- المؤسّسة الإنسانيّة - التابعة للولايات المتّحدة تطلق النار على الفلسطينيّين الباحثين عن المساعدات الغذائيّة – - أبرياء يتعرّضون للأذى . بشكل سيّئ . و دون حاجة إلى ذلك . -


شادي الشماوي
2025 / 7 / 11 - 00:46     

جريدة " الثورة " عدد 913 ، 13 جويلية 2025
www.revcom.us

تبيّن أشرطة الفيديو حشودا كبيرة من الفلسطينيّين الجياع بيأس معصورين بين أسيجة حديديّة ، يصارعون للحصول على صناديق صغيرة من الغذاء ثمّ يغادرون المكان . و صوت إطلاق نار الأسلحة و قنابل التخدير يملأ الأجواء . و سحب من دخان القنابل المسيلة للدموع بيّنة تماما .
الرصاص يتطاير في كلّ الإتّجاهات – في السماء ، في الأرض ، و بإتّجاه الفلسطينيّين . و فجأة يصرخ أحد متعاقدي الأمن التابعين للولايات المتّحدة " من ! من ! " و يردّ آخر، " أعتقد أنّك أصبت أحدّا " . ثمّ يصرخان، الجحيم ، أجل ، يا رجل !"
و تبيّن صورة من المشهد امرأة مُمدّدة على عربة يجرّها حمار بعد إصابتها في الرأس بجزء من قنابل التخدير .
" لقد أتينا إلى هنا للحصول على الغذاء لأسرنا . لا نملك شيئا "، هذا ما صرّح به فلسطينيّ لأحد المتعاقدين . " لماذا يُطلق علينا الجيش ( الإسرائيلي ) النار ؟ لماذا تُطلقون علينا النار ؟ "
و لم يكن هذا المشهد غير عادي عند موقع توزيع المساعدات في غزّة تموّله المؤسّسة " الإنسانيّة " التابعة للولايات المتّحدة (GHF ) . ففي 27 جوان ، كشفت الجريدة الإسرائيليّة " هآرتز " أنّ القوّات الإسرائيليّة كانت تتعمّد إرتكاب المجازر في حقّ الفلسطينيّين و الفلسطينيّات القادمين و القادمات و المغادرين و المغادرات لتلك المواقع ، حتّى بينما لا يمثّلون لها أيّ تهديد . أكثر من 600 باحث عن المساعدات قُتلوا إلى حدّ الآن .
و طوال الوقت ، شدّدت المؤسّسة " الإنسانيّة " على أنّه لا دخل لها في عمليّات القتل هذه و أنّ ما من أحد لحقه الضرر في مواقعها . (1) هذا محض كذب .
ففي عرض بتاريخ 2 جويلية 2025 ، قدّمته الأسوسياتد براس The Associated Press ، إعتمادا على أشرطة فيديو و شهود عيان من متعاقدين أمنيّين إثنين تحوّلا إلى أناس دقّوا ناقوس الخطر ، قد كشف أنّ العاملين بالأمن الخاص من الولايات المتّحدة قد أطلقوا النار هم بدورهم على فلسطينيّين جياع يحاولون الحصول على غذاء أو مغادرة المواقع . مسلّحين بالمسدّسات و البنادق الأوتوماتيكيّة و حتّى الرشّاشات ، كان هؤلاء المرتزقة من الولايات المتّحدة يستخدمون الذخيرة و القنابل المخدّرة و القنابل المسيلة للدموع ضد الفلسطينيّين و الفلسطينيّات الجياع في غزّة .
و من غير الواضح إن كان أحد قد قُتل في مواقع المؤسّسة إيّاها ، لكن أحد المتعاقدين أفاد الأسوسياتد براس بأنّ " أبرياء يتعرّضون إلى الأذى . بشكل سيّء . و دون حاجة إلى ذلك ".
و من ضمن ما كشفته الأسوسييتد براس أيضا :
- من عادات العاملين بتلك المواقع من الولايات المتّحدة أن يستخدموا قنابل مخدّرة و القنابل المسيلة للدموع ضد الغزّيين كشكل من أشكال " التحكّم في الحشود ".
- العاملون بالمؤسّسة " الإنسانيّة " يراقبون القادمين للبحث عن الغذاء و يوثّقون أيّ شخص يُعتبر " مشكوك فيه " ، ثمّ يمرّرون المعلومات إلى الجيش الإسرائيلي – ممضين عمليّا حكم إعدامهم .
- " " أبرياء يتعرّضون إلى الأذى . بشكل سيّء . و دون حاجة إلى ذلك " ، هذا ما صرّح به أحد المتعاقدين . و زعم متعاقد ثانوي للأمن من الولايات المتّحدة - " التوصّل إلى حلول آمنة " – أنّ ما من أحد لحقه ضرر أبدا . و تكشّف أنّ هذا أيضا كذب . و كشفت إتّصالات داخليّة وقع تسريبها أنّ متعاقدين إستخدموا 37 قنبلة مخدّرة و قنابل مطّاطية و دخان " سكات شال " و 60 عبوّة مسيلة للدموع في حدث واحد – واحد! في شهر جوان . و جُرح الباحثون عن المساعدات في تقريبا ثلث مواقع توزيع الغذاء طوال فترة الأسبوعين .
ثلاثة من الموقع الأربعة للمؤسّسة " الإنسانيّة " رُكّزت في جنوب غزّة لأجل إجبار الفلسطينيّين و الفلسطينيّات على النزوح إلى الجنوب كي تتمكّن إسرائيل من محاصرتهم في قطعة أرض ضيّقة على مقربة من الحدود المصريّة – خطوة أخرى نحو التطهير العرقي و الإبادة الجماعيّة الشاملين . و إنشاء تلك المؤسّسة " الإنسانيّة " يأتي كذلك ضمن المساعى نحو تشويه الأمم المتّحدة و التحرّك بإتّجاه التحكّم الإسرائيلي التام في غزّة برمّتها .
في الأسبوع الفارط ، أصدرت 170 جمعيّة خيريّة و جمعيّة مساعدات بيانا مشتركا ينادى بوضع نهاية للمؤسّسة " الإنسانيّة " لغزّة ، ذاكرين " إستهانتها البارزة للقانون الإنساني الدولي " و جاء في تقرير جديد لمنظّمة العفو الدوليّة أنّ إسرائيل كانت تستخدم بشكل منهجي التجويع و الأمراض ضد الفلسطينيّين بالإحتيال على جهود الإغاثة الإنسانيّة ، و أنّ المؤسّسة " الإنسانيّة " إيّاها كانت " تُستعمل كأداة لتعميق الكارثة الإنسانيّة و للإستمرار الإبادة الجماعيّة " .(2)
إنّ المؤسّسة " الإنسانيّة " التي بعثها ترامب – بمسلّحين بالبنادق عنصريّين و شساديّين – دليل آخر على كيف يساعد هذا النظام الفاشيّ مباشرة في تنفيذ – على الأرض تماما – ما أسمته المقرّرة الخاصة للأمم المتّحدة فرنشسكا ألبنيزي " أحد الإبادات الجماعيّة الأكثر وحشيّة في التاريخ المعاصر ".
المؤسّسة الإنسانيّة لغزّة : ترامب يصعّد الإبادة الجماعيّة في غزّة :
إنّ نظام ترامب الفاشيّ لم يواصل فحسب بل تجاوز مستويات الهجوم الإبادي الجماعي لجو بايدن على الفلسطينيّين و الفلسطينيّات في غزّة إلى مستويات أكثر قتلا و خطيرة وجوديّا .(3) قطع بادين تمويل الأونروا – منظّمة الإغاثة المحترمة جدّا التابعة للأمم المتّحدة . و عوّضها ترامب بالمؤسّسة " الإنسانيّة " لغزّة ، التي أنشأها قبل أشهر قليلة داعية مسيحي فاشي داعم لترامب . و قدّم قسم لها دولة الولايات المتّحدة منحة لتمويلها ب30 مليون دولار .
و قد هاجم بايدن و الديمقراطيّون في الكلام أولئك الذين يحتجّون على الإبادة الجماعيّة و ساندوا قمع الطلبة . ( أنظروا مقال " كمالا هاريس هي و لا يمكنها إلاّ أن تمكّن إسرائيل من الإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطيني " ) . ترامب يتعقّب و يختطف و يسجن و / أو يحاول أن يرحّل الفلسطينيّين أو الطلبة الآجانب الآخرين الذين نظّموا إحتجاجات ، حتّى في شكل إفتتاحيّة في جريدة معهد .
إلى الملايين الذين يلتحقون بالشوارع إحتجاجا على الطُرق الشنيعة و الخبيثة و الفاشيّة التي يُعيد بها ترامب تشكيل مجتمع الولايات المتّحدة و مهاجمة مجموعات كاملة من الناس ، هذه الجريمة أيضا تستحقّ إدانتكم و إحتجاجكم عليها إحتجاجا نشيطا .
و إلى الملايين في هذه البلاد الذين يتعذّبون بمرارة بعدُ بشأن ضخامة الوحشيّة التي لا توصف للإبادة الجماعيّة الجارية في غزّة – إعترفوا بتصعيد ذلك في ظلّ ترامب الفاشيّ ، و عودوا إلى الشوارع ، و إلتحقوا بهذه القضيّة للمطالبة بأنّه يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل الآن !
و إلى كلّ من يهتمّ بالإنسانيّة ، فكّروا في المسألة الحادة التي أثارها القائد الثوريّ بوب أفاكيان في رسالة حديثة على وسائل التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 123 ، على موقع @ BobAvakianOfficial :
" هناك مسألة عميقة للغاية طرحها طبيب تطوّع للعمل في غزّة – يجتهد ، وسط دمار و عذابات هائلين ، لتوفير الرعاية الطبّية للفلسطينيّين و الفلسطينيّات الذين يتعرّضون بلا رحمة هناك ، بشكل طاغي مدنيّين و عدد ضخم من الأطفال . و متحدّثين عن واقع أنّ كلاّ من الحزبين الديمقراطي و الجمهوري قد ساندا الهجمات الإباديّة الجماعيّة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ، أثار هذا الطبيب بحدّة : ماذا يعنى أنّه لا وجود لحزب سياسي كبير في الولايات المتّحدة " لا يقبل " بالإبادة الجماعيّة ؟ و كلّ الناس المحترمين يتعيّن أن يفكّروا في حقيقة و تبعات ذلك العميقة ! "
لنوقف الإبادة الجماعيّة الأمريكيّة / الإسرائيليّة للشعب الفلسطيني !
يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل الآن !
هذا النظام برمّته فاسد و غير شرعي
نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما ، و نظام مغاير جوهريّا .
هوامش المقال :
1- Israel-U.S. Turn Food Distribution Centers Into Killing Fields: Over 500 Starving Palestinians Shot Down Seeking Food for Their Families, revcom.us, June 30, 2025
2- Israel using starvation and aid to inflict genocide in Gaza: Amnesty, Middle East Eye, July 4, 2025.
3- في شهر فيفري 2025 ، صرّح ترامب بأنّه يجب تطهير غزّة من جميع الفلسطينيّين و الفلسطينيّات – مقدّما لإسرائيل شيكا على بياض لكلّ الفظائع الممكنة . و بالكاد يتحدّث عن حماية حياة المدنيّين في غزّة . وهو يقدّم تغطية دبلوماسيّة و سياسيّة لإسرائيل ، و تزويد إسرائيل بالأسلحة يتزايد الآن بسرعة أكبر : ففي الأسبوع الفارط ، قسم دولة ترامب و البنتاغون قدّما ضوءا أخضر لبيع إسرائيل بما قيمته 510 مليون دولار أخرى من عُدّة توجيه القنابل ، دون أي حديث عن إشتراط إستخدامها – كما يطالب بذلك القانون – بعدم دوس حقوق الإنسان .
U.S. Approves -$-510 Million Sale of Bomb Guidance Kits to Israel, Democracy Now!, July 3, 2025.