قرار تخفيض سن التقاعد في المكسيك وتأثيره على الإبداع البشري مقارنةً بالتجربة الصينية
احمد صالح سلوم
2025 / 7 / 3 - 08:43
المقدمة
في عالم غربي نيوليبرالي متوحش، من الدانمارك الى حكومة شارل ميشيل وحكومة ائتلاف اريزونا البليدة في بلجيكا في التعامل مع كبار السن بلا رحمة، وبسن تقاعد يصل إلى السبعين عاما أو ما يقاربه، تبرز قرارات بعض الدول كمنارات للتفكير الإبداعي والإنساني، متحديةً التيارات النيوليبرالية التي تهيمن على الساحة العالمية. قرار رئيسة المكسيك، المنتمية إلى التيار اليساري التقدمي، بتخفيض سن التقاعد، يمثل خطوة جريئة تتحدى السياسات الغربية التقليدية التي تروج لرفع سن التقاعد إلى 67 أو حتى 70 عامًا. هذا القرار لا يعكس فقط رؤية اقتصادية بديلة، بل يحمل في طياته احترامًا عميقًا للإبداع البشري، حيث تُظهر التجارب التاريخية أن كثيرًا من أعظم الأعمال الأدبية والفنية جاءت من أشخاص تجاوزوا الخمسين أو الستين من العمر. يهدف هذا المقال إلى تحليل هذا القرار، مقارنةً بالتجربة الصينية التي تعتمد على التكنولوجيا والروبوتات بدلاً من رفع سن التقاعد، مع تسليط الضوء على الفلسفة الإنسانية التي تجمع بين الحزبين الشيوعيين الحاكمين في المكسيك والصين، ورؤيتهما لتعزيز الإبداع البشري بعيدًا عن قيود العمل الروتيني.
قرار تخفيض سن التقاعد في المكسيك: رؤية إنسانية
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، عن خطة لتخفيض سن التقاعد ليصل، إلى خمسة وخمسين سنة للرجال و53 للنساء بينما .في الصين ستين للرجال وخمسون للنساء ، وهي سياسة تتعارض مع التوجهات النيوليبرالية السائدة في الغرب. هذا القرار ليس مجرد تعديل إداري، بل يعكس رؤية عميقة تهدف إلى إطلاق العنان للإبداع البشري. فالمتقاعدون، الذين غالبًا ما يكونون في ذروة خبرتهم الحياتية، يجدون أنفسهم أمام فرصة ذهبية لاستكشاف طاقاتهم الإبداعية في مجالات مثل الأدب، الفن، والابتكار الاجتماعي. التاريخ يشهد على أن العديد من الروائيين العالميين، مثل تولستوي أو ماركيز، أنتجوا أعمالاً خالدة بعد سن الخمسين، بينما أبدع فنانون مثل بيكاسو في مراحل متأخرة من حياتهم.
الخطة المكسيكية تركز على تمكين الأفراد من الخروج من دوامة العمل الروتيني، سواء كان بيروقراطيًا أو فنيًا، ليتمكنوا من تخصيص وقتهم لمشاريع إبداعية تعكس تجاربهم وخبراتهم. هذا التوجه يعاكس السياسات النيوليبرالية التي ترى في رفع سن التقاعد وسيلة لتقليص النفقات العامة، غير عابئة بالتكلفة الإنسانية التي تتحملها الأجيال الأكبر سنًا، والتي تُحرم من فرصة الإبداع، فضلاً عن إغلاق أبواب العمل أمام الشباب.
النيوليبرالية ورفع سن التقاعد: سياسة تدميرية
في الغرب، أصبح رفع سن التقاعد إلى 67 أو 70 عامًا سياسة شائعة، تُروج لها الأحزاب النيوليبرالية تحت مسميات مختلفة مثل "الإصلاح الاقتصادي" أو "الليبرالية الاجتماعية". هذه السياسات، التي تُقدم على أنها حلول لتحديات الشيخوخة السكانية، تخفي في طياتها أجندة تدميرية تهدف إلى إطالة فترة العمل الإلزامي، مما يؤدي إلى استنزاف طاقات كبار السن ومنعهم من استكشاف إمكانياتهم الإبداعية. في الوقت نفسه، تساهم هذه السياسات في تقليص فرص العمل للشباب، الذين يتميزون بتحررهم من القوالب التقليدية وقدرتهم على تقديم حلول مبتكرة.
النيوليبرالية، التي تُعطي الأولوية للربح على حساب الإنسان، تتجاهل حقيقة أن العمل الروتيني في سن متقدمة قد يكون مضرًا بالصحة النفسية والجسدية. كما أنها تُغفل القيمة الإبداعية للأفراد الذين يتمتعون بخبرة حياتية غنية، والذين يمكن أن يسهموا في إثراء المجتمع إذا أُتيحت لهم فرصة التقاعد المبكر. في هذا السياق، يظهر قرار المكسيك كخطوة ثورية تهدف إلى استعادة الكرامة الإنسانية والإبداعية.
الصين ونهجها في مواجهة تحديات العمالة
على النقيض من التوجهات الغربية، تتبنى الصين، تحت قيادة الحزب الشيوعي، نهجًا مختلفًا لمواجهة تحديات الشيخوخة السكانية ونقص العمالة. بدلاً من رفع سن التقاعد، تعتمد الصين على التكنولوجيا المتقدمة، وخاصة الأتمتة والروبوتات، لتعويض النقص في القوى العاملة. هذا النهج يعكس رؤية استراتيجية تركز على زيادة الإنتاجية دون المساس بكرامة الأفراد الأكبر سنًا.
الصين، التي اعتبرت أن سياسة الطفل الواحد (1978-2015) أنجزت أهدافها وينبغي تجاوزها ، تواجه اليوم أزمة ديموغرافية تتمثل في انخفاض عدد المواليد وزيادة نسبة كبار السن. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، من المتوقع أن تصل نسبة الأشخاص فوق سن 65 في الصين إلى 17.1% بحلول عام 2030، مما يعني انخفاض عدد الشباب العاملين الذين يدعمون المسنين. لكن بدلاً من إجبار كبار السن على العمل لفترات أطول، تستثمر الصين في الروبوتات الصناعية والذكاء الاصطناعي، التي تعمل بكفاءة عالية على مدار الساعة، مما يعزز الإنتاجية دون استنزاف الموارد البشرية.
هذا النهج يعكس احترام الحزب الشيوعي الصيني العميق للإنسان، حيث تُتيح للأفراد فرصة التقاعد في سن مناسب، مما يمنحهم الوقت لاستكشاف إمكانياتهم الإبداعية، سواء في الأدب، الفن، أو المجالات الأخرى. على سبيل المثال، شهدت الصين في السنوات الأخيرة ازدهارًا في الأعمال الفنية والأدبية التي أنتجها أفراد في سن متقدمة، مما يعزز فكرة أن التقاعد المبكر يمكن أن يكون فترة إبداعية غنية.
مقارنة بين المكسيك والصين: رؤية إنسانية مشتركة
رغم الاختلافات في السياقات الاقتصادية والاجتماعية، يشترك الحزبان الشيوعيان الحاكمان في المكسيك والصين في رؤية إنسانية تركز على تعزيز كرامة الفرد وإتاحة الفرص للإبداع. في المكسيك، يهدف تخفيض سن التقاعد إلى تحرير الأفراد من قيود العمل الروتيني، مما يتيح لهم استكشاف طاقاتهم الإبداعية. في الصين، يحقق استخدام التكنولوجيا المتقدمة نفس الهدف، من خلال تقليص الاعتماد على العمالة البشرية في الأعمال الشاقة، مما يمنح الأفراد حرية التفرغ لمشاريع إبداعية.
كلا الحزبين يرفضان المنطق النيوليبرالي الذي يرى في رفع سن التقاعد حلاً للتحديات الاقتصادية. بدلاً من ذلك، يسعيان إلى إيجاد توازن بين الإنتاجية الاقتصادية واحترام الإنسان، سواء من خلال تمكين المتقاعدين في المكسيك أو من خلال الاستثمار في التكنولوجيا في الصين. هذه الرؤية تتجلى في سياسات تعكس احترامًا للخبرة الحياتية وتفتح المجال للأفراد لتقديم إسهامات إبداعية بعيدًا عن ضغوط العمل.
تأثير تخفيض سن التقاعد على الشباب
إحدى الفوائد الرئيسية لتخفيض سن التقاعد في المكسيك هي فتح فرص العمل للجيل الشاب، الذي يتميز بتحرره من القوالب التقليدية وقدرته على تقديم حلول مبتكرة. الشباب، الذين غالبًا ما يكونون أكثر انفتاحًا على التغيير والتجريب، يمكنهم إدخال أفكار جديدة إلى سوق العمل، مما يعزز الابتكار في مختلف القطاعات. في المقابل، فإن سياسات رفع سن التقاعد في الدول النيوليبرالية تحرم الشباب من هذه الفرص، مما يؤدي إلى إحباطهم وتقليص إمكانياتهم الإبداعية.
في الصين، يعالج استخدام الروبوتات والأتمتة هذه المشكلة بطريقة مختلفة، حيث تتيح التكنولوجيا تقليص الحاجة إلى العمالة البشرية في المهام الروتينية، مما يسمح للشباب بالتركيز على الأعمال التي تتطلب الإبداع والابتكار. هذا النهج يعزز التوازن بين الأجيال، حيث يتمكن كبار السن من التقاعد مبكرًا، بينما يجد الشباب فرصًا للعمل في مجالات تتطلب مهارات عالية.
الإبداع في سن التقاعد: أمثلة ودراسات
التاريخ مليء بأمثلة على أفراد أبدعوا في سن متقدمة. على سبيل المثال، كتب الروائي الروسي ليو تولستوي روايته "الحرب والسلام" في الخمسينيات من عمره، بينما أنتج الفنان الإسباني بابلو بيكاسو بعض أعظم أعماله الفنية بعد سن الستين. هذه الأمثلة تؤكد أن التقاعد المبكر يمكن أن يكون فترة ذهبية للإبداع، حيث يتحرر الأفراد من ضغوط العمل ويتفرغون لاستكشاف شغفهم.
في المكسيك، تشجع الخطة الجديدة على خلق بيئة مواتية للإبداع، من خلال توفير دعم مالي واجتماعي للمتقاعدين، مما يتيح لهم الانخراط في مشاريع أدبية، فنية، أو اجتماعية. في الصين، تدعم الحكومة مبادرات تعليمية وثقافية للمتقاعدين، مما يعزز من إسهاماتهم في المجتمع. هذه السياسات تعكس فهمًا عميقًا للقيمة الإبداعية للأفراد في سن متقدمة، وتسعى إلى تمكينهم من تحقيق إمكانياتهم الكاملة.
التحديات والمستقبل
رغم الإمكانيات الكبيرة لقرار تخفيض سن التقاعد في المكسيك، فإنه يواجه تحديات، مثل ضغوط النيوليبراليين الذين يرون في هذه السياسة تهديدًا للنمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن الرؤية الطويلة الأمد تشير إلى أن تمكين الأفراد من الإبداع يمكن أن يسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وإبداعًا. في الصين، تواجه سياسات الأتمتة تحديات تتعلق بتكاليف التطوير، لكن الاستثمار المستمر في التكنولوجيا يضمن استدامة هذا النهج.
في المستقبل، يمكن أن تشكل التجربة المكسيكية والصينية نموذجًا للدول الأخرى، حيث تُظهر أن احترام الإنسان وإتاحة الفرص له للإبداع يمكن أن يكون أكثر استدامة من السياسات النيوليبرالية التي تركز على الربح على حساب الكرامة البشرية.
الخاتمة
قرار تخفيض سن التقاعد في المكسيك، مقارنةً بالنهج الصيني في استخدام التكنولوجيا لتقليص الاعتماد على العمالة البشرية، يعكس رؤية إنسانية تتحدى المنطق النيوليبرالي الغربي المتوحش في اوروبا الغربية والولايات المتحدة . كلا النهجين يسعيان إلى تمكين الأفراد من استكشاف طاقاتهم الإبداعية، سواء من خلال التقاعد المبكر أو من خلال تحرير العمالة من المهام الروتينية. هذه السياسات تؤكد أن الإنسان، بكل خبراته وإمكانياته، يظل في صميم أي مشروع تنموي حقيقي. في عالم يهيمن عليه الربح، تظل هذه التجارب منارة أمل لمستقبل يحترم الكرامة البشرية ويطلق العنان للإبداع.
………….
ملحق: تفاصيل مخطط الحكومة المكسيكية لتخفيض سن التقاعد إلى 55 عامًا للرجال و53 عامًا للنساء
مقدمة
في خطوة تاريخية تعكس رؤية إنسانية وتقدمية، أعلنت الحكومة المكسيكية بقيادة الرئيسة كلوديا شينباوم، المنتمية إلى الحزب اليساري "مورينا"، عن مخطط لتخفيض سن التقاعد إلى 55 عامًا للرجال و53 عامًا للنساء. هذا القرار، الذي يهدف إلى تعزيز الإبداع البشري وتحسين جودة الحياة، يمثل تحديًا مباشرًا للسياسات النيوليبرالية السائدة عالميًا التي تدفع نحو رفع سن التقاعد. يستعرض هذا الملحق تفاصيل المخطط، أهدافه، آليات تنفيذه، والتأثيرات المتوقعة على المجتمع المكسيكي.
تفاصيل المخطط
1. تخفيض سن التقاعد:
- ينص المخطط على خفض سن التقاعد القانوني من 65 عامًا (الحالي في معظم القطاعات) إلى 55 عامًا للرجال و53 عامًا للنساء، مع مراعاة اختلافات القطاعات العمالية.
- يُتيح القرار للأفراد التقاعد المبكر دون عقوبات مالية، مع ضمان معاش تقاعدي كافٍ يعكس سنوات الخدمة.
- يُطبق المخطط تدريجيًا على مدار خمس سنوات، مع إعطاء الأولوية للقطاعات ذات الأعمال الشاقة مثل التعدين والصناعات الثقيلة.
2. الأهداف الرئيسية:
- تعزيز الإبداع: يهدف المخطط إلى تحرير الأفراد من العمل الروتيني في سن مبكرة، مما يتيح لهم استكشاف طاقاتهم الإبداعية في مجالات مثل الأدب، الفن، والابتكار الاجتماعي.
- دعم الشباب: من خلال فتح فرص العمل للأجيال الشابة، يسعى المخطط إلى تقليص معدلات البطالة، التي بلغت 2.7% في مايو 2025، مع وجود 1.7 مليون عاطل عن العمل.
- تحسين جودة الحياة: يركز المخطط على تمكين الأفراد من الاستمتاع بحياة أكثر صحة وإنتاجية بعد سنوات من العمل.
3. آليات التنفيذ:
- إصلاح نظام التقاعد: سيتم تمويل المخطط من خلال إعادة هيكلة صناديق التقاعد، مع زيادة مساهمات أرباب العمل في القطاعات ذات الأرباح العالية.
- برامج دعم المتقاعدين: تشمل الخطة برامج تدريبية وثقافية للمتقاعدين، تهدف إلى تشجيعهم على الانخراط في أنشطة إبداعية، مثل ورش الكتابة والفنون.
- التعاون مع القطاع الخاص: ستُشجع الشركات على تبني سياسات تقاعد مرنة، مع تقديم حوافز ضريبية للشركات التي تدعم المخطط.
4. الفئات المستهدفة:
- العمال في القطاع العام والخاص، مع التركيز على الفئات التي تعمل في ظروف شاقة.
- النساء، اللواتي يحصلن على سن تقاعد أقل بسنتين تقديرًا للأعباء الإضافية التي يواجهنها، مثل المسؤوليات العائلية.
....
التأثيرات المتوقعة
1. على المتقاعدين:
- إتاحة الفرصة للأفراد لاستكشاف شغفهم الإبداعي، مما قد يؤدي إلى ازدهار ثقافي وأدبي في المكسيك.
- تحسين الصحة النفسية والجسدية من خلال تقليص ضغوط العمل في سن متقدمة.
2. على الشباب:
- زيادة فرص العمل، خاصة في ظل ارتفاع معدل البطالة بين الشباب، مما يتيح لهم تقديم حلول مبتكرة في سوق العمل.
- تعزيز الإبداع الشاب، حيث يتميز الجيل الجديد بتحرره من القوالب التقليدية.
3. على الاقتصاد:
- تحفيز الاقتصاد من خلال زيادة الإنفاق الاستهلاكي للمتقاعدين، الذين سيحصلون على معاشات كافية.
- تعزيز الإنتاجية من خلال إدخال قوى عاملة شابة ومبتكرة إلى السوق.
......
مقارنة مع السياسات الغربية
على عكس الدول النيوليبرالية التي ترفع سن التقاعد إلى 67 أو 70 عامًا، كما هو الحال في إسبانيا حيث ارتفع سن التقاعد للنساء إلى 66.67 عامًا في 2025، يمثل المخطط المكسيكي تحديًا مباشرًا لهذه السياسات. النهج النيوليبرالي يركز على تقليص النفقات العامة على حساب كرامة الأفراد، مما يحد من إبداعهم ويحرم الشباب من فرص العمل. في المقابل، يعكس المخطط المكسيكي رؤية إنسانية ترى في التقاعد المبكر فرصة لتحرير الطاقات الإبداعية ودعم الأجيال الجديدة.
التحديات
- التمويل: قد يواجه المخطط تحديات مالية، خاصة في ظل الحاجة إلى زيادة مساهمات أرباب العمل وإعادة هيكلة صناديق التقاعد.
- الضغوط النيوليبرالية: من المتوقع أن تواجه الحكومة انتقادات من الأحزاب والمؤسسات المالية التي تدعم رفع سن التقاعد.
- التكيف الاجتماعي: يتطلب المخطط تغييرًا ثقافيًا في كيفية نظر المجتمع إلى التقاعد، ليُنظر إليه كفترة إبداعية وليس نهاية المسيرة المهنية.
الخاتمة
مخطط الحكومة المكسيكية لتخفيض سن التقاعد إلى 55 عامًا للرجال و53 عامًا للنساء يمثل خطوة ثورية تهدف إلى إعادة تعريف مفهوم التقاعد. من خلال تمكين الأفراد من استكشاف طاقاتهم الإبداعية وفتح فرص العمل للشباب، يعزز هذا المخطط رؤية إنسانية تركز على كرامة الفرد وإسهاماته في المجتمع. في عالم تهيمن عليه السياسات النيوليبرالية، تظل هذه الخطوة منارة أمل لتحقيق توازن بين الإنتاجية الاقتصادية والإبداع البشري.
……….