[ الولايات المتّحدة ] مفترق طُرق في القتال ضد الفاشيّة و ما الذى نحتاجه بصفة إستعجاليّة الآن
شادي الشماوي
2025 / 7 / 18 - 21:52
إفتتاحيّة جريدة " الثورة " عدد 914 ، 14 جويلية 2025
www.revcom.us
ليسقط إيسي ICE [ الحرس الوطني ] ، لا إحتلال عسكريّ ، ليسقط كامل نظام ترامب الفاشيّ ... يجب على ترامب أن يرحل – الآن !
هذه الشعارات الهامة الجديدة نُشرت في المدّة الأخيرة على موقع أنترنت RefuseFascism.org ، إلى جانب نداء هام للتحرّك . و هنا نودّ الحديث عن كيف نرى نحن الشيوعيّون الثوريّون بعض أهمّية هذه الشعارات الجديدة و العمليّات الهامة التي نادت بها منظّمة " لنرفض الفاشيّة " في 26-28 جويلية 2025 ، و الإحتجاجات في وحدة مع النداء الوطني من أجل " إضطراب جيّد " في 17 جويلية 2025 .
إنّ التجاوزات و الفظائع التي جدّت في الأسبوع الفارط و حسب تصوّر مشهد مجتمع قريب جدّا للتعزيز الأساسيّ للحكم الفاشيّ .
يوم الإثنين الماضيّ ، أكثر من مائة جندي مسلّح و وكيل فدرالي – بعضهم على ظهور الخيل – هاجموا حديقة مدينة لوس أنجلاس على نحو أثار حاكم الولاية كاران باس إلى درجة أنّه أعرب عن أنّ هذا النوع من المشاهد مشهد يحدث قبل إنقلاب. و بعد بضعة أيّام ، جاء مئات الناس ليدافعوا عن عمّال مزارع تعرّضوا لهجوم الحرس الوطني قرب فنتورا كاونتى . ( أنظروا ، " Ground Zero Los Angeles: City Erupts in Fascist Repression and Courageous Resistance" ). و في الأثناء ، في فلوريدا ، أخذت تقارير عن ظروف لاإنسانيّة مرعبة تتسرّب عن سجن الحرس الوطني " ألكاتراس أليغاتور " . و قد هدّد ترامب نفسه بسحب المواطنة من المترشّح لموقع حاكم نيويورك زهران ممداني و بترحيله . و تاليا قال ترامب إنّه هو ذاته سيستولى على مدينة نيويورك و واشنطن دى سى .
و هذا ليس سوى جزء من المشهد . ففي الأسبوع السابق ، واصلت المحكمة العليا تمكين ترالمب من مزيد السلطات . و بحدّة قلّصت من قدرة المحاكم الأدنى بأن توقف تنفيذ أي " أمر تنفيذي " يوقّعه ترامب على أنّه غير دستوري بالنسبة للبلد ككلّ – لا يهمّ مدى لادستوريّته عمليّا . و كان هذا أمرا عاديّا إلى حينها ، و حكم المحكمة العليا هذا يضع الآن ترامب في مكانة " فوق القانون " . و هذا التحرّك ، ضمن تحرّكات أخرى ، أثار حفيظة القاضي كيتنجى براون جاكسن ليصرّح لاحقا بأنّه يمضى الليل خائفا على ما يمكن أن يحدث " لديمقراطيّتنا " .
الحقيقة المجرّدة هي : نواجه نظاما فاشيّا يمضى بعيدا جدّا في سيرورة توطيد حكمه . و هذا النظام يسرّع من تطبيق برنامجه الرهيب . هذه الفاشيّة يجب إلحاق الهزيمة بها – الآن . يجب أن يطاح بها من السلطة بواسطة سيرورة تعوّل جوهريّا على التعبأة الجماهيريّة المتنامية للذين يرفضون القبول بأمريكا فاشيّة و يتحرّكون دون عنف لكن بشكل إستعجالي و بلا هوادة في إنسجام مع هذا الفهم و هذا التصميم .
نواجه وضعا إستعجاليّا . و تتطلّب الأحداث المتسارعة من كلّ الذين يعارضون هذه الفاشيّة أن يغيّروا كيفيّة تفكيرنا و كيفيّة تصرّفنا – الآن . و نحتاج إلى بلوغ آخرين و العمل و التخطيط معا لنتّخذ بسرعة خطوات بإتّجاه الوضع الموصوف أعلاه .
و ينبغي بناء هذه المقاومة بحيث يراها الناس مرتبطة بجلاء و تشير إلى الطريق نحو إظهار مستوى كبير من العصيان و المقاومة غير العنيفة الضروريّة لإيقاف الآلة الفاشيّة إلى أن يتمّ ترحيل النظام من السلطة . بكلمات أخرى ، ، يجب أن يغدُو مطلب " يجب على نظام ترامب الفاشي أن يرحل – الآن ! " مهمّة ملموسة فوريّا .
لوس أنجلاس كمحور الزلزال :
تشكّل لوس أنجلاس بطرق مفاتيح ما محور هذا النضال الآن بالذات . هناك روح قتاليّة و تنظيم متنامي ، و هناك قسم من الحكّام يشعرون بالإضطرار إلى معارضة ما يقوم به الفاشيّون .
و هذا ليس أمرا عرضيّا . فنظام ترامب ركّز على لوس أنجلاس – بالإحتلال العسكري و بإعتقال الآلاف و بعصابات فاشيّة مقنّعة تظهر كلّ يوم في كلّ الأماكن لتقوم بهجمات تبثّ الرعب . و الشبكات الجماهيريّة للردّ السريع صعّدت من معارضتها ، بأناس تصلهم نصوص أو رسائل أخرى و تظهر للدفاع عن الذين يقع الهجوم عليهم . فكان هذا في منتهى الأهمّية ، لكنّه يحتاج إلى النموّ ، يحتاج إلى التحوّل إلى مسألة إجتماعيّة و إلى أن يرتبط بالإعتراف العام بأنّنا نواجه ضغطا فاشيّا قضائيّا تامات يقتضى من الآلاف و الملايين منّا أن يتحرّكوا معا لإلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة .
و للتعلّم من ما حدث في لوس أنجلاس ، و بنائه إلى مستوى آخر عبر البلاد برمّتها ، نحتاج إلى نسق و ممارسة في كلّ مكان لشبكات متنامية في مراكز العمل ، و الأحياء ،و المدارس و المعاهد ، و الأسواق إلخ حيث يحصل الناس على تجارب في الوقوف معا و العمل معا ، أجل في ظروف إستعجاليّة ... لكن أيضا اليوم تلو اليوم . و حتّى شيء ببساطة خروج الناس من منازلهم في وقت معيّن ليضربوا على القدور و المقالي إحتجاجا على ما يجرى يمكن أن يعوّد الناس على العمل المشترك و يمكن نشر روح و ممارسة منظّمة ل " لن نقبل بهذا الهراء ". و هذه الأعمال – بناء روح العصيان الجماعي و الدعم المتنامي للعمل المشترك ، بتعقيد و تصميم متناميين – ضروريّة بشكل حاسم لنوع من النضال الجماهيري غير العنيف و الذى لا يتوقّف و الذى نحتاج إليه لنهزم عمليّا هذا النظام الفاشيّ .
عند تلخيص كلّ هذا ، من الأساسي العودة إلى ، و من المهمّ أن نسترشد ب ، شيء قاله بوب أفاكيان في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 125 ، " ليست المحاكم و ليس الحزب الديمقراطي : الناس المحترمون ، متحرّكين جماهيريّا و بلا هوادة ، هي القوّة التي يجب التعويل عليها لإلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا ":
" الإحتجاجات الجارية ، و التعبأة القويّة عبر البلاد قاطبة ، كانت هامة للغاية ، و هي تبيّن إمكانيّة ما يجب القيام به . لكن كلّ هذا يجب أن يشهد قفزة ، في أسرع وقت ممكن ، ليصبح تمرّدا شعبيّا جماهيريّا ، مصمّما على إلحاق الهزيمة عمليّا بهذا النظام الفاشيّ ، موحّدين حول المطلب الإستعجالي : يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل – الآن ! "
و هذا يعنى " لا حياة عاديّة " . يعنى الإحتجاج و المقاومة المبنيّين اليوم تلو اليوم : دون عنف و إنّما مستمرّة لا تتوقّف – للردّ على القمع من النظام الفاشيّ بحتّى تحرّكات مقاومة أوسع نطاقا – موحّدين كلّ من يمكن توحيدهم ، بأعداد متنامية بإستمرار ، يحرّكها المعنى الضروري لما هو إستعجالي ، بهدف إيجاد أزمة سياسيّة عميقة و منعرجات كبرى و " لإإعادة إصطفاف " عبر المجتمع ، بما في ذلك في المؤسّسات المهيمنة على السلطة ، كي لا يتمكّن هذا النظام الفاشيّ غير الشرعي السير ، و يطاح به فعليّا .