نهاية النظام العربي


عزالدين مبارك
2025 / 7 / 7 - 02:04     

هدف أمريكا الاستراتيجي هو إخضاع كامل المنطقة العربية تحت قيادة إسرائيل كدولة مهيمنة اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا باستعمال تركيا وإيران كقوى مساعدة وتخويف للإجهاز بصفة نهائية على النظام العربي المهلهل والضعيف والمفكك الأوصال لأنهما يملكان فعليا قوى حقيقية لا يمكن تجاوزهمها على الأقل في الفترة الحالية أما الدول العربية المحيطة فهي فاقدة لكل إرادة للصراع والمقاومة ولا تملك آليات ومقومات ذلك ولكل دولة أسبابها وهشاشة بنيتها وبذلك فهي دول مستعدة للتماهي مع الحلول الأمريكية والتماشي مع أطروحتها دون معارضة وطرح للبدائل مما يجعل كامل المنطقة العربية بعد ترويضها واحتوائها تحت سلطة إسرائيل كدولة قائدة ومتحكمة تحت رعاية أمريكا. وهذا المشروع المخطط له بعناية فائقة يدخل في نطاق استراتيجي كبير وهو الصراع على مكانة قيادة العالم والهيمنة على ثروته ومقدراته لصالح أمريكا كقطب وحيد مهيمن يسير شؤون العالم حسب مصالحه بقطع الطريق عن ظهور مزاحمين دوليين على غرار روسيا وأوروبا وخاصة الصين وما الحرب الروسية الأوكرانية إلا توريط لروسيا والإتحاد الأوروبي في هدر للموارد عن طريق البعبع الأوكراني ومن المحتمل توريط الصين في حرب مع الهند أو تايوان في قادم الأيام. فهذه هي عقيدة أمريكا السياسية والعسكرية والمتمثلة في إشغال الدول المنافسة لها على المستوى العالمي في حروب هامشية بعيدة عن أراضيها بدفع الحطب للمواقد المشتعلة حتى تبقى النار ملتهبةـ متحكمة في حديقتها الخلفية مخابراتيا بأمريكا اللاتينية ومسيطرة عن طريق الدولار في الريع النفطي الخليجي ككنز عي بابا الذي لا ينضب وفي التجارة والمبادلات على مستوى العالم ومحملة تكلفة رفاهيتها المفرطة والمستفزة لبؤساء الدول الفقيرة والمهمشة وشعوبها ولا أحد يسألها كيف ستتمكن من تمويل عجز ميزانيتها الخرافي ذي الأرقام الفلكية فهل ستتحول منظمة البريكس إلى ثورة استراتيجية ليخروج العالم من هيمنة القطب الواحد والتحول إلى عالم متعدد الأقطاب يكتنفه حس التعاون والتبادل والسلم الدولي؟