البيان الختامي للدورة 29 للسيمينار الدولي حول -مشاكل الثورة في أمريكا اللاتينية-


مرتضى العبيدي
2025 / 9 / 17 - 18:11     

تطورات الجغرافيا السياسية الدولية

نعيش اليوم في عالم مضطرب، تتفاقم فيه التناقضات بين الدول الإمبريالية، ويتزايد عدوانها على الأمم والشعوب المضطهدة. وتتزايد مخاطر حرب عالمية، تهدد وجود البشرية ذاتها، المتضررة أصلًا من الأزمة البيئية التي سببتها الرأسمالية الإمبريالية. لكن في الوقت نفسه، يتصاعد نضال العمال والشباب والشعوب ضد دعاة العنف الرجعي، ومدبري الحرب، والمسؤولين عن الظروف المعيشية المأساوية لشعوبنا.
في غمرة تناقضاتها، تتراجع الإمبريالية الأمريكية عن مكانتها كقوة مهيمنة، التي ميّزتها منذ ثمانينيات القرن الماضي. وقد فاقمت هذه الظروف عدوانيتها، التي تتجلى الآن في سياسات إدارة دونالد ترامب العنصرية ومعاداة الأجانب، وكذلك في حملتها الهجومية للحفاظ على مصالح الاحتكارات الأمريكية، والتي تتخذ شكل حرب تجارية بفرض رسوم جمركية، أو حتى كوسيلة للتدخل في شؤون دول أخرى.
إن الصين، بعد أن أصبحت قوة إمبريالية كبرى، تتحدى الآن الهيمنة العالمية وقد تمكنت من أن تُدمج في مشروعها عدة دول تستغل التناقضات لصالحها دون أن تقطع مع الإمبريالية الأميركية.
تعمل القوى الكبرى الى عسكرة اقتصاداتها، وتُكثِّف سباق التسلح، وتُشجِّع وتُموّل الحروب المحلية، وتُنشئ قواعد عسكرية في مختلف البلدان. وتُعزِّز الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في إطار استعداداتهم للحرب.
إننا نشهد أيضًا فترة صعود القوى والتيارات السياسية اليمينية المتطرفة والفاشية التي تهاجم الحقوق الديمقراطية للعمال والشباب والنساء والشعوب كجزء من برنامجها الرجعي الذي يهدف إلى ضمان مصالح الاحتكارات التي تمثلها والحفاظ على استمرارية النظام الرأسمالي الحالي.
ليست الغيوم السوداء وحدها هي التي تُسيطر على المشهد الحالي. فالناس يقاومون ويناضلون! أكثر من أي وقت مضى.
تجتاح حشودٌ عارمة القارات الخمس. وعلى وقع طبول الحرب، ترتفع دعوات السلام عالياً. فالشعب الفلسطيني، ضحية الإبادة الجماعية، يُناضل ببسالة، ويحظى بدعم ملايين الرجال والنساء حول العالم، الذين يُدينون الصهيونية الإسرائيلية وآلات الحرب التي تُديم القمع في آنٍ واحد. اليوم، يُصبح النضال ضد الحرب ومن أجل السلام رايةً ثوريةً مُناهضةً للإمبريالية.
في جميع أنحاء العالم، يناضل العمال والشعوب من أجل مطالبهم وحقوقهم، متحدّين سياسات الحكومات التي تقوّض المصالح الشعبية وتخدم مصالح رأس المال الكبير.
وتدرك المنظمات الاجتماعية والسياسية التي تُناضل ضد الظلم الذي يُولّده عالم رأس المال ضرورة تجاوز الوضع الراهن بطريقة ثورية، داعمةً جميع أشكال النضال اللازمة.
نحن نعلم أن نجاح مشروعنا يعتمد على وحدة العمال والفلاحين والشباب والنساء والشعوب الأصلية والفنانين والمثقفين الديمقراطيين، من جميع القطاعات المستغلة والمضطهدة.
نحن، الموقعون على هذا الإعلان، نلتزم بالعمل من أجل وحدة القوى الاجتماعية والسياسية المناضلة لتغيير العالم. نلتزم بوحدة ترفع رايات مناهضة الإمبريالية، وتدافع عن الحقوق الديمقراطية للعمال والنساء والشباب والأطفال وجميع الشعوب. وحدة تدافع عن سيادة الدول التابعة، وتدعم استقلال الدول المستعمرة وحقها في تقرير مصيرها، وتدعم مبادئ التضامن بين الشعوب، وتحمي الطبيعة، وتعمل باستقلال سياسي تام عن جميع القوى الإمبريالية وأسياد رأس المال الكبير.
يجب أن تصبح هذه الوحدة القوة التي تقود الشعوب إلى تحررها، إلى انتصار الثورة والاشتراكية.
تؤكد الندوة الدولية "مشاكل الثورة في أمريكا اللاتينية" القناعة بإمكانية القضاء على همجية النظام الرأسمالي الإمبريالي إذا عززنا قوانا وتنظيمنا، وعمقنا نضالنا من أجل تحرر المجتمع.

كيتو، 2 أغسطس/أوت 2025