الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج3


ليث الجادر
2025 / 9 / 25 - 11:03     

الدرس للناشطين يشمل التمييز بين التحالف التكتيكي والاستراتيجي مع القوى العلمانية الممثلة للطبقات المستضعفة فقط، وتحصين الطليعة ضد التناقضات الداخلية والتحالفات الدينية المغشوشة، وتوجيه الموارد والجهود بما يخدم مصالح الطبقة الكادحة. الأدوات العملية تشمل وضع معايير تقييم واضحة للتحالفات قبل اتخاذ أي قرار، واستخدام مؤشرات الطبقة والفائدة الاجتماعية لتحديد أي تعاون تكتيكي، وتوثيق وتقييم نتائج أي تحالف تكتيكي لضمان الالتزام بالمبادئ الماركسية.

في منطقتنا، تنظيمات مثل حماس، إيران، الحوثي، وحزب الله يجب تقييمها وفق الثوابت الماركسية، مع الامتناع الكامل عن أي تعاون أو نصرة أو تحالف معهم لضمان حماية الوعي الطبقي المستقل. الوحشية العسكرية الإسرائيلية تولّد ضغطًا هائلًا، لكن الطليعة الماركسية مطالبة بالتمييز بين الانفعال والقرار السياسي المدروس الذي يخدم مصالح الطبقة. أي موقف أو تعاون مع الأحزاب أو الحركات الدينية يُعد تجاوزًا للثوابت الماركسية وخيانة للنضال الثوري، وأي قرار يجب أن يُقاس وفق استقلالية الطليعة وخدمة مصالح الطبقة الكادحة. توصيات عملية للناشطين تشمل تطوير خطة تقييم شاملة للتحالفات المحتملة قبل الانخراط فيها، التركيز على أهداف محددة وقابلة للقياس في كل تحالف تكتيكي مع القوى العلمانية الممثلة للطبقات المستضعفة فقط، وإنشاء آليات مراجعة دورية للتأكد من الالتزام بالمبادئ الماركسية وتجنب الانزلاق وراء الانفعالات أو الضغط الإعلامي، وتجنب أي فخ إيماني.

فهم البنية الطبقية للأحزاب مفتاح لتحليل أي حركة سياسية أو تنظيم. الأحزاب التناغمية تعكس مصالح طبقة واضحة، بينما الأحزاب المتناقضة، خصوصًا الدينية، تمثل مصالح طبقية متعددة ومتناقضة. الطليعة الماركسية يجب الالتزام بالثوابت النظرية والعملية، متجنبة الانجراف وراء الانفعالات أو الضغوط الإعلامية، مع العمل لخدمة مصالح البروليتاريا والمستضعفين. أي موقف أو تحالف في النزاعات الإقليمية يجب أن يخضع لهذه القواعد الصارمة، مع تطبيق أدوات عملية لضمان الفاعلية النضالية وحفظ المبادئ الماركسية. الوعي الثوري لا يمكن أن يساوم على ثوابته أمام غواية المقدس أو المغريات الدينية، لأن أي تهاون يفرغ الثورة من مضمونها المادي ويحول المقاومة إلى طقس غيبي.