بيان هام لبوب أفاكيان – الثورة عدد 141 : يداهمنا الوقت بصفة إستعجاليّة – لترحيل نظام ترامب الفاشيّ
شادي الشماوي
2025 / 10 / 3 - 16:22
جريدة " الثورة " عدد 925 ، 29 سبتمبر 2025
www.revcom.us
بوب أفاكيان – الثورة 141 .
طوال الثلاثين سنة الماضية ، حلّلت كيف أنّ الحزب الجمهوريّ كان يتحرّك نحو باتجاه الفاشيّة منذ ستّينات القرن العشرين، بمزيد من القفزات مذّاك ليصبح أكثر فأكثر سفورا في فاشيّته . و الآن ، مع " عودة " نظام ترامب ، هذه الفاشيّة في هيجان فالت من عقاله .
كان ليكون أفضل بكثير – من المرجّح جدّا أنّنا لم نكن لنواجه الوضع الرهيب الذى نحن نواجهه اليوم – لو لم يقع عادة تجاهل هذا التحليل الذى دقّ ناقوس الخطر حول الفاشيّة الواقعيّة جدّا أو التفاعل معه بمقاومة عنيدة و تهم سخيفة مضلّلة بأنّه " جزوع ". في عدد من الأوضاع الحرجة طوال العقود الماضية ، أولئك منّا الذين أدركوا هذا التطوّر الفاشيّ على أنّه كذلك ، دعوا إلى تعبأة جماهيريّة لإلحاق الهزيمة به – لكن ، رغم تفاعل البعض مع هذا النداء ، الملايين الذين كان ينبغي أن يتبنّوه لم يتفاعلوا معه . لذا ، الآن ، نحن في هذا الموقع . و بينما ليس علينا أن " نعيش " في الماضي ، يتعيّن علينا نهائيّا التعلّم منه .
كلّ يوم يعاد هذا بأكثر فأكثر قوّة و قسوة : لا يمكن التعايش مع فاشيّة ترامب / الماغا هذه [ MAGA= جعل أمريكا عظيمة من جديد "- المترجم ] – يجب ترحيلها من السلطة قبل أن تقترف حتّى المزيد من الفظائع المريعة و تمنع بالقوّة أيّة إمكانيّة للمقاومة .
المسألة العميقة التي يواجهها الآن كافة الناس النزهاء هي : هل سننهض معا ، بالملايين ، للقيام بما نحتاج القيام بع بشكل استعجالي، لترحيل نظام ترامب الفاشيّ هذا الذى يمثّل سوطا رهيبا بالنسبة للإنسانيّة و تهديدا جدّيا جدّا لمستقبل الإنسانيّة ؟
و هذا يعنى المقاومة النشيطة – متحدّين جماهيريّا و مطالبين بأن ترفض كافة المؤسّسات الامتثال ل- إملاءات هذا النظام الفاشيّ .و هذا يعنى الوحدة بأعداد أكبر حتّى من ذي قبل في 18 أكتوبر في مظاهرات " لا ملوك 2.0 " عبر البلاد . و ، الأكثر حيويّة ، يعنى بنشاط تبنّى النداء الذى أصدرته منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org وهو مفتوح للجميع :
" آن الأوان ل ...سقوط نظام ترامب الفاشيّ - بداية من 5 نوفمبر 2025 بواشنطن دى سى " و ممّا ورد فيه :
" الفاشيّة لم تعد تهديدا يلوح في الأفق ، إنّها تسحقنا الآن .
الأمل الوحيد للإنسانيّة بالنسبة إلى الناس المحترمين في هذه البلاد هو النهوض بالملايين . ليس بوسعنا أن ننتظر المستقبل و الانتخابات المدبّرة . علينا أن نرحّل نظام ترامب الفاشيّ من السلطة .
بداية من 5 نوفمبر ، ذكرى مرور السنة الأولى على انتخاب ترامب ، يجب أن نغمر واشنطن دى سى باحتجاجات غير عنيفة . لنحاصر البيت الأبيض . لنحاصر الكابيتول . لنحاصر المحكمة العليا اللاشرعيّة التي يسيطر عليها الفاشيّون . و لنعد إلى فعل ذلك المرّة تلو المرّة . و عبر البلاد لنرفض الامتثال . كلّ شخص واع ، الملايين منّا معا ، واجبهم إيقاف آلة النظام الفاشيّ .
لا تتوقّفوا إلى أن يتمّ ترحيل ترامب . "
لماذا واشنطن دى سى ؟ لأنّ مقرّ الحكم موجود بها – هي المكان الذى تتمركز فيه سلطة هذا النظام الفاشيّ و المكان الذى يمكن أن تؤثّر عليه الجماهير الشعبيّة بالطريقة الأكثر تركيزا و قوّة .
في عدد من الرسائل – بما في ذلك الرسالة السابقة ( عدد 140 ) - تحدّثت عن الوسائل الأساسيّة التي بواسطتها يمكن عمليّا ترحيل هذا النظام من السلطة : الناس الشرفاء ، بالملايين وعشرات الملايين ، الذين يمقتون من قلوبهم هذه الفاشيّة ، يجب أن يمسكوا بأنفسهم المبادرة ، و ينهضوا نهوضا غير عنيف لكن بتصميم قويّ ليعيدوا الأمور إلى نصابها ، منشئين " زلزالا سياسيّا من الأسفل " يكون جماهيريّا و يخلق أزمة سياسيّة بحيث تفضح بأكثر حدّة الطبيعة نظام ترامب الفاشيّ اللاشرعيّ تماما ، و يحدث و يدفع نحو منعرجات و إعادة اصطفاف كبيرتين عبر المجتمع ، بما في ذلك ضمن المؤسّسات السائدة و الحاكمة ، إلى درجة أنّه لا يعود بإمكان هذا النظام السير و لا يعود بإمكانه البقاء في السلطة .
هناك عديد الأشخاص و القوى في صفوف المؤسّسات الحاكمة – او لها علاقات قويّة و ربّما تأثير هام على هذه المؤسّسات – يشعرون بعمق كبير بالقلق أو هم حتّى يعارضون بقوّة لرؤيتهم كيف أنّ نظام ترامب الفاشيّ " يدوس الدستور والقانون، و يحطّم تجربتنا الأمريكيّة العظيمة في الديمقراطيّة " و " يقوّض و يضرّ جدّيا سمعة بلادنا في العالم ". و كشيوعي ثوري طوّر الشيوعيّة الجديدة كإطار عام جديد لتحرير الإنسانيّة ، لديّ فهم مغاير جوهريّا لطبيعة النظام الذى يحكم هذه البلاد و دوره في العالم ؛ لكن ، في الوقت نفسه ، لديّ إدراك واضح للفرق الواقعي جدّا لما يصنعه ، بطريقة رهيبة بعمق ، حين لا يكون هناك حتّى زعم ديمقراطي و الحقوق الأساسيّة تُداس بسفور . و على ضوء الحاجة الاستعجالية لإلحاق الهزيمة و ترحيل نظام ترامب الذى يفرض دكتاتوريّة فاشيّة سافرة ، و على ضوء الأهمّية الحيويّة لتوحيد كلّ من يمكن توحيدهم لترحيل هذا النظام ، أعترف بالدور الهام الخاص الذى يمكن أن ينهض به مثل هؤلاء الناس و هذه القوى ذوى العلاقات و التأثير على مؤسّسات مفاتيح ، في ما يتّصل بهذه الحاجة الملحّة . و أعترف أيضا بأنّهم لن يشعروا بأنّهم في آن معا مضطرّين و قادرين على النهوض بهذا الدور إلاّ متى وُجد ، فعلا ، نوع " الزلزال السياسي الجماهيري من الأسفل " ، الذى يمكن أن ينجم عن تبنّى الملايين لنداء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " ، و على هذا النحو نتحرّك لإيجاد نوع من الأزمة السياسيّة بحيث أنّ هذا " الزلزال السياسي من الأسفل " ، ممتزجا مع اشتداد الانقسامات صلب المؤسّسات المهيمنة و الحاكمة ، يمكن أن يؤدّي إلى الإطاحة بنظام ترامب الفاشيّ .
في الختام ، أودّ الحديث مباشرة عن هذا : بينما هناك إمكانيّة حقيقيّة بأنّ هذا المزيج القويّ سيمكن أن ينجح عمليّا في إيجاد ظروف ترحيل نظام ترامب الفاشيّ من السلطة ، ما من " ضمان " لنجاح هذا . لكن هناك أوقات و ظروف فيها – حتّى عندما يكون التحدّي مهيب و تكون فرص النجاح غير أكيدة و يمكن أن تبدو غير مرجّحة للتحقّق – المضيّ ضد قوى الاضطهاد العتيّة ضروريّ و مسار تحرّك أفضل بكثير من الإخفاق في القيام بذلك . و هذا زمن من تلك الأزمنة و ظرف من تلك الظروف .
لو لم يصدر نداء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " – لإكتساح واشنطن دى سى في احتجاج غير عنيف للملايين ، بداية من 5 نوفمبر - ، و لو لم ينجز العمل لتحويل الأمر إلى واقع ، لمنعت عمليّا و في القريب العاجل أيّ إمكانيّة لإلحاق الهزيمة الفعليّة بهذا النظام الفاشيّ . الواقع العميق هو : التعبأة الجماهيريّة التي دعت إليها منظّمة " لنرفض الفاشيّة " ، وهو مفتوح للجميع ، تمثّل الإمكانيّة الواقعيّة – الإمكانيّة الواقعيّة الوحيدة – للإطاحة بهذا النظام الفاشيّ و وضع نهاية للفظائع التي لا تنتهى التي هو مصمّم على اقترافها .
أجل ، نظام ترامب يمكن أن يستغلّ تعبأة 5 نوفمبر كتعلّة ليستخدم المزيد من القمع . لكن هذا النظام قد بيّن بعدُ بوحشيّة أنّه يسعى إلى اضطهاد الذين يختار تشخيصهم على أنّهم " أعداء " و إلى القمع بلا هوادة لأيّ قوى معارضة فعليّة أو محتملة، ضمن الطبقة الحاكمة نفسها و كذلك في المجتمع الأوسع ، سواء كانت أم لا تقاوم عمليّا النظام .
في الظروف التي نواجهها الآن ، الإخفاق حتّى في محاولة ترحيل هذا النظام الفاشيّ ، بينما لا تزال هناك بعدُ إمكانيّة للنجاح في ذلك ، سيكون أسوأ بكثير من الإخفاق في محاولة ترحيل النظام . و كما يضع ذلك بجلاء و دقّة نداء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " : " إن أخفقنا حتّى في المحاولة فإنّ الأجيال القادمة – إن وُجدت – لن تغفر لنا ذلك أبدا . "
لكن يمكن أن لا نفشل ! كما يبيّن ذلك دراماتيكيّا تسارع طاغوت نظام ترامب الفاشيّ – من جهة و من الجهة الأخرى – بمواصلة الاحتجاجات و المظاهرات و المسيرات الجماهيريّة ضد هذه الفظائع الفاشيّة – هذه ليست " أوقاتا عاديّة ". في هذه الأوقات غير العاديّة ، يمكن للأشياء أن تتغيّر بسرعة ، على نطاق هائل و بتأثير ضخم . و يمكن أن ينطبق هذا ليس بطرق سلبيّة جدّا و لكن كذلك بطرق إيجابيّة جدّا : سيول المسيرات و المظاهرات المتكرّرة ضد هذا النظام يمكن البناء عليها و تاليا يعطى لها أقوى تعبير في التعبأة و الالتقاء في واشنطن دى سى ، في 5 نوفمبر ، كما نادت بذلك منظّمة " لنرفض الفاشيّة " ، مع دعوة مفتوحة لجميع الساخطين على فاشيّة ترامب / الماغا .
و إن أفلحنا في ذلك ، سيكون مكسبا تاريخيّا حقيقيّا بالنسبة للإنسانيّة الآن ، و شيئا سيساهم بشكل عميق في إمكانيّة عالم أفضل بكثير بالنسبة للأجيال القادمة .
و مرّة أخرى ، إن جرى توحيد الملايين حول هذا النداء لتعبأة جماهيريّة ، غير عنيفة لكن مصمّمة و الالتقاء في واشنطن دى سى ، في 5 نوفمبر – هناك إمكانيّة واقعيّة أن ينجح الأمر .