صوتنا من أجل فلسطين – التضامن ليس خيارًا، بل واجب نقابي
جهاد عقل
2025 / 7 / 27 - 11:46
في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، أطلق اتحاد نقابات العمال في بريطانيا (TUC) نداءً عاجلًا يدعو فيه إلى تحرك نقابي وشعبي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وإنهاء الاحتلال، والاعتراف بدولة فلسطين. الأمين العام للاتحاد، بول ناوك، وجه رسالة مؤثرة إلى أعضاء النقابات والناشطين داعيًا إلى الضغط على أعضاء البرلمان البريطاني لاتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة.
يشير ناوك في رسالته إلى أن المدنيين الفلسطينيين “يُقتلون وهم يبحثون عن الطعام والماء والمأوى” في ظل حصار خانق ونقاط توزيع مساعدات تسيطر عليها إسرائيل. كما أشار إلى التحذيرات المتزايدة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بشأن تفشي المجاعة الجماعية في غزة، نتيجة الحصار المشدد ومنع وصول الإغاثة الإنسانية.
ويقول ناوك: “لقد أصابني الرعب من استمرار الهجوم على غزة. والنقابات العمالية، كما هو دأبها دائمًا، تقف في صف الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، ومن أجل سلام قائم على الحقوق والعدالة.”
دور النقابات: من البيان إلى الفعل
تأتي هذه الرسالة في سياق تأكيد متجدد على الدور التاريخي للنقابات العمالية كصوت جماعي للدفاع عن حقوق الشعوب وكرامتها، وخاصة في المناطق التي تشهد قمعًا واحتلالًا. وبحسب TUC، فإن البيانات وحدها لم تعد كافية، بل بات من الضروري أن تقترن الأقوال بالأفعال.
من هذا المنطلق، دعا الاتحاد الحكومة البريطانية إلى تبني حزمة من الإجراءات العملية، أبرزها:
الاعتراف الفوري بدولة فلسطين
تعليق اتفاقية التجارة مع إسرائيل
حظر استيراد بضائع المستوطنات غير القانونية
وقف تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل
فرض عقوبات على المسؤولين عن جرائم الحرب
زيارة الضفة الغربية: شهادات من الميدان
وفي خطوة نادرة، زار الأمين العام لاتحاد النقابات البريطاني الضفة الغربية في أبريل الماضي، حيث التقى عمالًا فلسطينيين وشهد مباشرة انتهاكات حقوقهم الإنسانية والنقابية. يقول ناوك: “رأيت بنفسي كيف يُحرم العمال الفلسطينيون من أبسط حقوقهم، وكيف يُمارس الاحتلال كقمع يومي ممنهج.”
التضامن النقابي ليس خيارًا: بل واجب تاريخي
الرسالة التي حملها TUC ليست مجرد بيان سياسي، بل تعبير عميق عن قيمة التضامن النقابي العالمي كجزء لا يتجزأ من النضال من أجل الحرية والعدالة والسلام. فالاعتراف بفلسطين، وفقًا للاتحاد، ليس خطوة رمزية، بل ضرورة سياسية وأخلاقية تمهد الطريق نحو حل الدولتين وتحقيق المساواة والديمقراطية.
كما شدد TUC على أن انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك حول حل الدولتين يشكل فرصة على الحكومات أن تستثمرها لاتخاذ مواقف واضحة، لا أن تكتفي بالتمنيات والدبلوماسية الباردة.
صوت النقابات هو صوت الشعوب
وفي الختام، دعا بول ناوك جميع أعضاء النقابات والعاملين في بريطانيا إلى استخدام أصواتهم عبر مراسلة النواب والمطالبة بسياسات فاعلة تعزز العدالة وتقف في وجه الإبادة والحصار والتجويع.
“لا يمكننا أن نصمت بينما نشاهد المذبحة تتواصل. التضامن لا يعرف صمتًا. والنقابات كانت دائمًا في الخط الأمامي من أجل الكرامة الإنسانية”، يختم ناوك رسالته
لأن التضامن النقابي ليس شعارًا… بل فعل.
نحن كنقابيين لا نقف على الحياد حين تُرتكب المجازر أو يُجَوّع الأطفال، بل نرفع صوتنا عاليًا دفاعًا عن العدالة، وحق الشعوب في الحياة الكريمة، وحرية تقرير المصير..