بوب أفاكيان – الثورة عدد 140 : عنصريّة صارخة و فاشيّة سافرة يتمّ الإحتفال بهما بشكل مفضوح و رسميّا – و المعرضون لهما يتمّ تهديدهم و الهجوم عليهم و طردهم من مواطن شغلهم
شادي الشماوي
2025 / 10 / 14 - 00:38
جريدة " الثورة " عدد 925 ، 29 سبتمبر 2025
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة عدد 140 .
في المدّة الأخيرة ، أصدر مجلس النواب قرارا يكرّم " حياة و إرث " شارلي كيرك . و تقريبا في الوقت نفسه ، نظّم فاشيّو ترامب / الماغا " مسيرو نورنبارغ " لتكريم كيرك ، مع ترامب في دور هتلر . ( مدينة نورنبارغ كانت مكان أهمّ مسيرات أدولف هتلر و النازيّين الذين حكموا ألمانيا في ثلاثينات القرن العشرين و السنوات الأولى من أربعيناته خلال الحرب العالميّة الثانية ).
لتكرار ما قلته في رسالتى عدد 136 : كي نكون واضحين – و كما أوضحنا نحن الشيوعيّين الثوريّين – إغتيال شارلي كيرك كان خاطئا جدّا و لا يتعيّن تبريره [اّي شكل من الأشكال ، فما بالك التهليل له . في الوقاع هذا الإغتيال تسبّ[ في ضرر كبير - بما في ذلك الطريقة التي إستغلّ بها فاشيّو ترامب / الماغا هذا حتّى لمزيد تصعيد الهجمات على " أعدائهم ".
وفي الوقت نفسه ، لا يجب على أيّ كان أن يحتفي ب" حياة و إرث " شارلي كيرك - مثلما لا يجب تكريم " حياة و إرث " قادة الكلوكلوكس كلان أو كنفدراليّة ملاّكي العبيد . كان كيرك عنصريّا صارخا – الذى ، ضمن أشياء أخرى ، هاجم بوحشيّة سود بارزون و أعلن أنّ إصدار قانون الحقوق المدنيّة سنة 1964 كان " خطأ كبيرا " . و في الرسائل السابقة ، أشرت إلى مجرّد بعض المواقف الشنيعة حقّا التي أصرّ كيرك على إطلاقها . و على موقع أنترنت revcom.us ( و مصادر أخرى على الأنترنت ) ، يمكن الإطّلاع على مزيد الشروحات التامة لهذا : قائمة طويلة من الكلمات و الأفعال المريعة حقّا لكيرك ذاته ، بما فيها عنصريّته و كرهه للنساء و كذلك السمّ القاتل تماما تجاه المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا ، و تعصّبه المعادي بشمول للعلم و ترويجه لتفوّق البيض الذكوري المسيحي ( الشمار إليه عموما الآن ب " القوميّة المسيحيّة " ) .
و مثلما حلّلت في خطابي سنة 2017 :
" هناك خطّ مباشر من الكونفدرالية إلى فاشيّي اليوم ، و علاقة مباشرة بين دفاعهم عن تفوّق البيض ، و مقتهم و كرههم السافرين للمثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا و كذلك للنساء ، و نبذهم المتعمّد للعلم و المنهج العلميّ ، و نعرتهم القوميّة الخام ل " أمريكا أوّلا " و تسويقهم ل " تفوّق الحضارة الغربيّة " و الاستخدام العدواني للقوّات العسكريّة ، بما في ذلك تعبيرهم عن رغبتهم و تهديداتهم الصارخة باستخدام الأسلحة النوويّة ، لتدمير بلدان . "
و إنّه لعلامة بارزة عن المدي الذى وصلته الأمور ، و كيف أصبحت الأشياء شنيعة بشكل منحرف ، أنّ حتّى أناسا قد أكّدوا بوضوح أنّ اغتيال كيرك كان خطأ ، و أشاروا كذلك إلى كلمات و أفعال كيرك عينه لتبيان لماذا لا يجب تكريمه ، وقع تهديدهم و في عدد من الحالات أُطردوا من مواطن شغلهم و مناصبهم . و هذا أيضا " إرث " شارلي كيرك – الذى صنع اسمه منظّما الطلبة لتكوين قوائم مراقبة للأساتذة و طردهم ل " انتهاك " أفكارهم الدوغمائيّة الجنونيّة المسيحيّة الفاشيّة . و قد جاء في تقارير عديد الأساتذة أنّه لم تقع هرسلتهم و مطاردتهم وحسب و إنّما كذلك تهديدهم بالقتل و أيضا بالاغتصاب من قبل أتباع كيرك المتعصّبين و قوائم المراقبة .
و في حال أنّ أيّ شخص لا يزال يحتاج إلى مزيد من الأدلّة على كون الحزب الديمقراطي ، و قيادته بوجه خاص ، لن تطرح ، بمبادرتها الخاصة و بشروطها الخاصة ، نوع القتال المصمّم الذى هناك حاجة لخوضه ضد فاشيّة ترامب / الماغا العدوانيّة هذه ، نمدّه بالتالي : لم يصوّت الجمهوريّون فقط في مجلس النواب على القرار المكرّم ل " حياة و إرث " شارلي كيرك – صوّتت له أيضا أغلبيّة كبيرة من الديمقراطيّين ، بمن فيهم حكيم جفريس ، " قائد " النوّاب الديمقراطيّين ، و الليبرالي البارز جامي راسكين .
واقع أنّ الحزب الديمقراطي بيّن مرّة أخرى أنّه ، بمبادرته الخاصة و على أساس " السيرورات العاديّة " التي هو مصمّم على الدفاع عنها ، لن يخوض قتالا جدّيا ضد هذه الفاشيّة – هذا لا يدلّل بوضوح أنّه لا يمكن خوض أيّ قتال جدّيّ ضد هذه الفاشيّة . ما يدلّل عليه بوضوح هو أنّ الناس الشرفاء ، بالملايين وعشرات الملايين ، الذين يمقتون من قلوبهم هذه الفاشيّة، يجب أن يمسكوا بأنفسهم المبادرة ، و ينهضوا نهوضا غير عنيف لكن بتصميم قويّ ليعيدوا الأمور إلى نصابها ، منشئين " زلزالا سياسيّا من الأسفل " يكون جماهيريّا و يخلق أزمة سياسيّة بحيث تفضح بأكثر حدّة الطبيعة نظام ترامب الفاشيّ اللاشرعيّ تماما ، و يحدث و يدفع نحو منعرجات و إعادة اصطفاف كبيرتين عبر المجتمع ، بما في ذلك ضمن المؤسّسات السائدة و الحاكمة ، إلى درجة أنّه لا يعود بإمكان هذا النظام السير و لا يعود بإمكانه البقاء في السلطة .
و هذا يعنى توحيد حتّى أعداد أكبر من ذي قبل في مظاهرات 18 أكتوبر " لا ملوك 2.0 " ، التي دعا إليها Invisible و آخرون . و يعنى التقدّم بناء على ذلك في التنفيذ الجماهيري للنداء الصادر عن منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org لتعبأة غير عنيفة لكن قويّة و الالتقاء في واشنطن دى سى ، في 5 نوفمبر ، بمطلب موحِّد واحد للملايين و الملايين : يجب على نظام ترامب الفاشي الرحيل – الآن !
مهما كانت المظاهرات الجماهيريّة و الاحتجاجات الأخرى مهمّة ، و تتواصل أهمّيتها ، فإن تعبأة 5 نوفمبر و الالتقاء في واشنطن دى سى يمثّلان الإمكانيّة الواقعيّة الوحيدة لإلحاق الهزيمة عمليّا بهذا النظام الفاشيّ و ترحيله ، قبل أن يمنع هذا النظام بالقوّة و تماما أيّة إمكانيّة واقعيّة لمعارضته معارضة فعليّة .
و في رسالتى القادمة ، سأتعمّق في هذا بصفة أتمّ ، بما في ذلك المسائل الكبرى : كيف يمكن أن تكون لمثل هذه التعبئة الجماهيريّة و الالتقاء الجماهيريّ عمليّا إمكانيّة واقعيّة للنجاح في ترحيل نظام ترامب الفاشيّ ؟ و ماذا إذا أخفقنا ؟