بيان تضامن من حركة - لنحرق القفص / لنطلق سراح العصافير - في أروبا - في الذكرى الثالثة لإنتفاضة مهسا أميني
شادي الشماوي
2025 / 9 / 25 - 23:43
الحملة الإستعجالية العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن - ICE
جريدة " الثورة " عدد 924 ، 22 سبتمبر 2025
www.revcom.us
ملاحظة ناشر موقع أنترنت revcom.us :
بلغنا التالي من الحملة الاستعجالية العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن – ICE . و قد أرسل هذا البيان لبرنامج يوم 20 سبتمبر 2025 بمكتبة كتب ثوريّة ببركلي الذى تشرف عليه كلّ من الحملة و مكتبة كتب ثوريّة .
-------------------
قبل سنوات ثلاث ، وقع قتل جينا مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق المعروفة في طهران ما أفضى إلى تمرّد شعبي جميل و ملهم ضد جمهوريّة إيران الإسلاميّة . و جسارة النساء و حرقهنّ الحجاب الإجباري و صدى " الموت للجمهوريّة الإسلاميّة " زلزل البلاد بأسرها .
سنوات من الحزب و الغضب المكبوتين انفجرت فجأة من لا مكان . نزلت آلاف و آلاف الشباب من النساء و الرجال الذين كانوا مهانين و تعرّضوا للضرب و سُرق مستقبلهم ، نزلوا إلى الشوارع بجرأة و سخط شديد . و صرخوا ، " لا ! كفاية ، كفاية . نحن بشر . نريد أن نحيا ."
متحدّين القمع العام للأقلّيات القوميّة ، و الميز العنصري الذى يخضع له كلّ الناس بمن فيهم المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ، أذهل التمرّد العالم . و قد أبهجت الناس عبر العالم صور ملهمة لنساء إيرانيّات تقاتل ضد جدران البطرياركيّة و التفوّق الذكوريّ . و قد أعطى ذلك الناس الأمل و الإلهام في عديد أنحاء العالم .
في نضال هذه النسوة شاهدوا ملمحا من القدرة الإنسانيّة العظيمة على اجتثاث الاضطهاد و الاستغلال حولنا جميعا و نافذة على عالم مغاير تماما .
كانت النساء في الصفوف الأماميّة – كانت تقود كلّ مسيرة ، كلّ احتجاج . و أضرمت الفتيات الشابات حجابهنّ الإجباري و انتشرت الحركة كالنار في الهشيم . و وُلد للتوّ أبطال كثيرون .
و قد كان لهذا التمرّد الجميل صدى ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل كذلك عبر العالم . و قد نعته أناس كُر ب " شمعة في الظلام " . و وجدت النساء من جميع القارات أملا جديدا و بطريقة أو أخرى ، أظهر الملايين تضامنهم مع أخواتهنّ و إخوانهنّ في إيران .
و أثناء تمرّد " المرأة ، الحياة ، الحرّية " ، قتل النظام الإيراني أكثر من 500 إنسان ، و تسبّب في عمى المتعمّد لعدد كبير من الناس برصاص ( صُنع في ألمانيا و في بلدان أوروبيّة أخرى ) ، و جرى اعتقال الآلاف و الآلاف . و النساء الشابات المتمرّدات على غرار نيكا شكرامي ذات و عمرها 16 سنة وقع استهدافهن و اغتصابهن و قتلهنّ في الشوارع .
و كان القمع أشدّ قتلا في مناطق مثل كردستان و بالوشستان . ففي زهيدان وحدها ، في يوم صار معروفا بالجمعة الدمويّة، جرى قتل وحشيّ لتسعين شخصا . و الشابات من المعاهد العليا و الجامعات قد نزعنا حجابهنّ ( بما في ذلك في مدينة قُم الدينيّة المعتبرة بمثابة الفاتيكان أو قلعة رجال الدين الشيعة الإيرانيّين ) فجرى الهجوم عليهنّ بالغاز الكيميائي تبعا لفتوى لا لشيء إلاّ لأنّ الناس و خاصة النساء نهضوا ضد أهمّ ركيزة إيديولوجيّة للجمهوريّة الإسلاميّة ، الحجاب الإجباري ، و بالتالي ضد النظام الإيراني ككلّ .
كان الحجاب الإجباري أوّل خطوة في فرض معايير قانون الشريعة القديمة على النساء ، بالضبط إثر ثورة 1979 ، معايير الخلاق التقليديّة للنظام الإسلامي المتطرّف في البطرياركيّة . و الحجاب رمز للحكم الإسلامي للمجتمع و إعلان عن دونيّة المرأة .
وفق منظّمة العفو الدوليّة ، اقترف العاملون بالمخابرات و الأمن جرائم تعذيب مريعة ؛ و ضرب الموقوفين و جلدهم و استخدموا الصدمات الكهربائيّة و الاغتصاب و عنف جنسيّ آخر ضد الأطفال في السجن ، و أحيانا أطفال لا يتجاوز عمرهم 12 سنة ، بمن فيهم أطفال يافعين ، و ذلك قصد قمع الروح الحماسيّة للمقاومة في تمرّد " المرأة ، الحياة ، الحرّية ".
و أطلق النظام في ظلّ آية الله خامينائي هجوما وحشيّا لذلك شهد التمرّد تراجعا مؤقّتا . و اشتدّت عمليّات إعدام المساجين السياسيّين و غير السياسيّين بحيث أنّه يقع إعدام شاب من الفئات الأفقر في المجتمع كلّ خمس ساعات . و هذا النظام مقيت إلى درجة أنّه استخدم الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة للفلسطينيّين و الفلسطينيّات في غزّة كفرصة لاقتراف فظائعه اللاإنسانيّة الخاصة ؛ و ضاعف قمع الأكراد و البالوش و العرب و الأفغانيّين و أقلّيات قوميّة أخرى .
لكن الواقع هو أنّ التمرّد الذى هزّ الأسس الأربعة للجمهوريّة الإسلاميّة بيّن واقعا حيويّا حول العالم بأسره و أصبح رمزا لكون الإنسانيّة تشهد عهدا غير مسبوق من الاضطهاد الذى لا يتعيّن القبول به . إنّنا نحتاج إلى فهم طبيعة هذا النظام الإجرامي و الطرق التي يسير بها عبر العالم . و نحتاج إلى النظر في المشهد برمّته – أنّ كلّ حدث ، كلّ نزاع حول العالم تشكّله هذه القوى العالميّة الرأسماليّة – الإمبرياليّة و الأنظمة الرجعيّة .
و الحقيقة هي أنّ حكّام هذا النظام الاستغلالي و الاضطهادية – سواء في إيران ، أو في الولايات المتّحدة أو في الصين أو روسيا أو أوروبا – يجدون أنفسهم في أزمة عميقة ... نرى الحرب في كلّ مكان بما في ذلك الحرب على البيئة . و تدفع هذه الأنظمة العالم باتجاه الدمار وهي تحاول جعلنا كبش فدائها . لا ، إنّنا في حاجة إلى نمط جديد من المضيّ قُدما . نمط قائم على الفهم العلميّ و قيادة تعتمد العقل . دون هذا ، لسنا نملك أيّ فرصة .
ينبغي أن نتعلّم من نقائصنا و نضاعف من جهودنا . و لذكرى أحبّائنا الذين سقطوا على طريق النضال ، و باسم الإنسانيّة، لنعدّ للمعارك القادمة .
المرأة ، الحياة ، الحرّية
أوقفوا الإعدامات في إيران
لنقف إلى جانب " إضرابات جوع المساجين " ثلاثاء بلا إعدامات "
يجب إطلاق سراح كلّ المساجين السياسيّين الإيرانيّين
هوامش المقال :
1- U.S. Vetoes U.N. Security Council Draft Resolution Calling for Immediate Ceasefire in Gaza, UN News, September 18, 2025
2-My U.N. Commission’s Finding: Israel Is Committing Genocide, by Navi Pillay, New York Times, September. 16, 2025.
و الآنسة بيلاي رئيسة لجنة الأمم المتّحدة العالميّة المستقلّة للتحقيق في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة بما فيها القدس الشرقيّة و إسرائيل .
و كشفت اللجنة أيضا عن أنّ :
" المستشفيات و المدارس و المعاهد و الكنائس و الجوامع و أحياء بأكملها جرى تدميرها . و كشف تحليلنا أنّ المجاعة استخدمت كسلاح في الحرب و أنّ النظام الصحّي تعرّض للتدمير المتعمّد . و الرعاية الصحّية للأمومة تمّ تقويضها بشدّة . و تعرّض الأطفال للجوع و الرصاص و الدفن تحت الأنقاض . و وفق اليونيسيف ، قُتل طفل كلّ ساعة في غزّة . و هذه ليست حوادث عرضيّة للحرب . إنّما هي محسوبة الغاية منها تحطيم شعب .
لقد كرّسوا أقوالهم في أفعالهم : قصف عشوائي يجعل غزّة غير قابلة للحياة ، و منع المساعدات الإنسانيّة ، و عنف جنسيّ و جندريّ و حصار استخلصننا أنّها صمّمت لتجويع السكّان حدّ الموت . و معا تمثّل نموذجا يدلّل على مساعي تنفيذ إبادة جماعيّة . "