مؤتمر نقابات البريد والخدمات اللوجستية في بانكوك: مقاومة الخصخصة وقيادة التحول النضالي.


جهاد عقل
2025 / 9 / 29 - 08:34     

البداية:
عندما افتتح الاتحاد الدولي لنقابات عمال الخدمات - (UNI) مؤتمره لقطاع البريد والخدمات اللوجستية في بانكوك أيام 23–25 أيلول/سبتمبر 2025 وسط أجواء تضامن عالية، وبمشاركة أكثر من 150 مندوبًا يمثلون 55 نقابة من 42 دولة. وعلى وقع التحولات الجذرية في القطاع—انخفاض البريد التقليدي، ارتفاع الطرود، والرقمنة—أكدت الوفود أنّ مستقبل الخدمات البريدية يجب أن يُصاغ بمعايير المصلحة العامة وحقوق العاملين، لا بمنطق الخصخصة وتقليص الكلفة.
وقد ذكّرني ذلك في النضال الذي قمت بقيادته لعمال البريد ضد القرار الحكومي بخصخصة خدمات البريد ، وانهاء نمط القطاع العام ، وتحويل الخدمات البريدية لشركات ولمقاولين ثانويين.
وجرى في هذا المؤتمر النقابي الهام بحث والتركيز على القضايا المحورية التالية:
1. الدفاع عن الخدمة الشاملة ومناهضة الخصخصة
حذّر المؤتمر من تفكيك الالتزام بالخدمة الشاملة، وطرح أمثلة على تدهور الخدمات وارتفاع التكاليف وفقدان الوظائف حيثما تقدّمت الخصخصة. شدّد القادة النقابيون على أنّ البريد شبكة حياة اجتماعية لا سلعة.
2. التحول التكنولوجي والرقمنة بقيادة العمال
أكدت المداخلات أنّ الأتمتة والإدارة الخوارزمية لا يجب أن تُستخدم لفرض الهشاشة، بل لتحسين الجودة والأمان الوظيفي. تمّ التأكيد على التدريب المستمر، ودمج بنود التكنولوجيا والمناخ في الاتفاقيات الجماعية.
3. السلامة في الأزمات – “لسنا أهدافًا!”
اعتمد المؤتمر قرار السلام البريدي الذي يطالب بحماية العاملين أثناء النزاعات والأزمات، والاعتراف بالبريد جزءًا من بنية الصمود الوطني وإعادة الإعمار، وضمان حرية التنظيم النقابي حتى في حالات الطوارئ.
تصريحات بارزة:
   •   ديف وارد (رئيس قطاع البريد في الاتحاد الدولي لنقابات عمال الخدمات - UNI والأمين العام لاتحاد عمال الاتصالات – المملكة المتحدة): “الخصخصة ليست تحديثًا. التحديث هو أن نعيد تعريف التحول بما يخدم العمال والمستخدمين، لا رأس المال وحده.”
   •   كريستي هوفمان (الأمينة العامة للاتحاد الدولي لنقابات عمال الخدمات - ل UNI): “ينبغي للنقابات أن تقود التحول لا أن تُقاد به—نحدد نحن التكنولوجيا التي تخدم العمل والناس.”
   •   سوزان ألكسندر (من قيادة نقابات عمال الاتحاد البريدي العالمي): عرضت مبادرات توظيف الشبكات البريدية في خدمات الرعاية الصحية المجتمعية كنموذج للتنويع.
   •   كورنيليا بيرغر (رئيسة قطاع البريد في الاتحاد الدولي لنقابات عمال الخدمات -UNI): قدّمت حصيلة إنجازات أربع سنوات وخارطة طريق لتعزيز الاتفاقيات الجماعية والقدرة التنظيمية.
مخرجات عملية:
   •   بناء جبهة نقابية عابرة للحدود لمناهضة الخصخصة والدفاع عن USO.
   •   إدراج بنود السلامة، المناخ، والتحول الرقمي في المفاوضة الجماعية.
   •   تطوير برامج تدريب وطنية وإقليمية للمهارات الجديدة.
   •   إنشاء آليات طوارئ لحماية عمال البريد أثناء الأزمات وربطها ببروتوكولات حكومية.
في النهاية كان المؤتمر قد وأرسل رسالة
واضحة من بانكوك، وضعت النقابات فيها عنوان المرحلة: نقابات تقود التحول، وخدمة بريدية عامة، تخدم المجتمعات وتؤمّن عملاً لائقًا. إنها معركةٌ على مستقبل قطاع حيوي يقف عند تقاطع الحقوق الاجتماعية والابتكار الاقتصادي.
وجاءت قرارات المؤتمر تحت عنوان :
"قرار السلام البريدي
‎عمال البريد واللوجستيات | ننهض معًا"
‎ | بانكوك 2025
الخدمات البريدية في أوقات الأزمات: نداء عالمي للتضامن
‎تُعدّ الخدمة البريدية خدمةً عامةً أساسية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحقوقنا في حرية التعبير والوصول إلى المعلومات. يُقدّم عمال البريد الرسائل، والمعاشات التقاعدية، والأدوية، والطُرود الإغاثية، والتواصل الإنساني الحيوي – وهي عناصر أساسية للبقاء.
‎تعرّض الحروب والأزمات السياسية عمال البريد ونقاباتنا وحقوقنا للخطر. لذلك، يوجّه قطاع البريد واللوجستيات في UNI رسالة واضحة إلى الحكومات والأحزاب السياسية والجماعات المسلحة، يطالب فيها بما يلي:
‎1. السلامة لعمال البريد
‎يجب أن يتمكن عمال البريد من أداء مهامهم في بيئة آمنة. ندين جميع الاعتداءات عليهم وعلى الخدمات التي يقدّمونها.
‎2. السيادة في تقديم الخدمات البريدية
‎يجب أن يكون للدول والأقاليم الحق السيادي في تنظيم خدماتها البريدية دون تدخل خارجي، مع ضمان الوصول إليها من قبل الجميع.
‎3. الحق في الخدمات البريدية
‎تُعتبر الخدمات البريدية حيوية للاتصال وتلقّي المعلومات، خصوصًا أثناء حالات الانقطاع أو تعطل الشبكات. وفي أوقات الحروب والأزمات، يحتاج الناس إلى الاتصال بالعائلة، وتلقي الإمدادات أو المعاشات، والوصول إلى المعلومات.
‎4. القدرة على الصمود أثناء الأزمات
‎تُعدّ الشبكات البريدية جزءًا أساسيًا من قدرة الدول على الصمود في الأزمات. وبالإضافة إلى توفير الإغاثة والمعلومات، ينبغي على الحكومات اعتبار الخدمات البريدية جزءًا أساسيًا من عملية إعادة الإعمار بعد انتهاء النزاعات.
‎5. حقوق العمال
‎يجب أن يتمتع عمال البريد بحرية الانضمام إلى النقابات العمالية لحماية مصالحهم، حتى في الأوقات الصعبة. كما يجب أن تتمتع النقابات بحق أداء مهامها دون قيود. نرفض أي محاولة لتعليق الحقوق النقابية بذريعة الأحكام العرفية أو حالات الطوارئ.
‎نقف إلى جانب عمال البريد حول العالم الذين يخاطرون بحياتهم من أجل ربط المجتمعات، وتقديم المساعدات، وحماية الحق الإنساني في الاتصال.