ترامب يتّهم أوباما بالخيانة – جريمة عقابها الموت ؛ هذه ليست - تلهية - من أبشتاين و إنّما هي قفزة كبرى في القمع و الإرهاب الفاشيّين


شادي الشماوي
2025 / 7 / 31 - 17:18     

جريدة " الثورة " عدد 916 ، 28 جويلية 2025
www.revcom.us

في 18 جويلية 2025 ، قام تولسى غبّارد - مدير المخابرات القوميّة (DNI) لدي ترامب – بتصريح عبثيّ بأنّ المسؤولين
في إدارة أوباما بمن فيهم الرئيس الأسبق نفسه ، تتعيّن متابعتهم قضائيّا بتهمة " التآمر الخياني " . و إثر عدّة أيّام ، ترامب نفسه نشر على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مصنوعة بفضل الذكاء الإصطناعي لأوباما وهو قيد الإعتقال ونقله إلى السجن، و مذّاك كرّر في مواقفه أنّ أوباما إقترف " خيانة " . و كلّ من البيت الأبيض و الناطق الرسمي باسم إدارة المخابرات القوميّة قالا إنّهما يرغبان في محاسبة هذه النشاطات " الإجراميّة ... " إلى أقصى حدّ يسمح به القانون " – و بخصوص الخيانة يمكن أن يعني الإعدام .
تحذير : لا تستهينوا بهذا – لسببين إثنين . أوّلهما أنّ ترامب يمكن أن يتحرّك عمليّا إلى الأمام بهذا الصدد ، و إن أمكن له تتبّع الرئيس الأسبق بتُهم مصطنعة ، فكّروا في ما يمكن أن يفعله للناس العاديّين . هذه ليست بأي شكل من الأشكال مُزحة – إنّه تحذير بالغ عن الخطر الذى يواجهه كلّ شخص . و ثانيهما ، لأنّه إن مضي ترامب في هذا قُدُما ، فإنّ ذلك يمكن أن يفاقم جدّيا من الإنقسامات في المؤسّسات المركزيّة لهذا النظام . و مثل هذه الإنقسامات ، إن وُجد نهوض جماهيري من الأدنى يطالب برحيل نظام ترامب ، يمكن أن ترفع من فرص النجاح العمليّ في ذلك المطلب الحيويّ إلى أقصى الحدود .
التُهمة التي طبخها غوبارد و التي لا أساس لها من الصحّة :
وفق غوبارد ، تلاعبت إدارة أوباما بالمخابرات لتزعم أنّ روسيا تدخّلت في انتخابات 2016 لتدعم ترامب . و يقارن غابارد هذا بتقرير مخابراتي من تلك الفترة يقول إنّ روسيا لم تعبث مباشرة بآلات التصويت و لم تغيّر حسابات الأصوات بطرق أخرى . و يزعم غابارد أنّ هذا " الخداع " عندها عبّد " طريق عمل لسنوات طويلة للإنقلاب على الرئيس ترامب ".
ثمّة مشكل صغير في حجّة غابارد . إدارة أوباما لم تقل أبدا إنّ روسيا تدخّلت في حساب الأصوات . و إعترف أوباما بأنّ ترامب كان الفائز الشرعي في انتخابات 2016 .
و ما قالته فعلا إدارة أوباما هو أنّ أ- روسيا حاولت التدخّل بإسم ترامب و ب- إتّخذ هذا التدخّل شكل العبث عبر الأنترنت و نشر الرسائل الألكترونيّة لهيلاري كلينتن ، و تمويل مراكز الروبوت الموالية لترامب . و الجمهوريّون البارزون – بمن فيهم حينها – السيناتور ماركو روبيو ( الآن سكرتير دولة ترامب ) – أمضى على هذه الإستنتاجات .
حجّة غابارد برمّتها لا أساس لها من الصحّة كلّيا . إنّها حجّة " رجل من قشّ " – إختلاق تهمة و توجيهها لشخص لم يقم بأيّ شيء ممّا تدّعون أبدا و مهاجمته لذلك ... و هذه الحال تتضمّن المطالبة بإتّهامه بالخيانة ، جريمة عقابها الموت . و الآن الماغا / MAGA جعل أمريكا عظيمة من جديد يركبون المسار و يسرّعون فيه كلّ السرعة .
لا تستهينوا بهذا :
يقول عديد المحلّلون أنّ نظام ترامب يشنّ هذا الهجوم ك " تلهية " عن فضيحة جفري أبشتاين الضارة له . و لأنّه لا وجود لوقائع ملموسة للتهمة ضد أوباما ، يستهين الكثيرون بجدّية ما يحدث . و في حين أنّه لا توجد فعلا وقائع ملموسة لهذه الحدّة و بينما يمكن أن يكون الهدف منها حرف الإنتباه عن مسألة أبشتاين ، لا يمكنكم أن الهروب من واقع أنّ ترامب قد قال هذا و أطلق العنان لضباعه لتنهش الموضوع . و قد وقع توسيع هذا من قبل عدد من المعطيات العنصريّة – على سبيل المثال، أوباما في بُدلة قفز برتقاليّة ؛ أو أوباما حصان برونكو الأبيض (12) يتمّ تعقّبهم من طرف بدلات شركة ترامب و فانس .
و يقول آخرون : " حسنا ، هذا ليس جيّدا ، لكن المحكمة العليا أصدرت حكما في السنة الفارطة بأنّ الرؤساء يملكون الكثير من الحصانة للجرائم التي إقترفوها و هم في موقع المسؤوليّة ، و سينسحب هذا على ترامب ". إلاّ أنّ هذه المحكمة العليا المجموعة – الفاشيّة التي جعلت الدستور أدنى من الإعتراف بحكمها بشأن الحصانة لتنسجم مع المصالح الفاشيّة قبل سنة ، من الوارد جدّا أن لا تتردّد أيّ تردّد مهما كان حول ال تلاعب بالدستور في الإتّجاه المعاكس لتنسجم مع مصالح الفاشيّين الآن . و مثلما أشار إلى ذلك المحلّل القانوني لقناة السى أن أن ، جيفري توبين،( في إفتتاحيّة لجريدة " النيويورك تايمز ")، ترامب " مراقب قسم العدالة الطيّع جدّا ، و إدانته المرتجلة للرئيس الأسبق أمر هام بقدر ما هو مُرعب " . ( أنظروا إلى مقال آخر في هذا العدد من الجريدة حول تعيين ترامب لأميل بوف ، مسؤول سامي في قسم العدالة ، للمحكمة العليا ). و بعدُ، غابارد تقدّم ب"إحالة إجرميّة " إلى قسم العدالة – الخطوة الأولى في المتابعة القضائيّة . و رئيس قسم العدالة بام بوندى قد أعلن أنّ " قوّة ضاربة " ستتولّى البحث في الإدّعاءات . و السيناتورات الجمهوريّون – الفاشيّون لندسى غراهام و جون كورنين نشروا على وسائل التواصل الاجتماعي أنّهم " يحثّون المدّعى العام بوندي على تعيين لجنة خاصة للبحث في مدى تلاعب الرئيس الأسبق أوباما و فريقه و مسؤولو الإدارة جهاز الأمن القومي للولايات المتّحدة من أجل مخرج سياسيّ ."
و ترامب يتراّس كذلك حركة فاشيّة واسعة . و المؤسّسات الإجتماعيّة للإعلام مثل تروث سوسيال و غاب و تلغرام قد رأت مسمارا في نعت أوباما ب " الخائن " و قول إنّه يتعيّن إمّا أن يُسجن أو يُعدم . و إمكانيّة أن يرتكب أفراد فاشيّون أو مجموعات فاشيّة أعمال عنف حقيقيّة جدّا . و مرّة أخرى ، أشخاص مثل الذين وصفنا أعلاه زادوا طين العنصريّة بلّة .
مهما كان ما سيفرزه أو لا يفرزه هذا التهديد ، نتوجّه نحو زمن إضطراب كبير يشتدّ فيه تهديد الفاشيّين لمنافسيهم ضمن الطبقة الحاكمة و تعكير الوضع . هذا هو الإطار الذى يتنزّل فيه هذا التهديد .
هوامش المقال :
1- هذه إحالة على مطاردة LAPD لأو.ج سمبسن الذى كان هاربا على الطرقات السيّارة بلوس أنجلاس عقب إتّهامه بقتل زوجته .