مقتل طفلة عاملة بشركة بالإسكندرية.. جرائم الرأسمالية في حماية القمع الأمني


الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
2025 / 9 / 12 - 22:47     

في صباح 9 سبتمبر، السابعة صباحًا، اضطرت دعاء محمد، العاملة بشركة نايل لينين جروب، إلى اصطحاب ابنتها الرضيعة (عمر ثلاثة أشهر) معها إلى المصنع محل عملها، كي تحصل على إذن بالغياب للذهاب بطفلتها المصابة بنزلة معوية إلى المستشفى، بعد أن فشلت في أن تحصل على الإذن عبر الهاتف في اليوم السابق، مع استمرار مرض الطفلة.

رفضت المديرة منحها إذنًا بالذهاب، رغم توسلاتها على مدار ثلاث ساعات، ورفض أمن الشركة السماح لها بالمغادرة لأنه يمنع خروج أي عامل أو عاملة من الشركة أثناء وردية العمل من دون إذن أو تصريح خاص. وبعد ثلاث ساعات، سمح أحد المديرين لدعاء بالمغادرة، لكن طفلتها لفظت أنفاسها الأخيرة على بوابة الشركة، قبل أن تتمكن دعاء من الوصول بها إلى المستشفى.

دخل العمال والعاملات في العنبر الذي تعمل فيه دعاء في إضراب عن العمل فور معرفتهم بالخبر، وفي اليوم التالي، 10 سبتمبر، أضرب كل عمال المصنع. حاصر الأمن الشركة واعتقل اثنين من العمال واعتدى عليهما بالضرب، قبل أن يُفرج عنهما بعد أن حاصر العمال سيارة الشرطة التي احتجزت العاملين بداخلها، مع استمرار تهديدات ضباط الأمن الوطني للعاملين والعاملات بالسجن والتنكيل في حال لم يتوقف إضرابهم.

إن حالة وفاة طفلة العاملة دعاء بهذه الطريقة الوحشية ليست استثناءً، بل هي قاعدة في واقع بائس تعيشه الطبقة العاملة المصرية. ربما الاستثناء هو تنظيم عمال الشركة إضرابًا وتواصلهم مع المؤسسات الداعمة لحقوق العمال، التي نشرت عن الواقعة، وهو ما يرجع إلى خبرة العمال في تنظيم الإضرابات التي كان آخرها في سبتمبر 2023، ما أثار زخمًا حول الواقعة.

إن المدى المتدهور لأوضاع الطبقة العاملة المصرية هو نتاج تحالف رأس المال مع الدولة القمعية للضباط والنظام العسكري الأمني، الذي ينتهك كل القواعد القانونية والإنسانية من أجل استمرار تدفق أرباح رجال الأعمال، والتي يتشاركها الضباط معهم مقابل حمايتهم وإخضاع العمال وسحق مطالبهم عبر أدوات القمع البوليسي.

نحن في تيار الثورة الاشتراكية، وإذ ننعى طفلة العاملة دعاء ونشاطرها مصابها الأليم، ونثمّن حالة التضامن التي أعلنها عمال الشركة بتنظيم إضراب يرفع مطالب محددة لمحاسبة المتسببين في الواقعة، وإصلاح أوضاع العمل وتحسين الأجور، فإننا في الوقت نفسه نؤكد أنه لا غنى عن النضال من أجل إسقاط منظومة الاستغلال الرأسمالي التي تحميها آلة قمع دولة الضباط العسكرية.

إن الطبقة العاملة، التي باتت تعيش أوضاع العبودية الحديثة، قادرة على وضع حد لكل أشكال الاستغلال والاستبداد والقمع الذي يعيشه المجتمع، وذلك عبر تنظيم صفوفها وتصعيد نضالها إلى مستوى مواجهة قمع نظام الضباط الذي يحمي المستثمرين، والذي لولاه لكانت تلك الواقعة كفيلة بإطلاق موجة إضرابات عامة توقف العمل في البلد بأكمله، لا على مستوى الشركة التي شهدت الواقعة فقط.

وفي الوقت نفسه، نؤكد أنه في طريق النضال من أجل التغيير الجذري وإنهاء كل أشكال القمع والاستغلال، لا غنى عن النضال من أجل انتزاع إصلاحات مؤقتة لتحسين أوضاع العمل ومستوى الأجور.

انضموا إلينا، وناضلوا معنا، كي نبني سويًا مجتمع حر وعادل، تنتهي فيه بشاعات المجتمع الذي نعيشه، ويحصل فيه كل طفل على الحق في الحياة بدلًا من الموت تحت وطأة الاستغلال والقمع.

تواصلوا معنا عبر الصفحة أو من خلال البريد الإلكتروني: [email protected]

تيار الثورة الاشتراكية – نضال من أجل مجتمع حر وعادل

soc-rev-egy.org