دلالات الإضراب العالمي عن الطعام في أكثر من 100 مدينة
                        
                        
                            
                            
                                
                                
                        
                        
                            
                                
                                
                                
                                    نهاد ابو غوش
                                
                                
                                
                                
                                
                                
                                2025 / 9 / 29 - 17:23
                                    
                                    
                        
                        
                              
                            
                            
                              
                        
                        
                        
                            
                                نهاد أبو غوش
على امتداد الحرب الإجرامية الإسرائيلية على قطاع غزة، رأينا وتابعنا فعاليات وتحركات تتضامن مع الشعب الفلسطيني وتندد بالجرائم الإسرائيلية، وتدعو لحماية أطفال فلسطين، وتقديم مرتكبي الفظائع للمحاسبة، لاحظنا جميعا أن هذه الفعاليات تعم العالم شرقا وغربا، ولا تقتصر على الدول ذات الروابط القومية والدينية مع فلسطين، وليس فقط حيث توجد جاليات عربية وإسلامية كبيرة، فعلى سبيل المثلا رأينا مئات الآلاف يتظاهرون في استراليا وكوريا الجنوبية واليابان والمكسيك، وهي دول تبعد آلاف الأميال ما يعني أن قضية فلسطين باتت رمزا قيم العدالة والإنسانية، وبالتالي هؤلاء الناس يتحركون بدافع من ضمائرهم وإنسانيتهم، ويرون أن نصرة فلسطين باتت واجبا أخلاقيا بالنسبة لهم. عشرات الملايين في العالم يتحركون عبر آلاف الفعاليات والتحركات التي سمعنا عن بعضها ولم نسمع عنها جميعا من مظاهرات واعتصامات وإضرابات عن الطعام ووقفات احتجاجية وتسيير أساطيل كسر الحصار، وهكذا نشأت الحاجة إلى تنسيق هذه التحركات وتوحيد أهدافها والأهم تحويل هذه المشاعر والعواطف إلى فعل وقوى ضغط على أصحاب القرار من حكومات ومؤسسات دولية، من أجل دفعها إلى اتخاذ خطوات عملية ملموسة لوقف الحرب ومحاسبة مرتكبيها، وتشكلت شبكة "كلنا غزة كلنا فلسطين" التي توافقت على تنظيم هذا الإضراب العالمي في مائة مدينة على امتداد العالم.
للإضراب دلالات كثيرة أهمها أن غزة ليست وحدها، وأن أحرار العالم يقفون معها، وأن الجهود يجب أن تتركز على تحويل موجات التعاطف والمشاعر إلى خطوات عملية وإجراءات ملموسة وفورية للجم العدوان ومحاسبة مجرمي الحرب وحماية شعبنا ، وأن هذه الشبكة ستواصل عملها بوصفها تحالفا مدنيا عالميا لنصرة شعبنا وكل ضحايا الاستعمار والفاشية والعنصرية.
رسالتنا أننا قادرون على الفعل والتأثير، لن نيأس، فكل خطوة مهما بدت بسيطة، مثل المشاركة في مسيرة أو اعتصام، والتبرع بجزء من مصروف طفل، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية والداعمة لإسرائيل، كل هذه الخطوات هي مثل قطرات الماء تتجمع لتشكل روافد كثيرة وكلها تصب في تيار يتعاظم ويكبر يوما بعد يوم ليغير هذا الواقع الظالم ولينصف شعبنا الفلسطيني.  
العالم بات يعرف إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، وهي تمارس جرائمها على رؤوس الأشهاد وبالبث الحي والمباشر، هي تراهن على ذاكرتنا القصيرة أو على خوفنا وجبننا، وأن الزمن كفيل بقبول حقائق جديدة تفرضها هي بالقوة والعربدة، لكن نحن معنيون بإثبات العكس وأن كل مجرم يجب أن ينال جزاءه وأن النظام الدولي يجب أن يتغير لصالح الشعوب.
الناطق الإعلامي باسم شبكة "كلنا غزة كلنا فلسطين"