نظام ترامب ينقلب بجنون على المكتشفات القانونيّة المُدلّل عليها علميّا و الصحيحة حول تغيّر البيئة العالمي ، راميا بالعالم و أنواعه – بمن فيهم البشر – إلى خطر أشدّ حتّى


شادي الشماوي
2025 / 8 / 10 - 22:12     

جريدة " الثورة " عدد 916 ، 4 أوت 2025
www.revcom.us

" نحن شعوب العالم لم يعد بوسعنا أن نسمح لهؤلاء الإمبرياليّين بمواصلة الهيمنة على العالم وتحديد مصير الإنسانيّة. هناك حاجة إلى الإطاحة بهم بأسرع وقت ممكن . و إنّه لواقع علميّ أنّه ليس علينا أن نعيش على هذا النحو ".
( القائد الثوريّ ، بوب أفاكيان )
هذا المقتطف كان صارخا في الأسبوع الماضي . فنظام ترامب قد سرّع في نسق مسار س" يساعد " في إرسال الإنسانيّة – و أنواع أخرى لا حصر لها – مباشرة إلى حافة الإضمحلال .
في الأسبوع الماضي ، أعلن المسؤول الذى عيّنه ترامب على رأس وكالة " حماية " البيئة (EPA ) ، أنّه ينبذ الإكتشافات العلميّة بأنّ غازات الإحتباس الحراري – غازات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري و الفحم الحجري من أجل السيّارات و الطاقة للمصانع إلخ – تضع البيئة في خطر . هذا الإكتشاف للوقائع شكّل سنة 2009 القاعدة القانونيّة للضوابط القوميّة التي تحدّد للشركات كمّية ديوكسيد الكربون و الغازات الأحفوريّة الأخرى التي تبعثها في الجوّ .
تُمسك هذه الغازات الحرارة في جوّ الكرة الأرضيّة وهي على رأس أسباب التغيّر البيئي العالمي ، مثل ارتفاع الحرارة . و ارتفاع الحرارة ، بدوره ، يساعد في التسبّب في الحرائق المستشرية في الغابات ، و أمواج الحرارة القاتلة في عديد أنحاء العالم ، و تصاعد وتيرة العواصف الكبرى ، و تقلّبات عنيفة أخرى في الطقس .
حركة إنكار العلم هذه تنطوى على نتائج رهيبة كبرى . الإكتشافات القانونيّة بأنّ غازات الإحتباس الحراري تمثّل تهديدا لصحّ’ الإنسان تمّت سنة 2009 على أساس الأدلّة العلميّة الشاملة .(1) فقد خوّل ذلك لسلطة وكالة " حماية " البيئة - EPA أن تُصدر قوانينا تقلّص من إنبعاثات هذه الغازات .
و الآن مع التصريح بأنّ الإكتشافات العلميّة باطلة و ملغاة ، يسعى فاشيّو ترامب / الماغا أن ينكروا إنكارا صريحا واقع التغيّر المناخي . لن تواصل الحكومة وضع أيّ تقييدات على ديوكسيد الكبرون و الميثان و الملوّثات الأخرى الناجمة عن السياّرات و كذلك مصانع الطاقة و المعامل و آبار النفط و الغاز و غير ذلك كثير . لكن الواقع هو الواقع – سترتفع الآن الحرارة بسرعة أكبر حتّى ، و الوقت الثمين يقع هدره .
تبعات مدمّرة على ثمانية مليار إنسان على كوكب الأرض :
لقد أحدثت أمريكا بعدُ ضررا مريعا للطبيعة . أمريكا رقم واحد في بثّ غازات الإحتباس الحراري أكثر من أيّ بلد آخر في التاريخ . أمريكا رقم واحد في إنتاج النفط و الغاز . و جيش الولايات المتّحدة هو المؤسّسة العالميّة الأولى للوقود الأحفوري. لذا هذا التحرّك الجديد لنظام ترامب سيجعل الأمور أسوأ ليس في هذه البلاد فحسب و إنّما عبر العالم .
و قد برّر زلدين وكالة " حماية " البيئة – EPA الحكم بالإحالة على تقرير جديد من وزارة الطاقة . و هذا التقرير الجديد يمضى ضد إجماع معظم العلماء حول العالم حول واقع و خطر تغيّر المناخ . لذا إستأجر ترامب العلماء المعروفين جيّدا بأنّهم " متشكّكين في تغيير البيئة " و أطرد مئات العلماء المشتغلين على تقييم المناخ القومي - National Climate Assessment ، أهمّ تقرير في الولايات المتّحدة عن ما يحدث مع تغيّر المناخ .
الأدلّة العلميّة على المخاطر الوجوديّة التي يمثّلها التغيّر المناخي صارت أوضح حتّى و أوسع نطاقا في السنوات منذ اكتشافات المخاطر . و كانت سنة 2024 السنة اكثر سخونة سجّلت على كوكبنا . جبال الثلج تذوب و مستوى البحار يرتفع و حرائق الغابات تنتشر و تشتدّ الأعاصير المدمّرة لكافة الأنواع . تغيّر المناخ حقيقيّ . و ارتفاع حرارة الكوكب يقف وراءها نظام يهيمن على كوكب الأرض ، الرأسماليّة – الإمبرياليّة . ( للتعمّق في هذا ، أنظروا على موقع أنترنت revcom.us صفحة المصادر الخاصة – Special Resourse Page " الرأسماليّة – الإمبرياليّة تدمّر الكوكب ... الثورة وحدها توفّر للإنسانيّة فرصة حقيقيّة لإنقاذها ").
و يأتي تفكيك الوكالة إيّاها كجزء من الهجوم الشامل على البيئة الذى إنطلق فيه ترامب منذ اليوم الأوّل لنظامه . هناك حاجة ماسة للقتال ضد هذا التسريع الفاشيّ للتغيّر المناخي و الهجمات على علم المناخ و على العلماء – داخل المؤسّسات حيث يتمّ تنفيذ هذا (2) في الشوارع و في كلّ أركان المجتمع . و يجب ربط هذا النضال بقدر أكبر بكثير ، و يجب أن يُصبح جزءا من ، نهوض جماهيري للناس المطالبين بأنّه يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل الآن !
هوامش المقال :
1- إكتشاف الوضع الخطير كان هو نفسه قائما على قرار للمحكمة العليا سنة 2007 مفاده أنّ غازات الإحتباس الحراري شكل من التلويث الضار الذى يمكن أن تنظّمه وكالة " حماية " البيئة – EPA لكن تلك كانت محكمة عليا مختلفة عن هذه الموجودة اليوم ، وهي الآن تحت سيطرة غالبيّة فاشيّة و قد حكمت بصفة متكرّرة أحكاما تخدم مصلحة نظام ترامب في الأشهر الستّة الماضية .
2- في بدايات جويلية ، وكالة – EPA أطردت 139 موظّفا وقّعوا على " بيان معارضة " يقول إنّ سياسات إدارة ترامب " تقوّض مهمّة وكالة " حماية " البيئة في حماية الصحّة البشريّة و البيئة ".