كل موارد البلاد لإشباع رغباته وملذاته , وعدم الخضوع للمساءلة والمحاسبة والرقابة من أي نوع , والاقتراب من التأله والتعالي والتكبر على شعبه , وإذلالهم بالقهر والقوة , وأنه يقرّب المنافقين والانتهازيين إليه ويُبعد المخلصين والصادقين عنه , إضافة للسخرية والاستهزاء والاستهتار بالآخرين من شعبه.

وفي الختام إنّ الطاعة الطوعية للشعوب ليست قدرًا طبيعيًا، ولا فطرةً غريزية، بل هي نتيجة عملٍ منهجي تمارسه السلطة عبر أدواتها، إذ تُخيّر الشعوب بين عذاب السعي نحو الحرية وبين وعود الرفاهية والراحة. غير أن الإنسان، في جوهره، تَوّاق إلى الحرية بالفطرة، ما يجعل من السلطة قوّة تعمل على إبعاده عن ذاته الحقيقية.

ويُعَدّ المفكر الفرنسي دولابويتي من أوائل المفكرين الذين منحوا لفكرة الحرية بُعدًا اشتراكيًا، حيث اعتبرها السمة الطبيعية الوحيدة المشتركة بين جميع أفراد المجتمع.