بوب أفاكيان – الثورة عدد 130 : العنصريّة الصارخة و الفاشيّة الشاملة – ليس - قتال الجريمة - – هي السبب الأساسي للماذا يستخدم ترامب بصفة لاقانونيّة الجيش لإحتلال المدن و ترهيب الناس
شادي الشماوي
2025 / 9 / 4 - 00:28
بوب أفاكيان 29 أوت 2025 ؛ جريدة " الثورة " عدد 921 ، 1 سبتمبر 2025
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة – عدد 130 .
عقب الإستيلاء على الحرس الوطني في كاليفرنيا و إرسال قوّات المارينز إلى لوس أنجلاس - رغم معارضة والي المدينة و حاكم الولاية – إحتلّ ترامب الآن واشنطن ، دى سى بقوّات عسكريّة ، وهو يصرّح بأنّه سيقوم بالشيء نفسه لشيكاغو و مدن أخرى مثل بلتيمور و أوكلاند . و ليس صدفة أنّ هذه مدن ذات عدد كبير من السكّان السود و ولاة سود .
هذا ليس يتعلّق ب " قتال الجريمة " و إنّما يتعلّق ب فرض حكم دولة فاشيّة بوليسيّة و تكريس الإرهاب العنصريّ الذى هو في موقع القلب من فاشيّة ترامب / الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ] .
و مثلما أشرت في رسالتى عدد 113 على وسائل التواصل الاجتماعي قبلا هذه السنة :
" كان ترامب و فاشيّو الماغا سيكونوا إلى جانب الكنفدراليّة في الحرب الأهليّة، مقاتلين للحفاظ على العبوديّة و توسيعها ". و " عقب إلحاق الهزيمة بالكنفدراليّة في الحرب الأهليّة ، هؤلاء الفاشيّون ترامب / الماغا كانوا سيكونون مع الكلو كلوكس كلان ، بالإعدامات المتكرّرة و فظائع أخرى لمزيد تعزيز الميز العنصري السافر و التمييز الوحشيّ ."
و يؤكّد ترامب على الدفاع و على إعادة تركيز رموز الكنفدراليّة و المعالم التاريخيّة التي تحتفى بالعبوديّة و تفوّق البيض .
ترامب مناصر بشكل صارخ لتفوّق البيض يكره السود و غيرهم من الذين ليسوا بيض/ أوروبيّون . إنّه يكره المسلمين . وهو مصمّم على أن يُرهب الذين ليسوا فاشيّين بيض مسيحيّين . سنة 2020 ، كتبت سلسلة مقالات من 10 أجزاء على موقع أنترنت revcom.us ، دونالد ترامب – الإباديّ الجماعي العنصري ، مبيّنا أنّه بالضبط كذلك .
و الآن ، و قد عاد إلى السلطة ، صار ترامب أقلّ تقييدا حتّى في ما يتّصل بعنصريّته . و جزء كبير ممّا يعنيه هؤلاء الفاشيّين ب " جعل أمريكا عظيمة من جديد " ، هو الإنقلاب على المكاسب التي تحقّقت ، منذ خمسينات القرن العشرين ، في القتال ضد الإضطهاد و الإرهاب العنصريّين . هؤلاء الفاشيّيّن الماغا يتحرّكون لإسكات و قمع حقيقة العبوديّة و الفظاعات الأخرى في تاريخ هذه البلاد ، بينما يتمّ كذلك إنكار واقع أنّ السود و آخرين لا يزالوا بعدُ يتعرّضون إلى الميز العنصري المنهجي و الإضطهاد الإجرامي . وفق فاشيّو الماغا الفاسدون في هذه البلاد يتواصل تفوّق البيض هناك بشكل من الأشكال تمييز ضد ذوى البشرة البيضاء ! و الحقيقة ، كما بيّنت ذلك الدراسة تلو الدراسة ، هو أنّ الميز العنصريّ المتواصل ضد السود يظلّ حدثا حياتيّا رهيبا – في الإسكان و الرعاية الصحّية و التشغيل و التعليم و المحاكم و نظام " العدالة " عموما – في كافة أنحاء المجتمع . و ، كما نبّهت إلى ذلك مرارا و تكرارا : منذ 1960 ، عدد السود الذين قتلتهم الشرطة أكبر من الآلاف الذين قُتلوا بوقا أثناء كامل زمن الميز العنصري السافر لإرهاب الكلو كلوكس كلان إثر الحرب الأهليّة .
و بُعدٌ كبير آخر لهذا هو واقع أنّ طرد ترامب لعدد كبير من عمّال الحكومة قد ضربت النساء السود خاصة بقسوة ، لأنّ الحكومة ، لوقت ما الآن ، مصدر كبير للتشغيل و دخل كريم للنساء السود ، و أسرهنّ .
كلّ هذا تعبير عن واقع أنّ الفرض السافر و العدواني لتفوّق البيض جزء كبير من الحكم الفاشيّ لنظام ترامب .
و إحتلال مدن مثل واشنطن دى سى و شيكاغو و بلتيمور جزء هام للقيام بذلك . أجل ، هناك مشكل جرائم في هذه المدن – لكن الأمر لا يتعلّق بالجريمة . و ليس " حيلة " أو " تلهية " كما يظلّ يؤكّد عدد من سياسيّى الحزب الديمقراطي . يتعلّق الأمر بإستخدام الجيش ضد الناس في هذه البلد كمواصلة و تصعيد لعنصريّة ترامب الصارخة و طغيان لاقانوني عامة ؛ يتعلّق بتعزيز و توطيد الحكم الفاشيّ الدكتاتوري في هذه البلاد ككلّ .
و الحديث عن " قتال الجريمة " ل " تبرير " إستخدام الجيش لإحتلال المدن ، لا يعدو أن يكون مجرّد تحقيق حتّى المزيد من القمع البارز و وحشيّة و جريمة غير محدودتين الذين تعرّض لها السود و آخرون عبر تاريخ هذه البلاد – و نظام ترامب الفاشيّ مصمّم على الفرض بغضّ النظر عن و في دوس سافر للدستور و حقوق الإنسان المفترض أنّها مضمونة في الدستور .
يتّصل الأمر بمطاردة " أعداء " ترامب داخل الطبقة الحاكمة أيضا . و مثلما شدّدت على ذلك في " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا " ( وهو متوفّر كذلك على موقع أنترنت revcom.us ) : نظام ترامب الفاشيّ " مصمّم على دوس و حرف " حكم القانون " ، و دوس حقوق الناس ، و تبنّى ما يرتقى إلى دكتاتوريّة رأسماليّة سافرة ، مستعدّا لإستخدام العنف ليس ضد الجماهير الشعبيّة فحسب و إنّما كذلك ضد منافسيه ضمن الطبقة الحاكمة . "
و سأتعمّق أكثر في كلّ هذا في رسالتى القادمة : الجريمة مشكل حقيقيّ . لكن الفاشيّة ليست الإجابة على الجريمة – الفاشيّة نفسها جريمة وحشيّة .