بدعم من الولايات المتّحدة ، تهدّد إسرائيل بفتح - أبواب جهنّم - في مدينة غزّة – المذابح و التجويع و التهجير – و أسوأ من ذلك قادم


شادي الشماوي
2025 / 9 / 9 - 00:37     

بدعم من الولايات المتّحدة ، تهدّد إسرائيل بفتح " أبواب جهنّم " في مدينة غزّة – المذابح و التجويع و التهجير – و أسوأ من ذلك قادم
جريدة " الثورة " عدد 922 ، 8 سبتمبر 2025
www.revcom.us

سنفتح " أبواب جهنّم " في مدينة غزّة . هذا ما هدّد به وزير الدفاع الإسرائيلي ، كاتز ، في الأسبوع الماضيّ .
إثر كلّ المذابح و التجويع و التدمير ، و المآسي التي لا تحتمل و التي عانا و لا يزال يعاني منها الشعب الفلسطيني لأكثر من 700 يوم من المذابح الإباديّة الجماعيّة الإسرائيليّة – و الآن تستعدّ إسرائيل لجعل الأمور أسوأ حتّى بإطلاق حتّى المزيد من جهنّم بمدينة غزّة إلى حيث لجأ مليون من سكّان غزّة .
-" تسارع التأثير الكارثيّ للمجاعة في قطاع غزّة ":
أكثر من 500 ألف إنسان في غزّة يواجهون الآن مستويات" كارثيّة " من الجوع بفعل الحصار الإسرائيلي ، وفق الوكالات العالميّة لمراقبة الجوع و الهجوم الإسرائيلي على غزّة يجعل من هذا الوضع المريع أسوأ حتّى . (1) و يحذّر وزير الصحّة الفلسطيني من ارتفاع حاد في عدد الوفايات الناجمة عن المجاعة . و في أوت ، أكثر من 185 فلسطيني و فلسطينيّة لقوا حتفهم نتيجة سوء التغذية ، و هذا أعلى عدد لأشهر . و عموما ، ما لا يقلّ عن 367 إنسان بمن فيهم 131 طفلا ماتوا جوعا منذ أكتوبر 2023 . و ردّا على صرخة عالميّة ضد سياستها في التجويع المتعمّد ، تزعم إسرائيل أنّها تترك المزيد من الغذاء يدخل إلى غزّة . إلاّ أنّ الواقع هو أنّ غزّة لا تحصل إلاّ على 10 إلى 20 بالمائة من حاجياتها الغذائيّة . و أكثر من 430 نوع من المواد الغذائيّة الأساسيّة التي يحتاجها الأطفال و المرضى لا تزال ممنوعة بما في ذلك البيض و اللحم و السمك و الجبنة و منتوجات الألبان و الغلال و الخضر ، و المكمّلات الغذائيّة .
- التهجير القسريّ بلا مكان يُمضى إليه – المرّة تلو المرّة :
أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة بما في ذلك إخلاء مدينة غزّة ، على ما يبدو نهارا . و الفلسطينيّون الذين تحرّكوا من ناحية إلى أخرى بغزّة يطالبون الآن بمغادرة ديارهم في مدينة غزّة – مجدّدا . و مع ذلك إصدار إسرائيل لهذه الأوامر يشمل الآن 86.5 بالمائة من غزّة إعتبرتها مناطق معارك حربيّة و خارج الحدود بالنسبة للفلسطينيّين ، تاركة أقلّ من 14 بالمائة من الأراضي لتأوي الناس – دون حتّى فضاء يقيم المهجّرون من جديد خيمهم . و حتّى في ما يسمّى بالمناطق الآمنة مثل المواصى ، قُصف الآلاف و حُرقوا أحياء في خيمهم .
في هذا الأسبوع الفارط قالت إسرائيل إنّها أشارت إلى منطقة آمنة كبيرة جديدة قرب خان يونس ، و يُفترض أنّ تكون بها " مستشفيات ميدانيّة ، و مياه جارية و خدمات تحلية المياه إلى جانب التزويد المستمرّ بالغذاء و الخيم و الأدوية و التجهيزات الطبّية ". و في الأسبوع الماضي ، قال نتنياهو إنّ إسرائيل ستقيم مدينة إنسانيّة جديدة في رفح ، على حدود غزّة مع مصر. و هذه ليست خطوات " إنسانيّة " إنّما هي خطوات إبادة جماعيّة تهدف إلى تجميع الفلسطينيّين و الفلسطينيّات في جنوب غزّة ، كمقدّمة لترحيلهم الممكن . و بالفعل ، يطالب نتنياهو مجدّدا من مصر أن تفتح حدودها للفلسطينيّين .
و صرّح أحد الفلسطينيّين لجريدة هآرتز الإسرائيليّة بأنّ المواصى " ليس بها و لا قطعة أرض شاغرة يمكن الوقوف عليها ... إنّها مكتظّة حدّ الإختناق بينما تتواصل ببساطة المذابح . " و وصفت امرأة تعيش بغزّة الوضع على أنّه " وضع الناس في زنزانة سجن و إعلامهم " سنجعل الزنزانة أصغر حتّى " ... يقولون لنا الآن بالإخلاء جنوبا إلى منطقة بعدُ مدمّرة ، و لا وسيلة لدينا لمعرفة إلى أين يقودوننا – القتل بالقنابل ، القتل جوعا أو القتل مرضا ".
- قُتل ما لا يقلّ عن 64300 إنسان ، و جُرح 162.005 منذ أكتوبر 2023 ، و يرجّح أنّ هذا بعيد جدّا عن أن يعكس الحقيقة فالأعداد أكبر من ذلك بكثير :
" لتسجيل اليوم 700 من الإبادة الجماعيّة ، نشر وزير الصحّة بغزّة عددا محيّنا من القتلى بغزّة : قُتل أكثر من 19،000 طفل – ضمنهم أكثر من 4،800 تح سنّ الخامسة و أكثر من 1،000 رضيع" هذا ما جاء في تقرير ل Site News
و الأعداد إلى إزدياد : 1،000 من الرضّع بحياتهم بأكملها أمامهم – ذُبحوا !
" طوال سنتين تقريبا ، كمعدّل ، قُتل طفل كلّ 25 دقيقة ". و في الأثناء ، حذّرت الأمم المتّحدة من " خسارة جيل " من الأطفال الفلسطينيّين – لم يتمكّن أكثر من 660 ألف من الدراسة بالمدارس و المعاهد لثلث سنة " (2)
- تجرى تعبأة 60 ألف جندي إحتياطي إسرائيلي للهجوم على مدينة غزّة :
الوضع أكثر شؤما حتّى بالنسبة إلى الناس في غزّة . فالجيش الإسرائيليّ يقدّر أنّ ما لا يقلّ عن 200 ألف ساكن بمدينة غزّة – تقريبا 20 بالمائة من اللاجئين هناك – " سيرفضون الإخلاء و سيبقون في مناطق القتال ، حتّى و إن عرّضوا حياتهم للخطر ". هناك أناس ، يائسين وسط الأنقاض ، يخاطرون بحياتهم كي لا يُنتزع منهم – مرّة أخرى – وطنهم . و سيلاقون جيشا إباديّا جماعيّا ، مدجّجا بالسلاح الأمريكي ذي التقنية العالية .
كلّ من له / لها قلب يخفق للإنسانيّة يجب أن يصرخ و يقاوم حمّام الدم المخيّم على مدينة غزّة – و كامل الإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة – إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني !
إرفعوا الحصار عن غزّة الآن !
أوقفوا الإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة – ضد الشعب الفلسطيني !
هوامش المقال :
1- المجموعات الثلاث هي مركز حقوق الإنسان الفلسطيني و مقرّه غزّة و مركز الميزان لحقوق الإنسان ، و الحقّ و مقرّها رام الله . و صرّحت الرابطة العالميّة للأكاديميّين بأنّ إسرائيل تقترف إبادة جماعيّة في غزّة ، Democracy Now ! ، 02 سبتمبر 2025 . و في الأثناء ، أبرز الأكاديميّين المختصّين في الإبادة الجماعيّة في العالم صرّحوا بأنّ التعريف القانوني للإبادة الجماعيّة ينطبق على سياسات و تصرّفات إسرائيل في غزّة .
2- مع المجاعة و الهجمات الإسرائيليّة ، يواجه أطفال غزّة السنة الثالثة على التوالي دون تعليم ، Democracy Now !
02 سبتمبر 2025 .