«جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائيل
جدعون ليفي
2025 / 8 / 29 - 07:52
قرر أوبِركومندانت آفي بلوث، قائد المنطقة الوسطى في الجيش، أن "يُريهم". بكيباه عسكرية مائلة، وبلاغة دموية تقشعر لها الأبدان، وغطرسة بلا حدود، ومعايير مزدوجة مريضة للأخلاق، أصدر أوامر بتنفيذ "عمليات إعادة التصميم" حتى "يرتدع الجميع، وأي قرية تجرؤ على رفع يدها ضد أي من السكان".
و"السكان" المقصودون هنا هم المستوطنون الذين ينفذون جرائم عنف واسعة يومياً. وبالنسبة لبلوث، فهو لا يرى نفسه ملزماً بالدفاع عن أي أحد في الضفة الغربية سوى الزعران القادمين من البؤر الاستيطانية. قال اللواء مهدِّداً الفلسطينيين الذين "يرفعون أيديهم" وهم يحاولون بآخر ما تبقى لديهم من قوة الدفاع عن ما تبقى من أرضهم المسلوبة برعايته وتشجيعه: "نحن نعرف كيف ننصب كشافات".
لا أعرف شيئاً عن "الكشافات"، لكنني أعرف شيئاً عن القانون الدولي. بلوث أمر جنوده بتنفيذ عقاب جماعي، وهو جريمة حرب. وإذا كان الأمر كذلك، فإن بلوث مجرم حرب ينبغي تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. عندما قال ناشر صحيفة هآرتس آموس شوكن هذه الحقيقة البديهية، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي. لكن حين أدلى بلوث بتصريحه الصادم، ساد الصمت.
قد تبدو تصريحات بلوث أنسب بالألمانية – "عمليات إعادة التصميم"، "الكشاف"، "المطاردة". لكنها مفهومة تماماً بالعبرية أيضاً. فقد قال: "سيختبرون حظر التجوال، سيختبرون التطويق، وسيختبرون عمليات إعادة التصميم". وكل ذلك لأن مستوطناً أصيب بجروح طفيفة برصاص بينما كان يقود مركبة ATV فوق أرض مسروقة.
هذا الأسبوع كنتُ في قرية المغير وشاهدت نتيجة "عملية إعادة التصميم" لبلوث – 3,100 شجرة، معظمها زيتون، قُطعت وأُلقيت على الأرض. من المستحيل على أي إنسان يحب الأرض أو البشر أو حتى مجرد إنسان عادي ألّا يُصدم من هذا المشهد، قبل أسابيع قليلة من موسم قطف الزيتون. ومن المستحيل أيضاً تجاهل السياق الذي أدى إلى هذا الاعتداء.
تحت غطاء الحرب في غزة، خسرت قرية المغير كامل أراضيها – 43,000 دونم – باستثناء المساحة التي تقوم عليها بيوت القرية. وقد سمح بلوث بإقامة 10 بؤر استيطانية عشوائية تحاصر القرية من كل الجهات، وسمح للمستوطنين العنيفين بفرض حكم إرهابي على السكان، حتى أنهم باتوا يخافون من الخروج لفلاحة أرضهم.
والآن، يتيح للزعران شق طرق غير قانونية إلى بؤرهم الاستيطانية ليسهّل عليهم الهجوم على القرية. وتحت قيادته، انتهت حملتان للعنف بمقتل فلسطينيين برصاص الجيش. ولم يُقدَّم أحد للمحاكمة.
لكن بلوث لن "ينصب كشافاً" ولن ينفذ "عمليات إعادة التصميم" ضد أولئك الذين يرفعون أيديهم حقاً على الآخرين – أي المستوطنين. فهو وهم يأتون من القرية نفسها، يملكون الشعر ذاته، ويرتدون بالطبع الكيباه المائلة بالطريقة ذاتها.
حين تعيّن ضابطاً مثل بلوث قائداً للمنطقة الوسطى، فإنك تمنح المنصب لمعاون للمستوطنين. صحيح أن المستوطنين أخافوا جميع قادة المنطقة الوسطى السابقين أيضاً. لكن الأمر أسهل حين يتولى المنصب خريج مدرسة ما قبل الخدمة العسكرية الدينية في مستوطنة "عالي"، والمقيم السابق في مستوطنة "نفيه تسوف". كيف لم تتحرك عضلة في وجه بلوث وهو يتحدث عن أشخاص "يرفعون أيديهم" وعن العقاب الجماعي الذي يستحقونه؟
وماذا عن معاقبة المجرمين الحقيقيين – أولئك الذين يعيشون في أوكار الجريمة المسماة "البؤر الاستيطانية"؟ كيف تغفو عينيك ليلاً يا بلوث وأنت تحمل هذه الأخلاق العنصرية؟
لكن هذا ما تعلمه بلوث في "عالي" – أن اليهود هم أسياد الأرض. يحق للمستوطنين أن يحرقوا، ويدمروا، ويقتلعوا، ويقتلوا كما يشاؤون. أما الفلسطينيون "ما دون البشر"، فلا يُسمح لهم بفعل أي شيء – لا مغادرة قراهم، ولا العمل في إسرائيل، ولا جني الزيتون، وأحياناً حتى لا التنفس. هذه هي صهيونية بلوث. وهذه هي صهيونية الجيش الذي يُجسد بلوث وجهه.
كل إنسان له اسم منحه الله له. واسم العائلة "بلوث" يعني "دم" بالألمانية. هذا الجنرال الدموي أصبح الآن وجه الضفة الغربية والصورة الأخلاقية للبلاد كلها. وربما يُكلَّف بقيادة الإبادة الجماعية التالية، بعد غزة.